شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 8)
المحتوى
كذلك » لكان الواقع الفلسطيني ؛ على الاقل : قد اخضع للنقد والتحليل للاستفادة من
دروسه » ولكن حتى في هذا النطاق » فان حركة فتح لا تقدم ثميئا . انها تقرر فشمل
الاساليب الماضية . ولكنها لا تشرح السبب ولا تبين نقاط الضعف » وعلى ضوء ذلك لا
بعود هناك اي مقياس للحكم الي صحة الموقف الجديد 4 وقدراته على الصمود
والاستمرار ء وينفسح المجال أمام الاعلان عن ‎١‏ الارادة والعزيمة والنوايا الطيبة » .
من الكتابات القليلة جدا لحركة فتح عن هزيمة حزيران مقطع صغير في كراس بعنوان
« الثورة الفلسطينية المسلحة ومراحل تطورها » . يقول المقطع « ان نكسة حزيران
تدل على ضعف في البنية العربية الثورية التي كانت تمثل القيادات القومية للامة العربية»
واثبت فثسل القيادات العربية وسطحية تخطيطها وعدم جديتها في التحرير . ودلت
مواقفها التي اتخذتها في تلك المرحلة على انها مواقف ارتجالية لم تتخذ بناء على دراسة
علمية موضوعية . بل كانت مجرد مناورات سياسية تأخذ في اعتبارها المكاسب الآنية
لاوضاعها الخاصة . وبكلمة قصيرة كانت الاستراتيجية العربية تفتقر الى المضمون
الثوري والتخطيط العلمي والاسلوب الصحيح » لذلك فتدت زمام المبادرة ؛ حيث انتزعها
العدو الصهيوني في حينها فحتق بالعدوان أهدافه المرحلية »6 .
هذا المقطع نموذج للموقف التتريري الذي لا يرغب بالاستناد على أي تحليل » وهو
بالاضافة آلى ذلك يتضمن فهما غريبا لهزيمة حزيران » فالنكسة تدل : على ضعف فقط
قْ الدنية العربية . والضعف يمكن تلافيه بقليل من الاصلاحات » وعلى سطحية في
وفي ضوء الضعف فقط »© تصبح الجدية عاملا نفسيا يمكن علاجه بخلق التحديات ‎٠‏
‏والنتيجة الطبيعية لكل ذلك اننا فتدنا زمام المبادرة. ولو لم نفتد زمام المبادرة فمن المحتمل
بل من المؤكد ان النتيجة سوف تكون غير ما كانت عليه .
ان منطقا من هذا النوع كفيل بأن يلغي كل دعوة لحرب التحرير الشعبية » فما دامت
نقاط الخ لضعف في الواقع العربي هي ما تقدم ذكره مان تعويضها لا يحتاح لعناء الحرب
الطويلة الامد . لا يحتاج لثورة » بل لاصلاحات . ويمضي المقطع قائلا ان النكسسة
‎٠‏ كشفت عن عجز في القيادة » وفي الوجود الثوري وانحراف في الاستراتيجية التي
اعتمدتها القيادات العربية »(9). ماذا يعني : العجر في الوجود الثوري ؟ ماذا يعني :
الانحراف في الاستراتيجية ؟ هل ان الاستراتيجية سليمة » وقد انحرفت عن أهدافها »
ك0 العودة بها الى مسارها السليم ؟ قد نقول نعم هذا هو المقصود © وقد نقول ا
ان المقصود شيء آخر . ويبقى باب الاحتمال مفتوحا الى ان تدعم هذه المقاطع التقريرية
بتحليل محدد .
#د د في ضوء هذا الفهم لهزيمة حزيران » كيف تنصور فتح الدور الفلسطيني الخاص ‎٠‏
‏كيف تفهم دور حركة المقاومة ؟ هنا ننتقل فجأة للتضخيم »© وفي ضوء الفهم الذي قدمناه
لهزيمة حزيران لا يمتلك هذا التضخيم اي مبرر . فلا نستطيع القول مع فتح « لقد مزقت
والفكري » واصبحت ظاهرة ثورية رائدة تحاول من خلال وجودها وممارستها المسلحة
نقل الوآقع العربي بأسره من مرحلة الزيف والضعف الى مرحلة الحقيقة والقوة » بسبب
ما خلقته من مناخ ثوري بدا يذيب التناقتضات التي يعيشها المجتمع العربي »9).
‎٠‏ وبالاضافة الى ان هذا التضخيم لاثر حركة المقاومة ودورها في الواقع العربي » يتناقض
مع التشمخيص المتواضع لهذا الواقع الذي قدم عند تحديد اسباب هزيمة حزيران »© فانه
بدوره يلجا الى لعبة الغيوض والكليات العامة غير المحددة الانتقال « من مرحلة الزيف
والضعف الى مرحلة الحقيقة والقوة » .
بده وتبلغ عملية التضخيم الانشائي ذروتها في الحديث عن علاقة الثورة الفلسطينية
مالثورة العربية « ان الثورة الفلسطينية كجزء من الثورة العربية الكبرى تتمثل يها
97
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed