الهدف : 379 (ص 14)
غرض
- عنوان
- الهدف : 379 (ص 14)
- المحتوى
-
أ هع اساس استفحال النزعة الانهزامية اليسارية :
حيث يحق للجماهير انتزاع وخلع ممثليها مباشرة » ولا يضاهيها ويتفوق عليها
آلا المضمون الاشتراكي الديمقراطي لديكتاتورية البروليتاريا ٠
ان الكاتب » في النهاية » بعد عملية تنصله من المهام السياسية للمرحلة
بحجج مختلفة ©» يرى في بداية مقاله « ان تطورات الاحداث الراهنة تؤكد
مدى طوباوية وجهة نظر الكاتب » » كما يرى ؤنهاية مقاله » ايضا » اننا
لم نفعل بما قدمناه سوى « زيادة الاوهام التي تعاني منها الحركة الوطنية
والجمامير » ٠
فالكاتب ينفي عمليا » رغم ولعه بتحديد الشروط النظرية للوضع الثوري
|انذي نشا في لبنان » امكان احداث اي تأثير ما دامت هذه هي طبيعة القوى
'|السياسية المهيمنة وما دامت القوى الثورية الاخرى» ضعيفة وعمرها قصير
وكوادرها غير مجربة ! انه ينفي امكان عمل اي شيء مؤثر وحاسم »© أليس
هذا ما حدث في النهاية ٠ ألم تبرهن « تطورات الاحداث الراهنة » مدى
مثالية وجهة نظرنا ؟! ولكن الم تبرهن » ايضا » على الافلاسس والعجز النظري
والسياسي لكثير من القوى وادعياء اليسار » الم تبرهن على عدم وجود
]| نضال ثوري جدي للتأثير في هذ «المرحلة بالذات سواء ابان الوضع الثوري
( او انفضاضه اليوه ') والتفكير « بالمرحلة القادمة » فقط ؟!
يقول لينين : « ان الماركسي الذي تنسيه امكانية هذه المرحلة المقبلة
| واجبه الان ٠٠١ انما يكون برجوازيا صغيرا » ٠ ( رسائل في التاكتيك )
ان جنين المرحلة القادمة لن يولد الا من رحم المرحلة الراهنة »ان
النشاط الثوري الايديولوجي والسياسي والدعاوي والتنظيمي » انطلاقا من
| رؤية عملية استراتيجية تتصدى لهذه المهام المحددة من تطورات ومنعرجات
| المرحلة السياسية ولكافة معضلات ومهام الثورة بشكل عام » هو وحده الذي
أسيحدد ولادة الحزب الثوري من رحم وتجارب المرحلة الراهنة :٠
ان النزعة الانسحابية » والتنصل وغسل اليدين » لا تنمي سوى التبجح
| والنظرة التأهلية ٠ وهي مريحة لضمير البرجوازيين الصغار ٠ الم يثبت «الواقع»
| صحة توقعاتهم ؟! الواقع الذي يفهمونه » دائما » بصورة وصفية فوتوغرافية »
| وليس بصورة نشاط وصراع طبقي على مختلف الصعد ٠
سابقا عكان التشوش الفكري وغياب تمثل الماركسية كمنهج عملي
لتحليل الواقع المحدد يؤدي الى خلل خطير في التصورات والافكار فيتم استبدال
!| التحليل العلمي الدقيق بألفاظ وكليشهات عامة « ماركسية » وباحكام اخلاقية
!| « ثورية » يسارية ٠ وهذا التشوش وعدم تمثل ال ماركسية كان يتم على ارض
ا سياسية وتاريخية محددة » بداية تحول وانفضاض عدد من التنظيمات
البرجوازية الصغيرة القومية عن البرجوازيات العربية في اثر خيانتها للقضية
١|الوطنية » وسعيها الى محاولة تبني الفكر الاشتراكي بصورة انتقائية
أهشوشة ٠سيما ان الاحزاب الشيوعية العربية التحريفية لم تساهم » بالطبع»
في تثبيت تقاليد فكرية منهجية ونضالية شيوعية » مما زاد في تخبط العديد
هن العناصر والتيارات الديمقراطية الثورية » وعدم قدرتها © بالتالي على
]حفر مجرى نضالي مؤثر في حركة الواقع ٠
وكانت هذ «العناصر والتيارات والقوى تتحجج « بهيمنة » القوى السياسية
الاخرى على العمل السياسي » لتبرير عجزها الفكري والسياسي عن حفر
مجراها الخقاص ٠
المماحكةاللفظية واستشا النزعة الانهزا صية المسارنية .
