شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 41)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 41)
المحتوى
وبالية . أي انها في تحقيق أهدافها تكون قد تجاوزت نفسها وأبطلت ذاتها . لكنه سرعان
ما يبادر الى قطع الطريق على كل التمنيات من هذا القبيل » فيقول : « من الطبيعي ان
النظام السياسي للحكم الذي قاد الصهيونية الى عصرها البطولي ليس بالنظام الذي
يتخلى عن السلّطة طوعا وبسهولة . فالبناء الفوقي » الايديولوجي والسياسي ؛
للصهيونية ما زال يمارس تأثيرا هائلا في اسرائيل . وقيام الدولة لم يفير ذلك . والحق
انه لم يبدل تبديلا يستحق الذكر في التركيب الشخصي والسياسي للطبقة القائدة في البلاد.
لذا فانه من الصعب جدا الاجابة على سؤال من طراز: هل اسرائيل دولة صهيونية؟)»(0) .
وعلى الرغم مما تعنيه لفظة « صهيونية ‎ »‏ على حد قول آفنيري ‏ بالنسبة للجيل
الجديد من الشسبان المولودين في اسرائيل » اذ يجري تشسبيهها بالهراء أو الشعار الفارغ»
فان أبناء هذا الجيل بالذات ‎١‏ قد يتعلقون عن غير وعي بالافكار الصهيونية التي يعرفون
انهلا بر هئت على خطأها » . الا يمكن الاستدلال من هذا الاعتراف بأن الجيل الذي
ينسبون اليه ابتعادا عن الصهيونية أو لامبالاة بها هو ني الواقع ذلك الجيل الذي تربى
عليها وترعرع في كنفها وما زال على تعلقه اللاواعي بها رغم الاخطاء التي تعتريها .
ان آفنيري لا ينكر أبدا وجود مرتكزات اساسية للعقيدة الصهيونية » وهي مرتكزات
نؤلف المناخ الفكري السائد في اسرائيل. فالمدارس تعلم طلابها جوهر الصهيونية والحياة
ل سانية: الطلة بالامحاء الكهيوني) © كنا ان المتحائلة كارش انقساظها ين
نظ اتويوت لزالماء ‎٠١‏ و النتلكا)النات ىشائيل متسر للرتكراك اللمتنة:
الصهيونية بمثابة جوهره الاساسي ومقومات وجوده . فكيف يتوقع دعاة ازالة الطابع
ان صهيونية اسرائيل ليست بالقشرة البرانية التي يمكن انتزاعها في سبيل الوصول. الى
عقد الصلح واحلال السلام . ومن المؤكد ان عقد الصلح مع دولة اسرائيل لن يقلل من
شأن طابعها الصهيوني » ولن يكون من نتائجه اضعاف التزاماتها الصهيونية ابدا . بل
على العكس من ذلك تماما . اذ سوف تجد العقيدة الصهيونية في ظل الاوضاع الجديدة
متسعا من المجال لتنفيذ مرتكزاتها الاخرى بالطرق السلمية وتوسيع رقعة نتساطاتها
وتحقيق المزيد من الانتصارات التي تتطلع اليها منذ زمن بعيد . غلا ننسى مطلقا بأن
هرتزل كان سسباقا في وصف الصهيونية ب « صانعة السلام » » مثلما ان ماكس نوردو
وغيره من زعماء الحؤكة توسموا في الدعوة الصهيونية تلك الحركة التي تحمل مشعل
التهدن الى شسعوب الشرق وتعمل على توسيع حدود الحضارة الاوروبية حتى تصل الى
الفرات شسرقا . وليس من المتوقع أو المعقول أن تتجرد العقيدة الصهيونية من مرتكزاتها
ومتوماتها الاساسية لتنقلب على نفسها وتخرج من جلدها محاولة القفز فوق ظلها .
اذ كيف يقدم المنتصر على اطراح أسباب انتصاره جانبا » متى امكنه تحقيق السلام دون
التضحية بشيء من مكاسبه الحقيقية او التنازل عن العناصر الاساسية لقوته الرادعة
والمنفذة لمآربه القريبة منها والبعيدة ‎٠‏
ان الدعوة الرامية الى تصوير اسرائيل بلا صهيونية والمنادية بتجريد الدولة اليهودية من
طابعها الصهيوني وازالة الصفة الصهيونية عنها سوف تبقى محصورة ضمن نطاق ضيق
جدا » ولن تتهيا لها اسباب النجاح والانتشار الواسع . والصلح الذي نفترض حدوثه لن
الصهيوني وكافة الابعاد التي ينطوي عليها هذا الواقع . فمن السابق لأوانه » لآ بل هو
ابه بضرب من المحال » توقع زوآل الصبغة الصهيونية عن اسرائيل القائمة في ظل
الصلح والسلام مع العرب . آن الروابط الصهيونية التي تقد اسرائيل الى يهود العالم
ما برحت تزداد قوة ومتانة حتى بعد تحقيق هدف الصهيونية بقيام دولة اسرائيل .
ولا غرو فان المناداة بشعار زائف من طراز ‎١‏ اسرائيل بلا صهيونية » ترمي من جملة ما
ترمي اليه لتشجيع العرب على القبول بالكيان الصهيوني في وسطهم والاعتراف بحقه في
5
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)