شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 51)
- المحتوى
-
ولكن حتى وان افترضنا المستحيل » اي قبول اسرائيل بالانسحاب من جميع الاراضي
المحتلة في حزيران » فهذا لا يعني حلا سلميا في المدى البعيد . فالعرب لأ يمكن لهم
تجاهل وجود الاحتلال الاسرائيلني الذي شرد شسعب فلسطين »© الذي آذلهم وامتهن
كرامتهم » الذي يشطر الوطن العربي الى شسطرين » يجعله اسير التخلف ولقمة سائغة
للاستعيار والتجزئة . فمسيرة الثورة العربية ستدفع الى ظهور حركات وقيادات ثورية
جديدة تستطيع أن تستغل بعض الاوضاع الدولية المناسبة لمتابعة تحرير فلسطين وانهاء
وجود اسرائيل . المهم في وضع كهذا هو الشروط الاساسية الثابتة للقوة العسكرية
السياسية وهي المساحة الجغرافية الواسعة » القوى البشرية الكبيرة » والامكانات
الاتتصادية . هذه الشروط تتوفر لنا بشكل كبير » ولكنها لا تتوفر لاسرائيل أبدا . اما
الشروط الاخرى وهي التكنولوجيا والتصنيع والتنمية وعقلية جديدة عن طريق تصور
ايديولوجي جديد للتاريخ فأمور يمكن توفرها مع الزمن » بالجهد او الصراع الثوري »
ولكن ان كانت الشروط الاساسية مفقودة » فلا يمكن توفيرها بأي جهد كان . كل مما
نحتاجه في الافادة من هذه الشروط الاساسية ااتوفرة لنا هو الوقت والجهد الثوري ©»
وعندما تستطيع تسخيرها وحشدها ونفيد منها افادة صحيحة تجعل منا قوة عسكرية
سياسية بمقاييس هذا الترن » فانه يستحيل عندئذ استمرار اسرائيل » كما انه يستحيل
علينا عدم استخدامها في اول فرصة ممكنة في متابعة معركة التحرير .
ولكن ان استحال الحل السلمي » ولا خوف منه » في الواقع » فان مناقثشة آثاره الممكنة
تكون مفيدة لانها تدل على الآثار الثورية » التي تترتب على متابعة القتال والاستمرار في
معركة التحرير © والتي نحتاجها في تثوير الوآقع العربي والانتقال الى مجتمع جديد ٠
فيا هى هذه الآثار ؟
دما أن المجال لا يتسع لدراسة تفصيلية » سأقتصر على بعض الآثار الاساسية الشاملة
التي تتناول المجتمع العربي ككل . هذه الاثار اساسية لانها تؤثر بطريقة مباشرة وغير
مباشرة في جميع مقاصدنا الثورية » وفي جميع اوضاع الثورة العربية . فهي بمثابة
الاصل للفرع ٠.
)١( الحل السلمي قد يقضي هذا ان لم نقل سيقضي نهائيا على المقصد الثوري
الاول الذي نريده أو يجب أنْ نريده » أي على الدولة الثورية الواحدة التي تجمعنا من
الخليج الىّ اللحيط . معركة تحرير فلسطين معركة يفرض ديالكتيكها الخاص المستقل
أن تكون معركة قومية وحدوية ثورية » وهي تغذي وتدعم وتعمق النزعة الوحدوية )
وتدفعها دفعا الى الوحدة العربية . بما أن ألدؤلة الثورية الواحدة هي قاعدة جميع
مقاصدنا الثورية الاخرى » فان معركة فلسطين تصبح رقبة جسر الى هذه المقاصد » اي
الى المجتمع الجديد الذي نريد اقامته . الحل السلمي قد يقتل نهائيا امكان ولادة هذا
المجتمع » لذلك كان من الضروري مقاومة هذا الحل ٠
اشكال الصراع المختلفة كانت باستمرار من اهم اسباب التوحيد السياسي التي كانت
5 حد بين جماعات مختلفة في مجتمعات سياسية أكبر » الحرب ضد عدو خارجي كانت
تأ فى طليعة هذه الصراعات .
الحاجة الى تركيز القوى والطاقات الممكنة في أي صراع اجتماعي وسياسي » وخصوصا
عندما يكون من النوع المصيري الذي نعانيه في معركة تحرير فلسطين » لا تحتاج في
الواقع الى تدليل . هذا التركيز هو الآداة التي تسمح بحشد هذه القوى والطاقات »
دون تبذير ودون اضاعة كبيرة للوقت والجهد . جميع اشخال الصراع السياسي
والاجتماعي والعقائدي في التاريخ تدل على ذلك » وبشكل يسمح بالاستنتاج أن التركيز
هو من اهم القوانين التي يفرضها هذا الصراع . لهذا نجد أن كثيرا من المجتمعات
التاريخية كانت توفر حتى أثناء السلم » نظاما سياسيا وعسكريا آخر يعبر عن هذا
التركيز » ويمكن اللجوء اليه عند الحاجة » أي عند تعرض المجتمع لازمة خارجية أو
إن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39479 (2 views)