الهدف : 349 (ص 18)

غرض

عنوان
الهدف : 349 (ص 18)
المحتوى
في سياق تبذيرها في حياة الاخرين ‎٠‏ وهكذا تتدول انانيذ الفنان الى
نهر كريم ‎١‏
ان الذين ,عرفوه » عن كثب ‎٠‏ كانوا يعرفون مدى حيويته وقدرته
الذمينة على العمل ‎٠‏ وكانها يعرفون ايضا حرصه المرهق على تحقيق
ذاته الفنية ‎٠‏ كان يقوم بكل الاعمال العامة طيلة النهار ‎٠‏ ولي اخسر
الليل ‎+٠١‏ في اول الفجر كان يذهب الى كتابته « الخاصة » » الى كتابته
الفنية » فلم يكن متاها نه ان يتخصص بشكل علني ‎٠‏ كان يحتسرف
الكتابة سرا ‎٠‏ طاذا ؟ لانه فلسطيني ‎٠‏ ببساطة لانه فلسطينى ,
لم يقل احد ان الفلسطينيين لا يرحمون ادباءهم ‎٠,‏ ساقول : ان
الفلسطينيين لا يرحهون ادباءهم ‎١‏ ذلك من فرط ايمانهم بقاعليية
الادب الذي قدم لهم » ومنهم + تعويضا عن مهانات » عندما فقدوا
كل شيء ولم يملكوا ألا كلمات ‎٠‏ وذلك لانه استمد منهم القوة ليؤؤوسس
نهم العلاقة ‎٠١‏ نادرا ما يسطلو الوطن » كما يسطو على ادب الفلسطينيين
ولذلك » يدرك الفلسطينيون » وبحق »ء أنهم هم الذين خلقوا ادباءهم
*” ولذلك ايضا يطالبونهم داثها باللواطنية المثالية وبانطاعة
الفولاذية » ولا يسمهون لهم في ان يكونوا اقل من جنود او قديسين .
ومن هذه العلاقة الصارمة » من هذه اللطائبة ألتي تشمل كل شيء يجد
الاديب الة لفلسطيني نفسه « يسيرق » حرفة الادب سرا ؛ وفي النهسار
عليه ان يمارس اشكالا اخرى للتعبير عن التزامه بسلطة الوطن !
هكذا كان غسان كنفاني يغتصب كتابته الفنية من الساعات
المخصصة لنومه ' ولم تكن تلك الكتابة الا نتاج علاقته بفلسطين ‏
الوطن والحلم والصراع والجماهير والنفى ‎٠‏ كان اكثر من كاتب ‎٠‏ ولكن
ها اقدح الخطأ الذي يرتكبه صغار النقاد والصحفيين ويخدعون بسسه
الناس حين يضعون واو العطف - للتمييز ‏ بين الكاتب والمناضل ,
كان يقونوا : كان كاتبا ومناضاه
‎٠ ١ 1‏ ليس الامر في مثل هذا التفصيل :
فقد كان غسان كنفاني كاتيا مناضلا ‎٠‏ 1
‏كشيرا ما يجابه الكاتب: الفلسطيني باسكلة تأتيه من البراءة او
الاتهام ' هل انت كاتب ام مناضل ؟* في مرهلة تاريفية معينسة
يمعدد الكاتب المناضل بأنه الكاتب الذي يعبر عن حركة القصسوى 2
الثورية ‎:١‏ عن حركة الجديد ‎٠‏ وغالبا ما تكون اداة تعبير الكاتب عن
اندماجه بقوى الثورة هي الكتابة ‎٠‏ وقد بقي غسان كنقاني مطاردا
بهذا السؤال الى ان بلغ الشهادة » فهزم السؤال وانتصرت كتابسسة
غسان ‎٠‏
‏كان نشاطه الكتابي متعددا ‎٠‏ والطريقة التي سفك فيها دصله
محرومة من الوصف ‎٠‏ لقد رسم جسده اللعزق حالات القضية الذلسطينية
‎٠‏ لقد حقق الاسطورة ‎٠‏
‏كم من صديق رثيت ‎٠‏ ولكن لم أحس بأذني ارثي نفسي > فاعيد
صياغة حياتي » الا عندما حاولت الامساك بطرف هذا البركان : فسان
كنفاني ‎٠‏ ماذا بوسعك ان تفعل ؟ حقا ‎٠‏ ماذا بوسعك ان تفعل ؟ هكذا
ينقض الكاتب على نفسه في حضرة الكارثة التي لا يردها قلم ‎٠‏ ولعل
مثل هذه الحالات التي تنتقص من جدوى الكلمة وقوتها في سياق القارنة
مع عناصر الطبيعة او الفعل الهائل هو الذي خلق + منذ القدم » تقليد
عقد اللقارنة الظاللة بين الكلمة والفعل ‎٠‏ ليس الخطأ » دائما » ان نقدم
اجابة مخطئة ‎٠‏ احيانا وفي مثل هذه الحالة بالذات يأتي الخطأ من مجرد
طرح هذا السؤال ‎٠‏
‏وان الوت حادث ‎٠‏ ولكن هنالك ذوعا من الموت يأخذ شكل الاجابة
على معضلة او مقارنة ‎٠‏ وهكذا يتحوق مصرع الكتاب ابلناضلين الى
دلالات ورموز ‎٠‏ وهكذا كان مصرع غسان كنفاني شهادة على فاعلية
الكتابة لا نفيا لها كما يتصور الميكانيكيون والعاجزون أمام حركة ر
‏“سهاه فسان « شعر اللقاومة » لم نكن نعرف اننا

