شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 57)
- المحتوى
-
بعبر عن ثورية مبتورة تزيد أضرارها على فوائدها .
(؟ ) التذرر الاجتماعي » أي خسارة الفرد للعلاقات العضوية التقليدية التي تشمده الى
الوجود التقليدي » وحداته الاجتماعية الاساسية » عاداته » قيمه » وأنظمته » يشكل
اساس الحركات الثورية الجذرية الشمولية . فدون درجة كبيرة من هذا التذرر يستحيل
هذا النوع من الثورات . حرب تحرير فلسطين هي اداة فعالة في احداث هذا التذرر في
المجتمع العربي » اي في احداث وضع نحتاجه في توفير الابعاد الجذرية الششمولية التي
تحتاجها الحركة العربية القومية الاشتراكية الوحدوية في تجاوز ذاتها . الحل السلمي
يعني انهاء هذه الحرب والغاء الوضع الثوري الذي ينتج عنها . لذلك كانت مقاومة الحل
السلمي ضرورة ثورية .
خروج الافراد والجماعات من الوجود التقليدي خروجا ماديا ونفسيا هو الشرط
الاساسي للثورة المتكاملة » للثورة الجذرية الشمولية » وذلك لسبب بسيط » بله بده
واضح . فثورة من هذا النوع تعني تدمير النظم والانظمة والقيم والوحدات الاجتماعية
الاساسية التى ينشكل منها الوجود التقليدي » تعني تجديد الانسان نفسه وخلقه من
جديد في اطارآت نفسية وعقلية وايديولوجية جديدة تعبر عن ذاتها في مجتمع جديد ٠
هذا يعني ان الجماعات والافراد الذين لا يزالون يعانون ويعيشون الروابط التي تربط
دينهم ودين تلك النظم والانظمة والقيم والوحدات والاطارات التي تسود الوجود
التقليدي » يعجزون عن المساهمة الفعلية في احداث الثورة أو الانتماء لها » لان طاقاتهم
تكون مجمدة بتلك الرواتط . لذلك كان انهيار أو تفسخ او تمزيق هذه الروابط الشرط
الاسامي الذي يشرط جميع الاوضاع الاخرى في تكامل الثورة » وفي احداث جذريتها
وشموليتها .
الحروب الخارجنية والاهلية هي من اهم القوى التي كانت عبر التاريخ تؤدي افقيا
وعموديا الى درجة عليا من التذرر الاجتماعي الذي كان يؤدي ويدفع بدوره الى تحولات
اجتماعية وسياسية وايديولوجية ثورية جذرية » هذا التذرر يعني انهيار الوحدات
الاجتماعية التي كانت تضبط سلوك الفرد » فيصبح الافراد انفسهم الوحدات الحقيقية )
وذلك لان التذرر يهدم ويدمر تلك الوحدات التقليدية التي كانت تقف بين الفرد والمجتمع
ككل ؛ او بين الفرد والدولة » هذا يفرض على الفرد نفسه أن يختار سلوكه وان يتحكم
نيه » وهذا بدوره يدفعه الى ارتباطات ثورية تعبر عن ذاتها في وحدات جديدة . ثورات
روسيا والصين وفيتنام مثلا لم تنتج فقط عن تناقضات داخلية تفرعت عن قوى انتاجية
جديدة بل عن درجة كبيرة من التذرر الاجتماعي ولدتها حرب تحريرية ضد احتلال
استعماري ٠
دون هذا التذرر يستحيل علينا بداء مجتمع جديد » او تحويل المجتمع التقليدي بشكل
اساسي جذري » فقد ندخل اليه التحويلات السياسية والاجتماعية » وقد نصبغ عليه
التنظيمات والتشكيلات الثورية » ولكنه يبقى تقليديا » على الاقل نفسيا وعقليا وأخلاقيا
وايديولوجيا » ان لم يتقدم تلك التحويلات والتنظيمات والتشكيلات درجة معينة من
التذرر . لا شك ان هذه الاجراءات والتغييرات تؤدي في المدى البعيد الى هذا النوع من
التذرر » ولكن سيفرض آنذاك هذا التذرر تحويلات أخرى على صعيد ثوري جديد ٠
فكيفما نظرنا الى الموضوع نجد ان درجة معينة من التذرر شرط اساسي لا يمكن دونه
تحقيق تحولات ثورية »؛ كما أن الانتقال من صعيد ثوري الى صعيد آخر اكثر جذرية
مفترض توسيع درجة التذرر السابقة .
معركة تحرير الارضش المحتلة فرضت علينا ولم نخترها » وهي فرضت علينا في وقت
ومرحلة لم تتوافر لنا فيهما تلك الدرجة من التذرر التي تنفتح لتحولات ثورية جذرية
تسمح بارتفاعنا الى صعيد المعركة . ولكن المعركة نفسها » وقد فرضت علينا » ستوغفر
هذا النوع من التذرر الذي يفجر الامكانات والطاقات التي لا تسمح فقط في التغلب على
0_3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39479 (2 views)