الهدف : 164 (ص 9)
غرض
- عنوان
- الهدف : 164 (ص 9)
- المحتوى
-
يلسا اليوم اسيك خير
11001011171
وأصبحت نقطة الضعت... بحيرة
الرفيق سعيد عايش الرفيق بسام منذ وصوله الى مستشفى المقاصد »
وهو في هذه المفكرة لا يعرض شريطا لما رأى » وانما يعرض بضعة صور
انطباعية اد شترك فيها الحدث وشعوره تجاهه وكانت صراعا بالغ الحدة
بين الالم والأمل ٠ ٠.6 تماما كما كان بسام ساحة للصراع بين الموت والحياة ٠.٠
وبقدر ما كانت الحياة تنتصر في يسام .٠. كان الم ينص في الرفيق
سفمكدك ٠
1 «الهدف ا »
عذرا ب يا بسام ولكن خجلي من دمعي المذروف عليك في اللحظات الاولى لن
يمحوه سوى معرفتك به . وببدو ايها العزيز ب ان البكاء يفدو احيانا حاجة انسانية ماسة .
ولا شك انك تفهمني تماما : اتذكر يوم وارينا بقايا غسان التراب ؟!!
0 0لا <
كنت قد دخلت غرفة العمليات لتوك حين اندفمت الى احدى غرف الستشفى لاعلم انك
عزمت على الرحيل في اثر غسان .. ولكنك عدلت عن عزمك .. ربما .. بضغط من غسان الذي
يريدك هنا بين الرفاق . الهم انك بقيت بيننا .. وكانت الليلة الاولى طويلة .. طويلة . كنت
تقطع خلالها راس غول الصمت بقولك » بين الفينة والفينة : « يلا .. بدنا نشتفل ! » ,
يسام »
ليس من شيء يضاهي قوة ممنويات عقلك الباطن سوى معنويات عقلك الواعي ..
و<«يلا .. بدنا نشتفل !401 . ١١
0 م0 ١
في وحشة الليل الذي بدا بدون نهاية .. كان قلبي معك . ومن خلالك .. كان قلبي مع
امك وابيك . 1ه .. كم هولت اللقاء المننظر ممهما ! ومع آخر الليل وصل والداك من عمان
ومعهما اخويك . واسمح لي » يا بسام » ان اهمس في اذنيك : ب شجاعتك للها لا تمعادل
شجاعة والديك حين قررا وبحسم : ١ ليحمه الله .. ذلك هو الطريق الذي سلك مختارا .,
وذلك هو الثمن المنتظر .. ليحمه الله ! » .
6660
كما تعرف ب يا بسام ب حياتي خلو من الانجازات .. ولكني -
0 للانا)») في شخصه لا استطيع مقاومة الافتخار :
لقد حققت انجازا كبرا مع مضي الساعة ال 16 على الحادث
.. وطويلا . ومع ذلك اتساءل بشك بيني وبين نفسي : ١
اتراها قدرتي التي جعلتها تبتسم ام هي شجاعة والدتك ذاتها وشجاعة والدك واشقائك
ورفاقك ؟
زه ساس
ثمان واربمون ساءعة مضت على انتهاء العملية الجراحية ..
دخل هيعونا الامل » الى غرفتك .. دخل الطبيبان لاوند ومجذوب .. امسكت لهما
بالمصباح فوق راسك .. بدات ايدبهم تزيح طنا هن الضمادات عن راسك الذي لم ار منه طوال
يومين سوى أرنبة انفك وشفتيك الممزفتين . كم اشتقت لرؤية وجهك ! عام كامل غبته عنك
وما اشتقت اليك ذلك الاشتياق الذي فاض خلال اليومين الاخيرين . ايديهم تنزع الضمادات .
