الهدف : 368 (ص 14)

غرض

عنوان
الهدف : 368 (ص 14)
المحتوى
ل
تكوم يوسف افندي فوق الدرج
واستسلم للبرودة تتسلل الى عظامه
عبر فخذيه ‎+٠‏ قال لنفسه انالجلوس
على الثلج اخف وطأة من الاستمرار
في السير فوق الرصيف ذهابا وايابا
والبندقية تحذفر في كتفه خطا بلون
الكلية ‎٠١‏ والليل يبدو طويه
ومضجرا ‎٠١‏ ويزيده كآبة صوت طلقات
نارية وقذائف هاون بين الفينسسة.
والاخرى قادمة من الشوارع الفرعية
‎٠٠‏ القى البندقية في حضنه واتكاً
عليها بمرفقيه ‎,١‏ راقب ورقة تدور'
حول نفسها بين عجلات السيارات
باتجاه التمثال وحين صفعه الهواء
واقشعر بدنه ادخل اصابعه تمصت
القبعة وهرش ها تبقى دسن شعر
في رأسه ثم بصق لاعنا كل شيء و
فكر ‎٠١‏ قال ان الضباط ينامون فوق علىاسرتهم
الوثيرة وان عليه هو ان يمضي الساعات الاريع
يقرع بحذائه الكقيل بلاط الرصيف ويغالب في أن
الاجهاد والنعاس والضجر ‎٠‏ وامام عيئيه انتشسر
نفر قليل من شرطيين مرهقي الاجساد ‎٠‏ والساحة
تصغر رقعتها مع اشتداد الظلمة ‎٠‏ وتحت مصباح
هزيل يعبر سكير متسكع » ترتعش خطواته وهي
تقتنص فرصة للنجاة من حيز الصدفة او غفلة
عين من قناص في زاوية هما ‎٠٠‏ على سطح ما 7.0
وفي ذهن يوسف افندي تختلط المفاهيم كما تختلط
المرئيات في عينيه ‎٠‏ يبحث جاهدا عن تحديد لمعنى
الموت والليل والعبور ‎٠٠‏ يسقط في قبضة الارهاق
وفي مجلسه البارد خلف المتراس الرملي ‎٠‏
وتمضي ساعة وهو هناك يلقي من خلال الفرجة
بين اكياس المتراس نظراته الكليلة ‎٠١‏ ترتخي
فبضته على البندقية الملقاة باهمال على ركبتيه
ويروح يحلم بالخبز: والمنزل: والاولاد ‎٠١‏ والحلم
وسيلته الوحييدة للاتصال بهم هناك في زاروب
الطمليس ‎٠‏ وفي ذاخله يكبت الشبق والحنين ‎٠‏
‏وتسقط قذيفة ‎٠١‏ اكنتان ‎٠‏ ويوسف افندي اعتاد
الصوت المنفجر في الفخارج وفي داخله ‎٠٠١‏ اعتاد
سقوط القذائف بعيدا او قريبا منه ‎٠‏ وهو لايستبعد
ان تقتله احداها في يوم ما ‎٠١‏ في لحظة ما ‎٠١‏ امر,
واحد يرجف اوصاله كلما فكر فيه ': رصاصة تأتيه
من داخل المخفر ‎٠‏
والساحة تمتد امامه واسعة وغامضة ‎٠١٠‏ النخلات
المصطفة كجنود التشريفات بعضها سقط بفعل
القذاكف وبعضها اسقطته مؤخرا املالة ايام الجوع
‎٠‏ تل تاقا تاء٠٠.‏ تك ‎٠‏ وتسقط كقتيل مجهول
الهوية ‎٠١‏ يتسابقون في جمع البلح الناضج ..
