الهدف : 328 (ص 17)
غرض
- عنوان
- الهدف : 328 (ص 17)
- المحتوى
-
ر # ا ا يي ١
دس (اافطام
حاول السادات اخراج مسرحية
« الديمقراطية )» في مصر عن طريق ابتداع
قصة ١ المنابر السياسية » داخل الاتحاد
الاشتراكي ٠ ولكنه اضطر مؤخرا للعدول
عن هنه المسرحية بسبب اتساع المعارضة
الشعبية لسياسة الاستسلام والردة التي
عاجزا في ظل هذه المعارضة عن
تحمل مجرد لافتات زائفة لتيارات
اصلاحية لا تتخذ موقف العارضة
الحاسمة او الجنرية له ٠
واضطر السادات الى اسقاط القناع عن
وجهه ولواصلة اساوبه الديكتاتوري في
الحكم مع تشديد اجراءات القمع و توسيع
حملات الاعتقال ضد جماهير العمال
والطلبة قي مصر ٠
موقف عدائي للديمقراطية
فقد اعلن السادات في خطابه الاخير امام
اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي يوم .؟ تشرين
الثاني انه منذ يوم 1/7 تموز عام 1101 حدد موقفه
في مجلس قيادة الثورة المصري : الوقوف الى جانب
الديكتاتورية ,
وبرر السادات موقفه هنا بآنه لم يكن يثق في
الاحزاب السياسية القديمة في مصر » غير ان محتوى
خطابه كله يكشف ان المشكلة لم تكن مشكلة الاحزاب
القائمة في ذلك الوقت » وانما الحقيقة هي معاداة
السادات للحركة السياسية المستقلة للجماهمر
الشعبية في مصير ,
ولم يكن السادات كما ظهر ايضا من خطابه
نفسه يعارض الاحزاب القديمة لانه يتخذ موقف ٠.
اكثر تقدها ازاء القضايا الاجتماعية . والدليل على
ذلك انه عندما انفرد بالسلطة في مصر الغى جميسع
الاجراءات التقدمية التي تمت خلال السنوات الماضية
كلها » وخاصة في المجال الاقتصاذي والاجتماعي .
وبرهن السادات على جهله بتاربخ بلاده عندما
ضرب مثلا بانعدام الديمقراطية قبل الثورة فقال ان
الهس 0
« قوانين الصحافة )» صيرت في اوج الفترة التي
يسمونها بالديمقراطية ,
والحقيقة ان قوانين تقييد حرية الصحافة لم
تصدر رغم محاولة الملك والقوى الرجمية داخل الوفد
تمريرها , وسيب فشل صبورها هو العارضية
الجماهيربة الواسعة النطاق لهذه القوانين ٠
مهزلة الانتخابات
ورغم أن السانات انتقد بعض اجراءات
الانتخابات الماضية التي اتسمت بتدخلات من جانب
السلطة والاعتراض على عدد من المرشحين واغلاق
الدوائر على مرشحين آخزين ( لضمان فوزهم ) ...
فان الانتخابات التي اجراها السادات في شهر تموز
الماضي لاعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للمرة الخاهمسة
كتنظيم سياسي كانت في اسلوبها وادارتها مهزلة
كبرى من مهازل تزييف ارادة الناخبين . ويعرف
جميع افراد الشعب المصري الوسائل والتدابم التي
لجا اليها رجال السادات لاستبعاد من لا يضمئون
اصواتهم بدعوى عدم وجود استمارات عفوية او ان
موعد التسجيل انتهى ... وتم الاعتراض على عفوية
« الذين لا يلتزمون بمبادىء لورة التصحيح »
الساداتية في الانحاد الاشتراكي ( ! ) الى غير ذلك من
الاساليب (الجبل المكشوفة التي تستهدف خلق
« تنظيم سياسي)) لا يتجاوز دوره ان يكون جهاز قمع
في ياد السلطة الحاكمة .
والطريف ان السادات » وهو يرفع في خطابه
الاخر شعار ( الديمقراطية » » اشاد طويلا بمجلس
الشعب لانه « فصل رئيسه و ١! عضوا ممن تعاونوا
مع مراكز القوى ») واعتبر ان موقف المجلس كان
« تاريخيا )) تفاخر به الاجيال المقبلة !
اذن » فان « دبمقراطية ) السادات تعلسي
التخلص من كل من يعارضونه او ينتقدونه .