‏العلاقات ‎»٠‏ كيؤلاء الصبية القادمين الى اسم الثورة من اقاليم العجز


‏والاخساط والقسح ليدمهوا عاهاتهم على الؤرق وعلى ندسيه البشر >
شيتهمون الس بالردة : ويدهمون الحياة بالخيانه ‎٠‏
‏صديقي غسان ! كم هن صديق ودعت : ولكن لم اودع مرحلة من
حياتي الا في وداعك الاخير ‎٠‏ كان اخر ما انتظر من كوابيس هو ان اقدم
لاعلانك السابق عن وجودي منذ عشر سنين ‎٠‏ لقد ولدت قبل ذلك :
ولكنك انت الذي اعلن ميلادي ‎٠‏ لم اقل لك : شكرا : فقد كنت احسب
العمر اطول ‎٠‏
‏الان نقول : ادب الارض اللحتلة ‎٠٠١‏ ها ‎٠١‏ ها ! ولكن الحالة كانت
تختلف عامكذ ‎٠‏ فقد كنا مدجموعه من شباب دون الثلاثكن نفتقر السسى
أدنى مقدمات الرد العملي على الهزائم التي يعاصرها وعينا وعارما ‎٠‏
‏وكنا نحاول كتابة الشعر دون ان نعي انه شعر ‎٠‏ كنا نصرخ : نتوجع:
نحتج . فلم نملك اداة تعبير اخرى ‎٠‏ وكانت اغلبيه مواطنينا تسخر
مهنا ء لانها تعرف طفولتنا ومراهقتنا وصبانا معرفة لا يليق بهسسا
الاعجاب ‎٠‏ صبيان يكتبون شعرا ‎٠‏ وكان لقب « شاعر » طموهمسا
قاسيا يعذب ' وف أهحسن الاحوال كان بعض اللعلمين يفول : مبتدكون
اهم مستقبل ‎٠‏ حتى العدو نفسه لم يكن يكترث بنا بشكل جاد ‎٠‏ وفي
الامسيات الشعريه التي كنا نقيمها في القرى كان الفضول والاعتبسار
السياسي وبنات اللدرسة هي التي تشجعنا ‎٠‏ فقد كان الشسعر
« اللمعتبر » ‎٠٠‏ الشعر اللقبول » آنكذ : لدى الناسن والصحف هسسو
الشعر القادم من الخارج ‎٠٠١‏ هو الشعر المصنوع خارج الارض الحتلة ‎٠‏
‏وكانت النجوم الشعرية الرائجة في العالم العربي هي ذاتهلا
الراكجة لدى صحف العدو باستثناءات قليلة ‎٠‏ ولم نسأل يومها : كيف
يملنك الشعر كل هذه القدرة على الاحتيال فيكون مطرب الإضداد +
‏وبقينا مجهولين ‎,.١‏
‏الى ان قام غسان كنفاني بعمليته الفدائية الشهيرة : الاعلان عن
وجود شعر في الارضس اللحتلة : فانقلبت العلاقة داهل الارض اللحتسة
وخارجها ‎٠‏ ومشى التطرف الى نقيضه اللتطرف : لا شعر الا
‏في الارضص
المكتلد !!.,
‏القة لفضيهذ معروفة ‎٠‏ ولا اضيف هنا جديدا ‎٠‏ وساعترف بأن شهاذتي
لا تتمتع بأية قيمة: عدا قيمة الاعتراف : نحن الذين كنا نكتب هما
نكتب (<م شعسر
مقاومة » وقد دهشت » قبل سواي ‎٠‏ بهذا الشفف السياسي بها نكتبه,
كل شيء قابل للتفسير كأن نقول: مرحلة تاريفية معيذة انفتحست
فيها النفسية العربية الجريح على تقديس كل ها يرد من ارض فلسطين
ولكن ‎١٠١‏ ولكن بعضنا داح من اللذة وبعضنا صار يصمم القصائد
لحناجر اللذيعين » وبعضنا خاف المسؤولية وقلق ‎٠‏ وبعضنا ادرك انها
هوجة وتنكسر ولا يبقى من هذا الزبد غير الشعر الحقيقى ‎٠‏ ويومها ‎٠١‏
‏بومها كتبت : ‎«<١‏ انقذونا من هذا الحب » ,, ‎١‏
‏ولكننا نعرف جيدا ان محاولات الغاء الشعر العربي الثوري كله
بواسطة خطب حفاسية او بكاكيات يكتيها شباب من الارض اللحتلة ‏
قيمتهم الذنية الاساسية هي انهم يعيشون ف الارض اللدتله » ليست
هن صنع غسان كنفاني ,
‏ان ها فعله غسان هو كسرالحصار اللضروب حول اوضاع العرب
في الارض اللحتلة » واضاءة كل موقع صهود يمارسه ابناء الشعب
الفلسطيني هناك ‎٠‏ وكان الشعر » ولا يزال » احد وسائل التعبير عن
هذه اللواقع وعن هذا الصمود ‎٠‏
‏وكان اكتشاف العرب بأن العرب في فلسطين: اللحتلة يتكلمون اللغة
العربية ويحبون بلادهم ويكرهون الظلم اكتشافا مذهلا ‎٠١‏ مذهلا حتى
‏الخزي ‎٠‏ ومع ذلك ‎٠‏ اتاح هذا الاكتشاف للصوت العربي القادم من '
‏هناك سعادة الاحساس بالانتشار والتفلب على الاسوار ‎٠‏ وكان وعدي