طبقة فوق طبقة ثم طبقة فوق طبقة . ريح شديدة منالالم القلقالممزوج باللهفةالتشائمة عصفت
بي . قدماي ما عادتا تحملاني . بدأت ارتعش والمصباح في يدي ارتعش . ها هما قاربا على
مس الضمادة الاخيرة حيث تضطجع عينك الباقية . نظرت لوجهي مبعوثا الامل . اصابع احدهما
بدات تزيح الضمادة عن عينك . قلبي يخفق .. يتوقف . انفرج جفناك عن بعضهما . اتراهما
ابواب تفتح عن كنز من النظر ام عن خلايا هلامية هيتة لا قيمة لها ؟. نظري يتركز مجددا على
وجهي الطبيبين . رأيت ارتياحا في اعيئهما . عاد قلبي فنبض باكسير الامل القائد . سالك
احدهم وهو يضع يده امام عينك :
8ه بسام » ماذا ترى ؟!-
1
قاتل الله دغدغة الانسان
.. لقد جملت امك تبتسم
١
وجاء الجواب ب الصاعقة .. 7
© «لاشيء» !
زاغت عيناي مكذبتان جوابك . خفق قلبي .. وتوقف . كرهتك » ايها العزيز . كرهتك
جدا » للحظة . عاود الطبيب الكرة وسمعتك تقول : 5
© الان ارى » ارى شيئًا يتحرك . ١
ها ماذا ترى ؟ ل -
ف 2
واحسست مجددا بضربات قلبي تدق كطبول تقرع في قاعة واسعة خالية . .
والان ؟!
© ارى ضوءا !
8 والان ؟!
© أصابعك .
8ه كم عددهم ؟
٠ اربعة ©
ألقيت المصباح على السرير . خرجت هن الغرفة راكضا .. لم اعب اريد شيئا . علت
الابتسامة شفتي . شعرت برغبة عارمة لاعائق امك » ابيك اخويك » رفاقك واصدقائك .. وعانقتهم
وارتفع الصراخ : بسام » سيرى ! بسام يرى !.
0 نالآ
بسام »
الحظة نعوا الي عينيك ما بكيت . ومع ذلك أمطرت عيناي زخات من الدموع حرى اذ
زففت لهم نبا عودة النور الى احدى عينيك . رؤيا شحيحة في البدابة . شحيحة جدا ولكنها :
الفارق بين ان تحيا للنضال أو ان تناضل لتحيا !!
<<
71
ما كنت لانصور يوما ايها الحبيب بسام ان افرح افرح جدا ب اذ أعرف انك فقدت
عينا من عينيك . ولكن .. المعادلة كانت :
ان تموت أو أن ت<يا .. فحييت !
ان تحيا دونما قدرة على رؤبة « الهدف » » رفاقك » امك © ابيك » اختك او اخيك ..
او ان تحيا وتراهم .. واليوم انك تراهم ! .
آه » ايها العزيز ..
لبضعة ايام » بثوانيها المسترخية © بدقائقها المتسلحفة وبساعاتها الابدية تقلص عالي
كله » تلخصت حياتي بأسرها'واخنزلت آمالي بمجموعها لكي تفدو أملا في حبة نور نتمسك
بعينك الباقية_تماما مثلما نحن متمسكون بك » بل واكثر » بقدر تمسكك انت بضرورة النضال
والتمراره 3 7
3 وتمسك النور باحدى عينيك 00 وعندها رأينا نحن التور .
د هه
وماذا عن ١ مايكل انجلو » الجديد ؟ ماذا عن الدكتور ميشيل ربيز ؟
حسبي ان اقول : آلاف القلوب التي اضطربت » با ميشيل » ومئات العيون التي بكت
نقول لك : سلمت يداك » دكتول بيلق لح ابذاك اللتان اعادتا لنا وجه بسام كما نمرفه
بعد ان كان .. بعد ان كان 30-5 7 1
ممم
قطعوا عددا من اصابعك ولكنهم ابدا لم يكسروا قلمك .
لم احزن اذ رايت ما جرى لاصابمك ويديك 0
لو اصبع واحد بقي - وقد بقي اكثر من اصبع - فلا مبرر للحزن .. فاسغط الزناد * في
النهاية » لا يلزمه اكثر من اصيع ! ُ
12 ,ل
الامل ..
آه ما اقواء !
كان معيني كي لا انام وابقى »© مع الرفاق » دنا الى جانيك .
