الهدف : 447 (ص 16)
غرض
- عنوان
- الهدف : 447 (ص 16)
- المحتوى
-
تهفاة- سحطهنا نل داج الافه
بادىء ذي بدء لا بد من الاعتراف » بأنني واحد من
الاكثرية التي اشار اليها الاستاذ معن بشور بمقالته القيمة
( الديمقراطية هي الطريق ) )١( » والتي غمرتها موجة فرح
عارمة لدى سماعها نبا اطلاق حرية القائد الكبير احمد بن
بللا » الذي ارتبط اسمه بالقضية التي استشهد من اجلها
مليون مناضل بطل ٠٠ قضية تحرير الجزائر من الاستعمار
الاستيطاني الفرنسي » واعادتها الى احضان الامة العربية
باعتبارها جزء لا يتجزأ منها » والذي كان البادر الاول في
اعطاء مثل حسي ملموس لابناء امتنا العربية عامة والشعب
العربي الفلسطيني على وجه الخصوص » على اههمية
وضرورة وجدوى اسلوب الكفاح المسلح في مواجهة الاستعمار
الاستيطاني » ودحره » وكانت مبادرة بن بللا ورفاقه والثورة
التي تكللت بدحر المستعمر الفرنسي » محفزا اساسيا من
المحفزات التي شجعت وقادت الى ظهور المقاومة الفلسطينية
التي اتاحت لنا جميعا شرف المساهمة في النضال من اجل
قضيتنا العربية المقدسة ٠١٠ القضية الفلسطينية !
دلالة المشاعر التي اثارتها المبادرة !
اثارت مبادرة القيادة الجزائرية لاطلاق حرية المناضل بن بللا » موجة
ارتياح واستبشار ليس بالوسع كتمائها او التستر عليها ٠ والاهر الللحوظ انها
( الموجة ) لم تقتصر على فئات المثقفين وحدهم » وانها شملت فئات واسعة هن
' |]ابناء الطبقات الشعبية في وطننا العربي ٠ هها يطرح سؤالا : اعتقد انه هام »
4 5 حول الدؤوافع التي حركتها المبادرة وطبيعة المشاعر التي اثارتها : أهي عواطف
شخصية عابرة ء ام انها مشاعر تعكس رعبات وامنيات وآهال شعبية تتفاعل
في اذهان جماهيرنا العربية + وتبحث عن « رهز » يخرج معركتنا القومية والى
أحد ها الطبقية هن الأزق الذي يأخذ بخناقها لدرجة ان المعارك الجائبية ضمن
|اطار الدائرة الاتقدمية والوطنية تكاد تطفى على المعركة الاساسية وتتحصول
التناقضات الثانوية الى تناقضات رئيسية ؟
اذا سلهنا بوجود عواطف حبيسة تحاه بن بللا » بقيت محتفظة بحيويتها
رغم تقادم اربعة عشير عاها عليها + فلا بد ان نسلم فورا : بأنها ليست
عابرة ٠ وانها هي تعكس نمطا هن الامال المعقود على هذا النمط هن القادة
والرؤاد الذين انجبتهم حركة القومية العربية الحديئة وثورتها الوطئيسة
الديمقراطية التي صنع نهوذجها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ٠٠١
وبعبارة اخرى ٠ انها مشاعر كامنة في اذهان الدماهير عن هرحلة
الخمسينات واؤائل الستينات ٠ وهي بهذا المعنى : تعكس نوعا هن الحنسين
الى امجاد تلك المرحلة ٠ والتهني او الرغبة في تكرارها : مها يكشف للعيان
ان اطرحلة الراهنة تفتقر الى الزعامة القومية الى الرهز الذي مثله عبد الناصر
09/8//0 راجع عدد السفير ]١١
ف
وين بللا الامر الذي يصون درسا على لوحة الواقع الزاهن > خب ان تقر
الزعامات والاحزاب والدول » كي تتعلم شروط الزعامة القومية ,٠١ | 1
