الهدف : 326 (ص 12)
غرض
- عنوان
- الهدف : 326 (ص 12)
- المحتوى
-
الشبرى والقسم الذي لم ينفذ
بين حين وآخر يفاجا الواطن في
السودان بقرار « نميري” )) يفضي بطرد
بعض المسؤوئين الكبار أو اعادتهم بعد
حتى حال المعاص في تعليل هسذه الظاهرة
الفريدة من نوعها في السياسة العربية
هذه الايام ٠ ومن بين هذه القرارات
« النميرية » » اعادة ضابطين في الجيش
( ممن سبق لهما ان شاركا في حركة مابو
5 )الى مناصب في الدولة وهما خالد
حسن عباس الذي عين مستشارا للشؤون
الافريقية لدى الرئيس النميري » ومامون
عوض ابو زيد » وعين فسستشارا للشؤون
العريية » كما وعين الاثنان عضوين
الكتب السسما للاتحاد الاشتراكي
بي السوداني » واسئندت لهما مناصب
7 داخل الكش وقوات الامن !
ومعلوم » ان خالد حسن عباس قبل طرده شفل
عناصب نائب الرئيس من قبل ثلاث سئوات » وان
هامون ابو زيد شل منصب السكرتم العام للاتحاد
الاشتراكي العربي » ومعلوم ايضا أن عملية الطرد
جاءت بعد نشوب خلافات سياسية قوية بين هذين
المسؤولين والنميري حول سياسته الداخليسة
والخارجية على حد سواء » واذا كان طردهما في حينه
مؤشرا على تمكن النميري هن استبدالهما باخرين
يعتمد عليهم » فان اعادتهما قي هذا الظرف الذي يمر
به السودان اليوم » هي مؤشر على عزلة الحكم
بطوط التراجيع غير انظ نظام نم ريم |
التناهتنببات الحّادة تعصبف بحكم الشميركيا ..
الخانقة التي تضطره الى مصالحة حتى من عاداهم
بالامس وتسليمهم عن مناصب هامة دفمة واحدة
والاعتماد عليهم !!
صراع الديوك داخل صنوف اليمين ؟!
كانت الاخباد التي ترددت عن اوضاع السودان
قبل محاولة انقلاب ه ايلول الماضي الفاشلة » تشير
الى ازمة الحكم المستعصية » وتخبطه السياسي
والاقتصادي » وتبلود الصراع بين الاحزاب اليمينية
التقليدية من جهة » وسلطة النمري من جهة اخرى»
وعلى مراى هذه الاحزاب » حزب الامة بقيادة الصادق
المهدي 0 الذي كان لاجئا في السعودية 03 والحزب
الاتحادي الديمقراطي بزعامة حسين الهندي بعد
وغفاة قائده الازهري ) » والاخوان المسلدون » وبعض
القوى اليمينية الاخرى » التي تجمدت وشكلت فيما
بينها جبهة معارضة هدفها اسقاط الحكم النمري »
هذه القوى رفضت بشدة الصيفة التي طرحها
النميري لادماج تنظيماتها كلها داخل حزب السلطة
ب الاتحاد الاشتراكي العربي السوداني هنا التنظيم
الذي هو في حقيقته نسخة غير منقحة عن الاتحاد
الاشتراكي المصري كاداة سياسية دعائية لا اكثر .
ويبدو من خلال هذه الادزاب السياسية اخراء»
انها لم تغفر للثميري مواقفه السابقة لعام ./ا15 »
حينما وجه ضربته الشديدة لحزب الامة وقتل زعيمه
الديني الامام الهادي المهدي زعيم الحركة المهدية مع
المئات من اتباعه » ثم حظر لنشاط الاخوان المسلمون
واعتقالهم » وكذلك ضربه للحزب الاتحادي » فكل
هذه التناقضات جملت هذه القوى تتكتل ضده وتزيد
من عزلته حتى عن اليمين !
