شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 38)
- المحتوى
-
والاستيطان » واعتبرته « مظلة واقية » للوجود الاستعماري اليهودي بفلسطين بحيث
أصبح هذا الوجود في نظرها » وتحت رعاية الاحتلال والانتداب البريطاني وبتشجيع تام
منه © حقا وليس اام :
وخلال ثلاثين عاما من الاحتلال البريطاني لفلسطين كانت العقيدة الصهيونية هي المحرك
الفعال لسياسة تأسيس الوطن القومي اليهودي » فجاء قيام اسرائيل بعد انقضاء قرابة
نصف قرن على انشساء الحركة الصهيونية بيثاية الانتصار الجديد للعقيدة التي جعلت من
صلب أهدافها الاستيلاء على فلسطين واقامة الدولة اليهودية فوق أرضها وضمن حدود
جرى رسسمها تارة وفقا لاءتبارات تاريخية معينة أو نوازع دينية متطرفة» وطورا بالنسبة
إلى الحاجات الجغرافية والسياسية والاقتنصادية بحيث تستطيع استيعاب القسم الاكبر
من يهود العالم .
ان نيام دولة اسرائيل فوق رقعة من الارض الفلسطينية تتجاوز في مساحتها تلك الرقعة
الني اوصى بها قرار التقسيم الصادر في الجمعية العامة للامم المتحدة يمثل انتصارا
للعقيدة الصهيونية بحيث يزكيه نجاح الاجهزة العاملة في الحركة في تهجير المزيد من يهود
العالم الى فلسطين المحتلة واحلالهم مكان السكان العرب الذين أرغموا على النزوح عن
ديارهم والفرار من وجه الارهاب الصهيوني . لكن المؤتمتين على مقددرات العقيدة
الصهيونية سارعوا غداة اعلان قيام دولتهم على التوكيد بأن الانتصار المذكور ليس
سوى مرحلة في طريق تحقيق الهدف النهائي لكل من العقيدة والحركة . فالحرب التي
ثسنها المستوطن اليهودي ضد العرب واتخذت لدى دخول الجيوش النظامية العربية
طابع النزاع العربي آلاسرائيلي أصبحت توصف في القاموس الصهيوني ب « حرب
الاستقلال » و« حرب التحرير » . والأجزاء التي وقعت تحت الاحتلال الصهيوني صارت
تعرف ب « الاحزاء المحررة » » تقابلها تلك « الاجزاء غم المحررة » في قطاع غزة
والضفة الغربية للاردن والمناطق المجردة من السلاح على جانبي خط الهدنة الفاصل بين
سوريا واسرائيل . ثم تكررت عملية « التحرير » على صعيد الممارسة ابان العدوان
الثلاثئي على شسبه جزيرة سيناء وقناة السويس عام 2411557 فجاءت تصريحات المسؤولين
الاسرأئيليين ومواقفهم لتؤكد على انتقال العقيدة الصهيونية الى المرحلة التالية من
مراحل تحقيق ذاتها ووضع منطقها الاساسي موضع التنفيذ . وفي حرب الخامس من
'حزيران 1951 استطاعت آسرائيل توسيع حدودها وضم مساحات ساسعة من الآراضي
الفلسطينية واراضي الدول العربية المجاورة» لكي تعاود الحديث الصهيوني عن «المناطق
المحررة » وتستعيد الى ذاكرتها صورة « أرض أسرائيل » في حدودها التاريخية .
فالعقيدة الصهيونية لعبت دورا اساسيا في تحقيق الانتصار المتمثل بقيام اسرائيل بعد
خمسين عاما من اطلاق الحركة المنفذة لتعاليمها » كما انها أسهمت في تحقيق الانتصار
الذي تجسد غداة عدوان الخامس من حزيران » لكي تصبح اسرائيل الصغرى )1١958(
بعد مضي عشرين عاما على قيامها دولة « اسرائيل الكبرى » . هذه السلسلة من
الانتصارات » مهما يكن طابعها وبغض النظر عن أبعادها في المستقبل واحتمالات
مصيرها » تؤلف في مجموعها وسياقها ذخيرة اثباتية لقوة العقيدة الصهيونية وفاعليتها
في المجالين الاساسيين : مجال اسرائيل وأوساط يهود العالم . فقد اثبتت العقيدة
الصهيونية انها قادرة عق استقطاب المزيد من يهود العالم 4 سمواء كان ذلك لصالح
تدعيم اسرائيل ومدها بالمساعدات والمعونات والتأييد ام لصالح حمل الكثيرين من اليهود
على الهجرة الى اسرائيل والاستيطان فيها بصورة دائمة . ومما لا سبيل الى نكرانه ان
الدعوة الصهيونية لعبت دورا حاسما وفعالا » الى جانب عوامل اخرى تمكنت الحركة
من تطويعها واستغلالها لمصلحتها » في تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين المحتلة .
كما لا يخفى علينا بأن الهجرة بالنسبة لاسرائيل تؤلف وظيفة اساسية من وظائف الامن
وامتلاك القدرة الكافية للحفاظ على المكاسب والمغائم ٠
ذا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39479 (2 views)