لسنا نبالغ ء ولا نحمل الامور اكثر مها تحتهل © وانها نشير 2
الواقع الذي نعيشه حاولا ان تفترضوا عودة الملك فاروق او اطلك عبدارر
الملك السنوسي او الملك .فيصل او عبد الاله » وقدروا ساعتها نوع مش
الكراهية التي ستثيرها عودة هؤلاء الملوك ٠ والتي ستكون مليكة بار سر
وخيبة الامل والاستنكار والحزن والتشاؤم ٠٠١ |
ثم حاولوا ان تفترضوا سقوط السادات والحسن الثاني والحسين وه
السعودية » وقدروا هشاعر الارتياح والبهجة والاعتزاز والتفاؤل ,٠١ _/
وحاولوا ايضا ان تفترضوا عودة عبدالناصر » وتصوروا انكم
وهو يعلن تأميم قناة السويس او يخطب في الجامع الازهر داعيا للواجهة العيوان
عام 1101 » وبعد ذلك الافتراض والتصور تطلعوا الى الشوارع وشا مسري
اخلايين وهي تهتف ناصر ٠٠6 ناصر ٠,٠١ ناضصر !.١
ما معنى هذا كله » وما هي الز عامة القومية » يا ترى ؛
معناه اننا نعيش فراغا قياديا رغم مليارات برام
النفط ومليارات الدولارات والخطب ورغم تضخم الامكانيان
والقدرات الادية » وتعدد الزعامات ومراكز القوى ...
أها عن الزعامة القومية : فعودة الى مرحلة الخهسينات وشاهدوا عبر
الناصر : اصلاح زراعي ٠ كسير طوق السلاح بشرائه من تشيكوساوفاكيا 5
تأهيم قناة السويس ٠.0١ مجابهة العدؤان الثلاثي ٠١ اقامة الوحدة هع سورياء,
ستقولون ان كسير طوق السلاح قد اتسع الان واصبح السلاح السوفياني
في متناول الايدي ء وان التأميم قد اتسع وأصبح نفط العرب للعرب ٠.6 وان
مجابهة اسرائيل قد تجاوزت الدفاع الى الهجوم وشن الحرب الرابعة ٠٠١ وان
الوحدة قد ضمت السودان وليبيا الى جانب هصر > وسوريا والعراق واليمنيين
الخ ,
ولكن عندما تفرغون من مراجعة ههذه التصطورات
ستكتشفون انها لا تعادل تلك الانجازات المتواضعة التي
حققها عبد الناصر !
اتعرفون » اذا ؟
لا تكمن اهمية صفقة السلاح التشيكي » في الجاتب العسكري » وانها
في كونها موجهة اصلا ضد الاهمبريالية واسرائيل والرجعية ولذلك شكلت تحر
صارخ وكانت عاهلا من العواهل الهامة لرفع معنويات الجماهير وشحن مشاعرها
القومية واعتزازها بقيادة عبدالناصر ٠ هنا يكمن الفارق بين تلك الصفقة
المتواضعة : وبين اكوام وأكداس السلاح المتوفرة اليوم في مخازن لحكومات
والزعامات الرسمية ٠
ْ لقد جابه عبدالناصر العدوان الثلاثي بطاقات الشعب المصري ووزع ها
يقرب من هليون قطعة سلاح على الشعب » ووقف يخطب في جامع الازهر تحت
وابل قنابل بريطانيا وفرنسا واسرائيل + ونجح في ردع اللعتدين واجبرهم على
الانسحاب ٠٠ في هين ان الحرب الرابعة » انتهت الى كمب ديفيد وفتحتابواب
القاهرة اهام بيفن ٠٠١
لست بحاحة لان اطيل > فالاهر نفسه عن الفارق بسين تأهيم قنساة
التتويسن وتاميم النفط ووحدة مصر وسوريا والوحدات الاخرق ٠
إذن , فان الزعامة لا تتحقق بمجرد استلام السلطة او تحفيق المنجزات 6
والها هي تتحقق عندها تكؤن السلطة والمنجزات مكاسب تمتلكها الجهاهسير
5 ها وتعبر عن ارادتها !.٠
د راطيا بن بللا في استخدام السلطة والمنجزات التسي
