الهدف : 383 (ص 14)
غرض
- عنوان
- الهدف : 383 (ص 14)
- المحتوى
-
محمد حسنين هيكل : نحن كنا سبب الضياع والخيبة
ماذا يعنى تصاعد المعارضة داخل مؤسسات النظام الحاكم؟!
دازافحت ملنات فضا وجرا اللوسبرارورا صمي الت ؟!
الظاهرة اللافتة للنظر على الساحة المصرية فى
الاسابيع الاخيرة هي تصاعد المعارضة داخل مؤسسات
النظام الحاكم مما احدث شروخا هامة وذات دلالة في
التماسك والانسجام الظاهري الذي حرص النظام الساداتي
على الظهور به واستطاع ان يحقق قدرا كبيرا منه في وجه
الازمات العاصفة التي واجهته طوال العام ونصف الماضيين
٠٠ هذا التماسك الظاهري في واجهة السلطة المصرية والذي
كان يخفى باتقان مرة وبجلافة مرات التناقضات العميقة
والاخذة في التجذر بين ما يمثله النظام من مصالح وبين ما
تطرحه احتياجات بقية الطبقات الاجتماعية من سياسات
وتوجهات مغايرة ٠٠0
لقد بدأ هذا التماسك يتعرض وبشكل علني ومفضوح
للتحلل والفساد بفعل عوامل كثيرة لم يعد النظام بقادر على
استيعابها والمضي بها » رغم اعلان السادات كعادته بأنه
ماض في طريقه ولن يلوي على شيء مما جعل هذا الاعلان
الذي قد يبدو حمقا وكأنه اعلان عن رغبة في الانتحار ٠١!
او نوع من المكابرة لحفظ ماء الوجه امام « الاشقاء»
السعوديين و « ابناء العم » الصهاينة والاصدقاء الاميركيين |
لكن المسألة اعمق مما تبدو بكثير » وتكمن اساسا في الاسباب
التي جعلت منالرجعية العربية والعدو الصهيوني - الاميركي
حليفا ابديا للبرجوازية الحاكمة في مصر ١!
لقد حقق « السادات » ويا للغرابة الحلم القديم
لاحد رموز البرجوازية المصسرية في الزواج
الكاثوليكي ببن مصر والاستعمار البريطاني” ,,
حقق هلم امين عثمان « باشا » الذي كسان
« السادات » أكد البلتهمين باغتياله بسبب هذه
الرغبة التي لم يمهله التطور الاجتماعي لتحقيقها
٠ فقد قتل « امين عثمان » على يد مجموعة مسن
الشباب الوطني كان بينهم السادات في
الاربعينات ٠١ لمجرد الاعلان عن الرغبة في الخيانة!
٠ لقد حقق السادات الخيانة كاملة مع العمدو
الصهيوني والامبريالية الام دؤن أن يتذكر درس
التاريخ او يذكره به احد ؟!
المسألة آذن ليست رغبة في الانتحار ولا هي
عناد ومكابرة » لكنها قوة الدفع الطبقي للشريحة
الضيقة من البرجوازية الحاكمة ٠
واللسألة ايضا بالنسبة للمعارضين الجدد داخل
مؤدسات السلطة ليست رجوعا الى الحق »؛ او
تيقظا فجائيا للحس القومي والوطني » ولكنهما
اكتمال لنمو مصالح خاصة ومتعارضة مع مصالح
الشرائح العلد' السلطة ٠ فكل هؤلاء المعارضين
كانوا هنا عندما اتهم آلسادات ونظامه الشعب
المصري بأكمله باللصوصية ٠٠ وكلهم كانوا في
كامل قواهم العقلية عندما قطع النظام كلما يربطه
بالمعسكر الاشتراكي وحركة التحرر العربي والعالمي
والانظمة الوطنية ٠١ والارتماء بكامل الفجاجهبة
امام الادارة الامريكية والسلطة الصهيونية ثم
على مسمع ومرأى ومباركة من كثير من المعارضين
الجدد !
ها الذي حدث اذن لبعض اعضاء مجلس الامن
القومي ( اعلى سلطة استشارية للنظام الحاكم )
فجعلهم يتذكرون ان المبادرة الساداتية فاشلة
وانها السبب في شق وحدة الصف العربي ٠ وان
مصر لا تستطيع آن تعيش في عزلتها العربيسة
طويلا ٠١ وان العلاقة مع الاتحاد السوفياتي لازمة
لاحداث توازن يوصل لحل سلمي مشرف !
© تقول التقارير ان اجتماع مجلس الامن
القومي الاخير ( 0؟ اذار مارس ) قد ظهرت فيه
معارضة « للمبادرة » وان الاعضاء ناقشوها مزنكل
جوانبها » وخاصة جانب انعكاسها على العلاقات
العربية المصرية » وان بعض الاعضاء نصح
السادات باعلان فشل البادرة بسبب تصلب
بيغن والتوجة الى العرب لبدء مرحلة تعاون
وتضامن جديدة ( هذه هي حدود وآفاق المعارضة
وهي حدود وآفاق فرضها الوضع العربي بعد
الفزو الصهيوني لجنوب لبنان وانعكاسات هسذا
الغزو عربيا وعالليا ) ٠
وفي مجلس الشعب ايضا !