تند
وفي اثر الضربات الموجعة التي تم توجيهها » على يد التحالف الفاشي
الامبريالي الرجعي العربي : الى المقاومة والحركة الوطنية وشحب الارفس
ادثورية الصلبة من تحتهما من خلال الضربات العسكرية والابتزاز السياسي قتا
ادى الى تصفية الوضع الثوري » من الزاوية الاساسية » واحداث انفضاض
جماهيري من حولهما » في اثر ذلك اخذت تستشري النزعة الانهزامية اليسارية
بوتيرة اسرع وبأشكال مختلفة ٠ الم يثبت « الواقع » صحة توقعاتهم «العلمية»
العظيمة بأن القوى الوطنية الموجودة هي قوى نغمير شيوعية وتفتقد الى وجور
حزب شيوعي حقيقي » وانه من المستحيل القيام بأي شيء ما دامت هذه القوى
نفسها مهيمنة على العمل السياسي ؟ أليس في هذا المنطق » ضمنيا » ترحيبا
أبلها لضرب 'الحلف المعادي للقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية لع لمساعدة
امثال اولئك « اليساريين » على ازاحة « هيمنة » القوى الوطنية الاخرى
ليخلو لهم وحدهم جو العمل الثوري « الجدي » الذي لم يفعلوا شيئا من
اجله !!] ١
فالبنسبة للشعار الذي طرحناه « اقامة سلطة وطنية ديمقراطية » من
حلال الاطاحة الثورية بالشرعية الزائفة للنظام الكومبرادوري العميل » فانه
قد اخذ ينتقل » سيما بعد دخول قوات الردع العربية ( السورية اساسا )
من حيز الشعار الاجرائي الفوري الى حيز الشعار التحريضي ٠ ولكن لا يمكن
لاي شعار او موقف تكتيكي اخر الا ان يخدمه ٠ لا يمكن ان تقوم الدعاية
والتنظيم الثوري الا على اساسه ٠ ان الشعار التحريضي لا يعني مجرد
الدعاية والاعلام » بل تثوير وتنظيم الجماهير على اسّاسه ٠
ان الارض الصلبة التي تميد » يوما بعد يوم » تحت ارجل الحركة الوطنية
وامقاومة الفلسطينية هي نتيجة للجمل السياسات المترددة والاصلاحية التي
انتهجتها القوى المذكورة » والتي لم يتم مناهضتها بسياسة ثورية جماهيرية
حاسمة من قبل القوى والكتل الثورية الاخرى » هما ادى وها زال يؤدثي الى
-انتكاسة خطيرة كنا نحذر وندعو لاجل تلافيها ٠
والان ها هي مظاهر واسباب استشراء النزعة الانهزامية اليسارية »
والتي سيتفاقم' استفحالها اكثر فأكثر في المرحلة القادمة في ظل ظروف
التراجع ٠ والنقاش لدحض هذه النزعة بكافة مظاهرها واشكالها الراهنة
المقبلة ذو قيمة مزدوجة : منهجية وكفاحية ٠
وه مظاهر واسباب استشراء
النزعة الانهزامية اليسارية
اول مظهر لهذه النزعة هو : الاعتقاد باستحالة تحقيق اي تأثير سياسي
جدي في ظل وجود وهيمنة مثل هذه التنظيمات البرجوازية الصغيرة » او في
ظل سيطرة عقليتها السياسية السائدة على الاقل » وان اي تغيير سريمم
وحاسم في سياسة هذ دالاجزاب يتطلب وقتا وجهدا لا تسمح بهما ظروف المعركة
الدائرة » وعليه فان التصور بامكان انجاز اي تأثير جدي هو تصور مثالي وتعبير
عن نزعة ارادية ذاتية ٠ وهذا المظهر اقرب الى تفكير امثال الكاتب سميح
ابراهيم 5
نرد على هذه النقطة : بأنه لييس هناك حاجة لتكرار ان الشعارات ومجمل