حققاها » من اجل الوصول الى الجماهير » في وقت ان الزعامات والقيسادات
والحكام القاكدون + فشلوا في اشغال الفراغ الذي تركه عبد الناصر » رغم
السلطة التي في ايديهم ورغم المنجزات التي حققوها
مرة اخرى » لاذا ؟
اللللم
ان الجواب يكمن في طبيعة المرحلة » فقبلا كانت زعامة عبد الناصر وبن
بللا صاعدة وغير مثقلة بأعباء السنوات الثلاثين المنصرمة ودروسها المخيفة
لكل الذين تستعبدهم السلطة .٠٠٠ وقبلا كانت زعامة عبد الناصر وبن بللا »
تنجز ثورة للجماهير ٠ وغير مثقلة باعباء الانجازات والتطورات التي استنفدت
طاقات القوى الطبقية التي نهضت بمرحلة الثورة وشقت طريقها 5٠١ وقبلا
كانت الدماهير تصفق للاصلاح الزراعي ولشراء السلاح هن البادان الاشتراكية
وتاميم قناة السويس ٠ 1
اما اليوم فائها ( الجماهير ) تطلب الديمقراطية والاشتراكية واستخدام
انسلاح ضد اسرائيل وقطع النفط عن اهيركا !,٠١
من هنا يمكننا تحديد طبيعة مشاعر الارتياح والبهجة التي اثارها قرار
قيادة الثورة الجزائرية » بأنها تعبير عن « رغبات وامنيات وآمال شعبية
تتفاعل في اذهان جماهيرنا العربية » نتيجة انخراطها وعيشها في ميدان
المعازك الشرسة والمصيريّة انتى خاضتها حركة الجماهبر العربدة ضد اعدائها
القوميين والطبقيين على امتداد الحقبه الزمذيه لماضيه !
وعندما توصف هذه للمشاعر » بانها « رغبات وامنيات وآهال شعبية ٠١»
فان هذا النعت يحدد طبيعتها ( المشاعر ) بأنها تقدمية ووطنية » لان اهنيات
الجماهير العربية وآمالها + لا يمكن ان تكون الا مناهضة للاستعمار والصهيوئية
والرجعية على طول الخط » وبما انها معادية لاعدائها القوميين والطبقيين »
فانها لن تكون الا تقدمية ووطنية على طول الخط ايضا !
ولكن الاعتراف بتقدمية ووطنية مشاعر الارتياح والابتهاج التي اطلق
عنائها نبأ اطلاق حرية رهزها ( المشاعر ) وعودة بطلها ( بن بللا ) يثير
ملابسات تمس بومدين شخصيا وسائر القيادات الرسمية والشعبية الموجودة
حاليا والمسؤولة عن ادارة وتوجيه المعركة القومية بحكم المراكز التي تشغلها
والامكاديات المتوفرة لديها » مثلا : هل ان الرئيس الراحل بومدين ليس تقدميا
وليس وطنيا : طايا نه هو الذي سبب كبتمشاعرنا التقدمية والوطنية تجاه
رهز من رموز كفاحنا العربي ؟ ثم هل ان ربط كرية بن بللا بقضيته
الديمقراطية » تعني ان الحكام العرب ليسوا ديمقراطيين رغم كلامهم الكثير
عن الثورات والانجازات والمعركة التي يقولون انها ستحرر القدس وفلسطين
المغتصبة ؟
فيما يتعلق بالسؤال الاول : لا بد من ازالة اي لبس حول تقدمية ووطنية
ان
الرئيس الراحل بؤهدين » اذ تابع الرجل اسهام الجزاكر في المعركة القوؤهية
وكان الى جانب عبدالناصر اثناء هريمة 1177 ٠ كما كان احد الاقطابالمؤسسين
لجبهة الصهود والتصدي وابرز اللناهضين لخيانة السادات وارتمائه بأحصان
اميركا واسرائيل ,٠١
ولكن اذا تجاوزنا تسجيل هذه الحقيقة > فلا بد هن الاعتراف بأن عمليسة
احتجاز بن بللا » بل ان الاطاحة به عملية ليس لها ها يبررها اطلاقا : اذا ها