واذا كانت اخبار اللعارضة السياسية في
مجلس الامن القومي قد تسربت سرا عن طريق
الصلات التي تربط بين بعضض اللمسؤولين العرب
حا در سمس
7 1 أله جا 0017
وو
وبعضس اعضاء اللمجلس » فان اللعارضة دافل
مجلس الشعب قد تداولتها وكالات الانباء والصمخف
المحلية والقومية علنا ١ -
واللعارضة البرلائية لسياسة السادات ظلت
محصورة في معظم الاحوال داخل ممثلي عكعزب
« التجمع الوطني الوحدوي » الذين كانوا اربعة
فقلصتهم زيارة السادات للقدس اللحتلة الى
ثلاث » وفي بعض الاحيان كان ينضم اليهم عدد
من المستقلين في الوقت الذي اندمجت فيه
المعارضة الرسمية والحزب الحاكم معا لقمع هذه
الاصوات القليلة اللعارضة ! لقد اتخذ السادات
كل قراراته السياسية على ايقاع تصفيق اعضاء
الاغلبية البرطائية واحيانا على الفخفظلوات
الرأقصة لبعضهم ( بلغ الحماس ببعض اعفضاء
الحزب الحاكم حد الرقص طربا في قاعة البرهان )
او على التجليات الدينية الصادحة بالتكبيير
والتهليل للبعض الآخر ٠٠
عبد المنعم الصاوي وزير الاعلام : معاهدة المقاولين
العرب انجبت شركات سينمائية وتلفزيونية
وصحفية !
ثم اذا بالبرلمان يبدو وكأنه غير البرطان ,٠١
رغم انه لم تمض غير شهور على مهرجانسات
التأييد »
© الدكتورة نيلى تكلا العضوة اللمعينة من قبل
السادات والشخصية اللقربة جدآ لسيدة البييت
الحاكم في مصر » تقف في لجنة الشؤون الخارجية
( ؤهي رئيسة اللجنة » لتطالب بقطع المفاوضات
المباشرة مع اسرائيل قطعا نهاكيا وشاملا وان
تقنع مصر بأسلوب التفاوض غير المباشر ) ٠
كذلك طالبت رئيسة اللجنة بتحسين العلاقات مع
الاتحاد السوفياتي « لان مصر لا تستطيييع
الاستفذاء عنه مهما كانت الظروف وانه بدوره
ل يستطيع الاستغناء عن مصر » وبالمناسبة
الاكتورة ليلى عضو في حزب الوسط الحاكم !
86
وقد صعد النائب المستقل الدكتور ميحمود
القاضي ( يستعد لتأليف حز بجديد باسم حزب
الجبهة الوطنية مع عناصر من البرجوازية
القديمة في الحزب الوطني السابق عام 909( )
المعارضة لان « اللفاوضات اللباشرة لن تؤدي
الا الى تعميق الخلافات مع العالم العربي والى
اغتراب متزايد عن العالم الاشتراكي الذي يمثل ,
ثلث العالم الذي لا نستطيع الاستغناء عنه
سياسيا ولا اقتصاديا ! » كما طالب بتحسسنالعلاقة
هع الدول العربية الرافضة لمبادرة السادات ٠
وقد اقترنت هذه اللطالبة البرلمانية التي
اشترك فيها همثلو جميع الاهزاب المصريية
بالهجوم الحاد على قبول مصر بقرار واشنطن
تزويدها بطائرات ( ف - 0 ) كطائرات متخلفة ٠
ولعل في عرض ما قاله بطرس غالي وما قاله
محمود القاضي ما يكشف عن مواقع كل منهما ٠
بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية هو احد
مهندسي سياسة الشراكة الاقتصادية اللباشرة
مع اسرائيل » وهو حفيد سميه بطرس غالي
« باشا » احد رموز الخيانة البرجوازية مسسع
الاستعمار البريطاني والذي قتل على يد اند
شباب الحركة الوطنية في مستهل القرن لهذا
السبب ٠ يرى الوزير الذي اخذ جانب السادات
في نقاشات مجلس الامن القومي ومجلس الشعب
ان آلفاوضات كول الصراعات الدولية صعبة
وتستغرق مئات والاف الساعات بينما لم يتح
للمفاوضات اللباشرة مع آسرائيل غير ١0 ساعة
فقط « ربها بعد 0١ ساعة من المحادثات نستطيع
ان نقرر ما اذا كنا قد نجحنا أو فشلنا » ٠
اها الدكتور القاضي فقد عقب على رأي الوزير
في وضوح بأنه « ولا حتى بعد ١٠,؟ ساعة
بعد العام واو 0 ,
ها الذي صعد المعارضة ؟
مع وضع العوامل العربية والدولية وتأثيراتها
