شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 43)
المحتوى
الصيغة المستحدثة لظاهرة العداء للسامية أصبحت تتألف من أطراف المعادلة التالية :
العداء للسامية - العداء للصهيونية ‏ العداء لاسرائيل . هذا التوافق المتعمد سوف
يبقى في متناول اسرائيل والحركة الصهيونية » حتى في ظل الصلح والسلام » لانه يؤلف
أحد المنايع الرئيسية التي تستمد منها العتيدة الصهيؤونية حوافزها والدوافع التي
تحركها » لا بل المقومات التي تتيح لها البقاء والاستمرار قيد الممارسة والتطبيق .
ان الحركة الصهيونية العمالية تتمتع بأكثرية بين القوى السياسية داخل المجتمع
الاسرائيلي وعلى صعيد التنظيم الصهيوني العالمي . في مطلع هذا العام ( .1917 )
عهدت اللجنة العقائدية في الامانة العالمية للحركة الى أحد. كبر المنظرين الصهيونيين
شلومو درخ - بوضع مخطط عقائدي لكي يجري طرحه على بساط البحث لدى
أوساط الحركة ومراكزها في الدياسبورا . ومما جاء في المخطط العتيد » لرصد. التحديات
الجديدة والتطلع نحو آفاق. السبعينات » تحت عنوان « الصورة الجديدة لمعاداة
السامية » القول التالي : « أن التنبؤٌ المتفائل بأن العداء للسامية سوف يتناتص ويصير
في نهاية المطاف الى الزوال كعامل اجتماعي وسياسي بارز في المجتمع اللاحق للنازية قد
برهن على كونه تنبؤا خاطئا . واتضح الآن » رغم اضعاف الاساسسن الديني والعرقي
للعداء » بأن المنابع الاخرى التي غذت العداء التاريخي للسامية لم تنضب بعد . هذه
المنابع هي الآتية : روح المنافسة والتحاسد الاتتصادي والفروةات القومية والحضارية»
والحاجة الملحة لدى كل حركة سياسية رجعية الى كبش محرقة » خصوصا ابان الازمات
السياسية أو الاتتصادية »(4).
فهل سيؤدي الصلح مع اسرائيل الى زوال هذه الاخطار التي لا تريد لها العقيدة
الصهيونية أن تزول ؟ ان الصهيونية لن تتورع عن استنباط الاخطار الوهمية حتى في زمن
السلم » لان اعتثادها بوجود تلك الاخطار يضمن لها الاستمرار والفاعلية ويؤهلها للمضي
ف ممارسة نشساطها لدى الاوساط اليهودية في العالم .
ب اليهودية والصهيونية : تنطوي العقيدة الصهيونية على نظرة معينة الى الماضي
اليهودي والى الروابط التاريخية بين اليهود وارض فلسطين . هناك محاولة لتعزيز مكانة
« أرض اسرائيل » في الوجدان اليهودي التاريخي ولتوثيق الصلات التي لا تنقصم عراها
بين « الشعب اليهودي » و« أرضه » . وهناك تشسديد على التواصل بين الطرفين الى
درجة « الرباط الصوفي » بينهما » كما يطالعنا ذلك التوكيد على الجهود المستمرة والآمال
المعقودة طيلة الفي سنة بفية تحقيق العودة واستئناف الاستيطان من جديد . هذا
بالاضافة الى الدور المنسوب لعقيدة انتظار المسيا والامل بمحيء العصر المسيائي .
فالعقيدة الصهيونية ترى في التاريخ اليهودي سيافا متصل الحلقات وتضفي عليه الطابع
القومي منذ زمن بار كوكبا ( ابن الكوكب ) حتى العصر الحاضر ‎٠‏
‏ولو ثسئنا استخلاص المرتكزات التي تنبع من هذه المقدمة الرئيسية » لجاز لنا تعدادها
على الشكل الآتي : أولا : ان جميع اليهود الموزعين في ثستى أنحاء العالم يؤلفون أامة
واحدة . ثانيا : ان الفرد اليهودي لا يستطيع تحقيق ذاته والحفاظ على جوهر يهوديته
الا في الصهيونية : « الصهيونية وحدها هي ألتي تمكن الفرد اليهودي من صيانة مثله »
العصريةمنها والمتطرفة » دون تشويه جوهر يهوديته أو احداث تناقض داخلي بين كيانه
الانساني وهويته اليهودية »(9). ثالثا : اسرائيل هي الدولة اليهودية التي اوجدها اليهود
تجمع شسمل شتاتهم من سائر أنحاء العالم. رابعا : ان الهجرة اليهودية الى اسرائيل
هي السبيل الأمثل لتحقيق المرتكز الصهيوني الاساسي في ابطال المنفى ووضع حد نهائي,
للشتات . وبما ان العداء للسامية ظاهرة متأصلة في نفوس غير اليهود » فمن المحتم
عاحاة ام آجلذ أن يستحيب يهود العالم لنداء الهجرة وان يدضع بهم العداء الى التوجه
شطر اسرائيل . خامسا : بالاضافة الى احياء التحركات المعادية لليهود في المجتمعات
الحديثة » هناك دوافع أخرى ممكنة قد تحفز اليهود على المهاجرة الى اسرائيل ‎١‏ منها
1
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)