الهدف : 377 (ص 16)
غرض
- عنوان
- الهدف : 377 (ص 16)
- المحتوى
-
ل ا
| ديستغفله ٠ وهذه الجماعة التي عملت منذ ١0 سنة لتفريغ السلطة من قوتها
الاهنية » ليس من المفقول » ان تقبل بسلطة فوقها » ٠ (6م)
ان هذه الطريق التي يرسمها الجميل نيابة عن جبهة الكفور » تعني ان
سركيسٌ مطالب بأن يجعل من عهده استمرارا لعهد فرنجية » وان يعتبر
| |المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية ومعهما الجماهير الشعبية » في صف
| الاعداء الذي ينبغي تطهير لبنان منهم » ولذلك يجب ان تستمر الحكرب ©
'|عقابا للفلسطينيين والذين يؤيدونهم من ابناء الشعب اللبنانيين » اي ان اللهمة
١ |المطروحة على بداية عهد سركيس هي مواصلة الحرب على القاومة الفلسطينية
| و«اليسار المفرب» ء أي انهم يريدون ان يمضوا ست سنوات اخرى وسلاحهم
موضوع على جدول التعامل مع الجماهير الشعبية الكادحة على أمل ارهاق كاهلها
| من خلال تشديد قبضتهم الفاشية على عنقها وتقطيع انفاسها ٠
1١ هذه هي ابرز المآرب التي يتوخونها من وراء نفيهم
لطابع الحرب الطبقي ٠ ولكن على ماذا يدل سعيهم هذا ؟
2 أوالى ماذا يشير ؟
ان اؤلى الدلائل تستخلص من كون محتوق موقف الفاشيين ونظرتهم »
]هو التضليل : الامر الذي يؤكد افلاس القوى الرجعية الفاشية » مما اضطرها
لنسج الاكاذيب والافتراءات » لكي تتهرب من تحمل تبعات جرائمها ومن حكم
التاريخ عليها ٠
ا اما الدلالة الثانية التي يستخلصها الانسان هن موقف القوى الفاشية »
(افتتجلى في ان هذه القوى لم تتعلم كفاية ولم تستفد من احداث الحرب
الاهلية الدامية ٠ ان هؤلاء الفاشيين يظهرون غباء مطلق النظير حين يتوهمون
"انهم باقصائهم للحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية مزميدانالضراع السياسي
| والمواجهة العسكرية العلنية سوف يتخلصون من التناقضات التي تأفذ
بخناقهم ٠ انهم اغبياء اذ يفعلون ذلك لانهم بهذا الاسلوب يدفعون الشعبين
اللبناني والفاسطيني للبحث عن نهج اكثر جدوى وقدرة على مواجهتهم وتحطيم
رؤوسهم ٠ انهم حبن يصرون على مواصلة المعركة الى نهايتها » فكانما يصرون
على الانتحار » ويسعون الى تقريب موعد نشوب الثورة التي ستطيح بهم
وتحرر الشعب من نظامهم الرجعي العميل » .لان العنف الرجعي » يدفع الجماهير
للرد عليه بعنف ثوري ٠ ووقائع السنوات الماضية دليل ساطع على صحة هذه
الحقيقة رغم النهج الاصلاحي الذي حكم موقف الحركة الوطنية وممارساتها ٠
قد تنجح القوى الفاشية في اخماد القتال مؤقتا ولكنها لن تخمد جذوة الحقد
الطبقي التي ستبقى متقدة في اذهان الجماهير ووجدانها حتى تتفجر من جديد
ووفق نهج جديد ٠
لقد اتضح مما تقدم ان الحرب اللبنانية» هي حرب اهلية سببها الاساسي
يكمن في تفاقم الصراعات الطبقية والوطنية بين الحركة الوطنية والمقاومة
الفلسطينية وجماهيرها اللبنإنية والفلسطينية من جهة وبين القوى الفاشية
اللبنانية ' من جهة ثانية لذا فان انكار هذه الحقيقة » ادعاء تفنده الوقائع
