شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 53)
المحتوى
راسسا من ناك المواد الخام ؟.. اي انسان » لم يكن شساهدا عيانا لما حدث » كان يستطيع
أن يتصور ذلك الزوال السريع لأعنف أهواء التغرض » والتحيز المحلية ؟.. من كان
يستطيع ان يتصور أولئك الرجال الذين أتوا من مناطق القارة المختلفة » الذين يميلون »
مسدب عادات التربية التي تعودوها » الى ازدراء ومخاصمة سعضهم بعضا »© يتحولون
فجأة الى عصبة وطنية من الاخوة 8.. » .
تلك الوحدة القومية الجديدة . فقبل تلك الحرب » لم يكن هناك أي ششعور ولاء
ل ‎١‏ أميركا » » لان الولاء كان يتجه اما الى بريطانيا » واما الى الولايات الفردية
المختلفة التي كانت تعيش منفصلة عن بيعضها » متباغضة » متخاصمة »؛ متنافرة »
متهاترة » سياسيا » واقتصادياء» وأخلاقيا . كثيرون من معاصرى تلك المرحلة » مسن
أميركيين » ومن أجانب » علقوا آنذاك على هذه المشاحنات والانقسايات الصريحة ©»
وكثيرون »© كفرانكلين »© كانوا متشائمين من امكان تجاوزها .
هنا تجدر الملاحدظة أن أميركا اللاتينية التي لم تواجه هذا النوع من الصراع الخارجي ضد
المستعمر لم تستطع ان تحقق الوحدة التي استطاعتها الولايات الاميركية . فحرب
التحرير ضد اسبانيا كانت محدودة » لم تتطلب تلك المواجهة القاسية الطويلة التي
عانتها الولايات الاميركية . فالضفقط الاسباني كان ضعيفا 4 ولذلك كان بامكان بعض
المناطق أن تحقق حريتها دون أن تخوض معركة واحدة ضد اسبانيا ‎٠‏
وحدة بريطانيا » وكذلك وحدة المانيا ووحدة ايطاليا تعود أيضا أساسيا الى صراعات ممع
اعداء من الخارج ‎٠.‏
بلدان آسيا وافريقيا كانت تعيثى في ظل أنظمة تقليدية ثابتة» ولا تتميز بديناميك اجتماعي
تاريخي ‎٠.‏ المرحلة الانتقالية التي تمر بها الآن تعني فيما تعنيه أن هذه اليلدان أصبحت
تعاني هذا الديناميك . أما الاسباب التي فجرته» فلم تكن داخلية © تتمثل في قوى انتاجية
وطبقية جديدة » بل خارجية تقوم في نكبات أصابتها نتيجة هزائمها أمام الفزو الغربي .
التحول » وهو الذي قاد الى ظهور طبقات وقوى انتاجية جديدة كانت جزءا من الرد
ضده .
هذا لا يعني أن البلدان الاسيوية والافريقية لم تعرف التحولات الداخلية في الماضي .
قفي ماضيها الطويل الذى يمتد الى آلاف السنين » عانت هذه البلدان تحولات عديدة
ولكنها لم تعرف ما يمكن تسميته بردود الفعل المتسلسلة التي يقود فيها تحول ما الى
تحول آخر » بسلسلة متتابعة من التحولات المترابطة » وبشكل يشعر فيه الناس أن
التحول شيء طبيعي» وهو ما نعنيه عندما نتكلم حاليا عن الديناميك الاجتماعي التاريخي.
هذا النوع من التحول لم يفرض ذاته عليها نتيجة تطور بطيء ؛ بل نتيجة كوأرث وهزآئم
من الخارج » كان من اولى نتائجها الكشف عن افلاس الانظمية والطيقسات التتليدية »
وتثستيت وحدة الوجود التقليدي . ماركس كان » بين مؤسسي السوسيولوجيا الحديثة؛
أول من نبه الى أثر هذا الغزو الثوري في آسيا . فقد كتب أن استعمار الدول الاوروبية
لآسيا كان قاسيا وشرسا » ولكنه قوة تدعم ‏ طبعا من حيث لا تريد ‏ التقدم في البلدان
قاسيا ‏ ولكنه في الوقت نفسه كان نافعا لانه ينهي ذلك السبات الطويل الذي ساد
آسيا » ويدفع شعوبها الثابتة « في المجرى الاساسي للتطور التاريخي » .
هذه الوحدة آلتي تنتج عن صراع ضد غزو » استعمار أو صراع خارجي تؤكد ذاتها في
صعيد آخر هو صعيد الاقليات الدينية والقومية . فهذه الاقليات تحقق عادة درجة من
الوحدة والشسعور الواحد لا تتوافر للأكثرية التي تحيط بها » وذاك بسلبب الضغط الذي
تعانيه من الخارج 3
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36198 (2 views)