الهدف : 393 (ص 21)
غرض
- عنوان
- الهدف : 393 (ص 21)
- المحتوى
-
0 5
رايا جديد في كيم
2
2
الصفحة الثقافية في جريدة النهسار
اللبنانية اعتبرت فينم « بعد ظهير
يوم ابن كلب » فيلما « جيدا جبدا »
ولخصته بأن « نيؤيوركيا يحاول تحدي عنف
« سيدني » بطل فيلم « بعد ظهر يوم ابن كلب» في لقطة
١1 القمع
من الفيلم نفسه '
بعد ظهر يوم أبن كلب'
باتشينو » فيلها يتحدث عن « الرفض في اميركا
ولكني شخصيا وجدت في الفيلم اشياء غيسر
ذلك ٠ فالفيلم يتحدث عن الجيل الامريكي العائد
المدينة ووحشتها بارتكاب عملية سطو على بنك
في بروكلين » » واعتبرت الجريدة فيلم « سيدني
لوميت » الجديد » الذي يقوم ببطولته « آل
من هرب فيتنام الخاسرة ١مبريا!يا ٠ فاذا ازحنا
شخصية « ليون » الشاذ سلبا » وقفنا امام
شخصيتين رئيسيتين هما : ١ سيدني »
و« سال » ٠ اها عملية السطو على البنك فهسي
سلمية تقريبا ولاقت تفههما من السلطات ٠ ان
مبرر عملية السطو هو الديازة على هبلغ تجسري
بواسطته عملية جرادية لليؤن الشسساذ « زوج »
سيدني شرعا ! » وهذا هو دافع « سيدني » للقيام
بالعملية الارهابية اذا صح القول - ١ ولكسن
يبدو أن دافع زميله « سال » للمشاركة الفعالة
فيها هو دافع شرير غير انساني البتة ومسسذا
الدافع يعبر عن رفضس « سال » لايقاف الحرب ضد
الشعب الذيتنامي ! ٠
لقد كان « سيدني » وزميله « سال » سفاكين
كبيرين اديا خدمات اجرامية للسلطات الامريكيسة
في حربها القذرة ضد الشعب الفيتنامي 2 ولكسن
اثناء عملية السطو يثبت للسلطات ان « سيدني »
قام بعمليته لهدف انساني هو اجراء عملية جراحية
لزوجه الذكر يتحول من خلالها الى انثى !
واثناء المفاوضات بين « سيدني » ورجمهمل
الشرطة الفيدرالي يتواطا « سيدني » مع رجمل
الشرطة الذي طلب منه التخلي عن « سال » ,
واثناء وصول « سيدني » و « سال » والرهائن الى
ابلطار يقوم السائق الذي وثق به « سيدني »
ولا حتى ابناء الطبقة
الميسورة » فانها مدرسة متواضعة
٠ معظم طلابها من ابناء صيادي
الاسماك والفلاحين والمستخدميين »
ومن ابناء المفيهات » يأتونها من
قراهم ومخيماتهم القريبة من تلك
المدينة الصغيرة » التي لا زاالت
تبني نفسها لتلحق بأخواتهيما
الكبريات » كانت تلك المدردسة
تقع في احدى الاحياء من الضواحي
الشرقية للمدينة » والتي تنعدم
فيها الحركة والضوضاء »وتتألف
من طابقين طلي جدرانهما باللون
الابيض من عهد بعيد ٠٠١ وفي
أحدى مهمراتها الداخلية من الطابق
الثاني سار مستخدم المدرسة
متوجها الى احدى الصفوف ٠٠١
- فتحي عبد الفتاح » مطلوب
للناظر ٠ه
من احدى القاعد الخلفية وقف
شاب اسمر الوجه بقامته الطويلة
لؤخسدم النحيف وشعره الاشعث »
3
تظهر على وجهه ملامح الزن
الدائم ٠٠١ وتقدم بهدوء وسسار
وراء مستخدم المدرسة ,,١
- الم يقل لك هاذا يريد ؟ ,,١
الاء_”,
دفل فتحي غرفة الناظر الذي
كان ينتظره ٠٠١ والسيجارة في