حاكمنا الموضوع من زاوية غير ذاتية » بشهادة الوقائع التي هي اشياء عذيدة ٠
فحين نراجع عهد الرئيس الراحل بومدين : لا نجد انه فعلي اكثر س الاستهرار
على نهج سلفه ان لميكزاقل واذا حاولنا التدقيق فسنجد ان الثورة الجزائرية
تضررت من عملية الاطاحة بزعيمها وقد عانت قيادة بوددين هن ذلك الفرر
كثيرا قبل ان تتمكن هن استعادة زهمام اللمبادرة التقدمية والوطنية التي كادت
تفقدها بسبب الخضة الناجمة عن اسقاط سلطة بن بللا ٠ :
لذا فان اعتبار هبادرة القيادة الجزائرية » خطوة على الطريق السليم © |"
وعملية تصحيح لخطأ ما كان ينبغي ان يقترف > لا يعني ان الرئيس الراحل |
بومدين قد خرج عن اطار النهج التقدمي الوطني الذي رسمه بن بللا » خاصة
اذا ها نظرنا الى الموضوع هن زاوية مقارنة ما فعله السادات بعد عبد الناصر ٠
ان فراغ الزعامة القومية الذي تشعر به الجماهير العربية ١ امر هلموسن |[
لكل ذي عينين » ويكفي للتدليل عليه » ليس فقط بهوجة الارتياح التي تحظى | ١
بها قضية حرية بن بللا » وائما بؤسع القيادات القائمة ان تحاول فعل ها كان |
عبد الناصر او الخميني ايام الشاه يفعله : كان عبد الناصر يحرك جمااهير|"
ألاهة العربية هن المحيط الى الخليج بخطاب من القاهرة > وكان الخميني » بثداء
من باريس » يحشد الجماهير في شوارع ايران ضد سافاك الشاه وجيشه ٠
فهل بوسع زعامات اليوم ان تفعل مثل هذا ؟
ان طريق الزعامة الى الجماهير باتت مقرونة باطلاق الحريات وابامت
الديمقراطية للجماهير الشعبية » وبدون اللجوء الى هذه الوسيلة فان العزلة
سوف تتابع التفافها حول مواقع زعامات اليوم حتى تقضي عليها !
ان هعركتنا القوهية الراهنة » وفي ظل اختلا لموازين القوى باتت تحتاج ١|
اكثر هن ذي قبل الى طول اللدى والنفس ٠ ومعلوم ان الحروب الطويلة تعتمد 0
أكثر ما تعتهد على الجماهير ٠ ومعلوم ايضا ان جماهيرنا العربية : باعتبارها 5
اهم طاقات معركتنا القومية مقيدة ومعطلة ٠ 1
ان الذين يفكرون في خوض المعركة ضد اسرائيل بالاعتماد على ارقام |
الدبابات والطائرات والصواريخ لا يصلحون اطلاقا لقيادة المعركة . لسبب هام |
جدا ء نلحظه بها يقال ويشاع عن امتلاك اسرائيل للقنابل الذرية ٠ القيادات |
الحالية تشكو من عدم امتلاكها طائرات متطورة مواجهة ال ( اف ١0 ) وعلى
افتراض انها امتلكت ميغ 0؟ . ا؟ : 8؟ ٠.١ ٠ الخ ء ولكن هن اين لها امتلاك
القنابل الذرية ؟
اجمعوا السلاح على مختلف انواعه واعدوا الجيوش ولكن ذلك كله لن يعطي |
اكثر هما اعطته الحرب الرابعة ٠ ولذلك فان موازين القوى لن تتغير لصائحنا ها
لم ندخل في حساباتنا طاقات الجماجير ونيني تخطيطنا على اساسها ء
تذكروا الفراغ الذي هلأته القاومة الفلسطينية بعد هزيمة ١97!7 ء وقارضوه
بالضياع الذي اعقب هريمة ١148 ودرب تتثشرين ء ولاحظو' ان القاومة كانت || - هو جزء من
- الهدف : 447
- تاريخ
- ٢١ يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10381 (4 views)