الهدف : 365 (ص 16)

غرض

عنوان
الهدف : 365 (ص 16)
المحتوى
« اختاري واحدا ‎٠‏ واحدا فقط » .
وتطلعت المرأة مشدوهة » لا تصدق ما تسمع ‎٠‏ لاا بد
انها اخطأت الفهم » او ربما هو لم يفهم بالضبط ما تريد »
لا بد ان الامر كذلك » يستحيل ان يطلب اليها ذلك ‎٠‏
وكررت الام توسلها ‎٠٠١‏ لقد جاورت المتراس "في التل
طوال شهرين » وفخرت باولادها مقاتلين » ولكن ان يساقوا
كالنعاج ‎٠٠٠‏
‏« اختار ولدا من اولادي ؟ وكيك اختار ؟! ‎١‏
‏وكيف تختار الام ولدا واحدا » تعطيه الحياة مرة اخرق»
في حين يساق فلذاتها الاربع الاخرين الى الموت ؟
اد عاد عر
كانت تلك لحظة من لحظات :مأساة طويلة اسمها تل -
الزعتر ‎٠‏ الام واولادها الخمسة امام المسؤول الكتائبي في
الدكوانة ‎٠‏ من حولهم وحتى مخيم الزعتر » كانت الجثث تصل
المسافات ببعضها ‎٠‏ وكتل بشرية تتحرك في كل اتجاه » تبحث
عن منفذ الى الحياة » في حزام الحصار الفاشي .
- « ولكن + كيف اختار'بين ابني وابني > بين بعضي
وبعضي ©» كيف » !ا
المسؤول الكتائبي بدأ يفقد صبره ‎٠‏ فلديه امورا اخرى«اكثر
اهمية » من هذه الام الملحاح » المتوسلة حياة اولادها الخمسة >2
يبلغها للمرة الاخيرة وبلهجة الحسم : «الشباب جميعهم يجب
ان يموتوا ‎٠‏ ولكن اسمح لك باختيار واحد منهم ‎٠‏ واحد فقط.
تأخذينه معك الى حيث تذهبين » ..
.في كل مأساة لحظة تمثل قمتها العاتية ‎٠‏ لحظة تتفوق
دائما على محاولة وصفها ‎٠‏ الكلمة فيها تصبح شكلا لا يتسع
للاحاسيسن ‎٠‏
ألا اختار بين ولدي وولدي ؟ تريدني ان اوزع الموت والحياة
على اولادي 1
”اما ان تفعلي او تذهبي وحيدة » قالها وكأنه لم يلد
قط من رحم ام ‎٠‏ ولاحظ اولادها ان هذا الطاووسن الفاشسي
المتعنجه قد فقد صبره م ‎٠.‏
‏« دعينا تحسم الامر يا اماه ‎٠‏ فليذهب اخي ©» » 6ه
لا ! فليذهب اخي الاكبر» يستطيع ان يعتني بك »يستطيع
ان ‎٠٠.٠‏ »
0 وراحوا يدفعون بعضهم بعض الى الحياة ‎٠‏ كل واحد منهم
يتسابق الى مقصلة الفاشيين لانقاذ الاخر ‎٠‏
‏كانت الوقفة على القمة طويلة ‎٠‏ كانت اطول لحظات عمر
هذه الام الفلسطينية ‎٠‏ حسهمها الاشقاء بالاصرار : « يذهب ‎٠:‏
اصغرنا معك » ‎٠‏ والتفتوا الى جلاديهم 0 اقتادوهم الى حسيف
اقتادوا رفاقهم قبلهم ‎٠‏ الى حيث اقتادوا اباء وابناء » امهات
واحفاد ‎٠‏ ولم يذهب بهم الجلادون بعيدا . ما همهم لو
شاهدتهم امهم يقتلون امامها ‎٠‏ فهم لم يولدوا من رهم
امهات ‎٠٠١٠‏ (!)
وامسك صغيرهاً بيدها ‎٠‏ صعدا الى الشاحنةءالى الحياة ؟
ْ علد عو
الطريق كانت طويلة من تل الزعتر الى الحياة في يوم
الثاني عشر من شهر اب ».عام 1ل/9إ9( ‎٠‏ بدت بلا نهايية٠٠'‏
واحتضنت الام ولدها : سأحبه كثيرا كثيرا » وفوق طاقة
الانسان على الحب ‎٠‏ ساوهم نفسي هو هم كلهم ‎٠‏ شساحاول
ان اوهم نفسي » ساحاول ‎٠٠‏ اما لهذه المسافة من نهاية ؟!
وتوقفت الشاحنة عند المتحف ‎٠‏ ولفت الام ذراعها الاخرى
حول فلذتها. ‎٠‏ ما خطر في بالها بأن تلك اللحظة الطويلة في
الدكوانة لم تنته بعد ..
« فلينزل هذا الفتى » » قالها الغلام المدجج كمن استهدى
على طريدة » وهو يقف مع امثالكه على الحابز الفاشي -
المصيدة التي كانت تلتقط من استطاع الافلات من المصايد
الفاشية الاخرى » التي نصبت على الطريق الطويل بين تل
الصمود والمتحف ‎٠‏ /
وانتفضت الام ‎.٠‏ شدت بكلتي ذراعيها حول ولدها » حتى
الالم .
: - « ولكنهم سمحوا له بمرافقتي » اعطوني ورقة بذلك ‎٠‏
‏خذها » اقرأها ‎٠‏ كانوا خمسة قبل عدة دقاكق ‎٠‏ لم يتبق لي
غيره ‎٠‏ لقد اعطوني ورقة بذلك »» وقاطعها الغلام الفاشي
الماجميج::
« الشباب جميعهم. يجب ان يمؤتوا ‎٠‏ وليس هناك اوراق
نعتمد عليها » ‎٠‏
« ولكنهم سمحوا له ‎٠‏ كانوا خمسة ‎٠٠‏ واعطونى ورقة ‎٠٠١»‏
لم يأبهوا لها ‎٠‏ كانت تصرخ » انزلوا صغيرها ‎٠‏ افلت من
ايديهم للحظة وتوجه نحوها ‎٠‏ قبل يدها :
« تشجعي يا امي ‎٠‏ صحيح اولادك ماتوا ولكنك الان تملكين .
كل القاتلين ابناء. لك » ‎٠‏ وقفل عائدا الى جلاديه ‎٠‏ اقتادوه
الى الرصيف ‎٠‏ كانوا اسيرع هن سائق الشاحنة » فقد تمرسوا
شهورا طويلة ‎٠‏
وتحركت عجلات الشاحنة بدورات مثقلة > ‎٠‏ تاكن المسافة
القصيرة المتبقية من رحلة الدم » وتعبر البوابة المشؤومة ‎٠‏
‏الجماهير غفيرة هناك ‎٠‏ اناس ينقظرون بلهفة » احتمال/ان
' يطل مفقود من الاهل من الابناء من الاحباب وصحافي ل ون
يتراكضون معهم نحو الشاحنة القادمة » يسجلون ويلتقطون
الصور ‎٠.‏
اد جنر عن
« ها اسمك يا امرأة ؟
وتتطلع بنظرة زاكفة >
- « قال لي » اصبحت الان ام كل القاتلين » وقبل يدي ©»
يا ولدي » قبل ازياخذوه » ...
0
رعاست).
هو جزء من
الهدف : 365
تاريخ
٢١ أغسطس ١٩٧٦
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)