‎1

‎2







‏5 7 3
و الل
‏الملل سل
‎21711


‎1 3
20
‏110/01 'تلحانان !لاط الت امال مله
‏اسهد ممالا امت ميخ سالا الهس

‏اصحاب هذا الصوت بوجود من يستمع اليهم حافزا لنموه وتطويره لدى
البعض » وعقبة امام تطويره لدى البعض الاخر الذي اكتفى بالجغرافيا
موهبة غير قابلة للمناقشة ,
‏لقد دل غسان كنفاني الرأي العام العربي على ادب الارض اللحتلة,
واها اللبالغات واختلال اللموازين فتلك مسألة تخص الذين درسوا ما قدمه
غسان ‎٠‏ لم تكن لفظة « مقاومة » راكجة في الشعر هناك قبل ان يطلقها
غسان عليه ‎٠‏ وهكذا ايضا دل اللسمى على اسمه ‎,,١‏
‏واذا كان غسان كنفاني قد شمل ‎٠‏ بهذه الصفة > كل من كتب
باللغة العربية في الارض اللحتلة عفلانافراحه بما يجد كانت تشمل
الكتاب واشباه الكتاب » وابلقاومين واللامقاومين لان افراحه كانت تشمل
اللغة العربية في فلسطين اللحتلة ‎٠‏ ولذلك + يمكن لفت الانظار الان الى
ان بعض الاسماء الواردة في مقالات غسان كنفاني عن الادب في الارض
المحتلة لا تحتل اكثر من فاصل هامشي في حياة العرب هناك » وبعضها
يحتل هامشا سلبيا يتناقض مع تقدير الوهلة الاولى ,
‏وفي الوقت الذي كان يكشف فيه غسان كنفاني غطاء السز عما
بكتبه كتاب الارض اللحتلة العرب ‎٠»‏ كان يدرس نقيض هذه الكتابة
واحدى هواد محاوراتها : الكتابة الصهيونية » ودورها في تشكيل الوعي
‏والكيان الصهيونيين ‎٠‏ وبكلمات اخرى : كان يدرس فاعليه الكتابسة




























