الهدف : 110 (ص 11)
غرض
- عنوان
- الهدف : 110 (ص 11)
- المحتوى
-
اله ه] في الستة اشهر الاخيرة 2 التي مرت
كانها اطول من ست سئوآات » اخذت
[(©)) نا ول من ست وان + اه 2
على نمط فريد وممل من الحياة .. وبحمل في
داخله اكثر من سبب يبعث على القهر والنرفزة.
ومع ذلك بقيت معلفة بخيوط »2 لامرئية » صن
الشوق ؛ بدب في عمق احلامها الجميلة قريبة
وبعيدة في آن .
والملل الذي انبئق في عالمها كولادة ظل ما »
راح يتحول فيما بعد الى لحظات هي نفسها
اللحظات التي تمتصها ايامها » واخذت تشيد
في صدرها شخصية كاملة » بحجم الشخصية
نفسها التي كونتها خدبجة عن شعبان » طيلة
عمر زواجهما .
وهي » رغم انها لم تختر كل ما حدث
برغبة منها في بداية الأمر » الا أن ما كان
بعزيها باستمرار »© انها واحدة من كثيرات »
مثيلاتها ©» من الاخريات : امرأة رجلها في
الحرب ..
ومع الابام الفت غلالة دنياها الرمادية التي
طرات فجاة » وسلكت فيما بعد » مدارا طبيعيا
جثم على صدرها فكبر الشوق الممزوج بالمرارة
والرتابة » حيث بدت »© لشدة القهر في بعض
الاحيان » تنوب امام لحظة واحدة من الخيال .
وكانت سيرة شهبان اذا ما علقت على لسسان
شخص من المحيط » ولو بشكل عابر وطبيعي »
كافية لان تحمل خديجة عبر تصورها ستة اشهر
الى الوراء » لتغرق دقاتق معدودة في زخم
الحياة الماضية .. وكلما تخلصت من احلامها
احست ان فراق شعبان هم كبر قاعد لها على
راس القلب .
ها هو الروتين الذي يسحق المظم !
كانت تردد ذلك كلما نزعت نفسسها من بحر
الابام القديمة مم تطلق تنهدة تنم عن المذاب ,
لولا رسالة محمود التي بعث بها من الخليج قبل
مسنة لما عرفت خدبجة ماذا تعني ١ روتين » هذه
دين افكارها ولا حتى التفتت اليها , غر أن حرقة
التعبر جملتها تحفظ الكلمة وترددها كلما احست
باللوعة . قال لها بومذاك : « نحن هنا نميش
بلا نهاية مثل افق الصحراء .. نطوي باذرعنا
زومعة هائلة من الغبار » ولكثرة ما تمودناها »
صارت الاذرع تدور لوحدها .. روتين خانق
وساحق با خدبجة ! » .
بعد ان قرات الرسالة » التفتت الى شمبان
وسالته :
روتين » ماذا تمني
تنحنح شعبان » وهو يهم ان يبعق :
اذا صدق الراوي با امرأة » فهي
الاستمرار في تكرار عمل ها ..
يعني 5
يعني ء عادة » نفرامها ظروف الحياة .
وما ان انقضى على الرسالة بضع اشهر »
حنى رجع محمود ©؛ هاجرا الصحراء © تاركا
المستقبل وراء ظهره » وحاملا بين عينيه غربة
عريرة . وعندما رأته خديجة ©» سدخل فجاة »
اشطربت ؛ وسقطت في الدهشة دفعة واحدة :
- تركت شفلك ؟
سلم عليها وجلس . مسح فوديه براحته
مطاطنا راسه قليلا الى الامام » نم اغلق عيليه
صف اغلاقة نحركة نلم عن ضصجر شديد وراح
بتململ بصعوبة وثقل محاولا ان بفتح له مكانا
في عالم لا بتسع له :
- تركت شغلي ..
١ ومستقبلك
مستقبلي الم يعد هنال .
- ايا حسرة !. لاذا ؟.
العحراء كاللوت .
والله » الصحره احسن من غرها .