فمه ينفث دخانها بعصبية ظاهرة,
- انت ارسلت وراكي يا حضرة
الناظ. ؟
,٠١ اجلس -
وجلس بهدوكه المعهود » لكنه
مضطربا هذه الارة ٠٠١ وفي رأسه
عشرات الافكار التي تستفسر عن
حاجة الناظر اليه » وقبل ان
تقوده افكاره ابعد مها ابتعدت
اليه » جاءه صوت الناظر خفيفا
٠ لكنه لا يخلو من الحزم الصارم
يا فتحي ٠٠١ القضية باختصار»
ان وجودك في اللدرسة اصبح يشكل
خطرا عليها ٠
وذهله ذلك الخبر الذي ها كان
يتوقعه ٠٠١ وظهرت على وجهه
علامات الحزن القاتل » وكاد ينهار
من ثقل الخبر » لكنه استج مع
كل قواه » ليواجه الناظر الذي ما
زال ينفث دخان سيجارته » ويمرر
يده على ربطة عنقه ٠
انا ٠,١ انا اشكل خطرا على
الملدرسة » ولاذا ٠١ مماذا فعلت >
انا لم اسىء الى اللمدرسة ابدا ,,١
ودروؤسي ٠١ دروسي لم اقصسر
بها ,
الكلمة ٠١ التي القيتها في الجمعية
العمومية الافيرة ٠١ كان بالاجدر
ان لا تقولها 0010
- الكلمة !؟ وماذا كان بهاء
كانت كلمة يفولها كل ليد
يشعر بالمسؤولية ٠٠١
- لا ٠٠١ آن تتعرض للسلطة »
فالامر يختلف » آن تطعن اناسا
يعملون من آجل امن واستقرار
البلد » يسمى اخلال بالاين »)
وفوضى ايضا ٠
- لا ليست هذه فوضى »؛ كل مما
'عملته طرح ما هو متوجب على عاتق
كل فرد من اجل ان نصون مكتسباتنا
الوطنية والجماهيرية ,
- انا لم احضرك هنا لتناقشني
بأمؤر السياسة » لقد اخذ القسرار
بطردك » وعليك التنفيذ ,٠١
وظهر فتحي على الكرسي
متراخيا لا يقدر ان يقوم باي
حركة ٠٠١ أن اعصابه ترافت »
يحدق بالارض كأنه يبحث عن شيء
اضاعه » ان الصدمة كبيرة » اكبر
من فتحي ابن الثمانية عشر عامًا »
ان يطرد من مدرسته فهذا شيء
كبير » جبل من الهموم » لكن
شجاعته جعلته يخوض نقاشا اخرا
همع الناظر لعله يعدل عن القرار »
او ان يخفضه 000
- لكن يا حضرة الناظر معظم
قوانين العقوبة تنص اولا على
التنبيه او الانذار وتعطي اللتهم
فرصة اخيرة ,٠١
- قرارنا يقول بفصلك » وليس
هناك اي مجال ٠
- لكن يبنا
القرار اتخذ » ولا نتردد في
قراراتنا 0
هذه الصدمة التي ما .كان يتوقعها
فتحي في يوم من الايام ٠٠١ طرده
هن المدرسة كان يعني له الكثير »
انه انتهى ٠٠١ ان مستقبله قد
يضيع في معترك الحياة الذي
لا يرهم » ؤوالده ,,٠١ آه ماذا
سيقول لوالده الذي يحلم باليوم
الذي يراه فيه رجلا حقيقيا مثقفا »
له قيمته في هذا المجتمع الذي رفضس
الاميين والجاهلين ٠٠١ كيف ايضا
ستكون صدمته ٠ ان آماله كلها
ستتحطم ٠
- يا الهي ٠٠١ ما هذه الخيبة ؟
سأكون بالنسبة له خيبة امل ٠٠١
وبينما هو في هذه الافكار التي
200-0-0-7
2
باطلاق الرصاص على « سال » وقنله فورا ١ :
أدان نعاطف واحدة من الرهائن مع « سال » »
واهداءة عقدا »> وتحذيره من خداع السلطات له >
يشير الى ان ثمة كثيرين من جيل العرب
يؤيتنامية لا يزال ضد انهاء الحرب ومتعاطف
5 القتلة الذين شاركوا فيها » ولكن السلطات
الامريكية تقوم بردع هؤلاء !!!
