شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 59)
المحتوى
الاساسسية » وادخال التكنولوجيا » والعلوم الطبيعية والاجتماعية الحديثة » والتصنيع )
والنظم التربوية الجديدة » الى المجتمع التقليدي » كل هذا يؤدي الى نتائج نفسية
واخلاقية واجتماعية وفكرية وايديولوجية جذرية التحول وهائلة النتائج .
جميع مجتمعاته ‏ هي في الواقع ازمة الانتقال من هذا النوع من الولاءات والانتماءات
التقليدية الى نوع آخر ينقضه . هذا الصدام بين هذين النوعين يشكل فحوى هذه الازمة
ومضمونها الاساسي. بما ان النوع الجديد ليس نتيجة تصورات ذاتية أو مواقف تبشيرية
بل ينتج حتما عن القوى الحضارية الجديدة التي تفزو المجتمع العربي » فان الوقت
يعمل له والزمان يقف الى جانبه . الثوري هو أذن انسان يعمل جهده في استخدام كل
وسيلة ممكنة في مساندة هذا النوع » في تغذيته » وفي دفعه » ليس لان انتصاره يرتبط
بهذا الموتف » بل لان هذا الموقف يسرع في تحقيق ديالكتيكه المستقل ويختصر الطريق
أمامه » وبذلك يفسح الطريق أمام القوى الحضارية الجديدة الفاعلة في المجتمع العربي
التقليدي بأن تسرع الخطى وتحث السير نحو غايتها المحتومة : توليد مجتمع جديد .
هذا المجتمع قد يتخذ اشكالا عديدة » ولكن لا مفر لها كلها من الالتقاء في أرضية واحدة
مشتركة » وهي نقتضص المجتمع التقليدي والفاؤه .
هذه الملاحظات التي تكشف لنا أن درجة من التذرر الاجتيماعي يجب أن تتقدم كل تغيير
ثوري توضح وتفسر لنا كيف أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن الحركات والانقلابات
العسكرية »6 وليس الاحزاب الثورية » كانت حتى الآن في أفريقيا وآسيا اداة التغيير
الاولى . ذلك يعود الى كون الجيش مؤسسة تحدث درجة من التذرر لا يعرفها بعد
المجتمع القبلي » العائلي » الزراعي » الدبني التقليدي . فعند المقارنة نجد ان الجيش
يتميز بدرجة من الفردية لا يتميز بها هذا المجتمع . فبين السلطة العسكرية وبين الفرد
لا توجد وحدة أو سلطة وسطية » لان وحدة من هذا النوع تضعف أو تلغي وحدة
وضرورة السلطة العسكرية التي لا يمكن لجيشى أن يتكون دونها » لذلك كانت التشكيلات
العسكرية تؤدي الى نوع من الفردية في العلاتات الاجتماعية لانها تضعف. الوحدات
التقليدية الاساسية لهذه العلاقات . ثم أرن, السلطة العسكرية تعمل عن طريق اوامر لا
تتفرع من التقاليد والقيم التقليدية » بل من صعيد خاص بها . لذلك فهي تتميز بدرجة
من الحرية الاخلاقية مجهولة في المجتمع القبيلي أو الزراعي التقليدي . أما من ناحية
كالكثة » فان التشكيلات العسكرية تحاول » على عكس هذا المجتمع »© أن تكون عقلانية
ف توزيع السلطة والادوار التي يفترض خفيوا ان تكون في اكثر الايدي أهلية ؛ بصرف
النظر عن المكانة العائلية 04 الاصل الاجتماعى 4 أو السن ‎٠‏
هذه الدرجة من التذرر الاجتماعي التي تميز التشكيلات العسكرية هي السبب الذي
جعل هذه التشكيلات تقبض على زمام المبادرة في محاولة تكييف المجتمع مع القوى
الحضارية الحديثئة » وذلك لان الفرد المتذرر » أي الذي تحرر بقدر ما على الاقل من
الولاءات والانتماءات التتليدية يستطيع أن ينفتح لارتتاظلات جديدة تتحاوب مع هذه
التقوى الحديثة » بيئما أن الفرد التقليدي يعجز عن هذا الانفتاح » فيبقى على الرغم من
الاكثرية الكبيرة التي يمثلها » على هام التاريخ الذي يصنع نفسه بشكل جديد . لهذا
لم يكن من قبيل المصادفة ايضا ان الحركات السياسية الثورية التى استطاعت أن تحول
المجتمع تحويلا ثوريا جذريا دون الانطلاق. من الحيش كانت تلك ألتي توفرت لها درجة
عليا من التذرر الاجتماعي نتجت عن صراع مجتمع معين ضد غزو خارجي أمتد اليه
ككل وسامه الاستعباد والاستغلال والمهانة كما نرى مثلا في الصين وفيتنام وكوريا
الشممالية . فهذا التذرر هو الذي جعل جماهير الشعب منفتحة لمعاناة ولاء جديد » الولاء
للحزب الثوري ‎٠‏
كل مجتمع صناعي حديث تقريبا كان وليد صراعات وحروب اهلية سياسية ودينية
م6
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58944 (1 views)