فرك وجهه بأاصابعه واطلق آهة طوبلة . تمنى
ان تسكت خديجة وتربحه من هموم الاسئلة التي
الم بعد لها جدوى فتبرد اعصابه وبقضي الليلة
في نحيافتها . لكن خدبجة التي فوجلت باخيها
على هذا النحو » بقيت مشوشة الافكار حائرة :
بدي على قلبي !.
وحامت الافكار في راسه . كاد بنطق لها
بكل شيء » لكنه تردد . كان منهكا . شعر
بحاجة الى النوم . تململ . اراد آن بقول لها
ان الشمس تشرق في زمن الليل » وها هي
تدغدغ الافكار والمشاعر » وتخلق الامال التي
كانت حلما .. وخلخلت القضبان على السجين
وانطلق في مناخ الدهشة .. والاغراب صار
فضيحة لا تطاق .. ولم ببق الا نحن لكي نصعد
مع الشمس ونخلق من صمتنا المعجزات . غير
انه شعر بالحرج امام هذا السلوك » فتردد
مرة اخرى » ووضعها امام الحقيقة مباشرة :
البلاد طلبت اهلها .
ملاا ؟1.
فدا ..
فقاطعته :
غدا » ماذا ؟..
الحق بفري ,
دقت على صدرها بعجب :
محمود !.
فتنهد واكمل :
ما هربت من الصحراء الا لاننئي لم اعد
اعرف نفسي . عرق وتعب ورمال تممي العيون
وعار . وكل شيه هناك ببدو صفرا امام الياس
الذي اصبح فارسا لا بقهر . هل بفوتني العمر ؟
لا . عدت بعد ان كنا نسمع اخبار الرجال ونسكر
عليها . با لها من لحظات رومنطيقية اشبه
بالحلم بحيث بصبح العالم الحقيقي امامها بحجم
الدجاجة . لحظات يشعر الانسان فيها انه
البطل والجبان » المنتصر والمهزوم © العالد
والشهيد في آن . عالم متلاطم ممزوج من
الشجاعة والانهيار بدور داخل جدران زجاجة .
اتركيني با خديجة . فما جئت لكي اعود من
حيث اليت ..
اول الامر ء رفضت أن تخضع للفكرة التي
بقها شعبان كالطلقة . كانت فكرة غريبة » طارئة»
وفامضة ©» ولشدة دهشتها واركباكها » شهقت
مرة واحدة » وراحت تتانيء :
السلاح للشباب با شعبان !.
ضحك »2 ثم رفع أصابعه الخشنة وتحسس
وجهه :
عجرت با خدبجة ؟.
اترك الحرب لغرك .. راح ابوك ومحمود
وسكتنا .. وما بقي غرك ..
عيب با خدبجة .. بذهب الوالد ومحمود
وابقى انا ؟!.
والاولاد ؟.,
لولا الاولاد لاخذدنك قدامي .
لطمت فخذها » معت شفتيها » نطقت بقهر :
الكف لا نناطع المخرز .
اللاح في الكف » اوجع من المخرز .
لا.
واشارت الى اطفالها متوسلة :
دخيلك !. الموت اهون من حياة اليتم .
صمت . هبت المشاعر تعمصفا في صدره .
وكلما حاول ان بكظم الفيظ ء قح من اعماقه
كالجربح .
داهمته بالسؤال :
سكت" يا شعبان ؟.
تطلع اليها فكادت تذوب امام عليه :
حياة اليم با خدبجة » اهون من اب لا
بملك ان بمنح اولاده شين ..
نم طاطا رأسه محاولا الخلص مين جولة
الحوار ونق الكلام الذي لم بعد بجدي . فبدت
الحركة التي قام بها » درامية وثفيلة » فيما
اطلق نفخة كسولة بقيت مسترسلة لهنيهة . لقد
فرر وانتهى . وغيره ليس احسن منه ولا ارجل .