. آن اظهار الفيلم لسيدني وكانه بمفيل
شريف وشجاع ومن ثم تعاطف السلطات معه
وتلبيتها لطلباته « الانسانية » ٠» هو بمثابة ادعاء
بان حرب الفيتنام كانت « عادلة » وفاضها
« ابطال انسانيون » تفهموا اللوقف الامريكي
بالحرب وبانهاء الحرب ٠١ وكأن أمريكا هي التي
انهت الكرب وليس بطولة الشعب الفيتنامي
هي التي اجبزتها على انهائها ٠
م يبدو في الفيلم ان المجتمع الامريكلي
ديمقراطي » حيث سمح « للجماهير » او لجسرء
منها الشاذين جنسيا بالتظاهر بين رمسال
الشرطة تأييدا « لقضية سيدني ,
حيث اصبح هذا الاخير امرأة » بينها زوهسة
سيدني وطفلاه يعيشان الان سعيدين في نيويورك»
بعد سجن ( سيدني ) عشرين عاما وفقا لضرورات
القانون ليس الا » وقد تم توزيع اللبلغ « ربع
مليون » وفقا لطلب ١ سيدني » على امسراء
عملية « ليون » ونفقات زوجه وولديه ٠١ وهكذا
نكون امام السلطات الامريكية التي بدت فسي
الفيلم « الجيد جدا » بمنتهى النزاهة والانسانية٠
0 - يشير الفيلم آلى آن اللجتمع الامبريالي
يعاني من ازمات حضارية فقط » وهذه الازرمفات
تحل ديمقراطيا » رغم اشكال « الارهاب السلمي »
التي تستوعبها السلطات وتتجاوب معها ٠
ان الدعاية الضخمة للفيلم كانت وراء الاقبسال
المتزايد عليه » ولكن خطورة هذا الاقبال تكمن
في آن اللشاهدين الذين استهواهم الفييمم
ويترددون ,لشاهدته غير مرة » معظمهم ممن
الاراهقين والمراهقات والاطفال ٠ ففي العفرضن
الذي حضرته مؤخرا في صالة سينها « سارولا »
كان نسبة الحضور ما يفوق 14 بابلئة مسن
المراهقين والمراهقات والاطفال وقد همس اكثر من
9
ان خطورة الذيلم على هؤلاء المشاهدين > ناهيك
عن اللفاهيم السياسية الخاطئة التي يطرحها في
كونه يطرح مسألة اخلاقية ٠
انه يعتبر الشذوذ الجنسي مسألة حضارية
انسانية مشروعة ؛ والنضال في سبيلها ينتصر
في نهاية الفيلم ٠
فالسيد « سيدني » يتزوج رجلا ويحبه ويغرم
به : مع احتفاظه بحبه لزوجته البدينة واحتفاظه
بها حيث لا تزال تقيم مع والدته ٠
وزواج ١ سيدني » بكبيبه الذكر : جمرى
بموافقة الكاهن وحضور الوالدة ٠
ان المراهقين والمراهقات والاطفال سيعتبسرون
ما طرحه الفيلم صحيحا كيف لا ٠0 وهو يحدث في
امريكا ل اقوى دولة يي العالم ؟! ١
انني اعتبر هذا الفيلم مجرد سلعة ثقافيسسة
امبريالية لبست مضادة للشعب الفيتنامي والشعب
الامريكي فقط » بل تزرع في نفوس واذهان اجيالنا
الناشئة بذور الانحلال وتشجع نموها ٠
ع لقد انتهى الفيلم بقتل « سال » المجرم »
واجراء عملية لحبيب « سيدني » وزوجه « ليون » | واخرون الثالثة ٠١
تقوده الى الياس » وبينما افكاره
تتزاحم في مخيلته توصل الى فكرة»
جعلته اكثر حزنا واضطرابا » وقرر
اخيرا ان يواجه الناظر بها » وبكل
احترام وهدوء قال له :
- لكن ما الذي جعلك تتغير ,٠١
لم اعهد بك هذا الانحراف » لقد
كنت دائما تحثنا على العمل مهن
اجل مصالح الجماهير » والى
الارتقاء بحركة طلابية وطنية تعمل
من اجل الفقراء والمضطهدين وانا
لو لم اكن اعرف الى اي اتجساه
تسير ابلدرسة بلا كنت القيبت
كلمتي بالشكل الثوري + ولا حتسى
كنت دخلتها من البدء ٠
- الامور كلها تغيرت ٠00 وانت
من لتحاسبني على تغيري ؟
- ها هي الامور التي تغيرت ٠٠١
الفقراء ما زآلوا هم الفقفراء »
السلطات ها زالت هي السلطات »
والقمع ما زال هو القمع » ما الذي
تغير سبوى أن السلطات ضاعفت
ملاحقة الوطنيين وقمعها للجماهير ٠
- اصعد يا فتحي الى فوق فذ
كتبك ٠٠ ومع السلامة ٠
خرج فتحي من الغرفة ورأسه
يكاد ان ينفجر » وهو يفكر بابلصير
الاسود الذي ينتظره ٠٠١ ويفكر
بالمنف الذي ينتمي اليه هذا
الناظر إياليافها
© هؤلاء اشباه الرجال الذين
70000“
يظهرون في كل مناسبة بلون ٠00
يتلونون حسب الظروف » كالحرباء ٠
هؤلاء الذين لا يملكون كلق
التفكير بانتمائهم » تارة تجدهم
في صذفوف الجماهير يدعون الثورية
وهم بعيدون كل البعد عن الثورة
وتارة كلاب مخلصة واميذة على
مصالح السلطات ,٠١ وها هم
يقومون بدورهم الحقير ٠
وكان هذا الناظر المتخم احعد
تلك الفئات » فقام بطرد فتحي
الطالب الذي كان يمثل صوتا تقدميا
وواعيا بين زملائه الطلبة » دائما
يكون على رأس الاضرابات
وابلظاهرات » كان يدعو الى
تشكيل رابطة طلابية في اللدرسة »
لتتكلم باسم الطلاب » ولتمثلهم
في اجتماعات الحركة الطلابية في
ابلدينة ٠٠١ حتى اصبح فتعهي
بارزا بين زملائه » وقد اخذ عليه
البعض بأنه وطني » والبعضن
الاخر يقول آنه ثوريا » والذي
اكتشفه بعض زملائه انه ينتمي
الى احدى التنظيمات السياسية
اللقاتلة !