كان زادي وشرابي .. ضحكتي وابتسامتي في وجوه المئات ممن زاروك 5
وبقوة الامل تمكنت هن ان ١ احميك )) من محبة الرفاق والاصدقاء فيّما لو دخلوا غرفتك
وحدئوك .. وأرهفوك . وقبل كل شيه » مكنني الامل ذاك من ان احتمل « شتائم ) البعض اذا
اعتقدوا انني احجبك عنهم او احجبهم عنك 00-7
ولا باس من الاعتذار :
آسف .. اسف جدا .. لفظاظتي ل اقش ' و
بهذه الكثرة ؟!! 5 0
سلس (س
.. هاذا تراني افعل ولبسام اصدقاء
تائرت بعطف وحب الملات ممن زاروك .. 8
ولكنني لا استطيع الا ان اذكر تائري حتى البكاء ب اذ رأيت اول بطاقة ورد تصلك من
اقرباء« ابو نضال ) ب شهيد مطار اللد » واول مكالمة تلفونية من اني ارملة الشهيد غسان »
واول بطاقة تهنلة بالسلامة من الدكتور انيس الصَابغ وزوجته ..
1ه .. كم هي متيئة رفقة .. الالم !!!1
وعرفت الرعب » فيما اذكر » هرة واحدة . شعرت بمذاقه في سقف حلقي © في ارتماشة
سافي » في انتصاب شعر راسي . وفي الصداع الحاد المؤلم في جبهتي .
عرفت الرعب اذ رآيت وحهك ينتفض بشدة وبسرعة ومعه سمعت صراخك اللمرتفع المتوجع
ونحن نتهيا لالتقاط الصورة الرابعة لرأسك في غرفة الاشمة ,
اعتقدت لوهلة ان راسك وفع ضحية لهزة كهربائية شديدة .. وايقنت .. للحظة ..
انك امت 1 قبل انا 0 00 4 الم احد اصاينك الهشمة وقد ضقط عليها
احد الممرضين .
وطوال الساعتين التاليتين أدركت سسب الرعب الحقيقي الذي هز كياني : لم يكن مبعثه
انني اعتفدت انك مت © وكنه خوفي من أن تموت قبل ان تؤدي رسالتك .. أن تموت مكهربا
ننبيجة خطآ صادر عن آلة الاشعة وليس .. كما تريد .. مقاتلا في ساحة النضال ..
0 00
انني متاكد ب ايا يسام - من أن قامتك أن .تنوه تحت وطاة ثقل الاوسمة الني تقلدت . اشمر
عمك بثقل الاوسمة وكثرتها ولكنني اعرف انك لن تدع عينك المفقودة تحرمك الرؤية الواضحة
التي طلما تمتعت بها . اعرف ان صوتك المذب لن يخفت بسبب انفك الذي كر اد الاسئان
الني سقطت . اعرف ان اصابعك المبتورة لن تقف عائقا امام استمرار كتابتك الملتزمة .. اعرف
انها لن تخذلك .. تماما مثلما لم يخذلك وجهك الذي كان ممزقا وجسدك الذي كان مطرزا
بالحروق والجروح . اعرف كل ذلك ومتاكد منه .. لان قضيتك عادلة !
0 00
انعدام النوم او قلته سهرا على المريض .. تييس القدمين وقوفا الى جانبه .. القلق
الممزق للاعصاب خشية على صحته .. باختصار : المعاناة كلها .. كلها .. تختفي باسرع من
لح البصر مع الابتسامة الاولى للمريض ..
وفي اليوم الثامن يا بسام كان موعدنا مع ابتسامتك !
مهمه
اقسى ب بل اروع ل ما علمتني اياه تجربتك -
قلبي واخنق الالم بيدين وائقتين ٠
ولكن ..
لاذا كلما حاولت تجفيف ( نقطة )») الضعف تلك وجدتها تفدو ( بحيرة » 1!!7
يا بسام ب ان اعرف كيف ادوس على - هو جزء من
- الهدف : 164
- تاريخ
- ١٢ أغسطس ١٩٧٢
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 4107 (7 views)