والمسالة باتت في ذمة الوقت ليس اكثر . متى
برحل ؟. فكر اولا بالوالد وبمحمود وباخبارهما
واين اصبحت ارضاهما . لم عاد وفكر بخديجة
والاولاد .. الشجرة والذربة .. وبدت المسالة
اكبر من ان يمر عليها بسهولة .. ففي الحسياة
التعسة كانت خديجة © هناك دائمها » تشاركه
النزف والمعاناة والالم . شعر بالمرارة تسد حلقه
فبلع ريقه كانه ببلع كرة من الرصاص . غر انه»
في حمى الاصرار » اخذف يقنع نفسه : الاهم
اولا » نم المهم . تذكر الماضي »2 والماضي
البميد » فجاءه الخيال ممفوطا كمن يرى خلما
ضبابيا في المنام . كان صغيرآ يومذاك ولا بذكر
الا الفليل : حواكم الرمان .. ساحة «كفركنة»
.. « الشعراوبة » في الاعراس .. لحن «المجوز)»
يصدح بين شفتي يوسف المرعي شيخ الرعيان ..
الارض . . الموسم .. باص محسن الذي يقرقع
وهو يشت طربقه بين « السناسل » . تذكر
الناصرة وام الفحم وآلرينة ومشواره الوحيد
اليها ايام السعادة وهدوء البال . خامره
شعور بالضحك لولا الاعصاب التي كانت تالفة »
عندما تذكر المثل القديم : « شباب الربنة كل
عشرة بقطينة » . فهز رأسه وكاد يسخر . شباب
الرينة الان في الحرب . قلبوا الارض على رؤوس
غبرهم . قارعوا الليل وحطموا المستحيل حتى
صار كل واحد منهم بعشرة رجال . كان الناس »
ايام زمان » متفرغين لطق الحنك والمسخرة
الفاضية .. لا هم ولا بحزنون !.
رفع رأسه وتنهد » فوجد خديجة صامتة وقد
اسقطت ذقفنها بين اصابعها » وعيئاها ناكستان
الى الارض . وعندما رفعت وجهها بجمع البكاء
بين رعشات شفيها » فنظرت اليه :
فكرب ؟.
كل ششسيء » انتهى .
ترددت قليلا .
بعني > نويت 1
ولا بمنعني الا ملك الموت .
فتحت ذراعيها واسقطتهما على فخذيها
باسترخاء ثم لوت شفتيها :
الدنيا ما لها امان .. ماذا فملت » حتى
بقع علي هذا الجور ؟.
استفرب شعبان :
ولو !.. ها صار الا الخر .. انا مثل
غري !.
وداهمت افكاره قصة خديجة التي حكتها له
بعد ان تزوجت منه . وهي ها تزال ترن في
راسه كلما عاد بخياله الى الوراء » كانه هو الذي
عاشها وقاسى منها , كانت حكابية يصمب على
الصفر ان ينسى تفاصيلها مهما تراكمت فوقها
الايام . كانت خديجة تحكي : بعض الاشياء لا
بنسى .. ببقى في الراس كالمخرز » وكل ما
تحرك ©» يفقد المره صوابه . وعندما تغرق في
الحديث تشهق من الحسرة وتكاد الدموع تتساقط
بحجم الكلمات : كلت صغرة با دوب اوعى
الحوادث »© ذكنا طالمين من الطره بمد ان سقطت
بيسان © واختلوا سسيرين وعولم وممذر في
الطربق , الناس تلك الابام » لشدة الاطمثئان با
حسرة » ما كان عندها لا بارود ولا قتابل .
ولما صرنا على طربق شرق الاردن اوقفونا للتفتيش,
كنت راكبة وراء امي على الفرس وكنت حاملة
بيدي طابة اسفنج من النوع الغالي اشتراها
والدي من بيسان قبل الاحتلال باسابيع , ىن
ألعب بها ومبسوطة » وغري بلعب معي . فنشو
ما وجدوا معنا الا بض الفروش » اخلوها .
