الهدف : 450 (ص 21)
غرض
- عنوان
- الهدف : 450 (ص 21)
- المحتوى
-
لست أدري فيما اذا كنت مجنونا ... اكلن
المفاشضيين يقولون انني كذلك .
كنت أشعر بدوار رهيب يكاد يفجر رآسي ...
أشعر ان المكرة الارضية تدور بي بسرعة هائلة
لا تكاد تصدق .
ثم انني اتقيا كيفما اتفق ... اشمر كذلك ان
القىء يدور معي ... المفاشي يقف فوق راسي يتمتم
بكلمات لا افقه منها شيئا ... نم انني لا أرى منه
الا شبحا ... اسمع تمتماته حينا وصراخه حينا
آخر ... ومع ذلك لا أفقه شينا ... بدا الصراخ
يخفت رويدا رويدا ٠.
وبدأات سرعة دوران الارض ترداد ... وبدا شبح
الفاشي الواقف فوق راسي يضمحل رويدا رويدا ...
ثم بدات اضمحل تدريجيا الى ان أصبحت نقطة ...
ثم اختفت هذه النقطة ,
# 6د #
أفقت من فيبوبتي التي لا ادري كم مضى عليها من
الوقت ... وجدت مجموعة من الفاشيين تحيط بي
وكنت ممددا على ارض ملجا .
اققرب احد الفاشيين وركلني برجله على
راسي سائلا :
كم قتلت من ١ المقوات اللبنانية » ؟
لم اقتل احدا .
المى أي تنظيم مخرب تنتمي 2 الى الجبهة
الشعبية » أم المى فتح »؛ ام المى الديمقراطية ؟
لوسدة ممه
لا انتمي الى أي تنظيم .
هل تدربت على اللسلاح ؟
1
3
ثم اعطاني بندقيبة « كلاشن » وطلب مني أن
اسحب الاقسام ٠
أخذت البندقية وبدلا من ان اسحب اقسابها الى
الخلف دفعتها الى الامام .
وهنا انهالوا علي ضربا وركلا ... تم علقوني
بسقف الملجا بعد أن نزعوا ملابسي وانهالوا علي ضريا
« بالكرابيج » التي مزقت الكثر من انحاء جسمي ...
ازدادت دهشتهم عندما لم اصرخ او اطلب منهم الرحمة
ثم اخذوا يطفئون سجائرهم في انحاه متفرقة من
جسمي ... لكن سرعان ما اعتراهم الاهول كوني
لم اصرخ ,٠..
فقال احدهم : ألم اقل لكم انه مجنون ؟ انزلوه .
فانزلوني ...
كنت آشعر بالام مبرصهة من جرآهء الضرب
والحرق ... لكنني لا ادري لماذا لم اصرخ 9 هل سبب
ذلك « ليتر العرق » الذي فتحوا فمي وصبوه في جوف
قبل اغمائي ؟ ام ان سبب ذلك هو السيجارة الغليظة
الني دخنت منها مرغما ؟ أم هي الابرة الني
« زرقوني » بها ؟
عندما فتحوا فمي وصبوا فيه زجاجة ( المرق »
شعرت بنار تحرق حلقي ... ثم بعدها مباشرة شمرت
ان الارض تدور بي ٠
* * #ر
دخل احد الفاشيين وعصب عيني نم جرني خارجا
ووضعني في صندوق سيارة ثم اخذوني الى محلة
اللسلخ حيث انتزعوا العصابة عن عيني واوقفوني
ملاصا اجدار تهدم نصفه > سحب أحدهم أقسام
بندقيته ثم صوب فوهة البندقية نحوي ... كنت انتظر
الموت ينطلق من فوهنها لكن احساسي كان متبلدا
كائني مخدر ...
ظل مصربا الإندقية نحوي وبقي الآخرون بلاحظون
آثار هذه اللحظة على ملامحي ... اعتقد انهم لم
بلاحظوا هلما على وجهي كما هو المفترض ... وبرلا
من الهلع كنت كانني في منوم ... أحلم ... يا البي
هل احلم وانا اواجه الموت ؟ ... بماذا كنت احلم ؟
لقد رايت امي واخوني الثلائة ..,
عند سقوط مخيم تل الزعتر » قالوا لنا : التجمع
عند جامع المخيم كي ينقلنا الصليب الاحمر الدولي '
ودوات جامعة الدول العربية الى المنطقة الغربية من '
بيروت .., ذهب ابي وامي واخوتي الصفار واخوتي
الكبار الى الجايع وهناك وجدنا جماهير غفيرة معظيهم
من النساء والاطفال ولكن دون فائدة .