تستنكر انت : كان ينبغي هزها فقط ‎٠‏ ولكن 00
تندفع بفعل الجوع تجمع الثمرات المحطمة تحت
اقدام الجنود والشرطيين ‎٠٠‏ تفسلها وينابك
الشعور بالرضى ‎٠٠‏ تتساءل بطريقة احصائية : كم
ستكفينا هذه البلحمات ؟٠‏ ويصدمك مرآأى الصينية
يصعد بها شرطي الى مكاتب 'الضباط حافلة
بالصحون وطعام ملفوف بالورق الفضي ‎٠‏
‏ولا شيء يبشر بالامل ‎٠٠‏ يصعد الشرطيون
واحدا تلو الاإخر الى مبنى السرية ولا يبقى غسير
الساحة الخاوية الرهيبة وحطام السيارات وزجاج
الابنية ‎٠٠‏ وانت .. والتمثال ما يزال يقف وقفته
الابدية بملامحه الغريبة وازيز الترصاص لا يتوقف١٠‏
ويوسف افندي انضافت الى ثقافته اسماء اسلحة
جديدة ‎٠‏ ينظر الى قاعدة التمثال فلا يجد احدا من
الاطفال المشردين ‎٠‏ جميعهم قتلوا وهو حمل
جثئثهم وذيل المحضر بتوقيعه » شاهدا رغما عذسه
انهم قتلوا برصاص مجهولين ‎٠‏
يوسف افندي ‎٠‏ سيحاسبك الله « يوم تشهد
عليهم ايديهم وارجلهم » ‎٠٠‏ ولكن ماذا لو ؟. يقنع
نفسه ان لا جدوى هن الادلاء بشهادة صادقة ‎٠.‏
‏.سوف يأتون اليك منخلف مبنى الشرطة٠‏ يقتادونك
وفوهة بندقية تنغرز في خاصرتك »© تدفعك الى
الامام وسط رعب الزهلاء واستنكار الضابط الذى
لا يفعل غير ان يجري اتصالات هاتفية ‎٠١‏ وتكسز
رصاصة داخل المحلات العمومية تفصلك الى الابيد
.عن عالم زملائك الذين يتجرعون الرغب كل
ويعود يفكر فيالزوجة والاولاد وحظهم الاوفر
هناك في الزاروب ‎٠‏ يفكر بوجوه الزملاء الكالحة
رعبا وندما ‎٠٠‏ يتهامسون كال معتاد حول الاوامر التي
ينبغي تنفيذها رغما عنهم » وحول خطب الضباط
المنمقة عن الانضباط وارتفاع العسكر عن الغايات ‎٠‏
خمس عشرة سنة وانت تصغي الى الخطب
المنمقة دون رد فعل ‎٠١‏ ماذا فعلت بنفسك يا
يوسف افندي ‎٠‏ منذ خمسى عشرة سنة لم تكن
تدري ان ذلك سيحدث ‎٠٠١٠‏ وقفت مشدودا امسام
« البيك » تحاول كتم انفاسك, وصوت لهاك
مسموع ورهيب ‎٠‏ والوالد يتكلم وذراعاه ترسمان'
الكثير من الحركات على نحو لم تألفه :
- ابني يا بيك ‎٠١‏ ابني سيدخل الدرك ‎٠١٠‏ ابذي
امانة برقبتك ‎٠١‏
وتمضي الايام مشحونة بالترقب والخوف مسن
السقوط ‎٠٠‏ وفي يوم يفجأك دركي بخبر قبولك ‎٠‏
‏وتنقطع خمس عشرة سنة عن القرية ‎٠٠‏ تزورها
في فترات متباعدة وتسقط فى الوحل حتى اذنيك ‎٠١‏
‏أيوسف افندي ‎٠١‏ يا للسخف ‎٠‏ واللقب الجديد
يلتصق بك بلزوجة السمك الكريه ‎٠‏ يوسف افندي
المشدود داخل البزة والحذاء العسكريين ‎٠‏ وداخل
اشخصيتك العسكرية تكاد تنسى ذاتك البشرية١٠‏
يرتفع الدم ساخنا الى اذنيك وانت تصافح صديقا:
قديما ‎٠٠‏ تفتقد عبارات السلام التقليدية وتخونك
الجرأة على الثبات فتمضي ‎٠١‏ تتجرع الخيببة
كل يوم ‎٠‏