التي هي اشياء عنيدة ٠ يكفي لكي يقتنع الانسان بأن الحرب الفاشية على
الارض اللبنانية هي حرب اهلية ان يتذكر مجزرة صيادي صيدا » ويعلم بان أ
الذين تظاهروا يوم السادس والعشرين من شباط عام ١910 ؛ اي قبل وضع
قانون شركة «بروتيبن» موضع التنفيذ بيوم واحد ؛ كانوا مؤاطنين لبنانيين
ولم يكونوا فلسطينيين ٠ كما ان معروف سعد لم يكن ؛ لا ياسر عرفات ول"
جورج حبش ٠ فلماذا قوبلت مظاهرتهم السلمية بانزال الجيش والقمع بالنار أ
والفديد ؟ ١ 1
ولكن هل تعني هذه الحقائق الدامغة » ان ليس للفلسطينيين ولقاومتهم
المسلحة دور في الحرب الاهلية ؟
ان الجواب على هذا السؤال بالنفي بوازي في خطأه الجواب الذي ينكر كون
الحرب اللبنانية » حربا اهلية ٠ لذا فأئنا سنقف » فيما يلي من البحث »
أهام المقدمات الموضوعية والذاتية التي لعبت دورها في احتدام الازمة العامة
للنظام الرأسمالي اللبناني ؛ وفي دفع هذه الازمة للتفاقم والتفجر وانتقال
الصراع الطبقي والوطني الى حرب اهلية .لبنانية ٠ وستشمل وقفتنا هذه
انعكاس وجود الشعب الفلسطيني ومقاومته على الازمة العامة للنظامالرأسمالي
في لبنان » ودورهما في الحرب الاهلية اللبئانية ٠ وعلى وجه التحديد فائنا
سنقف امام الطابع الخاص للبورجوازية اللبنانية وعلاقة هذا الطابع في تفاقم
الازمة العامة للنظام » اولا » وسنسجل مظاهر تذمر الجماهير اللبنائية من
اوضاعها السيئة » الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ؛ ومن تخاذل
الحكومة وعدم تصديها للاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب خصوصا ؛ ونضال
هذه الجماهير الدائم والدائب من اجل الضغط على الطبقات الرجعية الحاكمة
لكي تبدي اهتماما بها تشكو منه الجماهير الشعبية وتحدث تغييرات تخفف
من وطأة الاعباء التي تعانيها الجماهير » وستبتدأ مراجعتنا لاحصاء مظاهر
التذمر ومختلف اساليب النضال من اواسط الستينات حتى اوائل عام 110/0 2
حين نشبت الحرب الاهلية » ثانيا » وسنولي دور المقاومة الفلسطينية في انضاج|
مقدمات الحر بالاهلية اهتماما خاصا يتناسب مع. حجمه وفعاليته » ثالثا )
وسنتعرض لانعكاس الاوضاع العربية والدولية على الاوضاع اللبنانية » تعرضر
يهتم بعلاقة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية في نشوب الحرب الاهلية
اللبنانية » رابعا ٠ :
أها دور الحركة الوطنية » فسيكون موضوع الفصل القادم من هذه
الدراسة ٠
اا
(11) رسالة ياسر عرفات الى سركيس : راجع النهار المحرر السفير والعديث
هن صحف يوم 911/91/64 ٠
(4) جريدة السفير العدد 100 في ؟ تشرين اول 1911 ٠
(41) جريدة السفير البيروتية العدد 114 في غ تشرين الثاني ١11+ '
(؟4) جريدة النهار العدد 291١ في 9195/9/64 ٠
للا
عامان : والحرب تأبى الهجرة عرز
ن لف الاثرياء حقائبهم وهاجروا ©»
والمثقفون. ايضا هربوا بمعاجمهم : ولم
فى لبنان الا الحرب والفقراء وبعض مثقفيهم »
يبق في ايدان 5
رة © انما القدم التي خطتها ما اجادت
حساباتها : فاحترقت بالجمر واللهب ٠
0
بيروت » التي شهدت مفاهيها » مجمل انواع