وفجاة ظهر الفاشيون من حزبي اللكتائب والاحرار
مدججين بالسلاح واحاطوا بنا ثم بدات طلقات الاسلحة
٠ الاوتوماتيكية » تنهال علينا ...
نظرت الى اخي موسى ابن السادسة عشرة فوجدته
ممددا على الارض يتخبط بدمه © وقد بدات الدماء
الفزيرة تسيل من صدفه , |
أما أمي فقد اصابت راسها رصاصة طرحتها ارضا
دون حراك ويداها متشابكتان حول جسم اخي أحمد
البالغ من الممر ثلاث سنوات . لكن احمد استطاع
أن ينتزع نفسه من بين ذراعي امي ويزحف قليلا ثم
عاد الى امي وقبلها في رآسها ... عندها جذبته من "
يده وجلسنا مع اخوتي الصفار بين الناس ٠
ساقنا الفاشيون الى مقبرة مخيم تل الزعتر قرب
حديد ابو علي بادي ... هناك تلقانا فاشيون جدد
وبداوا باطلاق النار على الجماهير ... قتل اخي
محمد الذي يبلغ العشرين من الممير برصاصة ف
راسه ... اما اخي علي فقد سقط ارضا والدماء
تنزف من صدره فمرروا مجنزرة فوق جثته حيث سحقته ١
سحقا فاختلط اللحم بجنزير الحديد ولم ببق
منه شينا .
أحاط بنا الفاشيون ووضعوا اربعة وثلاثين ذكرا من
الرجال والاولاد في سيارة « بيك اب » وانطلقوا بنا
الى الاشرفية حيث خلفنا وراعنا مجازر تقترف بحق
النساه والاطفال ,
* # وير
كنت احلم وارى امامي هذا الشريط الدامي من
المناظر ولم آكن اعي ما يدور حولي ...
أفقت على اطلاق النار نحوي لكن الرصاصات لم
التفت احد الفاشبين المى الآخرين وقال لهم : الم
اقل لكم انه مجنون » لم يرف لله جفن ونحن نصوب
البندقية نحوه , :
* # ور
بعد ستة اشسهر من التعذيب والاختبارات اكنشفا
الفاشيون انني مجنون فافرجوا عني مع سبع اطفال
ذاقوا منهم مر العذاب . لكن ابي لم يفرجوا عله وأنا
اراه مرة اخرى ...
تل الزكقر...
جمرائ لاسْطقِن اذابقي للارض هيكل
ع بأ بس
ها نحن نبدأ أو ننتهي »© نفتح بوابة جراحنا » ونطل على السابق من
الجريمة من خلال حاضر مجرم . نقف امام ثقب في الذاكرة لم يندمل بعد .
ونتحرك امام رسوم الحياة بصخب مجئون » نقول الكلمات »© تقولنا المعاني.
ثم نتراجع مقهوربن بددءا من التراث ووصولا المى حاضر لم نمسك
بعد به . نحن الانسان لسنا سوى كمية من القصدير ©» او جزيرة اسماك
نضب الماء من خياشيمها » صار للعمر رائحة المزلة النفي - القضبان.
لكننا نعيش مرحلة افتراض العيش لذا لا زلنا نقاوم موتنا امام مجازر
الانظية , او تحت قذائف الحضارات .
هت 7ب
ها انذا مائل الان امام لوحات وافرة المضامين . لكنني احس بشلل
اصابمي امام هذه المشاهدات المتوازية في الموت والحياة . اراني لا استطيع
الصراخ . لا استطيع جمع العناصر » ربيا لاننا اصبحنا كتلة رائعة من
الماضي او تسرب الوقت من امانينا التي وظفنا انفسنا لاجلها . قد نقول
سلاما للحياة او سلاما للندم . فد نقول ...