وعلى الرغم من ارتفاد النميري ومحاولاد
(« للتكفر عن ذنوبه ) السابقة » بمد يده الى تلك
الاحزاب اليمينية بعد ان لطخها بدم خيرة ابناء
الشعب السوداني » عقب فشل محاولة هاشم العطا
في يوليو ( تموز ) 19411 » والمجازر البشعة ضسد
الحزب الشيوعي والقوى التقدمية والديمقراطية
الاخرى » وافساح اجال لليمين بالعمل السياسسي
العلني تقريبا » والتقاه الطرفين سياسيا في محاربة
الافكار والقوى التقدمية » وارتباطاتهما بالاشراف
الرجعية العربية والافريقية » وغيرها من الامور التي
لم تمنع مجددا استعطاب'التناقضات بينهما مسرة
اخرى واحتيادها ..٠.
وللسعودية دورها !
وفي الآونة الاخيرة » اشتد
بالنميري الى القيام بزيارة خاطفة للسعودية » هدفها
تطوبق التحرك الواسع داخل وخارج السودان الذي
بداه حزب الامة المدعم سهوديا » حيث بتخذ زعيمه
الصادق الهدي من السعودية » مقرا لحزبه وللحركة
المهدية 6 ومستفيدا ايضا من الطابع الديني الذي
مثلته الحركة المهدية تاريخيا وعلاقتها الدينية
والفلسفية الوثيقة بالحركة الوهابية التي تنتمي اليها, ,7
الاسرة الحاكمة في السعودية . وحيلها حاولت
السعودية التوسط بين الطرفين ففشلت » وهنا
يبدو بان السعودية لعيت دويا مرعوما » فهي احلفظت
بعلافات وثيقة جدا بالنمري » في نفس الوقت الذي
وثقت فيه علاقتها بالاحزاب اليمينية الاخرى عالحزب
الاتحادي والاخوان المسلمين » واخررا الموقف السعودي,
لصالح المعارضة اليمينية التقليدية » ويمكن تحديد
اسباب ذلك في :
3# يمان السعودية » بان حكم النميري يواجسه
مصاعب سياسية حادة داخل البلاد ويفتقر لقاعدة
سياسية جماهرية » وهذا الوضع قد يمكن اليسار
هن العودة الى الحياة السياسية علنا !
تلظر السعودية » نظرة شك الى ولاء النميري
التام لخطها » خاصة بعد قيامه بزيارة ليبيا عسدة
الصراع بين قفوي
اليمين في السلطة » والاخرى التي خارجها » مما حدا '
مرات »© لاعادة علاقاته مع النظام الوطلي الليبي »
السوودية اطلاقا !
لقد كان إاوقف السعودية هذا » اثره المرير في
نفس النمري » الذي وجد ان اماله في دعم السعودية
له قب خابت »© وهنا ما اضطره للاشارة الى دورها »
بصورة غير مباشرة بعد ايام من فشل حركة ٠ ايلول
حينما قال :
5< « لقد هزمنا الطائفية في عقر دارها ... وانت
هذه الطائفية ملس<ة بمساعدات خارجية ... »١!
الجذور الطبقية للصراع
تلك هي الجذور السياسية لاشكال الصبراع
الجاري الآن بين قوى اليمين في السودان » والتي
جعلت النميري يتوجه كليا نحو السادات »© بعد خيبته
من السوودية » ولكن لهذا الصراع السياسي جلذوزه
الطيقية التي تحكمه ...
فنظام النمري يمثل تلك البرجوازية الصفرة
التي استلمت مقاليد الحكم واصبحت هي البرجوازية
الحاكمة برجوازية الدولة الطفيلية والتي تكون
تقدمية الى حد ما » في اول الامر » لانها تحمل بذور
طموحاتها » ولصدامها مسع الامبريالية واشسكال
هيمنتها ... الا انها تكتشف اخيرا عجزها الطبقي عن
تحقيق طموحاتها للسير بالبلاد في طريق التحرر
الحفيقي والاستقلال التام عن الامبريالية » فتبدا
حينها مرحلة الارتداد الى الوراء » ويتمثل وجهها
الرجمي حينها بغرب الحركة الوطنية والجماهي »
ومهادنة الامبريالية وتبعيتها بها . ان النموذج الحي
والابرز لهذه البرجوازية وابعاد تطورها » ما يمثله
حكم السادات اليوم ...
وعلى الرغم من ان كافة الاطراف اليميئية سواء
اكانت قي السلطة او خارجها تشكل معسكرا واحدا »
الا ان ذلك لا يلفي اطلاقا التناقضات بين اطراف
الممسكر الواحد » ذل واحتدامها » والتي يمكن ان
تتخذف شكلا دمويا في مرحلة من مراحل اشتدادها ..
