شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 60)
- المحتوى
-
واجتماعية تقدمتها درجة معينة من التذرر »؛ ووسعت هي بدورها هذه الدرجة الى ابعاد
واصعدة جديدة . اننا نجد مثلا واضحا على ذلك في الثورة الانكليزية .1788-1515 »©
في الثورة الاميركية » 11/00 1781 » وفيما بعد في الحرب الاهلية التي عانتها الولايات
المتحدة وفيها انتصرت الصناعة نهائيا على الزراعة »2 1١485. 1850 »2 في الثورة
الفرنسية » 1/89 » في الثورة الروسية » 111١1 » في الحرب الاهلية التي خاضتها »
15١-55؟ؤ١ا.
فى اطار حياة اجتماعية عادية » يكون الفرد عادة عضوا في وحدات أو تشكيلات عديدة »
والتناقضات التي لا يخلو.منها اي مجتمع تعبر عن ذاتها آنذاك في اشكال ثانوية محدودة
من الصراع أو الخصام» يحمل اليها الفرد جزء! فقط من ذأته » دون ان يلتزم كيائنيا بها »
ودون أن يعلق بها قضية وجوده نفسه . ولكن عندما يستئني المجتمع جزءا من ابنائه
كاستثناء الزنوج في الولايات المتحدة مثلا من المشاركة على قدم المساواة مع
الآخرين »© في هذه الوحدات والتشكيلات العديدة » فان التناقضات تصبح أساسية
وشمولية تعبر عن ذاتها في أشكال من الصراع العنيف يدخلها الفرد بكل ذاته © ويلتزم
بها بكل كيانه »© لان النظام القائم كان نند استئنى ليس جزءا بسيطا او ثانويا من هذا
الكيان من المساهمة فيه » بل كل الكيان وكل الذات » لذلك يكون الرد عليه ردا يلزم
كل الكيان » وكل الذات .
نشتت عرب فلسطين لم ينه ويمزق فقط العلاقات والوحدات الاجتماعية التي عرفوها في
مجتمعهم الفلسطيني » بل اخرجهم من المجتمع العربي ككل » وبذلك وفر لهم الوضع
الاجتماعي النفسي ألذي يمكنه افراز وضعية ثورية مثلى » لانه قطع جميع الروابط
والعلاقات التقليدية التي تربطهم بهذا المجتمع في وجهيه ؛ الوجه الفلسطيني والوجه
القتومي . هذا الخروج من المجتميع التقليدي » هذا التذرر هو على الرغم من
سلبياته -بداية الانطلاق نحو حياة جديدة » نحو بناء انسان عربي جديد . فهو (
يستطيع أن يبقى في هذه السلبيات وذلواهرها المرضية » لانه يجد أمامه قضية ثورية
كبرى تتميز بمقاصد نبيلة تدعوه الى الالتزام بها » وعن طريق هذا الالتزام تحقيق وحدة
ذاتية حديدة »© تقكوده لعا ولادة حديدة ٠.
هذا التذرر الذي عاناه عرب فلسطين عن طريق النكبة والمأساة » فوفر له أولا الخروج
المادي من المجتمع العربي التقليدي » الذي يدفعه بديالكتيكه الخاص الى الخروج النفسي
الاجتماعي والايديولوجي منه » هو التذرر الذي يفرضه القتال في سبيل تحرير فلسطين
كال العربي ٠ فدونه لا يمكن للعربي أن يكشف عن جميع طاقاته وامكاناته وتكريسها
للمعركة » ودون الكشف عن هذه الطاقتات والامكانات لا يستطيع ان يكسب المعركة .
من هذه الملاحظات العامة نصل الى الحقائق التالية التي يجب الارتباط بها :
١ المرحلة الانتقالية المفروضة علينا فرضا كنتيجة لديالكتيك تفاعلنا مع التاريخ
الحديث » تعني درجة متزايدة من التذرر الاجتماعي والنفسي . أي أن المرحلة الانتقالية
تعمل كنتيجة تلقائية للاتتباسات الحضارية التي نأخذها وتدخل الينا باستمرار » التي
نمارسها ونعانيها ولا قبل لنا بدفعها او التهرب منها على تهديم الولاءات والانتماءات
التقليدية » وتحويل الفرد العربي عنها .
؟ أن هذا التذرر الذي يعني تحويل العربي » بطريقة واعية او لا واعية » بشكل
مباشر او غير مباشر » عن تلك الانتماءات والولاءات التقليدية » ويجعله يعاني حالة من
الاغتراب والفراغ لا قبل له بها » تولد فيه جميع انواع الاضطرابات النفسية والاخلاقية
والانحرافات السلوكية .
ركنت |5 هذه الحالة » حالة الاغتراب والفراغ » لا يمكن كما نعرف من التجارب
التاريخية الثورية » او بكلمة محددة اكثر 6 من الاوضاع التي مهدت لظهور هذه
التحارب أن تستمر طويلا » لان الجماعات التي تعانيها تحاول دائما أن تتجاوزها
هه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59403 (1 views)