ونقفت اصبعها بسنها » وتابعمت : الله وكيل»
طلمنا بالزلط .. 9
وبعد التفتيش جاء العسكري» الي» وسالني :
ما هذا ؟. افتحي يدك ؟. وضعت بدي على
صدري وشددت بمزم : هذه لي . قال : هان )
فبكيت . دفمني في صدري واخذها فسقطت عن
ظهر الفرس وكسرت ذراعي ورحت اصرخ من
الوجع . هجم والدي ليخلصني فهجموا عليه
ومنعوه » لكنه صاح في الجندي : عيب با
عسكري »© تتمرجل على بنت صفيرة !. ضربوه
بكماب البنادق حتى اهلكوه . والدي صاحب
نفس »> عز عليه الامر ولج يحتمل . في زمانه »
نقف « ضابط انكليزي » برصاصة » لانه اهانه
بكلمة فطر دماغه . حبسوه سنتين في عكاا.
امهم . وصلنا آلى شرق الاردن وظلت المشكلة
ندور في رأسه حتى طق من الكيد .
سالها شعبان :
ب نسيت اقصة اليهودي ؟.
وبعد ايام » لم يكن رحيله مفاجِنئا الى الحد
الذي يجملها تفرق في الدهشة لعدم توفمه »
بل كان الحديث عنه بدور بينهما كلما انعدم
الحديث عن اشياء اخرى » حتى بانت خديجة
تعيش في جو وتكاد تالفه .
با خديجة ؟.. جهزي الزوادة قبل النوم
حتى لا اتاخر ..
لم تجب . قامت من مكانها ودهنت رغيفين
بالزيت ولفتهما بقطعة قميص » لم وضمهما
فوق برميل الفسيل وعادت الى مكانها . فتش
شعبان في جيبه » فاخرج بضع قروش » خرخش
بها » ومدها اليها .
ونراكضت في رأسه الافكار .. والحسرة تكبر
كلما هر الوقت .. وفي كل هرة بحاول ان
يفكر بالاولاد تتحرك في علمه ذكريات كفركله .
بقي مامتا . وفي الليل ضاجع خديجة بحرارة
ولهفة .. نم سرح مع الظلام حتى غفا ..
ليضننا
رغم مرور السستة اشهر الاخيرة »© الا ان اللهفة
الى شعبان » بقيت قابمة » في اعماق خديجة
تنتظر من يفجرها بكلمة . وما ان وصل خليل »
زوج الفورانية » مساء آليوم » وقال لها » وهو
بمتشق سلاحه » ودون ان يطرح الملام : غدا ©
بصمل شعبان . حتى طارت من الفرحة © ولم
تتمالك اعصابها » وزغردت . فال خليل
باندهاش : ياساتر !..
معن ١ه
في الليل .
وسقطت على راسها » دفعة واحدة © كل
الدكريات . من يوم السفر حتى اليوم . وثرا'ك
لها شعبان اكبر حجما مها كان عليه لي الساييم
ففكرت بام حسين » التي قالت لها هرة »
حنفيات الماء : :
سهعنا » شعبان لحق بره .. صحيح
1 » باحرة » وتركنا وحدنا .
قالت ١م حسين باستهجان :
ب استحي ايا خديجة .. هو »2 أحسن
الرجال ؟.
وامضيية 1 قوق هذة © قال © لو الئل
من
فمل ..
يا ام حسين 1.
< الى بيرت ا. والله © الولا عجزي لذهبت
-00 ), بيفى النسوان احسن من الرجال ..
: عن سابع طابق وتظل واقفة ..
سممت ؟.. بئات مثل الورد »
من ايام فقط »2 خطفن الطائرات
إن الرجال ولا واحد قادر
بنث من هذا النوع افضل
طول النهار بتشاطر علينا »
ددا الخيم باسم الحكومة .. من
”أ ور وكيلى ع الخلوا محمد الموسى مسن
8 ونوا له : اطعمنا © او رميئاك في
اليجنا جلدك 5. قال لهم : امركم ,
فى ببته كل النهاد » اكل وشرب » لهوة
“0 حنى نظفوه .. سلامتك !.. ولا لقمة
وشاي هذز حكم ؟!. والله » خكم « قراقاش »
إبواحد منا » طق من الفيظ ولا قارر
“0 بيرم . كان من الافضل © لو الظهروا
رفيتها » ثم تهيات ©» وتابمت الحديث مع
خدبجة *:
ليذهب شعبان وغر شعبان .. لو علدي
يثرة لبعثتهم .. لا تحزني .. بدونهم لا يرتفع
ن راس .. نركتك بالعافية .
