الهدف : 153 (ص 9)
غرض
- عنوان
- الهدف : 153 (ص 9)
- المحتوى
-
جم حين تلقينا »ء في ١< الهدف » «
دعوة من كلية الصحافة في جامعة
ا ميتشفن ٠» للمشاركة في حلقة
الحوار الاعلامي بين الشرق والغرب » »
التي عقدت في فندق البستان في بيت
مري الاسبوع الماضي © وقفنا لحظة في
اسرة التحرير للقرر ٠
وكان الرأي الجماعي هو آلا ننتدب هن
يشارك في هذه الحلقة » اذ رغم ايماننا بان
الحوار يمكن ان ينتج عنه احيانا ما يفيد »
الا انه احيانا اخرى وفي ظروف معيئة ب
يصبح اداة في يد الخصم لاعطاء وجهات
نظره صفغة الشرعية » او ليجعل منها اساسا
للحوار ٠
وبالنتيجة » فان الحوار القائم على
اساس فرضه الخصم » مهما ظهر حرا »
فانه يظل يخدم في نهاية التحليل الخطا
العام للفكر السائد لدى ذلك الخصم ..
ان هذه الحفيقة تظهر اكثر ما يكون في
حقل الاعلام بالذات ©» فطوال السئوات
الماضية تعلمنا انكبار محرريالصحف الغربية
الدائرة في فلك القوى الحاكمة ( بما فيها
القوى التي تلعب دور الممارضة ©» ولكن
التي تنتسب لنفس الطبقات السائدة )
يصرون على التاكيد بان انحياز صحفهم
لاسرائيل » وللرجميات العربية » هو نتيجة
لتقصرات عربية تقنية في حقل الاعلام »
ونتيجة لقدرات اسرائيلية وصهيونية في هذا
الحقل » لا اكثر ولا اقل .
ان « الاقناع )») هنا مستحيل »© ليس لان
كبار المحرزين هؤلاه 'عنيدون كاشخاص »2 او
غير قابلين على صعيد شخصي لقبول هذه
الفكرة او تلك » بل لان الخطوط التي تلتزم
بها صحفهم لا علاقة لها من الناحية العملية
بقناعاتهم الشخصية .. أو ب اذا اردنا
الدقة ان قناعاتهم الشخصية تكون قادرة
( او مرغمة ) على التكيف مع المصالح التي
يندرجون ضمنها في عملهم الاعلامي ,
ان تجرية طويلة » مستئدة على الاحتكساك
المباشر والمتواصل بعدد لا يحصى من رجال
الاعلاء في العالم > جعلت هذه الحقيقة
مسألة بدبهية لدى جميع الرفاق في
« الهدف )») » وقد كنا على يقين بأن حلقة
بيت مري. ستمئح شهادة حسن. سلوك ات
بصورة غر مباشرة ب لصحافة العالم الاكثر
عداء لمطامحنا » والني لعبت دورا اساسيا في
تأليب غالبية قطاعات الرأي العام في امبركا
واوروبا الفربية » واحيانا على اسس
عنصرية » ضد نضالاتنا المشروعة » ومثلنا »
وحقوقنا البديهية ..
وكنا على يقين بانه حتى لو استطاعت
بعض الاصوات الشجاعة ان ترتفع في الحلقة
وان تضع اصبعها على الجرح » وفي مكان
الالم الحقيقي » فان الحلقة ستكون قسادرة
على استخدام مثل هذه الاصوات لتثبت مدى
سعة ورحابة افاقها » وحرية القول فيها »
وليس للوصول الى استنتاجات تختلف
جدريا عن تلك التي هيمنت على الاعلام
العربي طوال نصف القرن الماضي .
وهذا ما حصل فملا ! .
لقد وقف الكثرون ليكرروا تلك المعزوفة
التافهة » التي تقول ان انحياز صحف الغرب
لاسرائيل سببه تقني بالدرجة الاكبر. » أن
الدول العربية لا تتعامل مع جوازات سفر
مختومة من قبل العدو » وان للدول العربية
رقابة » وان السفارات العربية لا تزور
الصحفيين وتوجه لهم الدعوات »© وان المسألة
كلها مسالة معلومات ناقصة » لا اكثر ولا
اقل !
اهذه هي المسالة ؟
هل يمكن ان نسمح لهذا التبرير الاحتيالي
بتفطية حقيقة الامر ؟ .
