شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 23)
- المحتوى
-
اجابات متعددة تمدد القناعات الايديولوجية التي
تكمن خلفها. فالماركسسيون يؤكدون أن العنف « يجب
ان يستخدم من اجل الحرية )١1(» خاصة اذا لم
تنتج التناقضات داخل مجتمع معين عملية تحلل
سريعة . ويمضي الماركسيون قائلين ان العنف
الثوري يستخدم « عندما يكون النظلام الاجتماعي
السائد قمعيا بما لا ضرورة له .)١١(» ويؤكد
ماركس انه عندما يبدو انهيار مجتمع معين أمرا
متأصلا نتيجة ثقل تناقضات هذا المجتمع ذاتها» فأن
العنف يصبح ١ القابلة التي تولد المجتمع الجديد
من رحم المجتمع القديم .)١4(»
يذهب المفكرون السياسسيون الاكثر حداثة © الى
ريط العنف بالسلطة والحرب والثورة » فكان أن
احتلت نظريات السلطة والثورة مكانا مرموقا ©»
بيئما دفع العنف » كموضوع للبحث © الى موقع
الغموض والابهام(1١). يقول رايت ميلز ان « كل
السياسة صراع على السلطة » والنوع النهائي
من السلطة هو العنف »('5). وقبل ذلك ببضع
نوات كتب هائز مورجنثو في كتابه الكلاسيكي
« السسياسسة بين الامم » يقول : « السسياسسة
كرك ' كك اسه © فراع على (السلئلة ؟
ومهما كان الهدف النهائي للسياسسة الدولية فان
السلطة هي الهدف المباشر .)11١(» ولقد قبلت
حنه اريندت بصراحة اكثر ما يقوله ضمنا ميلز
ومورجنثو من أن العنف أداة »© فهي تقول « يحتاج
العنف ككل الوسسائل الاخرى الى القيادة والتبرير
من خلال الفاية التي يسعى اليها »(59). ولا تربط
البروفسورة اريندت العنف بالحرب والصراع على
السلطة فحسب » بل انها ايضا ترى في العنف
خطرا متأصلا ينذر بتدمير العلاقة بين الوسسائل
والغايات »© فيقود بالتالي الى محو المجتمع ٠ « ان
ممارسة العنف »© كأي عمل آخر »© تغير العالم »
ولكن اكثر التغرات احتمالا هو عالم اكثر
عنفا »(59). وهي لا تقبل « الروح الخلاقة » التي
يعزوها للعنف فرانز فائون وجان بول سارتر وآرثر
واسكو وغيرهم من الكتاب اليساريين . فالمنطضق
المحرر الذي استخدمه هؤلاء الكتاب في نماذجهم
النظريقة هو مششتق علاقة ثنائية القطب لا منطقية
اساسا : المستغلين ( بفتح الفغين ) والمستفلين
( بكسر الغين )(15). بيد ان المنطق الافلاطوني
والارسطي والهيجلي الذي تعتنقه البروفسسورة
اريندت وكذلك التقليد المساواتي التحرري الغربي»
1"
كل ذلك قادها الى الاستنتاج بأن العنف عبث(58).
ومع ذلك يبدو ان البروفسورة اريندت تتأرجح بين
هذا الموقف القائم على رفض العنف كمبدأ وبين
اعجابها الضمني بأعضاء المقاومة الفرنسية خلال
نضالهم العنيف ضد الطغيان النازي ٠ واذا كان
للمرء ان يطبق بصراحة ما تقوله البروفسورة
اريندت من وجود علاقة تناسب عكسي بين العنف
والسلطة وعبثية العنف على اللمقاومة الفرنسية »
فانه يتوقع أن تسستنتج أنه كان يجب أن تستخدم
قوة نازية اكبر ليجري البرهان بها للمقاومة
الفرنسية برهانا اكثر فعالية على مشروعية السلطة
النازية مما يؤدي بالتالي الى البرهنة على لافعالية
المقاومة . ولكين النتيجة التي تصل اليها
البروفسورة أريندت مختلفة جدا بالطبع(1؟).
وحتى لو كان استخدام العنف »© كيا هو طبقا
للحجة الماركسية ©» ضروريا احيانا لقتال نظام
اجتماعي قمعي © فان هناك من يعترضون على
مشروعية العنف وكونه مبررا على اسياسس انه
يتطلب ثمنا مرتفعا . غير ان هؤلاء لا يدركون « أن
مجرد استمرار النظام الاجتماعي القائم يفرض
ثمنا مأسويا هو الاخر»(؟؟). ويششير بارنجتون مور
الى أن « حساب المعاناة التي يحتمل ان تنجم
عن العنف الثوري يجب أن يتضمن المعاناة التي
كانت ستنجم عن اسستمرار الامور في حالتها
الراهنة »(18) لو لم تغتنم الفرصة الثورية(59).
يذهب مور الى أنه على الرغم من أن العنف لا
يمكن رفضه « كمسألة مبدا فحسب ©5'(2))» الا انه
يجب ان يتخلى عنه كأداة للتغير اذا سادت ظروف
تفضي الى النقاش العقلاني ©» وبرغم كون هذه
الظروف نادرة تاريخيا » يمكن "النظر اليها على
مستويين : فهي تتطلب من الناحية السيكولوجية
حدا معينا من النضج والتوازن في الشخصية
الانسانية(١؟)») ومن المكن لها سوسيولوجيا
وتاريخيا « ان تتمخض عن وتيرة « تقدم » بطيئة
بما لا يفزع حماة الوضع الراهن دونما داع وسريعة
بيا يرضي على الاقل باعتدال اولئك الذين يقاسون
في ظل النظام السائد»(؟؟). آي نوعا من الوسط
الذهبي الطوباوي ينسجم مع الصورة التحررية
الكلاسيكية للمسائل الانسانية » تلك الصورة التي
تفتتت مع انهيار الليبرالية الكلاسيكية ذاتها في
مطلع هذا القرن . لكن الصورة الصرامعية البديلة
التي وسمت العلاقات الاجتماعية في المجتيمات - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59403 (1 views)