وعندما عادت خديجة » في ذلك اليوم »
ررحت تفكر بالحديث الذي جرى بينها وبين
بم حسين . قالت لنفسها في البداية : عجوز
يلى ماذا تخافا ؟!. وضحكت باستهزاء . كانت
الهيوم جدارا مليئا بالشوك جثم على صيرها ..
رايدنيا ظلاما يشمرها بالانين . لكنها تذكرت »
وما بعد ©» آن أام حسين عجوز عركها الدهر
فاصبحت مصنوعة من القسوة والارادة . وان
| إرادها الثلائة ذهبوا ايضا في الطريق الذي
زهب فيه شعبان » فداهمها المزاء واستفربت :
با وبلي .. قلبها من حجر .. اولادها كبار
ووراؤهم اولاد .. جممتهم قبل رحيلهم »
رصاحت بهم : لا ترجموا الي .. حياتنا بين
عبونكم .. والموت اهون من الهزيمة وحياة
القهر .. اسمموا با اولاد .. أن عدتم بلا
لنيجة » لا انتم مني ولا اعرفكم .
هؤمت » ففغالبتها الحقيقة الدامية . واخلت
كلمات آم حسين تقرع اعماق اعماقها .. وانطلق
الممت الكثيب تاركا وراءه بقابا آثاره المرة .
وسدت 2 في زخم الحوار الذي لا بيتوقف »
لاول مرة » اكثر اصرارا وقوة ووضوحا . مسحت
جبينها من العرق ©» ونظرت حولها فلم تجد
احدا » عندئذ هتفت بصوت مرتفعم 1 تعيش
با شهبان !.
في الطربق » صادفتها دورية الحكومة : ثلاثة
رجال بدون بنادق . كانت تمبة والافكار تشفلها»
| لم تعترث » قالت بسخرية : بعفي الرجال برقع
الرأس 2 والبعض يلكسه ..
قال لها احدهم :
- راح شعبان وبفيت وحدك مثل الارملة ..
بلزمك خيال !.
| التفتت اليه » وسطعت النار في عينيها :
اخجل © با فليل الادب !.
عضب :
- فليل الادب » انا » يا عاهرة !.
العاهرة » امك !. لو بسممك شعيان
لخردق راسك ..
نمحك باستهزاء :
- صار شعبان اهم من عنتر 11.
7 - طبعا . احسن منك . على الاقل » حمل
| ملاحه وداح يحارب . رجل ابن رجل . انت »
/ن انت ؟. هه !. قاعد في بيتك مثل الفار !
| نرفز الجندي وتوترت اعصابه » وهجم نحوها.
'امسك به رفيقه وشده بقسوة :
أ دارجع !. الحق ممها . لسائك وسخح .
| شعب » طفح كيله 1.
أ
0
الليلة يصل شعيان !
طلع النهار مليئا بالفرح . واشرقت الشمس
لوك خط المستقيم : ثهة » يلتصقان » شعبان
| الاطن . كلاهما يتمم الاخر . الحلم .. كان
إ
1
الالها .
ذكرت لخديجة لام مسكري الدورية فساورها
الحياه على ما فات . فراق الحبابب صعب . لكن
لام المسكري اصعب وبشقى الفلب . ام حسين
فالت لها : استحي » هو احسن من الرجال ؟,
هتفت في نفسها : [ . لا احسن ولا ابخل .