دخل فتحي الصف بعد ان افذ
اذن الدخول ٠٠١ وكان يظن اللعلم
ان فتحي عاد لتابعة دراسته »
لكنه حمل كتبه وسار باتجاه ألباب
بخطوات متثاقلة » يتامل المسف
ووجوه زملائه ٠٠١ كان فتحي يعرف
واحد من الاطفال انه يحفسر الفيلم للمرة الثانية
ان نظراته هذه هي نظرات الوداع»
لكن المعلم وزملاءه استغربوا ذلك »
وواجهه المعلم :
- ها بك يا فتحي ٠0١ الى اين
انت ذاهب » هل حدث الي مكروه
لا سمح الله ,٠١
لكن فتحي لم يجب » كان يحدق
بأشياء الصف » كأنه لاؤل مسرة
يراها » يحدق اليها وغصة تملا
حلقه » والحزن واضح على وجهه
الاسمر الهادىء ٠٠١ كان المعلم
يعزه كثيرا ويكن له احترام المعلم
.لتلميذه » بسبب اخلاقه النبيلة »
وتواضعه الجم ,,
- فتحي » ما بك ؟ ,,١
- لا شيء » لا شيء ١٠١
كان فتحي قد وصل الباب » فرج
واغلقه وراءه بكل هدوء » وسار
على السلم مسرعا » كان يريد
ان يغادر ابلدرسة بأقصى سرعة
ممكنة » ان إعصابه لم تعد تحتمل»
كان يشعر بحاجة للبكاء » لكن
رجولته كانت تأبى عليه ذلك ,٠١
وحين وصل غرفة الناظر خفف خطواته
قليلا ليلقي على الناظر نظرته
الاخيرة » ويغادر اللدرسة نهائيا
٠٠ لكنه وجد خطواته تقودانه
الجر داخل الغرفة » ووجد نفسه
مرة الجرى مع الناظر وجها لوه ء
وبعصبية اخذ يصرخ بوجهه ٠٠١
« اسمع يا حضرة الناظر جيدا
ه ٠ دانيال
|
ما سأقول لك ٠٠١ ان الزمن
يتقدم .» وان الظروف تتبدل »©
لا تظن ابدا بأن هذا الزهن الاسود
سيظل » زمن السلطات » زومن
الاضطهاد والقمع » زمن الحقارة
والخيانة » لا ٠٠١ ان الزمن يتقدم
٠٠ وتذكر جيدا التاريخ وانت لا
تجهله » فقد كنت معلما للتاريخ
قبل أن تصبح ناظرا ٠٠١ كم سلطة
انهارت تحت اقدام الشعب » وكم
طاغ وجزار كانت هزابل التاريسخ
تنتظرهم » وكم من الكلاب خانت
اصحابها ٠٠١ وماتت ندها وجوعا
على ارصفة الشوارع » ٠
وخرج الى الشارع العام سريعا
٠ ودماغه كله يعمل » يفكقكثر
باشياء كثيرة ولم يكن يصل الى
اي قرار ٠٠١ افكار كثيرة تتزاحم
في رأسه ,٠١ لا يستطيع ان يركز
على واحدة منها » كتى وجد نفسه
يدندن اغنية حزينة قديمة » قد
حفظها من آمه اللرحومة حين كان
صغيرا » كان دائها يرددها حين يقع
بمصيبة » او فراق وفقدان عزييز
عليه » راح يدندنها لنفسه ء
والهواء الجاف الذي يحمل الغبار »
الاتي من الجهة اللخالفة لسيره كان
يعرقله عن اللسير ويحثه الى
الرجوع للوراء ! ٠
عبن ا هٌّ
7 ا لحو ١,
©
- هو جزء من
- الهدف : 393
- تاريخ
- ١ يوليو ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39426 (2 views)