النظريات السياسية والثقافية » وراقبت اشياء
غرفها السرية الاف الاحلام الثورية » تنوء
بحملها » وتنفجر » ويهرب السياسيون والحالمون ©»
ويبقى الفقراء مشدوهين تأكلهم النار وصراخهم
الوحشي يبقر بطن السماء ويغلف البحر. ٠
ثمة بعض المثقفين كانوا اوفياء » صاحبوا
بيروت في محنتها ٠ هنهم من كانت المحنة اكبر
هنه فانتحى زاوية ملجا : او متراس يرقب الانفجار
ويجرفه التيار ٠
ومنهم من فتح غينيه وشنف اذنيه » يقارن
بين قراءاته عن الثورة وبين هذه الحرب القذرة ٠
فلم ايضا دوائجه ولحق بحن هاجروا ٠
وبيروت تضيد جراحها بجراحات جديدة » وتصمد
في وجه المؤادرة مسيجة بلدم ودم الفقراء ٠ بيروت
كانت مسقط رأس الإف القصائد العربية واللبنانية
تضن عليها الإقلام الشاعرة بقصيدة مؤاسية ٠
كانت تعج ( بالغاليريات ) الفئية : والان وحدها
الحرب ترسم فيها لوحات الدجار والموت ٠ والفئانون
هاجروا ٠ ومن لم يهاجر بجسده قلة طفى ازيزه
الرصاص وضجيح القذائف وفحيح السياسيين
على نتاجاتهم الفجة ٠ لاذا كانت فجة : كان
الجرج غائرا بشكل مريع ٠ الإثقفون الذين كانوا
يدردشون عن العذف الثورىي . اعتبروا الحرب عنفا
لا ثوريا' : صحيخ لم.تكن الحرب « عنفا ثوريا 0 .
لم : لان المثقفين اصلا لم يفكروا يوها ب « كيف »
يكون العنف ثوريا ؟
27
ات
الذين نبجدوا كثيرا بالعنف »
الكلمً كثيرا . وكازوا يعلكونها > لانهم كانوا
ستبعدون امكانية العنف في بلد مخملي كلبذان »
ابتذلوا هذه
لذا
3< دهلوا حين فؤجئوا بالدزب تقتحم اللمقاههي
برصاصها وقذائفها ٠١ إثقذ ن دا 'حددوا موقفهم من
العنف الثوري : لم يعرفوا ان هذا العئف أت لا
حال ٠ قراوا ان العنف الثوري يقوم به حزب
تثسىء الجماهير ويقودها ضد السلطة السائدة ٠
عاو 5
وخارو ددردور ان هذا الجزب 5 الثورزي ل وجود
ااام
له ٠ نذا كانوا يتنطعون هم للقيام بهذا الدور »
فيكرعون زجاجات الخمر ويخربون الوعي ؛ ويعلذون
« الحرب » على الجماهير : لائها متخلفة وتتمسك
بتقاليد سلفية خرقاء ٠ ويهجرونها الى المقاهي
» وتففر الهوة بيذهم وبينها وكثيرا ها
تسمع كلمة « رعاع » يرهون بها الجماهير » لانها
لا تثور » وهم واعون بحكم قراءاتهم « الواسعة »
ان الجماهير كي تثور تحتاج الوعي لحقيقة واقعهاء
وتفتقر المحرض الباشر يقود جحافلها نحو
الثورة ٠ وهم « الواعون » » وهم القادرون على
التحريض ٠ وهم ايضا الكافرون بقدرة الجماهير :
وطاقاتها الثورية ! لكن ثمة نقطة هامة كانت غائبة
عن اذهانهم » حين ارتاحوا لعدم قدرة الجماهير
على الثورة ؛ التي تكفل لهم استحرار متاجرتهم
« بالثورة » تلك © « والعنف الثوري » ذاك .
هذه النقطة هي ان العنف الا ن يأتي من « الثورة
المضادة » ٠ فجاءت الحرب : وفر المثقفون بجلودهم
ينتظرون هدأة الصراع بعد ان يجهز الفاشيون على
الفقراء : بينها يكونوا قد فتشوا عن « قضية "
اخرى : يشركونها على مناضد المقاهى التي
اضحت تعج ببقاياهم » وببعض ١ الإرتيستات «
اللواتي رفضن الهجرة ؛ وقاء للبلد الذي رعاهن
انضما .