بدونه » وبدون امثاله لا صرنا ولا عشنا . لا
الطرة ولا كفركثه . سلامتك !. مكانك في
المخيم , حياة وسخ واهانة . وفي اللهابة »
الادهى والامر » ابنك عتال او بوبجي . وطول
النهار تحت رحمة عكري الدورية .. جاعص »
بتمختر » مثل دبك الحبش . فشر !. طالما وقف
شحبان على رجليه * فلا خوف عليك با ون ..
ام حسين اصلب من الصخر . اعصابها من
حديد . ويوم رخل اولادها لم تودعهم . حملتهم
الزوادة وغابت كل النهار » وما عارت الا بمد
لهابهم . امرأة » عركها الدهر وذافت الحلو
والر . لا تنطق الا عن خبرة وتجارب : الرجال
ليوم المحن .. ما فالدتهم الن 1. تمنت خديجة
الو بحر شعبان في وضع النهار » فيمر بين
البيوت » شامها بسلاحه © ويراه الجميع ..
وبراه هسكري الدوربة ليبول تحته .
الشوق للحبايب بصنعه غيابهم . هومت في
العاطفة وذابت . ستة اشهر تجمل العواطف
توئد » مرة » في اللحظقة . شهبان بصل الليلة.
اضحكي با دنيا . لملمت فرشتها و « طراربح »
الاولاد . كنست الكان ونظمته . سحبت منديلها
ووضعته على راسها". قالت للاولاد : راجعة ..
اخذت صحن النحاس عن الارض » ولهبت
الى ام حسين :
أم حسين ؟
انشق الباب واطلت العجوز :
صباحك مسنك .
مدت خديجة الصحن » وقالت :
اعطني دجاجة مقابل هذا الصحن ...
الجيب فارغة ؟
خم 1
شعبان يصل الليلة ,٠
اعادت الصحن اليها :
عيب . شعبان شل ولدي . يفا
السعادة !. ادخلي ؟.
دغخلت . تربعت على الارضضى ووضعت الصحن
في فرجها . انتظرت ان تسمع شيئا يداعب اللهفة
المتاججة في مشاعرها .. كأن شعبان زوج جميع
النساء !. في عينيها بربق لا يوصف . والدم
في وجهها بكاد » بنقفة اصبع » يتفجر . لكن »
ام حسين » ساكنة !. اصلب من الصخر .
اولادها الثلائة في الحرب . ليت للنساء
اعصابها .
قالت المجوز :
كباية شاي ؟,
مستعجلة .
النهار في أوله !.
يلاها .
ايا بنتي. أكيد © وقت شعبان ضيق .
اساليه ان كان بسمع عن الاولاد ؟..
تفرت ام حسين . رق قلبها والدمعة تلمع في
عيئيها . ذابت اعصاب الحديد في لوعة
المشاعر . الله » بكون في عونها , قلب الام لا
بتهمر . فال المثل : قلبي على ولدي ..
اخد تالدجاجة وذهبت آلى محمد الموسى
ليذبعها . عادت الى البيت . حلقت في افكار
هلامية » فالافكار في اللحظات الزئبقية يصمب
حصرها .. تتدحرج مثل الكرات »2 واتجاهاتها لا
تمرف . كل الافكار والمواطف مع شعبان , يوم
السعادة با خدبجة , مبروك » الفا ميروكش .
اسحكي با دليا .
نظفت الدجاجة . قطمتها. وضعتها على النار,
كانت كسرة ©» طربة » وسمينة . شكرت لام
حسين عملها : بنت خلال . بحرسها الله .
رفضت لمن الدجاجة ,
اولادها بتماركون مثل القطط » والصراخ بملا
البيت . لا سائل ولا مسؤول . فشغفولة بالاهم ,
دارت في المكان بدون سبب . تفقدت الفرام
بعيئيها . استمادت في ذهنها كلمات المسكري
فطفح غيظها : عاهرة ؟! با ابن الماهرة !.
وطفرت الدمعة من عينيها . آخ , نسيطة !.
حسابك »© عندما بحضر شفبان ,
تضابقت من الصراخ : هس يا ولد !.
في المساء » بدت الضبطة ظاهرة على ملامحها .