المهام الذي يدعو اليه خط سياسي ثوري ليست مفصلة على مقاس الاحزاب
والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية » اذ لا حاجة لطرحها ما دامت هذه الاحزاب
ستقوم بها من تلقاء نفسها بحيث لا ينقص سوى القيام « بارشاد » «ووعظ “
خهار
هزه الاكزاب والتنظيمات « الجاهلة » لكي تتبنى المواقف والشعارات الثورية
إيني لها مصلحة موضوعية . بالفعل .من وراء تبنيها.٠
وى ما نطرحه هو المهام النضالية
للمرحلة السياسية الراهنة
ان ما نطرحه يستجيب لهام اللرحلة السياسية الراهنة » وهو عمل نضالي
ايديولوجي وسياسي وجماهيري وعسكري شاق ودؤوب لا بد من حفر مجراد
بقوة انطلاقا من الواقع السياسي الراهن وليس اللمرحلة المقبلة ٠
ان التأثير المطلوب احداثه في هذه التنظيمات والاحزاب لا ينبغي ان يتم
بشكل عام وفضفاض ٠ بل ينبغي ان يتم بشكل نوعي ومحدد ٠ انة تأثير في
الكتل والتيارات والعناصر الوطنية الديمقراطية الاكثر جذرية وتطورا في صفوف
هذه التنظيمات » حيث ينبغي العمل الدؤوب لاكتشاف هذه الكتل والتيارات
والعناصر والتأثير بها من خلال ارقى الاشكال ودفعها الى ممارسة دور سياسي
فمال ومنتظم على مختلف الصعد السياسية والايديولوجية والجماهيرية »
وانطلاقا من تبني رؤية استراتيجية علمية والشعارات والمواقف الثورية ٠
وهنا تلعب الدعاية الثورية » بمختلف اشكالها » والانخراط في مختلف
بواقع العمل السياسي والجماهيري والعسكري دورا حاسما في عملية التأثير
بالكتل والتيارات والعناصر الوطنية الديمقراطية الثورية ٠
اما اتخاذ مواقف التأمل والانتظار ٠ فأنها لا تعود الى ممارسة اي تأثير»
وهي تناقض جوهر الفهم الماركسي الكفاحي والخط السياسي الثلوري »
فالماركسية علم وكفاح ٠ « فعلمية » الخط ليست 'فقط مسألة ذهنية مجردة »
بل مسألة ترتبط جدليا بقيمته الكفاحية التغييرية ٠
ثم ينبغي عدم الاكتفاء بالتأثير في الكتل والتيارات والعناصر الثورية
الأكورة انفا ودفعها الى العمل المؤثر » بل ينبغي شق طريق التأثير السياسي»
والجماهيري المستقل ٠ فالنضال الحاسم هو بين صفوف الجماهير ٠ كماان
لظروف الثورية الاستثنائية كانت وما 'زالت » الى حد ما » تتيح مجالا اوسع
بها لا يقاس » للاستجابة لاي تأثير ثوري ٠
ان اي تأثير سيتم احدائه »هو في مواجهة منطق وعقلية الانبزاب
والتنظيمات وما تفرزه من استعدادات عملية ٠ هذا مع ضرورة الحذر الشديد
هن اتخاذ المواقف « الثورية » المراهقة من خلال اتهام هذه التنظيمات بالعمالة
او الخبانة :١٠ ٠ 5 5 -
و الفيانة ٠ اذ إن هناك فرق نوعي بين ان يقود سيادة خط اصلاحي انتهازي
دا الى الهزيمة 4 ف التهاية: »
دلك لان سيادة هذاالخط ١
مسألة يتحمل
وبين ان يكون هو « متأمر » منذ البدايية ٠
و ذاك وامكانية تهديده لمسيرة النضال ,الكارثة »
يتحمل وزر منعها كل القوى والتيارات والعناصر الشيوعية والديمقراطية
“ل 5ل العمل الثوري لحفر مجرى اخر : من 'جل سيادة خط ثوري آخر ٠
'قوو اجنين الثوري للمرحلة القادمة لا يمكن ان يولد الا من خلال ممارسة
