الهدف : 349 (ص 17)
غرض
- عنوان
- الهدف : 349 (ص 17)
- المحتوى
-
دعم 537 كد" عدا
© 4
ممسدوددرو سس
© يصدر قريبا المجلد الثالك مسن
الاعهال الكاملة للاديب الكبير الشهيد
غسان كنفاني '٠ ويضم هذا المحجلد
دراسات غسان عن الادب في الارض
المحتلة ٠ وقد كتب مقدمته الزمييل
محمود درويش :
هن الطبيعي ان بكون دمه قد جف ٠ ومن الطبيعي ان يكون
اصدقاؤه قد عادوا الى لغتهم ٠ ومن الطبيعي ان نستعيد. قدرة الكلام
عنه كما نتحدث عن الانهار التي اخترقتنا وذهبت ٠ ٠
وهذا ها يحدث لي : ايام .وايام احاول فيها ان اعتسساد هسسذا
« الطبيعي » لاكتب عنه في هدوء ٠ ولكنه يطردني عن الورق > فان حبره
لم يجف ٠ هو الذي يمنعني من ان أفي بوعدي » هو الذي يمنعني عن
الكتابة 0
الكتابة ! كم نتساءل : ما هي ؟ ونتعثر ٠ ذباب كثير يحط فوق
الكلام الجميل ٠ وكأنه الفلسطيني الوحيد الذي اعطى الجواب القاطع
الساطع ٠ وكانت الشهادة شهادة 0.» وكأنه احد النادرين الذين اعطوا
الحبر زخم الدم + وفي وسعنا ان نقول : ان غسان كنفاني قد نقل الحبر
الى مرتبة الشرف > وأعطاه قيمة الدم ٠
فيه حسم لتعدد اشكال سوء الفهم والتفاهم ٠ وفي كتابته سطوة
اليقين ٠ من يتقن قراءته يطرح الاسكلة على مستويات مختلفة ٠ .
هنالك من يعتبر الحمييساة اتهاما وخيانة ٠ فيثني الكتابة عن
فعاليتها لان الحرية لا تأتي بغير ابلوت ١٠١! ومن هنا » يتحول ابلوت
لدق مؤلاء الى ميف في هد اكه ٠ «انت متهم الى ان تكبت موتك »
داء شاع في حياتنا الفلسطينية ٠ فأتخذ الفاشلون فينا جثث الشهداء
متاريس وخنادق وقاعات محاكم ٠ اطلقوا النار على الذات مرة ©
وانتظروا رصاص الاعداء > مرة اخرى ٠ ليكون معيار الجدارة ٠ هذا
الطراز ذاته من النظر الى الحركة والى الاشياء يحول جثة غسان كنفاني
الى قاعدة لاغتيال الكتابة ٠ وهي » بذلك » تجرد كاتبنا من آية قيمة
خلاقة عدا ابلوت ٠
وهنالك ء هنالك من يعطي الكتابة قدسية الانفصال » وشرعية
الطلاق عن اللمغامرة ٠» والاحتبال على الحياة والخطر ٠ هنالك من يعتبر
الكتابة غاية في حد ذاتها ,
ولكن غسان كنفاني هو كاتبا الحياة ١ كان يكتب لانه يحيا , '
وكان يحيا لانه يكتب ويحبي ذاكرة الفلسطيني لتكون مكان ابلستقبل ٠
لم يكن ابلوت هدفه لانه لم يكن عاجزا عن الحياة في الكتابة » ولانه لم
يكن بعيدا عن حركة الفعل الفلسطيني الثوري التي تبلور حياتها في
الصراع ٠ وكان توحده في الفعل الكتابي » والذي يبلغ حد التصّوف »
نوعا من استرداد حياته .في حياة شعبه وصياغتها في مسرى الملم
العظيسسم ٠,
لقد سقط غسان كنفاني في ميدان الصراع ٠ سقط وهو يسيطر
على موقعه الكتابي ٠ وقد اغتاله الاعداء لانه حمل فاعلية الكتابسة
التي تصنع جيلا سيعثر على اداة التعبسير عن فاعليته في السلاح ٠
ولكاك » فان الدفاع عن غسان كنفاني » أمام اخطاء من لا يرى فيه غير
هوتة » هو دفاع عن الكتابة وعن الحياة ,
ويعرف الكاتب الثوري ان اداة التعبير عن فاعليته الاجتماعيسسة
تأخذ شكل الكتابة لانها تميزه وسلاحه ٠ وليس بوسع الكتابة ان تحقق
اثرها النضالي الا اذا كانت كتابة ناجحة ٠ فالفن الرديء الذي يروج
له الصغار في حياتنا الان » تحت اي شعار كان » لا يقل ضررا عسن
السلاح الرديء ٠ وقد كان غسان كنفاني فعالا ومؤثرا باتقانه مهنسة
الكتابة » بخصوصيته الفنية الجميلة » وبطريقة توظيفه هذا الجمال ٠
وليس بانقلاب اللعادلة ,
لن نلتقي به بعد ٠٠١ لن نسمع مزيدا من تعليقاته الساخرة على
الذين يآتون الى الكتابة بفضيلة القضية ٠ ولكنه يقتحمنا داكما بقوة .