في الاعتبار فان الحاسم في تصاعد اللعارضة داخل
البرجوازية المصرية هو ما عبر عنه كبير مفكريها
بلا جدال محمد حسنين هيكل في آخر حديث
له ء والذي نشرته صحيفة « الاهالي » وهو اول
كلام ينشر علنا لهيكل داخل مصر منذ اربعة
اعوام ولهذا دلالته اآيضا ٠١ يقول هيكل بوضوحه
الفكري المعروف وابلشحون بالدلالة الآن 2 ما
نعانيه هو مجموعة فرص ضائعة وآمال خائبة
كنا نكن سبب الضياع والخيبة ٠٠١ ولكن عناصر
الثورة لا زالت حية وقائمة ٠ في سنة ١105 كان
عدد العمال الصناعيين عندنا لا يتجاوز ١9١ اليف
عامل اما الان فهناك ثلاث ملايبن عامل علىالاقل»
وفي عام 1109 كان عندنا 4٠ الف طالب وطالبة
في الجامعة لكن لدينا الان 10١ الف شاب وفتاة
في جامعات وكليات منتشرة في ارجاء مصر
٠0١ ( ) وحتى الرأسمالية الوطنية ( الاصطلاح
الناصري للبرجوازية المئتجة ) استيقظ وعيها
وبدأ اصحاب المصالح والمصائع يدركون ان الانفتاح
يجرفهم ويغرقهم ٠٠ هناك قوى تولد وتنمو كل
يوم في مصر ٠١ وهي لا بد وان تشق طريقها » ٠
هل هناك اعتراف انضج واوضح من كلام
«جيكل» ؟١, كنا نحن سبب الضياع والخيبة
٠ على من يعود ضمير « النحى » هنا غير
البرجوازية الصفيرة والمثوسطة التي تجني ثمار
ها غرسته من طوآل عصرها الذهبي » عمصر
تجددها في ايام نسبها القتول عبد الناصر الذي
لم تكتف بقتله بل تركت لحمه يؤكل ميتا !
لقد انتقلت هذه القطاعات من البرجوازدية
المصرية خلال الشهور ابلاضية من موقع الدفساع
الى موقع الهجوم » وها هي تفتح ملف الفئات
الطفيلية التي تركت لها قيادها طويلا ٠٠ تنشر
فضائحها وجرائمها في مجلس الشعب واجهزة
النيابة والمحاسبة والرقابة ٠١ بيع هضبة الاهرام -
بيع ١7 حيا من احياء القاهرة ٠٠ بيع شركات
القطاع العام ٠٠ جرائم المجلس الاعلى للشؤون
الاسلامية ٠٠ جرائم وزيرا الاعلام والاقتصاد في
تأجير العقل والوجدان اللصري لاحتكارات السينما
والتلفزيون والنشر الامريكية ٠٠ وكلها جرائم
تواطأت البرجوازية المصرية على اخفائها طويلا -
حتى تأكدت بأن من تركت له قيادهاسيلتهمها
هي اولا لان الطبقات الشعبية لم يعد عندها هما
تفقده سوى القهر والذل والفقر الذي وصل الى
حد ان تجوع خمس قرى مصرية في دلتا وادي
النيل الخصب !
عند ذلك فقط ادركت البرجوازية اللصرية كل
جرائم ربيبتها وابنة بطنها ( البرجوازية
الكومبرادورية ) ٠١ آلى آي مدى يمكن ان تسير
هذه القطاعات من البرجوازية في هجوههما
ومعارضتها ؟! هذا هو السؤال الذي تطرحه الحركة
الثورية اللصرية على نفسها حتى لا تخدعهما
الاوهام التي خدعت الكثيرين من قبل ٠١ والجواب
الواضح القاطع هو آن هذه ابلعارضة لن تمضي
ابعد من ازاحة الشرائح المفضوحة والواضحهصة
الخيانة في مؤسسات الحكم ثم تلتفت الى ذلك
النمر الجائع من خلفها ٠٠ تلتفت الى الطبقات
الشعبية التي تنبهت للمظالم الواقعة عليها الان
لتعيدها ثانية الى قفص الاستفالال تكت
شعارات جديدة !
لكن هذا لا يعني بحال اننا ندير الضظخهبر
للتناقضات البرجوازية التي تعبر عن نفسها في
الظواهر اللتعددة لمعارضة السادات ٠٠ ان علينا
ان ندفعها ونعمقها اكثر فاكثر دون ان نترك لها
قيادتنا ٠١ فنحن والضمير هنا يعود على الحركة
الثورية اقدر منها حتى على تحقيق مصالحها ,٠
ودور البطولة في مسرحية السلطة يجب ان ينتزع
منها والى الابد ٠١ يجب ان ندرك ان قدروهما
التاريخي آلان هو آن تقاد لا آن تقود ! - هو جزء من
- الهدف : 383
- تاريخ
- ٢٢ أبريل ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39426 (2 views)