‏ولا شيء الان يبشر بالامل ‎٠١‏ تفكر بالهرب ‎٠١‏
‏وتدري ان الاخرين يفكرون مثلك بالهرب1. ولكنكم
جبناء ‎٠‏ تدركون ان ثمة من يُستفل خوفك م
وحرصكم على الراتب ‎٠‏ فيزداد الكبت رهيبا في
صدوركم » والحقد يتحين الفرصمة للتعبير عن
ذاته ‎٠٠‏ ولكن الضباط والقناص لا يتركون لك
الفرصة للتفكير بذلك ‎٠٠‏ رصاصة الى يميذك واخرى
الى يسارك وانت تدري أن باستطاعته اصابتك
واذت قادم من جهة الاسواق » وانه انما يقنعك
بعدم جدوى الحقد ما دمت في مرمى بندقيته ‎٠‏
خا عار علو
يمضي ليلته على القعد المعدني الطويل ‎٠١‏
‏ويستيقظ على الخبر المادوي كحزمة من ديناميت
( العريف حسين قتل على حاجز الارز ‎٠١‏ قتل على
الهوية فيما نجا زميل له كان يرافقه لياتيا
بالطعام للضباط ‎٠١‏ )
تكوم يوسف افندي على « البنك الحديدي ((
5
.وندت عنه اخ » مشحونة بالقهر والالم والحقد ‎٠١‏
‏.تعلقت عيناه بالدرج الصاعد الى الطابق العلوي
'والعريف حسين يحمل الصينية على كفه بتوازن
.عجيب يذكر بعمال المطاعم وساقاه تقفزان فوق
الدرج تكاد عضلاتهها تمزق سروال شرطي السير
المنفوخ في اعلاه والهامة ترتفع مصعدة كعملاق
ا
الاساطير والوجه الطافح بشيرا ووداعة ‎٠٠‏ كل ذلك
انتهى عند الحاجز وعلى الهوية ‎٠‏ وسيكلف يوسشف
افندي بالانتقال لوصف وضعية الحثة الرأس
باتجاه الجنؤب الساقان' باتجاه الشمال ورصاصة ,
في الرأس ‎٠١‏ في العنق ‎٠١‏ في القلب ‎٠١‏ في ‎٠١‏ اخ *'
وينتفض يوسف افندى باكيا كطفل ‎٠٠١‏ يتحلقون
من حوله « على الهوية ("( ‎٠٠‏ يرتسم الحقد في
الوجسوه والاخ المقهورة تسود وسط صمت الوت 2
والترقب والذكريات ‎٠‏ وفي الطابق العلوي يفكر
ضابط بمقدمة ادبية فذة للمحضر تحقيق حول
الحادرث ..
ينتفض يوبسف افئدي كا للدوغ ‎٠٠‏ يصرخ باكيا :
- كان اجمل من الارزة والله والوطن والعائلة ‎٠١‏
‏كان ..
يمسكونه ‎٠.١‏ يد على حزامه الجلدي العريض ‎٠٠‏
‏وسد على فمه ‎٠١‏ يدفعونه ‎.٠‏ تمتد يد لتفرغمسدسه
من القذائف وهو ينتفض ‎٠‏ يغالب اليد القابضة على
شفتيه ‎٠١‏ كان اجمل ‎٠‏ كان ‎٠١‏ يتراكض الضباط
‎٠١‏ يشتمهم وينسل مسسرعا إلى الشارع ‎٠٠‏ يتبعونة
اربعة شرطيين ‎٠٠١‏ خمسة ‎٠‏ يقفون على الرصيف '
ويكز الرصاص في الساحة ثم يصمت ‎٠‏ يلتفت
يوسف افندي خلفه ‎.٠١‏ يبصق على المبنى القديم
ويندفع. معهم يجتازون الساحة ويغيبون في الاسواق
الداخلية ‎٠‏
3 :#د كنا ار
حين وصل الى شارع المعرص شعر برغيتة كي
الجلوس على مدخل الفرن ‎٠‏ ولكنه تحامل على
نه 3 رغم اعياكة الشديد ‎٠٠‏ كان عليه ان يعبر
عة الرصاص
اول الشارع وسينما التياترو الكببير
الذي سينهمر عليه من متراس
في أن انه لا يشكل خطرا على
الصلح ‎٠.‏ تلفت حولة واطمآن .