هل حفا ان مواقف الصحف من قضية
معيئة تتوقف على مدى ١ التسهيلات التي
تمنحها حكومة من الحكومات ؟ هل ( المعرفة ))
الاعلامية في هذا العصر محدودة بهذه
الحدود الساذجة ؟ ٠
انه من الؤسف حقا ان احدا من
الصحافيين الاجانب ( ومعظم العرب ) لسم
يقفا داخل الحلقة ليمرق تلك اللياقات
الرخيصة » ويقول بكل وضوح بان المسالة
هي مسألة صحافة مرتزقة » تخدم الطبقات
السائدة ومصالحها » وانها في سبيل ذلك
تستخدم التضليل »2 والعنصرية »© وكل
اسلحة البرجوازية الاخرى .
لننظر الى التوصيات التي اصدرتها
الحلقة : انها كلها » بلا استثناء ©» تتعامل
مع الامر وكأنه ننيجة لاخطاء فنية ب بل ان
بعض هذه التوصيات يحتوي من الصفاقة
كمية مخجلة » اذ انها تخاطب الصحافة
العربية وكانها بالطبيعة خاضعة لوصاية
الصحافة الغربية » ومستقبلها مرهون بمدى
نجاحها في سلوك نفس خطى تلك الصحافة »
ومدى براعتها في تقليدها !..
قلت لرئيس تحرير صحيفة يومية من
اوروبا الشمالية » زارنا في ١ الهدف »
ار انتهاء الحلقة :
« هل ستفم صحيفتك » ولو حزئليا »
موقنها المؤيد بلا حدود لاسرائيل » اثسر
حضورك هذا المؤتمر ؟ »
فكر قليلاا » واجاب بصراحة : ( كلا !
لا اعتقد ذلك ») .
وطوال نصفف ساعة من الجدال معه »
لم افهم قط كيف يمكن لاي صحافي عربي
ان يتوقع من مثل هؤلاء ان يتفروا «بالاقناع»
اذ ليست المسالة ابدا مسألة ١ ندرة
المعلومات » او مسألة جهل... ربما تكون
كذلك عندما يتعلق الامر بالبشر الماديين »
ولكنه ليس كذلك اردا عندما يتعلق الامر
برؤساء التحرير وكبار المملقين .
وحتى كلمة « الموضوعية » التي يختفي
وراءها كل المنحازين © تفقد قوتها السحرية
التي تدهش صغار المثقفين » وبمض سسذج
الليبراليين » وتصبح بمد لحظات كذبة
اخرى من اكاذيب الثقافة السائدة المستميتة
في الحفاظ على هيملتها ..
ان ٠ حلقة فندق البستان » هي تنازل
آخر امام الهجمة المعادية » في. احد اكثر
اشكالها خبثا » وتبدو لنا وكانها محاولة
لتكريس آبوة الصحافة الغربية ©» الناطقة
بلسان الامبريالية على مختلف درجاتها
واشكالها » وتعميم اسلوبها المنحط والمنحاز
في التعامل مع قضايا البشر ..
وبالنسبة لنا » فان هذا شيء لا نرفضه
فحسب » بل نحاربه بكل قوتنا !
0 0 لا
نو كان الاصدقاء يقولون للشهيد علي طه :
« فيك رائحة القدس » ولا نستطيع تصورك
خارج القدس »© وحين نراك لا نستطيع الا
ان نتذكر القدس » .
كان رحلا باسلا » ضحوكا » شهما .
وكان الوطن بالنسبة له شيا يشبه التتفسرء
وكان فوق ذلك كله وفيا » وشجاعا »
ويعرف ماذا بريه .
نحن افتفدناه »© وبدا لنا مكانه فارغا
تماما » على أن استشهاده جاء في قلب
الوطن » وفي قلوبنا جميعا » وقد انزرع
حيث كان يقف مئات من الرجال » ونحن
نعرف »© كما كان يعرف 4 ان موته ليس الا
جزءا من هذا الانبثاق الكبير » الذي نسمع
دويه يهدر في ايامنا المقبلة .
كان علي طه يقول ضاحكا » حين يشممر
الى رجل وقع في منتصف الطريق » او
تساقط على هامشه : ١ رجل دفتره فاضي »
و« رجل كازه خلص ) » ونحن لم نسمع
تعابير اكثر دقة لوصف اولئك الذين خبت
في قلوبهم تلك الشعلة المقدسة » هذه
الشعلة التي يزيدها ضراما الوت الكبمم
لرجال مثل علي طه ..
فوداعا يا ١ ابا نضال » : ان الطريق
الذي سرت عليه يزدحم بالرفاق » ولا تعوي
فيه وحشة البرد »2 ونحن الذين نحس
بالحزن الاكبر » الحزن الخلاق » الذي
يحنو في اعماقه على كل افراح اللاس
المقبلين على الحياة ..
حزن الثوار عندما يزرعون في الارض
بذور الايام القادمة ,,
فاركنفاب - هو جزء من
- الهدف : 153
- تاريخ
- ٢٧ مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10255 (4 views)