الهدف : 341 (ص 23)
غرض
- عنوان
- الهدف : 341 (ص 23)
- المحتوى
-
سمعنا حديثا عن انشاء ما يسمى بجبهة الحرية والانسان » تلك
الجبهة التي تشكلت من دعاة الجريمة التستبدل شراع اللمحبة الذي
يوجه سفينة الانسانية ويقودها الى السلام بشراع حيك من الجريمة
بأبشع اشكالها وتستبدل بحور الصفاء والسلام في ارض لبنان الحبيب
ببحر من دماء الابرياء ٠ والا فمعنى الحرية في شريعة هذه الجبهة
اخراس كل صوت يعارض امنطق الطائفي والانعزالي ومعنى الانسانية
هو القتل في قلب المستشفيات رمز الانسانية والمحبة ٠
ان هذه الجريمة ليست مجرد قتل عادي اذ من غير المألوف ان
يمر يوم على لبنان دون ان ترتكب فيه القوى الفاشية والانعزالية
مجازر بشعة » فحادثة عيبن الرهانة وهمجزرة داريا والسبت الاسود وا
زالت ماثلة امام الجميع ٠ انها جريمة ليست كباقي الهرائم كشفت
عنها احدى ممرضات احد المستشفيات ( أتجنب ذكر اسمه حفاظا
على سهعته ) ٠
تناقلتها الالسنة في الاشرفية والمتن الشمالي بأكثر 'من رواية
ولكنها كانت كلها تجمع على ادانة الاساليب الفاشية والاعمال غير
الانسانية التي قام بها الانعزاليون ٠ والتقيت ذات ليلة في جلسة
عائلية بالممرضة صاحبة الرواية الحقيقية فسألتها مستجليا الامر الذي
كنت أنا نفسي لا أكاد اصدقه ,١
فقالت اللمرضة بصوت متشنج فيه شيء من الشعور بالذنب
وهي تكاد تختنق من البكاء » قالت « احضر الى مستشفى ( ٠٠١ )
شاب في مقتبل العمر في احداث حزيران الماضي وقد اصيب بطلقة
قناص في يده اليمنى وبعد اجراء العملية لاستخراج الطلقة ادخل
الى الغرفة 7١؟ من الطابق الرايع في المستشفى » عرفت من لهجته
انه فلسطيني فطمأنته واكدت له انه في مكان آمن » طلبت منه
ان لا يتكلم كثيرا حتى لا يعرفه أحد لاني اعرف طبيعة المسلحين
المتواجدين في المستشفى وبعد أيام تمائثل للشفاء الكامل فأمر الطبيب
باخراجه في اليوم التالي » ولسوء طالع الشاب أحضر الى الغرفة نفسها
أحد الجرحى الكتائبيين وكان في حالة خطرة ونظرا للنقص الكبير في
الدم من فئة دم الجريح كانت حياته معرضة للخطر ان لم يتوفر الدم ٠
علم الشاب الفلسطيني بالامر فتقدم متاثرا بمنظز ام الجريح وشقيقته
511
الصفيرة التي حضرت الى المستشفى وبدوافع انسانية تبرع بالدم رغم
انه لا يحق له التبرع ولكن الاطباء وافقوا على ذلك نظرا لتطابق
فئقي دم الاثنين فاجريت العملية للجريح ولم يحتج لدم كثير حصل
عليه من الشاب الفلسطيني ٠ انهالت آمه على الشاب بالقبلات وهي
تردد عبارات الشكر والولاء لانه انقذ ابنها الوحيد » تحركت مشاعري
لهذا المنظر فقلت للام هل تعرفين من يكون هذا ؟ انه فلسطيني من
سكان مخيم تل الزعتر الذين يحمل ابنك السلاح لقتلهم وطردهم »
وقفت الام مشدوهة برهة ولكنها سرعان ما نزعت شارة الكتائب من
صدر ابنها وداستها تحت قدميها وهي تقول ( أمثل هؤلاء يستحقون
القتل ؟ ) لاذا ؟ ألا يكفي ما فعلته بيهم اسراكيل ؟ وتوجهت الى
الشاب مكررة عبارات الشكر والدموع تملا عينيها ٠ طلبت منها ان
لا تخبر أحدا بهوية الشاب المسكين ولكنها توجهت الى المسلصين
الواقفين في الممر وخاطبتهم بلهجة قوية تنم عن ثقة وكأن هذه الام
كانت هي الاخرى تنتظر مثل هذا الدئيل الحسي الللموس لتعبر عما
-يجول في خاطرها من نقمة وحقد على أعمال الكتائب وحلفائهم ولتدافع
عن الفلسطينيين وتبين ابلؤامرة اللحاكة ضدهم بكلمات بسيطة ولكنها
فاضحة » تظاهر المسلحون بالاقتناع بكلماتها ورددوا عبارات الندم,
والتساؤل ( للمصلحة من اذن ما يجري في لبنان ؟ ) ٠
لم تكن الام المسكينة ولا أنا نعلم ان مدحنا هذا سيؤدي بحياة
الشاب » فعند المساء حضرت فجأة مجموعة من المسلحين ودخلت الى
الغرفة بسرعة واخلتها من الزوار » ويلا تساءلت ام الجريح الكتائبي
عن السبب أجابها احدهم بانهم جاؤُوا يقدمون الشكر للشاب الذي
أنقذ حياة زميلهم » وصدقت الام الطيبة ما قالوه لها ولكنها سمعت
داخل الغرفة بعد دقائق شهقة مخيفة وبعد قليل فتح الباب وانصرف
المسلحون وهم يحملون الشاب جثة هامدة وقد فصل رأسه عن جسمه ٠
لم نتمالك انفسنا فهبت الام تسب وتشتم دون وعي ولكن تعرضس
لها أحد المسلحين وضربها على رأسها ضربا مبرها حتى افقدها الوعي
٠٠ كل العاملين في ذلك المستشفى يعرفون هذه القصة ٠
هذه هي الانسانية حبن تغتال داخل المستشفيات رهز الانسانية
والمحبة » وهذه هي اطراف جبهة الحرية والانسان » فأين الحرية وأين
الانسانية من مدعي الحرية والانسانية ؟ ,,١
| محمود ساحوري - هو جزء من
- الهدف : 341
- تاريخ
- ٦ مارس ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10384 (4 views)