شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 55)
- المحتوى
-
جيتس نابليون » وهي هزيمة ادت الى ظهور حزب الوطنيين الذي تشكل أساسيا من
طدقة التجار وانتهى بعد كثير من الاضطرابات الى ترسيخ هذه الديمقراطية عام ١814
ضد ارادة الملك والاتطاعيين .
وفي ايطاليا كانت الديمقراطية الليبرالية نتيجة رد ثوري على هزيمة خارجية أمام الغزو
النابليوني . وهكذا دواليك !..
وفي اميركا اللاتينية نجد مثلا ان النكبة التي اصابت بوليفيا في حربها مع البارجواي بين
عام 195 وعام ه197 أدت الى نتائج سياسية واجتماعية ثورية لم تكن في حسبان
الطبقة الاقطاعية الحاكمة آنذاك . بما أن الحكومة كانت تحتاج في هذه الحرب ألى جميع
القوى البشرية المتوفرة » فانها أخذت في تجنيد جماهر الفلاحين التي كانت منذ الفتح
الاسباني مستثناة من الحياة السياسية وتعيش خارجها . هذا التجنيد جعل هذه
الجماهير تشعر لأول مرة بأنها جزء من المجتمع » خاصة وان الطبقات الحاكمة كانت
تعمل اثناء الحرب على ايقاظ الشعور القومي الذي كانت تحتاجه . الهزيمة نزعت من
هذه الطبقات هيبة السلطة وشرعيتها وادت ألى تمرد الجماهير عليها » والى دخولها في
حركات اشتراكية وليبرالية ثورية غايتها تغيير قواعد النظام السياسي الاجتماعي . هذ
التحول أدى في النهاية » عبر اضطرابات وثورات متتابعة الى ثورة أجتماعية كأن من
ننائجها تأميم البترول والصناعات المعدنية الاساسية » وتوزيع الارض على الفلاحين .
وفي كوبا » كانت الثورة الاخيرة بقيادة كاسترو الرد الثوري على غزو الامبريالية الاميركية
البلاد وتواطؤ الطبقات الحاكمة معها .
الشيوعيون في الصين » يوغسلافيا » البانيا » البلقان » وفيتئام » استلموا السلطة بعد
حروب ثورية ضد محتل أصاب البلاد بالهزيمة ٠ ففي كل من هذه البلدان » نجد أن هناك
'محتلا وحربا ثورية » وان الاحتلال والحرب قادا الى افلاس ونهماية سلطة الطبقات
التقليدية الحاكمة .
الاثر الاول للازمة الاقتصادية الني أصابت الولايات المتحدة في إوائل الثلاثينات لم يكن
اقتصاديا فقط بل نفسيا . فقد هدمت تلك الازمة وجاهة الطبقة الحاكمة التقليدية » التي
كانت تسود دون مقاومة أو تحد منذ الحرب الاهلية . فالسلطة الاقتصادية نكبت نكبة
هزتها من الاساس » والشعب خسر ثقته القديمة بها . اصحاب البنوك والاعمال الكبيرة
انفسهم خسروا آنذاك الايمان بقدرهم الخاص ٠
من ناحية اخرى يمكن القول أن التجارب التاريخية تدل ايضا ان المجتمعات والطبقات
والاحزاب تخسر وحدتها عندما لا تجد عدوا يناصبها العداء والصراع . كثيرون من
المؤرخين دلوا مثلا على هذه الناحية في دراستهم للحركة البروتستانتية » التي تعني
الرفض والتمرد . فقد قيل انها كانت تخسر « وحدتها » و( حيويتها » عندما لا تجد أمامها
عدوا تمارس الرفض والتمرد ضده » وأن هذه الوحدة كانت تنحسر الى درجة تدفع الى
ظهور نفس الصراع مع العدو في اطار تركيبها ذاته » اذ كانت تنقسم آنذاك الى جناحين
متخاصمين متقاتلين » الجناح الليبرالي ؛ والجناح المحافظ .
تاريخ الاحزاب السياسية يوفر لنا مثلا آخر على هذه الناحية . ففي الولايات المتحدة
مثلا نرى أنه عندما كان ينتصر أحد الحزبين الكبيرين انتصارا نهائيا على الحزب الآخر »
فان وحدة الحزب المنتصر كانت تتلاشى » فيتبدد الحزب الى جماعات مختلفة متخاصمة.
و« الهرطقات » التي كانت تخرج عليها وتخاصمها . فموقفها العنيد ألصلب الذي لا
يتعرف على أية مصالحة أو تسوية مع هذه البدعات والهرطقات » كان يدفع مختلف
عناصر الكنيسة الى الاتجاه في وجهة واحدة » رغم ما قد يكون بين هذه العناصر من
الانتصار التام على العدو لا يؤدي اذن الى نتائج ايجابية في المعنى السوسيولوجي
61 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39479 (2 views)