وهنا الرجل الذي انتقد عبد الناصر في خطابه
لانه عمد الى ١ تركيز السلطة في بده )) هو نفسه
الذى وضع في السجن جميع اعضاء اللجئة التنفيذية
العلبا للاتحاد الاشتراكي لانهم تجاسروا
بعدم الانفراد باتخاذ القرارات ,
وهو نفسه الذي ادخل الى مصر مرة اخسرى
تقاليد وطقوس النظام الملكي وحياة القصور ' قاصيع
اسغول الطائرات المدنية الخاصة برئيس الجبهوب
اربع طائرات : طائرة بويلغ - ١ ( ثمنها +2 علبين
دولار ) وطائرة ميسئلم » وبوينسغ اراز
وطائرة هليكوبتر . ويتم خصم ثمن هذه الطائسران
الامركية من « المعونة » الاميركية لمصر ! تم توقيع
عقد مع شركة سويسرية لانشاء مطار خاص في النيل»
مواجه لمنزل السادات في الجيزة » يكلف عسدة
ملابين من الدولارات » وهو المطار رقم )| السذي
بقام خصيصا للسادات ! وعبر تاريخ فصر كله سوار
ايام الملكية او الجمهورية .. لم تحدث مثل هلء,
الامور والتجاوزات المسلة .
على مطالبنه
مجتمع اصحاب |للابين
وتتضح « ديمقراطية » السادات تي التطيق من
خلال دراسة اجريت على اعضاء اللؤتمر القومي العام
للاتحاد الاشتراكي الساداتي .. تبين منهاان
« ممثلي العمال والفلاحين » في هنا المؤتمر هم مسن
مديري الشركات وبنوك التسليف والادارات الحكومية
المختلفة ومن رؤساء مجالس ادارات الشركات ووزراء
سابقين » وأحد اصحاب أعلى الرتب في الجيش»)
ومدير جامعة » ومخرج اذاعي ومائون وقصاب !
ومجتمع السانات « الديمقراطي » هو مجتمع
اصحاب اللابين .
وكانت مجلة « تايم » الاميركية قد ذكرت » ثلا
عن تقديرات هراسلها في القاهرة »© انه يوجد في مصر
الآن اغنياء من اصحاب اللايين يتجاوز عددهم اصحاب
الملابين في عهد الملك السابق فاروق ٠
ويبرهن السادات فق خطابه الاخي على ان
الاتحاد الاشتراكي الموالي له ( مو<ود وفعال » مسن
الواقعة التالية : انه استدعى امناء هنا الاتحاد الى
اجتماع سري قبل حرب تشرين وتحدث معهم خلاله
عن الحرب . وبعد الاجتماع لم يفتح احد الحافرين
فمه بكلمة واحدة عما تحدث به الرئيس !!
ورغم ان السادات استخدم هنا العام قوات
الامن المركزي والطائرات المقاتلة ( التي كانت تخترك
حاجز الصوت لارهاب السكان ) في قبع اضراب غعال
المحلة الكبرى .. ورفم ان اجهزته قامت ؛ من
ايام بحملة اعتقال واسعة في صفوف العبال
والطلاب ., فانه تحيث عن « الدبمقرائي ”ل
ا رول خاي لاضع سل عمال
الشعب المصري لميسبق أن تمع ب ل م |
ايام الثورة ( يقصد ايام جمال عبد الناصم
0 ماذا وراء « المناير » ؟
ومن اجسل ابهام المصربين بانه بسادبن
الديمقراطية » افتتح السادات حكاية المثابر السياسية
راخل الانحاد الاشستراكي ٠
ما هو مفهوم السادات لهذه المثابر ؟ امتصاص
واستيعاب أي وجهة نظر تظهر داخل الاتحاد
الاشتراكي والالتفاف حولها وتحديد العناصر التسي
تشناها ٠
والسادات يعرف ان المجتمع المصري يموج
بالتحركات والننظيمات السرية , واذن فلا بسد مسن
قبلع الطربق على هذه التنظيمات عن طريق التظاهر
بانه يفسح المجال للمعارضة العلئية وانسه لا مبسرر
للفيام باي نشاط سياسي سيري . كذلك يعرف
السادات ان الصراع بدأ بنهش المجموعات التي تلتف
حول شخصه وان هناك جماعة ( عثمان احمد عثمان
اسماعيل فهمي ) وجماعة سيد مرعي التي يقف
الى جانبها عبد الغني الجمسي وزير الحربية »
وهناك معسكر ممدوح سالم رئيس الوزراء الذي يدور
الصراع بيئه وبين معسكر سسسيد مرعي . كقلك
يحتدم الصراع بين هنا المعسكر الاخير ومعسكر محمود
ابو وافية عديل السادات وعضو اللجنة المركزيسة
للانحاد الاشتراكي . والصراع حاد ءايضا ©» بين
هنا المعسكر الاخير وبين جماعة رفعت المحجوب التي
تحاول السيطرة على الاتحاد الاشتراكي .٠..