200 وري في رحم المرحلة الراهنة سيما ان امكانيات الانتصار او الهزيمة
<< على هدق ممارسة نشاط ثوري في الاتجاه السليم او عدمه ٠
ف المظهر الاخر لاستشراء النزعة الانهزامية اليسارية فهو اقل خطرا من
بضعق اول الذي يرى استحالة ممارسة اي تأثير » فأنه يعبر عن نفسه
الشئ ممادرة والثقة بالنفس ؛ في ظل ظروف التراجع » واستفحال النزعة
عي ؛ والسقوط في نوع من الحيرة والنظرة التأملية غير الكفاحية ٠
4 لمظهر يعتقدون من جانب بصحة الخط السياسي العام والمواقف
الثورية ولكن . هن حانب 'خر . يقولون ان هناك استحالة في تطبيقها والافذ ]|
بها . او في افضل الاحوال . الاعتقاد ضمنيا ان « الخط ٠ صحيح وثلوري |
بالفعل . ولكن هناك حائلا زمنيا وسياسيا اهام تطبيقه والعمل به ٠ فلا بد
'ذن (مع المعرفة التامة بأن الزمن المطلوب هو زمن سياسي اساسا ) . من
فترة زمنية معقولة لكي يتاح لما فيهاالقيام بالتأثير المطلوب . سيما ان مسار
المحدود ببعض العناصر والكتل والتيارات السياسية والقيام ببعض الاعمال ]أ
'لجماهيرية ا لحدودة ٠ ولكن مهما فعلنا فلن يكون هناك تأثير قوي وحاسم ٠
ولذا . نحن ندرك ان ها نقوم به: الان . من تأثير محدود هو واجب ثوريضروري
دجلكن قيحته الاساسية تاريخية اي الاعداد للمرحلة القادمة ٠ ْ
هذا هو لسان حال المظهر !لاخر من النزعة الانهزامية الاحباطية : وهو اقل |
خطرا دون شك هن المظهر الاول الشديد الخطورة ٠ ْ
وردنا البسسط الموجز على المظهر الاخير . انه المطلوب يمارسة هذا |
ابتأثير المحدود بالذات ولكن بدأب وانتظام ومن خلال اساليب عمل غير حرفية ٠ |
داساليب عمل ثورية دعاوية وجماهيرية راقية تصل الى ابعد نطاق ممكن في )أ
تأثيرها . فالدور التاريخي لن يكون ناريخيا الا هن خلال تأثيره السياسي |
العميق في المرحلة الراهنة ٠ ْ
ان المطلوب هو داثها . ليس انجاز شعارا ان موقفا تكتيكيا محددا : المطلوب |
هو حفر خط ثوري دؤوب يحارس تأثيره على كل المنعرجات واللحظات السياسية» |
المطلوب هو مهام مرحلة كاملة لا يمكن انجازها الا بالتصدي الحازم لها سواء |
ابان النهوضض الثوري او التراجع : وتقصير عمر اية نكسة قد يتعرض لها |
النضال الوطني والديحقراطية لا يكون الا من خلال سياسة ثورية منسجمة الى ]
'لنهاية +
ان حظاهر النزعة الانهزامية اليسارية ستعبر عن نفسها باشكال وطرق
مختلفة في المرحلة الراهنة والقادمة : فينبغي رفع اعلى درجات اليقظةالثورية
والتحلي بالروح البروليتاري الطويل النفس وبالعزيمة الفولاذية التي تليق |0
بالماركسيين والثوريين : والتصدي الايديولوجي والسياسي الحازم لشتي |
النزعات الانهزامية اليسارية واليمينية ٠
لقد كتب لينين يمام !141 ( رسائل في التاكتيك ) «ان تجربة الحرب .
الانسان : تجعل الدعضي بلداء وتحطمهم ©
وتشد مراسهم » ٠ - هو جزء من
- الهدف : 379
- تاريخ
- ٢٧ نوفمبر ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39426 (2 views)