فالحركات والتصرفات سريمة ومختصرة . كسان
النهار طوبلا . والدقيقة فيه اطول من يوم .
قلبها بخفق واعصابها مضطربة . كانها تزوج
الليلة . ما اصعب الانتظار عشية وصول
الحبايب !. دكت الوابور ووضمت فوقه سطل
لماه . تناولت « لجن » الفسيل وفرشته على
الاراس . همهمت باغنية شصية حفظتها من
امها التي كانت تفنيها ابام العز في الطرة .
فتحت ١ النملية » » فتصاعد صربرها » وتناولت
فطمة صغفرة من صابون « ابو دبك » . مشت
في مدى المكان واغلقت الباب بالشنكل ثم نقلت
السراج الى زاوبة بعيدة . قالت للاولاد : بدون
صوت !. لكي اسمع الذي بمر في الطريق .
خلمت ملابسها وتربمت في ١ اللجن » وغرفت
من الماء بعلبة فارغة وراحت تستحم ..
نظرت الى جسدها ©» فتصدى لها الخيال »
واحست برعشة . فالت في نفسها : ندر علي »
ان حضرت الليلة با شعبان © لانسيك تعب
الحرب !. وراحت تدندن تحت دلق الماء . قال
اصفر الاولاد : يامه .. تاخر آبونا !. صطنت
فجاة واحست بالخيبة . فال الله ولا فالك !.
تذكرت امها التي كانت تقول لها دائما : العسغار
مثل اللالكة . لم تكترث . امها عجوز خرفانة .
والصفار يكذبون اكثر من الكبار . صرخت في
الصفر : اسكت !.
هبت نسمة باردة فخشخش الباب واحست
بلسعة , ارتجفت : اح , مشطت شعرها وللمته
تحت منديلها . نهضت ونشفت جسمها وارتدت
ملابسها . فتحت الباب ودلقت الماء ثم اغلفته
بالشنكل . نفست الوابور فانطفات الشملة .
نظرت في مرآة مشروخة فارتاحت لنظرها وعادت
الى الاولاد » جلست بينهم » وبدات تغني بصوت
امنسفيا
قال الصفر :
مد الليل .. وتاخر ابونا !.
حزنت . وهامت في الفراغ فخفق فلبها .
قالت للصفر :
الليل في اوله .
فرشت لهم » وطرحت فوقهم الاغطية . خففت
شعلة السراج . بقيت وحدها . نام الاولاد
وانتصف الليل . جلست في فراشها والقت
اللحاف على فخذبها . ظلت عيناها مفتوحتان
على الفراغ » والسمع مشدود الى الصمت .
سمعت وقع خطوات وراء الباب فابتلعت انفاسها
وظلت متحفزة حتى ابتمدت الخطوات , تحسرت !
وانفلشت اللحظة في النسيج الزمني فاصبحت
بلا نهاية . با للصبر الطويل الذي ذبح ©» فجاة
على عتبة الانتظار . خدبجة من لحم ودم
وعواطف !. وقد غرقت كالقطرة في هدير الشوق
نازلتها الخيبة في جولة هرة فتاوهت © وغابت
في ماساة الانسان العاجز عن الاحتمال .. بقيت
محدقة الى حيث بنشق الظلام ويدخل . تاخر !.
داهمها النماس وتثاءبت . وضعت كوعيها على
فخذيها وانطوت قليلا الى الامام . تراخت فكادت
تسقط . هدير الشوق بتخدر كاللفز الثابت في
النوم . وعيناها الحالمتان » ترقبان » عبر حفنة
عن الماء , وها هو الصمت ينسلخ عن حيود
الوعي . تاخر !. وانطلقت اشباح هيولية تنمفط
في الفرالح مثل موجات من الدخان . اللحظة
واحدة » ترتجف مثل انمكاس صوء المرآة بين
طرفين شديدي الالتصاق : خديجة في شعبان »
وشعبان في خديجة .
تآخرت ؟!,
- ولا رابتك .
وانا انتظرت ى,
استة اشهر تمصر القلب !.