ولهنا فان الصراع القائم الآن بين طرفي اليمين في
السودان - الطرف الاقطاعي التقليدي والطرف
السيطر على السلطة - هو صراع طبقي ومتطقني
ايضا تحدده درجة نضوج الطرفين سياسيا وكيفية
حلهما لتناقضاتهما » خاصة وان الطرف المسيطر 5
نظام حكم النميري لا يتبع نهجا منتظما » بل ان
الطابع الفالب لسياسته هو تخبطها الشامل ..,
محاولة الانقلاب الفاشلة بداية السلسلة !
ولا كانت اساليب العمل السياسي الديمقراطي
باشكالها الليبرالية البسيطة معدومة » وهي بتلك
لا تجدي نفعا مع حكم عسكري دكتاتوري »© لذلك فان
الظروف السياسية في السودان دفمت بهسذه
التناقضات دين طرفي اليمين الى طريق مسدود »© اذ
لم ببق من حل لها » الا استعمال القفوة والاطاحة
بسلطة النميري » وهذا لا يمكن ان يتحقق بدون
مشاركة الجيش , وهكنا جاءت محاولة الانقلاب التي
قادها ا)قدم المظلي حسن عثمان » ومن وراله احزاب
الجبهة اليمينية نتيجة منطقية لاتجاه الصراع
وطبيعته » فالقوى اليمينة بانث تدرك جدا مسدى
عزلة النمري السياسية المتنزايدة ٠: مع عودة
التحرةات ااسلحة في جلوب السودان » وازدياد
نشاط القوى التقدمية بين اوساط الجماهر » مع
تردي الاوضاع المعيشية للمواطنين » فان فرصتها
الذهبية في ضرب ضربتها قد حانت © ولكن لم يحالفها
النجاح ! واذا كانت هذه المحاولة قد فشلت بسبب
سوء التخطيط او التنفيذ ولربما التوقيت » فان
محاولات اخرى اكثر اكتمالا » هي في طود التجهيار
الآن » فمالمنا اليوم ملىء بتجارب الانقلابات
والانقلابات المضادة » مهما طال عمر هنا الحكم
الانقلابي او ذاك ...
تأثيرات المشكلة الاريترية على الوضع
السوداني
وانا كانت المشائل التي يواجهها النميري على
وشسك اغراقه » فان عاملا اخر يدخل ف حساب
العراع اليوم » هو عامل الثورة والمشكلة الاريترية
التي باتت تؤثر مباشرة وبشدة في اوضاع السودان
الدوم . فمن المعلوم ان السودان يقع على الحدود
الشمالية لاريتريا واثيوبيا » ولقد فرضت ظروف
الحرب الاثيوبية السمؤقيقيّة - اعداد غفيرة من
الاربتريين الى جنوب السودان » واليه امتد نشاط
الثورة ايضا لايصال المؤن والنخائر وتنظيم هذه
الجماهير ٠ وبئفس الوقت » عندما كانت مشكلة جنوب
السودان مشتعلة والتي وجدتها اثيوثيا ابان حكم
(( هيلا سيلاسي » فرصة لاثارة المشاكل امام السودان»
مقابل موقفه تجاه اريتريا » حكام اثيوبيا الجدد بان
النمري يتفاضى من نشاط الثوار الاخذ بالازدياد
هذه الايام » وان القضية الاريترية تلقى مساندة
اغلب الدول الوربية » وهو ما لم يستطع النميري
تجاهله » وكرد مباشر قام .حكام لثيوبيا بدعم العناصر
الانفصالية قي الجئوب التي انشقت اخرا عن منظمسة
الانيانيا ( وهذه الاخيرة قادت حركة المطالبة بالحكم
الذاتي ) كما واقام هؤلاء الحكام علاقات وثيقة
بالاحزاب اليمينية السودانية التي اخنت تنشط في
اديس ابابا وجنوب السودان »© ويبدو ان اتفاقااو
ثمنا مقابلا لهذا الدعم قد تم بين حكام اثيوبيا
والاحزاب اليميئية يقضي في حال استلام الاخيرة
للحكم » اغلاقها لحدودها مع اريترياً وخنق نشاط
الئودة فيها ... ان كل هذه التطوزات التي زادت.
