شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 50)
المحتوى
بأن الجانب العربي يقبل فعلا وأكيدا وضعا سملميا نهائيا . ثم ان مقاصدها هي الاخرى
مقاصد تتعاق يوجود « قومي » لا يمكن لها المساومة عليه » بوجود بررت به وجودها
وبلورت فيه كل نفس من أنفاسها » ولا يمكن لها التنازل عنه أو عن جزء واحد منه .
ثم أن هذا الوجود الذي تبغيه وتريده والذي عجن تركيبها النفسي والاخلاقي منذ الفي
عام لا يقتتنصر على الارض التي تحتلها » بل يمتد الى أراض عربية اخرى تزيد مساحتها
رات عديدة على المساحة التي تم لها الاستيلاء عليها .
ولكن ماذ! يعني الحل السلمي ؟.. من وجهة عربية تتمثل بالطرف العربي الذي تحمل
عبء المعركة كلها حتى الآن » أي الطرف المصري » فائه يعني الانسحاب التام الكامل من
جميع الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيرآان عام ‎١9517‏ وعدم التنازل عن « شبر
واحد » من هذه الارض »؛ وعدم المساومة على قضية فلسطين او قضية المقاومة .
القبول بوجهة النظر هذه من قبل اسرائيل يعني أنها مستعدة ان تنسحب من جميع هذه
الاراضي وأن تقبل ثمن ذلك « حدودا آمنة » تؤكدها اتفاقيات أو ضمانات دولية . هذا
شيء لا يوجد أي دليل أبدا عليه » وهو أمر لا يقول به الذين قبلوا مبادرة روجرز أو الذين
رفضوها . كل الدلائل والشواهد تعلن » في الواقع » عكس ذلك . ثم ان اسرائيل تعلم
أن التاريخ يكشف بوضوح ان اتفاقيات وضمانات من هذا النوع تجد قيمتها في اوضاع
دولية وعسكرية وسياسية معينة » وانه عند تغير هذه الاوضاع في مرحلة لاحقة لمصلحة
أحد الاطراف المعنية تموت هذه الاتفاقات والضمانات أو تخسر قيمتها . كما انها تعلم
أن التاريخ يكشف أيضا وبوضوح تام أن المهم في أية اتفاقات وضمانات ليس مضمونها
بل مفاهيم الاطراف المعنية لهذا المضمون »؛ وأن هذه المفاهيم تتغير وتتحول بتغير وتحول
أوضاع هذه الاطراف اقتصادي وسياسيا وعسكريا ودوليا واجتماعيا 4 الخ» + اهذاا
يعني بكلمة أخرى » أن اسرائيل ستتنازل ليس فقط عن مكاسبها الهائلة في حزيران
‎١517‏ » بل عن المطامع والنوازع والمقاصد التي تعجن نفسيتها ذاتها » اي تنكر ذاتها
بذاتها » مقابل ضمانات لااتكون قيمتها ‏ هذا اذا كان لها أية قيمة ‏ سوى قيمة مؤقتة.
ولكن « يمكن » القول ان اسرائيل ستقبل بهذا النوع من الحل السلمي المشروط بخروجها
التام من جميع هذه الاراضي لان الولايات المتحدة تخلت عنها وهي تريدها أن تنسحب »
لانها لا تريد تصعيد الموقف العسكري بشكل يقودها الى مواجهة عسكرية خطرة لا
تريدها مع الاتحاد السوفياتي . ولكن كما نعلم كلنا ليس هناك اي شاهد أبدا على هذا »
كما أنه ليس هناك من يقول به .
من ناحية أخرى » فان الحل السلمي قد يعني أن إلطرف العربي »© أي بالضبط الطرف
اللصري » مستعد أن ينكر ما يعلنه من مفهوم للحل السلمي » لقرار مجلس الامن ولمبادرة
روجرز » وأنه مستعد بأن يقبل باسترجاع قسم من تلك الاراضي والابقاء على القسم
الآخر في يد اسرائيل بقاء نهائيا . هذا امر لا يستطيعه أي قائد في مصر » او أي قطر
عربي آخر ثوري . موقف كهذا سيستنفر الجماهير ويحرضها ضده » ويدفع الى قيام
من هذا النوع يعلم تماما أنه لا محالة مقتول ‎٠‏
من تلك الاراضي ليس لانه يريد ذلك » ليس لانه لا يريد متابعة الحرب او لانه تنكر
متاصدنا التحريرية والقومية » ليس لان الحرب أنهكته ويريد تجنبها » بل لان الاتحاد
السوفياتي تخلى عنه » ويريده أن يقبل بحل من هذا النوع كي يتجنب مجابهة عسكرية
مع الولايات المتحدة . ولكن حتى الان ليس هناك اي دليل او شاهد يثشسير الى ذلك »
على العكس تماما » فالوقائع كلها تدل ان الاتحاد السوفياتي مثابر حتى النهاية في دعم
وتأييد المطلب العربي بضرورة انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي ال محتلة في حزيران »
فلا يبقتى من هذه الاراضي في يدها ششسبر عربي وأحد .
15
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58944 (1 views)