الراقية
1
فئة هن المثقفين « الوطنيين » » لوعيها الذي
لإ تحسد عليه : ظنت الحرب شهرا او شهرين
على الاغلب » تعتبر فادة خام جيدة توحي بكثير
من الاعمال الابداعية الفنية والادبية والفكرية .
فاحتملوا البقاء في شققهم » واحيانا التجول
الحذر بعرباتهم الانيقة ؛ ومراقبة المعارك مهن
خلال الصحف وزجاج النوافذ المضاءة »2 الا انهم
حبن ادركوا ان المسالة تأخذ مأخذ الجد » وقد تطول:
وان القذائف لا تفرق بين مقاتل حقيقي و « سواح
ألثورات » حملوا حقائبهم وانطلقوا في البر والبحر
على امل ان يكملوا مشاهدتهم و « معايشتهم ٠"
لاحرب من دمشق او بغداد او القاهرة » او ربها
٠ بارييس " التي اضحت اقرب من دمشق وبقية
العواصم العربية !
سابذاه
تلك الفئة « الوطنية : الثورجية » تظضن ان
'يعيث به الرعاع فسادا
الثورة لن تتجاوز جلودها ؛ وان هذه يا
المفروضة هدفها الوحيد القضاء عليهم كثلوار
واعين » فهم ويمي الثورة وحزبها المرتقب : لذا
سيفشلون خطط الاعداء ؛ ويهربون الثورة بجلودهم.
من دوائر الخطر المحدقة بها وهكذا يكونوا قد
انتصروا للطبقة العاملة ٠» وانقذوا رايتها مسن
الاحتراق في نار الحرب القذرة ٠
وغدا سيعودون : كما سيعود التقليديون .
واجهزة القمع البرجوازية بأقنعة سافرة » ولكن
من المستبعد ان لبنان المقبل سيستقبلهم الا اذا
تخلوا حتى عن هوسهم « الثورجي »"
المستبعد ان يعود لبنان منبرا اعلاحيا كما كان ٠
ولكنهم سيعودون ؛ والى المقاهي فقط ١!
- ث3 -
* ومسل
الشعراء المهاجرون الان ينقذون الشعر من
الاحتراق »؛ ويهيئون المفردات التي تليق بالحسرب
الاهلية » ودماء الشهداء ٠ لان بقاءهم سيفرض.
عليهم مفردات جديدة قذرة : كالقذائف والجبثنث
المحروقة والخطف والحواجز والقتل والذزبح
والتشويه » وما الى ذلك هن مفردات « لا شعرية »!
الرسامون التشكيليون في مهاجرهم يجبرون
الاختبارات على الالوان التي تليق ايضا بفداحة
الحدث وبعده الملحمي فالحرب ستفرض لوني الاحدر
والاسود ولن تفسح مجالا للفنان لكي يهيىء جوا
صافيا وحدانيا يساعد على التجلي وتصوير
قذيفة رشيقة تغير شكل جثة طفل بابداع سريالي
او دادائي مذهل ٠
المنظرون ايضا ؛ لن يروقهم متابعة نمو افكارهم
في ظل الدمار وضجيج المتفجرات ودوي راجمات
صواريخ دمشق » لذا يراقبون الجذور الدمشقية +
ليجدوا مخارجا منطقية تبرر مراهناتهم التي رحدتيه
الحرب منذ جولتها الاولى ٠
# #8 *
اذن فالحرب ليست حرب من هاجر بجسده .
فلبنان في « القلب » © يخفق اخضرا ) لا قدرة
للفنانين والشعراء المرهفين ان يتصوروه احمرا
؛ فكيف يشاهددره
حقيقة وقد تلطغخ بدماء فقراء الجنوب والجبل
ومخيمات الزينكو » وتبرقع بدمار الكرنتيئنا
والفنادق وثل الزعتر والدامور والنبعة وضبية
وجسر الباشا ٠٠٠ فهم معذورون « ويحق للشعراء
ما لا يحق لغيرهم " ٠
هذا عن الذين هاجروا عن الحرب بأجسادهم
فماذا عن الذين فاجروا بأذهانهم وعقبلهيم
وعبقرياتهم ؟ !
- هو جزء من
- الهدف : 377
- تاريخ
- ١٣ نوفمبر ١٩٧٦
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 39437 (2 views)