من وضع النمبري تعقيدا » جعلته يسارع الى مراجعة
. سياسته حول هذه المسألة فيطرح وساطته بين حكام
اليوبيا والثورة الادبترية ملتزما بشكل عام وجهسة
والتفرب من العناصر الناصرية » وهنا ما لا تقبله
النظر الاثيوبية » مما اثار استنكار الثورة الاريترية
الشديد اواقفه هذه والتي يفهم من ورائها ايضا
محاولات لفرب الثورة من الخلف ! /
النميري ومواقفه العربية ؟
ان « السياسة الخارجية » انعكاس للسياسة
1
23
00 ين
الداخلية » » ان هذه المقولة تنطبق بصورة اوضح
على سياسة النمري الداخلية والخارجية معا , '
فسياسته التي تمثلت ف قمع العناصم والقوى
والافكادل التقدمية » وانفتاحه على القوى الرجعية
المحلية » وسماحه للرساميل الاجنبية بفزو البلاد »
وبالنات الاميركية والالمانية الغربية والايرانبة »ان
هذه الردة في الداخل كان شكلها في سياسته العربية
نموذجا لثلك البرجوازية التي ارتمت في احضان
الرأسمال الامبريالي العالمي » فعلى صعيد اأوقف من
القضية الفلسطينية كشف التميري, عن ذوره وموقفه
المشيوة حيالها » ففي خطابه الذي القاء في مجلس
الامة السوداني بتاريخ ؟/١1/ه/ قال :
« لن استطيع بعد اليوم ان اقول انني لا
اعترف باسرائيل » بل يجب ان اقول انني اعترف
باسرائيل القوية الكيرى »
والنميري كان الحاكم العربي الوحيد الذي ايد
علنا وبحرارة خطوة السادات في توقيعه اتفاقية
سيناء امشيئة » واعجابه بخدواته السياسية ..:
كها وارتبط الثمري بعلاقات جيدة مع الانظمة
العربية الرجدية وباانات النفطية منها » والتي تغرق
عليها مساعداتها المالية لتذوية اجهزة قمعية وانقاذ
خزيئة اللاد من الافلاس ٠...
الاستيلاء على السلطة هدف القوى
الوطنية الثورية !
واذا كان حكم النميري عبر مسيرته هذه قد
هادن القوى اليمينية الرجعية التقليدية » فيما كان
يقمع بشدة وبتواصل القوى الوطنية التقدمية »
وبشراسة لم يعهدها السودان من قبل حتى في ظضل
الاحتلال الاستعماري البريطاني له » فانه يشير الى
الحس الطبقي لسلطة النمري » وعدائها التاربخي »
وصدامها الحدي والحاسم © لن يكون الا مع القوى
التقدمية » وانه مهما احتدمت تناقضاته مع اطراف
اليمين » الذي هو فى خارج السلطة » فان تناقضاته
مع القوى الوطنية التقدمية تظل بمستوى اعلى ...
ان القوى الوطنية في السدودان تدرك جيدا بان
حكم النميري ستنفذ طاقاته بسرعة » وان استخلاصها
لتجاربها النضالية الطويلة » وبالنات بعد تجربة
يوليو 19101١ جعلها تدرك وتستوعب بعمق قضية
اسقاط الدكتاتورية الرجعية الحاكمة واقامة السلطة
الوطنية الديمقراطية في مرحلة التحرر الوطني التي
يور بها السودان » وان هذه المرحلة لا يمكن تحقيقها
دون اسلوب التفير الثوري, » والذي .لن يتم بالطبسع
من خلال انقلاب تقوده مجموعة من الضباط » وانما
من خلال الجماهير التي يجب تعبئتها وتنظيمها
واستنهاضها وامتلاكها لكافة ادوات الثورة ...
فبدون استلام السلطة ثوريا » سياتي «نميري»
اخر الى دفة الحكم في السودان 6 وستستمر اللعبة»
حتى يوضع لها حد ! ثوري حقيقي حاسم ٠ - هو جزء من
- الهدف : 326
- تاريخ
- ١٥ نوفمبر ١٩٧٥
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 59391 (1 views)