ثمغابوا في الشوارع القريبة
المسافة بين
الامبير ‎٠‏ وان يوخي
مسلحىي ساحة رياض
شد آل ة على رأسة وتأكد من وجود مسدسة ‏
ثم اتدقع خلال المساحة' الرهيبة في مدى الرؤية
1" متراس: الامبير ‎٠١‏ انزلق على شظايا
ما محطم فوق رصيف التياترو الكبير وسقط
بون على الارض ‎٠١‏ انهمر الرصاص وتساقطت
فوقه عظايا العمود الحجري ‎٠٠‏ دقع بجسده يعنت
التصق بالجدار.يكاد يصرخ ‎٠١‏ كان عليه ان 0
بير موكيا مسلحي المتراس القريب انه لا
اشع بان رصاصة تستقر في رأسه وان المسافة
1 59 رياض الصلح ومنزله ابعد من ان
08 انسان ‎٠‏ وان واحد من شهداء [؟ نيسان
ندقية فى زاوية ما ويوجهها اليه ‎٠‏
‏يحمل بندفية ي ‎٠٠‏ وامتد دهر
: اخيرا وطرق الباب
2000-0000
دخل بارهاق ظاهر .. القى بقبعته على الطاولة
وراح يفك حزام
كشأنها كلم يوم
باهفال على السر
حابسة انفاسها
صوتها وكأنها تبكي :
اخير ؟!
من آأين يأتي الخير ؟٠‏
المسدس وامرأتة دقف صامتة
‎٠‏ رفع حزام المسدس والقاه
ير وزفر ‎٠‏ فاطرقت اللمرأة برأسها
8 . وجدف ' نة: فأتاه
وصمتا معا ‎٠١‏ وجاراهما الطفل كما يبدو 6
وحين انحنى ليفك شريط الحذاء الطويل تحركسست
المراة لتأتيه بالماء ‎٠٠‏ وطا عادت كان ما يزال“ يفك ْ
الشريط باعياء ‎٠٠‏ ادنت: طمست الماء من قدميسه |1
فالقى بالحذاء بعيدا وجدف ‎٠‏ ثم لعن اناسا كثيرين
وبدا الامر مألوفا بالنسبة للمرأة فائحنت تساعده 0 :
فيما راح يفك ازرار سترته ‎٠٠‏ نظر اليها مكتومة |
امامه والبخار يتسرب من شعرها اللمتهدل فوق 3
الطست فاشفق عليها ‎٠.‏ قال ان الحياة لا تطاق: 0
وانه ضجر من كل شيء ‎٠6٠‏ من الوظيفة والقتل
ومن الخدعة الكبرق « يوسف افتدي » اسمة اللاصق
به بلزوجة السمك الكرية ‎٠‏
رفعت المرأة وجهها وكررت :
شير ؟!
كان قد هد قليلا وقد تخلص من سترتة ‎٠‏
لا خير : ‎٠٠‏ قتلوا العريف حسين ‎٠‏ 0
صرخت المرآة وبكت وكأنها تعرف العريفا ‎٠'‏ |
ذهبت بالطست وظل هو جامدا بانتظار أن تعؤد ‎٠‏
‏وحين عادت قال بلا اقتناع : |
لولاك .. لولاك انت نا كنت هكذا ؛: يوسف
افندن 0. يا للسفف ‎٠0‏ افندي براتب خادم تجر
امرأة فى الحمراء ‎٠‏ 00
ان ترس في الحديث دان يفرغ شحنات 2
الغضب فى وجه المسكينة ‎٠‏ لكنه ضمت ‎٠١‏ تذكر
انه كان يأتي في كل مرة ليفرج عن كربه بالزعيق | /
في وجهها ووجة الاولاد وان خمس عشرة سنة || |
6 اضاعها هباء فى خدمة اسياده ‎٠‏ 1
اقحمته المرأة في حديث عن المستقبل والراتب.,
والاولاد فكاد ينهار ‎٠.‏ ارتسمت في رأسه الف 03
7 اذا » راحت تختلط بصور شتى : العريف |
حسين ‎٠‏ تظاهرات وجموع غغاضبة ‎٠٠١‏ رصاص
ينهمر وفتيان يسقطون قرب البربير وحواجز
مسلحين : « قف يا ابن العاهرة ‎٠‏ انت منهم له
نجوم معدنية تلتمع على الاكتاف وق الوجوه:'يسكن |
الاحتقار ‎٠٠‏ ضابط يصرخ كخطيب فذ ‎٠٠‏ وتشعر
انك الة حتى العظم وان داء المفاصل يسبكنك الى
الابد ‎٠٠0‏ 0
يوازن بين الماضي والمستقبل ويروح يفكر في انه
قد يقوم بعمل نافع لاول هرة ‎٠١‏ . 00
؟ شباط 9!1(/شحيم ‎٠١‏ .
ربيع سِب مى) ‏
هو جزء من
الهدف : 368
تاريخ
١١ سبتمبر ١٩٧٦
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22439 (3 views)