لكن لا خيار لنا حين تصم الدماء مهجورة الى هذا الحد ,
لا خيار ساعة تكسر الممصافم اجنحتها بمناقرها وتسلم نفسها
للقاتل . : :
أحيانا اتساءل عن دهشة لم افهمها . لكنني ارند الى مرابا الساحات
واقف كصليب مكسر اشخص ببقايا الاوائي الانسانية . اعترف بانني كحاضر
تجاوزني اللنسيان وارقص مع الملعنة تحت ظل ضلوع . اقول لا حاجة بنا
للبكاء » لا حاجة بنا .. هو المذبول سيد الافاكين . ونحن موثقين بربساط
ماني العقد . ندور دائما حول موتنا لكننا . ندمر. . ندمر الحانات والاكواخ»
لاجل ثكنة الآباء الملوك , 5
آه ... ماذا ترانا نقول » كم بقي من المسافات لنلامس وجوهنا .
أو نوسد الرماد .
آه ... ماذا نقول للزعتر السري حين نهاجر على طول هذا العالم
المعربي ونرجع بدون اعناقنا . هل ادفع ثمن الكلمات . الآن اقسم بدم الخبز
من ان عالمنا باص تتنقل فيه الانظية © ونحن الجسر الذي يحمل جنارتين »
الاولى صمتنا . والثانية الانتظار . فمتى يطوف السري من الدم على موائد
الاباطرة الخونة . متى نقتلع من اعماقنا رهبة موتنا ونواجه الحياة
بقساوتها . حينها تهب صبحة بقظتنا . او يقظة صيحتنا . وتطلع اللشواهد
منحنية امام خرابنا وسط هذا الححر « مع تسكين الجيم » الانساني
لهواء الارض ,
-8
نمالوا نتذكر ان للذاكرة طعمنا اليومي .
تمالوا نحمل بقايا انكساراتنا او مزابل اجسامنا لمملنا حبنها نهتز او نهز
غيمة ذعرنا الوهمي ..,
اعترف ان زماننا . زمان القتلة . ونمترف ان عمرنا نجاوز القادم من
المعمر ... لكن من ينكر ان تشسعبا ابيد في عاصمة فقره والزعتر لا زال ينبت
كل عام اغصانا دموبة الخضرة .
هوذا الفراغ فراغنا . لكن هل تملينا مسن الاعواد المنصوبة في
الساحات . ان الخناجر غم قابلة للنماس . وان دمنا اكبيد النزيف .
-5-
سلاما للزعتر ساعة نحاور موتانا الاحيا: .
سلاما لموتنا الذي أحيا الشهداء ,
: _ 0
/َ 0١
حسين رافك )
باتل الزعتر
بقام :صالح زهرالديّن
ياتل الزعتر ... والزعتر ... من كل االمالم
خالدة افنية صمودك
بافية افلية اللو مسجلة
فوق جبين الطفل الاسمر
سالوني : ما اسمك 9
فلت لهم : زعتر
أصبح في موطئنا .., أكبر .
يات الزعتر قالوا : ومتى كانت اسماء البشر
بافية أغنية اموت مسجلة باسماء نبات ؟
في ذاكرة الشعب الاكبر ولماذا باسم الزعتر بالذات ؟
تدوياصوات حناجره
يا تاريخ الموت الاحمر ومن زمن الاستشهاد :
قلت لهم : من زمن المشق »
يا تاريخ النصر الاكبر سمتي ثوار المالم
يا تاريخ اللجد الاكبر باسم الزعتر
سجئل في صفحات خلودك في زمن الرعتر ..٠.
أسطورة شعب لا يقهر كم من بشر حملت اسماء نبات
سجل في صفحات خلودك بل وباسم الزعتر بالذات
رجل الثورة » طفل الزعتر في زمن الرعتر ايضا
سجل في صفحات خلودك كم من بشر
باق ابدا ... تل الزعتر .
آب الماضي » افرخ زعتر لا... لن ينسى تل الزعتر
اصبح للزعتر رائحة وعلى صدر المجد سيبقى
تشبه طعم الموت في ذاكرة الشعب سيبقى
وطعم الدم نجمة ذكرى ... تل الزعتر
وطعم النصر لا... لن ينسى تل الزعتر
وطعم فلسسطين لن بنسى شعب لا يقهر
الآتي ... من تل الزعتر .
آب الماضي » انبت زعتر
وزاع في الارجاء بدورا
نبتت ... تشمبه نل الزعتر
أصبح كل المالم ... زعتر
وسيبقى آبد الابدية
باق ابدا تل الزعتر
باق باق ابدا اكبر .
كانت أفضل منهم : حيوانات .
ل
© - هو جزء من
- الهدف : 450
- تاريخ
- ١٨ أغسطس ١٩٧٩
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 23709 (3 views)