ويفضل السادات » قي هذه الحالة » توجيه
هذه الصراعات في قنوات تخسدم مصالحه وتدعم
هركزه . ولا شك ان قيام منابر تننافس حول مدى
تايبدها له واقترابها من شخصه وتجليدها العناصر
الموالية له سيكون عملا « ايحابيا » !
ومن هنا بدأت مهزلة المنابر التي وصل عددها
الى حوالي عشرين منبرا من بينها منبر « الملم
والايمان » 1
وصاحب الطلقة الاولى في الاعلان عن مثبره هو
محمود ابو وافية الذي لا يتحرك خطوة واحدة بدون
موافقة السادات والذي طرح برنامجا كنبره المسمى
بالاشتراكي الديمقراطي .. انتقده السانات فسي
خعطابه الاخر باعتبار انه لا يتضمن جدينا !
وهكنا تنكشف لعبة الهاء الرأي العام وتسليته
بالمنابر الوهمية وخاصة بعد توقيع اتفاقية سيئاء .,
وقد وصلت الهزلة الى حد انضمام عبد مسن
اعضاء مجلس الشعب المصري الى منبرين في وقت
واحد : منبر محمود ابو وافية ومنبر مصطفى كامل
مراد ب عضو المجلس الذي اطلق عليه اسم
« الاحرار الاشتراكيون » ! أما الوزراء فقد انضم
معظمهم الى منبر عديل السادات حتى يبرهنوا على
قدرتهم على تحسس اتجاه الربح الؤاتية » وخاصة
بعد أن لاحظوا ان الصحف الرسمية نشرت بيان ابو
وافية املا !
وبرنامج منبر ابو وافية يتحدث عن « ثسورة
التصحيح » الساداتية وهي الانقلاب الذي دبسره
السادات للاطاحة بالعناصر الناصرية من السلطة .
وبرنامج مصطفى كامل مراد يدعو الى اقامة
لان المنافسة الحرة ( وهو ما يجرى تطبيقسه
ن!)
موقف اليسسار
أها عن موقف اليسار المصري » فقد كسان على
النحو التالي :
قطاع من هنا اليسار اعلن رفضه لفكرة المنابر
من أساسها من زاوية انها ستكون وسيلة لتضليل
الرأي العام وتزييف مطالبه الحقيقية ,
وبرى هذا القطاع انه لا بديل عن الاحزاب
والمنظمات السياسية السرية والتي اصبحت موجودة
بالفعل , وقطاع اخر من اليسار اتخذ موقف القبول
لفكرة المنابر » ولكن هنا القطاع انقسم الى قسمين :
قسم يطالب بمنبر « ماركسي » مستقل » وقسم
يرى اقامة منبر وطني عام يضم كلى فصائل اليسار من
ماركسيين وناصربين ووطنيين ٠
وعارض قطاع هن الناصربين فكرة المنابر »
ولكن قطاعا آخر اعلن تأبيده لها .
وايضا ,, انقسم القطاع المؤيد للمئابر الى
قسمين :
ب قسم ينادي بمنبر ناصري مستقل ٠
ب وقسم يطالب بمنبر مشترك مع ( الماركسيين ».
واتخذ كل من خالد محي الدين وعمال السدين
رفعت الخطوة الاولى في اتجاه اقامة منبر مشترك
« لليسار المصري ) . وانضم اليهما لطفي الخولي
وعبد الرحمن الشرقاوي قي هذه الخطوة . ولكن
كمال رفعت وجد اصرارا هن جانب حاتم صادق
( زوج ابئة عبد الناصر ) وعبد الكريم احمد على
اقامة منبر ناصري مستقل نحت اسم الملبسر
« الاشتراكي الناصري » » فانضم اليهما . واستمر
خالد محي الدين في محاولة تشكيل المنبر « الوطني
التقدمي » ٠ وانضم الى خالد محي الدين جزء مسن
الناصربين الذين ظلوا يحبذون فكرة الملبر المشترك ٠
| حلةصدالاصين |
وطرح المنبر »2 الاشتراكي الناصري » برنامجه »
وهو البرنامج الذي شن السادات حملة شعواء ضده
قي خطاب ١, تشرين الثاني على اساس انه لا يتضمن
جديدا اكثر مما جاء في ميثاق عبد الناصر !