كلماته التي لا تموت ٠ كم كتب الفلسطينيون وماتوا ٠ ولكن حبرهم
كان يجف مع دمهم ٠ كتابته هو قد تكون هي النادرة التي تصلسسح
للقراءة بعد العودة من جنارة كاتبها ٠ وتاريخ تبلور النثر الفلسطيني
الجديد يبدأ من غسان كنفاني ٠
اذا هو ٠١ لا سواه ؟ تلك هي الهدية + ذلك هو النجم ٠ هسو
ابلوهوب الذي عرفت كيف دربي موهبته وفي اي نهر يضعها 0
لقد تمكن غسان كنفاني هن اداء دوره » لان له دورا » ولانسسه ْ
مؤهل » فنيا ٠ للقيام بهذا الدور ٠ كان نتاج رحلة العذاب ا
من السقوط المتمثل في وعاء المخيم حتى الصعود اللتمثل في واقعية
البندقية ٠ وفي عمله الكتابي الذي مارس من خلاله دوره الاجتماعي
والوطني تأريخ الحركة الفسطينية في قلب فنان ٠ لقد كان ثوريا من
لا تنضب ٠ ولم يترك لنشاطه الواعي مجالا واحدا للراحة ٠ الم يقفن
: الخلاقة والتفاني في آن واحد ٠ انها شكل نادر من أشكال تحقيق حياتة””
حيث هو كاتب ثوري ٠ لم تنتزع هذه الصفة من لحظة الاستشهاد. ٠,
كان يعرف لاذا يكتب وطن يكتب ٠ ولكنه كان يعرف أيضا ان قيمة
هاتين ابلسألتين مشروطة » لانتاج الفن » باتقان تطبيق المسألة الافرق
كيف يكتب ,
لم تسلم كتابة غسان من الاتهام حين ارتقى بشكله الكتابي هن -
حالة السكون الوصفي الى حالة ارقى واصعب بتأثير تعقد القضيسة
التي تحتويه ٠ ولم تسلم من مواجهة هذا السؤال الابدي : من يفهم
هذا الاسلوب ؟ لم يكن غدان كنفاني سهلا كما يبدو لقراكه السطحيين:
صحيح انه كرس كل طاقته الخلاقة ونشاطه الاجتماعي في خدمسة.
قضيته الكبرى ٠ وصحيح ان هذه القضية ٠> بجماهيرها واشكسال
صراعها كانت هاجسه العظيم ٠ ولكن الكتابة » كقضية » كانت ايضنا 3
هاجسه ٠ وان التعامل مع سؤال مثل « قضية الكتابة "( جعلة: قادرا
على التطور الداقم وهحبا لىي هذا الحد ,+
ألم يستطع غسان كنفاني ان يكون مؤثرا وفعالا الا لانه كان. كاتبا'
محترفا ٠١ حتى في كتابته الصحفية او اليومية كان شديد الخصو
والتميز والاتقان ٠ رشيقا ومتوترا كفزال يبشر بزلزال ٠ ...0 '
كان ممتلئا بحيوية نادرة في هذا الجيل ٠ كان مسكونا بكهربتاء:
اجازة لاستعادة قواه بين رواية واخرى ٠» او عمل وآخر ٠ لم يذهتمب'
للامتلاء بالتأمل من أجل تنفيذ عمل كتابي جديد ٠ كان يجدد وقسوده
الابداعي بتبذير قواه ٠ كان يتزود بالطاقة تلقائيا » فالذاكرة الجماغية
لا تستنرف ٠ وكان يستعيد ملء طاقاته بعمليات تفريغها الداكم. و
هل كان حقا. يشعر بموته ابلبكر ٠ فاطلق ينابيعه الى هذه .الدرجة,
من الأسراف ؟ هل كان هاجس ابلوت يستدرجه لصب طاقاته في وقت؛:
قصير ؟ هل كان استشرافه لهذه النهاية البداية دافعا لتناول كسل..
اشكال التعبير من قصة ورواية ومسرحية ودراسة وبحث ونقد » ليسجل
دمه على اصابعنا وذاكرتنا ؟ وهل كان يسبق الملوت الى الحياة في :
الكتابنة ؟ ْ :
ربها' ٠ وربما كان هذا السباق أحد اجمل تجليات ١< الانائية”' 0 - هو جزء من
- الهدف : 349
- تاريخ
- ١ مايو ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39429 (2 views)