مسافة !.
اطول من يوم في زمن الهجرة .
مشتاق ؟.
الرجل بولد في شيئين ©» ويدوم ببقائهما :
امراة والوطن ,
تحيا با معدن الذهب !.
بل اهتفي : با « ممدن » الارض .
لا تحزن ©» فالذهب في الاراض .
لذلك 2 فالارضض اغلى ..
صرت بسبعة السسن !. علموك ؟.
علمونا ان بين اول الخطوة وآخرها؛ في
ارفى الوطن ٠ اكثر من الفرالح : فيها اشبار
آلائة من التراب ؛ وي كل ششسبر بموت رجل »
حتى بعود التراب اليه . علمونا كيف نصنع من
الهواء نارا » ومن القحط ربيما » ومن الماء
سما ؛ ومن السم ماه . علموتنا كيف بصسسر
الرجل الشرار الموصل بين البرق والرعف .
وفالوا ان للمذاب نهابة» وللجوع نهابة » وللحزن
والتشرد نهابة .. واننا تصعد في كبد الشمس
.. وكيف صار الليل ذبيحا تحت اقدام الرجال.
اوووه !
فهمت ؟.
اسمع لاول مرة !.
وانا سمعت لاول مرة حكابة مربرة عن رجل
تخشب بين السماء والارفي : مع اولى خطوات
الهجرة . سقطت دمعة من عيليه . اختفت قبل
أن تصل الاراص . بقيت مملقة » هناك » لامرئية»
بين طرفي المسافة » كورم سحري بين الحلق
والممدة . ومن يومها لم يبك » ولم بذك طمم
الدمع .
صحيع !!.
حي برزق !.
- من اين 7.
من (١ سمرين 0 .
ته حمرة أ
لا. انتحرت الحمرة في دنياه بمد ان فتح
لراعيه للشمس ..
كيفا 1,
نطارد في فلك واحد .
تحيا يا حقل المرجان !.
بل آهتفي : يا حقل المآسي الذي بفر
في صلبه الحصاد .
شعبان ؟.
- 5 » ياامراتي .
كانك شهريار !!.
ها . ها . ها . غاب في الحلم ولم يدق
قطرة من حزني ولا عاري .
ات سلداياد 1.
جاب البر والبحر دون ان يعرف مرارة
الدمع ,
تق 07
قشر !. كان فارسا بلا احشاء .
هن > آذن ؟.
قولي »2 فقط » شعبان .
ايا زوجي .. احن اليك !.
قدماي على ضفتي النهر » وكل منهما
تسحب الاخرى .
- تصال 7.
افتح ذراعي لامرأتي .. لحمها من لحمي
.. ودمها من دمي .. والشوق اليها جمر في
صدري بتوهج .,.
- مثلسي 17.
واكثر .
قل ©» بعد ©» با شعبان .
في ليل البراري » والجبال » والصمت
المترقب » انت امام عيني دافئة كسلاحي ..
بيني وبيئك عمر صنمناه من عذابنا ومآسينا
ودردشاننا المغرة .. بيني وبينك با امراتي »
ما بين الطرة وكفركثة .
انتظرت كثرا !.
يهون اليمد با خديجة .
-استة اشهر ؟!.
وستون !.. يعزبني اقتراب المسافة الى
كف ركنة .
- هيا , تمال ؟..
ساقطع المسافة اليك .
- كراعاي مفتوحتان .. وآالحنين في عيني
بزغود .
وانا في الطريق ..
اقترب ..
ب اقترب .. اقترب .
وظلت متطوبة الى الامام » راسها بكاد بلاس
ركبتيها » وذراعاها محشورتان في حضنها ملقية
ثقل ظهرها عليهما » غارقة في الوم ©» تستظر »
حتى طلع الفجر .. لكن شعبان الد تآخر .
الكوبت ( الاحمدي )
الهدف 0 - هو جزء من
- الهدف : 110
- تاريخ
- ٢٤ يوليو ١٩٧١
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 2195 (11 views)