غير أن السبب الحقيقي لحملة السادات على
هذا البرنامج هو معارضته لسياسة ( الانفتاحع
الاقتصادي » وتدفق الاستثمارات الاجنبية على مصر
بصورة أدت الى انهيار الاقتصاد الوطني ومشروعات
وأعلن السادات معارضته لاستخدام عبيسارة
« التجربة الناصرية » على أساس ان عبد الناصر
« طول عمره بتاع مصر ) وتجربته اسمها « التجربة
المصرية » وليست الناصرية !
وحذر السادات هؤلاء الذين يشكلون المنابر من
انهم يعلئنون « احزابا » وليس « منابر » !
وفوجيء هؤلاء الذين اعتبروا ان حكاية المثابر
ألة جدية » بأن السادات لا ياخذ المسألة على
محمل .ي وانه مصر على التشبت بالسلطة منفردا
دون رقابه حتى من هؤلاء الذين لا يعارضونه معارضة
حقيقية او جذرية وانما يختلفون همه في بعض
التفاصيل الهامشية او التكتيكية .
« ضوابط ») للحركة
وجدبر بالذكر » انه حتى العناصر الاصلاحبية
التي تقبلت فكرة المنابر كوسيلة لخلق الحد الادنى
من الحياة السياسية في البلاد .. لم تعد على
استعداد للمقامرة بكل شيء من أجل النظام ., وهكذا
اتفق القائمون على المنبر ١ الوطني التقدمي » والملبر
« الاشتراكي الناصري » على انه ما لم تفسح لهسم
السلطة مجالا حقيقيا للعمل السياسي فانهم لسن
بشاركوا قي اللعبة وسيوقفون اي نشاط يتدرج في
اطار هذه « المثابر )) . وكان رفعت المحجوب » الامين
الاول للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي الساداتي »
قد بدأ يتحدث كثرا عن « الضوابط » التي يجب ان
توضع لهذه « المنابر » لضمان التزامها الكامل
بالسياسة الرسمية للسلطة .
| درس للقوى الثورية
وجاء خطاب السادات الاخر ليؤكد هنا المعنى
وهو انه لا مجال لاية حركة سياسية او عمل سياسي
خارج الاطار الذي وضعه هو نفسه .
وبعد أن كان السادات يعتزم توجيه ضربات
بوليسية لاولئك الذين يمارسون العمل السياسي
خارج اطار هذه ( المثابر » بحجة ان هجال العمسل
السياسي موجود داخل اتحاده الاشترا كي 8 لم
يعد يطيق الانتظار او يبحث عن ذرائع » فقد ادرك ان
هذء المنابر الشكلية لن تحول دون العمل السياسي
المستقل الذي يخرج عن اطار اجهزته ويعتمد موقف
المعارضة الجذرية لسياسات النظام . فقد ادركت
القوى الثورية في مصر منف زمن بعيد ان الحكام لا
يتنازلون » طواعية » عن سلطاتهم المطلقة لجماهسمر
الشعب .. وان معركة الحريات الديمقراطية والعمل
السياسي المنظم المستقل عن السلطة والممارض
لها .. يجب ان تجري في صراع مع هذه السلطة
وليس بالتعاون معها » كما ان هذه الحريات يتم
انتزاعها من قبضة السلطة وبراثنها وليس عن طريق
انتظار تنازلات وهمية من جانيها .
كذلك » ادركت هذه القوى ان اتساع معارضة
الجماهر الشعبية لسياسة السادات الاستسلامية
امام الاستعمار الامركي والصهيونية ولسياسة الردة
في المجال الاقتصادي لن تنيح للرئيس المصري اتخاذ
اجراءات شكلية لابهام الجماهير بنوع من الديمقراطية
المزيفة ,
.. فحتى هذه الشكليات لم يعد النظام قادرا
على تحملها ف الظروف الراهنة , 01
[ اتههدف ]| 0) - هو جزء من
- الهدف : 328
- تاريخ
- ٢٩ نوفمبر ١٩٧٥
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 22310 (3 views)