‏لدى العدو ‎٠‏ فقدم بذلك اول دراسة عربية عن واحد من اخطرالموضوعات
الصهيونية ‎٠‏ وكان بذلك جديدا وكاشفا وراكدا كعادته ,
واذا كانت الصورة التي قدمها غسان عن الادب الصهيوني تفتقر
الى تصوير بعض الجوانب اللهمة فذلك يعود الى اعتماد غسان علسى
النصوصن الانكليزية المفتارة من الادب العبري ‎٠‏ واذا كانت هذه
النصوص النتقاة وحدها كفيلة بالتدليل على الدور التدميري للثقافة
الصهيونية : فكم ستكون الصورة حالكة حين نطلع على الاصلالعبري
الصريح الذي لا يراعي متطلبات الحرصن على الرأي العام مارج
الوطين اللحتسل ! 1
‏ان دراسة غسان تتمتع بقدرة كبيرة عن التقاط الجوهري وادراك
الخصائص الاساسية للادب الصهيوني ‎٠»‏ وتشكل حافزا لدى دارسي
اللغة العربية للواصلة خط الكشف الذي اسسه غسان كنفاني ‎٠,‏ *
‏وقد يكون من اطفيد ان نعرف ان الادب الصهيوني هو اصسد
وسائل غسيل الدماغ الذي يتعرض له طلبتنا العرب في الارض اللهمتلة؟
ولذلك فانه يحمل امكانية تشكيل اللمكونات الثقافية للشاب العربسي
الواقع تحت الاحتلال » بغض النظر عن اتجاه رد فعله عليه ‎٠‏ فهو قد
يؤثر في شده الى مقدماتالتعايشس مع نمط المياة الاسرائيلية ومن ثم
الى التخاذل او التساهل تجاه ادعاء الحق الصهيوني على ارضص
فلسطين ‎٠‏ ومن ناحية ثانية في شده الى موقع الرفض لكل جوائسب
الحياة والفكر الصهيونيين ‎٠‏




‏ويا صديقي غسان !
‏ان البياض أهامي كثير ‎٠‏ ودمك الذي يجف ها زال
يلون ‎٠‏ لقد ودعت مرحلة هن حياتي حين كنت أودعك ‎٠‏
‏جكت ورأيت ‎٠‏ ورأيتك كيف تذهب ‎٠‏ لقد اتسعت
مساحة الارض الحتلة ولم يعد ذلك هميزة ‎٠‏ ودورة
السجون تدور ‎٠١‏ تودع وتستقبل ‎٠‏ وكل أرض ترق
استشهاد ابناء شعبي ‎٠‏ ونحن مطاردون في كلمكان,
والكاتب ملعون ومتهم بالحياة والكتابة ‎٠‏ والوطن.هو”
الوطن ولم تكتب فيه حرفا واحدا ‎٠‏ واين هي الارض
‏« الساعة الثانية ولم تصل ! كف عن هذه العادة
السيكة » ‎٠‏ 0 2.
نهم قالوا لى : قد انفجر !
ا اكتب اليك دون ان اخشى يد كمال ناصر
التي خطفت رثائي لك ‎٠‏ وقال مازها : لا تنشر هذا
الكلام عن غسان كنفاني ‎٠‏ هذا الكلام يليق بي ‎,١‏
‏كان يمزح ؟ نعم ‎٠‏ ولكنه انذجر أيضا ‎٠‏
‏لا أحد يحيا لنفسن كها يشاء ‎٠‏
‏ولكننا نراك في كل مكان ‎٠١‏ تحيا فينا ولنا ‎٠‏ وانت
لا تدري » ولا تعلم ‎٠‏ |


























هو جزء من
الهدف : 349
تاريخ
١ مايو ١٩٧٦
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22312 (3 views)