شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 97)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 97)

المحتوى

هناك . ذلك ان هذه الوسيلة في نظري من انجع
الوسائل التي يمكن بواسطتها ابقاء هذه الهضبة
تحت سيطرتنا ©» ذلك لان العالم حينذاك لن يبادر
الى طرد اليهود من هذه المنطقة »("3).
الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية
ليس هنالك شبك بأن للحركة الصهيونية مطامع
كبيرة في الضفة الغربية وخاصة في الاماكن التي كان
لليهود فيها وجود قبل حوالي الالفي عام » حيث
حظوا لفترة محدودة من الزمن بحكم هذه المنطقة »
وتشكلت لهم مملكتان فيها : مملكة يهودا في الجنوب
وعاصمتها ‎١‏ أورشليم » بيت المقدس © ومملكة
السامرة في الكشمال وعاصمتها « كلخيم » نابلسس.
هذا فضلا عن احتواء هذه المنطقة للاماكن الدينية
الهامة لدى اليهود وخاصة في القدس التي تحتوي
على حائط المبكى » والخليل التي يعتبرها اليهود
<« مدينة الاباء » لاحتوائها على « مغارة المكبيلا »
الحرم الابراهيمي . وليس من المستغرب في شيء أن
تقوم السلطات الاسرائيلية عند احتلالها لهذه المنطقة
بتفيير اسمماء المناطق والمدن »؛ وان تصم آذان
العرب بأسسماء غير مألوفة ترددها وسائل الاعلام
الاسرائيلية مثل « يهودا والسامرة » بدل الضفة
الغربية و« حبرون » بدل الخليل ©» و« شتخيم »
بدل نابلس وه أورشليم الشرقية » بدل القدس
المربية الخ ...
وريما تكون الضفة الغربية هي المكان الذي كان
ينبغي على الحركة الصهيونية أن تبدأ منه في أواخر
القرن التاسع عشر ومطلع القرن العثرين في بناء
مستوطنات لها © تمهيدا لبناء الدولة العتيدة © لا
لهذه المنطقة من مكانة دينية في قلوب اليهود © غير
ان عامل خصوبة الارض حال دون البدء باستيطان
زراعي في هذه المنطقة » ودفع الحركة الصهيونية
الى البدء ببناء شبكة من المستوطنات في السهل
الساحلي الفلسطيني »© حيث الخصوبة والارض
الطيبة . وكان لهذه المستوطنات الفضل الاول في
تحديد خطوط الهدنة بين العرب واسرائيل ‎٠‏ ولم
تحظ اسرائيل آنذاك بالضفة الغربية لندرة
المستوطنات الامرائيلية يها . وليس من المستبعد
ان يكون عامل خصوبة الارض الذي صرف في الماضي
'نظار الحركة الصهيونية عن بناء المستعمرات في
الغفة الغربية ودفعها الى بناءه شبكة من
المستوطنات في السهل الساحلي الفلسطيني هو
نغسه» الى جانب عوامل اخرى الذي يدفع اسرائيل
الى
الى بناء شسبكة من المستوطنات في غور الاردن حيث
الارض الخصبة والماء ؛ فضلاً عمسن كون هذه
المستوطنات تشكل حزاما أمنيا وتجعل السكان
العرب في الضفة الغربية يثشسعرون بأنهم محاطون
من كل الجوائب بحلقة من المستوطنات الاسرائيلية.
وازاء تباطؤ الحكومة الاسرائيلية في دفع عملية
الاستيطان في منطقتي الخليل وغوش عتسيون »
وتفضيلها بناء مستوطنات ناحال في غور الاردن »
اندئعت بعض المجموعات المتحمسة » خاصة من بين
صفوف التدينين والحزب الوطني المتدين « مفدال »
الى خلق وقائع جديدة في هاتين المنطقتين ‎٠‏ فبعد
انتهاء حرب الايام الستة بمدة وجيزة قامت سيارات
بنقل متطوعين من الكيبوتسات والموشافيم التابعة
للاحزاب الدينية » مع خيامهم واعتدتهم » وتوجهت
بهم الى منطقة غوش عتسيون وعند ذلك فقط وافقت
الحكومة على استيطان غوش عتسيون(11). وكذلك
قامت مجمومة اخرى من المتديئين بالتوجه الى
الخليل لخلق امر واقع هناك © واسستأجرت خندقا
في المدخل الثمالي من المدينة »© ثم انتقلت الى
مكان بالقرب من مقر الحاكم العسسكري وعند ذلك
خقط وافقت الحكومة وصادقت على اسستيطان هؤلاء
للخليل(؟5), وهذا لا يعني ان الحكومة الاسرائيلية
كانت تقف في وجه الاستيطان في منطقة الخليل
وغوش عتسيون © بل كانت تفضل ارجاء موضوع
استيطان هاتين المنطقتين ©» حناظا على وحدة
حكومة الائتئلاف الوطني ©» وتفضل في الوقت ذاته
بناء شسبكة من المستوطنات الزراعية الامنية
( مستوطنات ناحال ) في غور الاردن وعلى امتداد
النهر لان استيطان منطقة الاغوار لا يشكل مثار
جدل' بين اعضاء الحكومة »© بعكسس الاسستيطان
الاسرائيلي في كل من الخليل وغوش. عتسسيون الذي
انقسمت وجهات نظر اعضاء الحكومة الاسرائيلية
حوله - ولكن الحكومة الاسرائيلية خضعت في نهاية
الامر لمطلب استيطان الخليل وغوش عتسيون ©
ليس بسبب قوة المستوطنين الذين أتوا خلسة او
جهارا بسياراتهم الى هاتين المنطقتين بل بسبب
طبيعة تكوين حكومة الائتلاف الوطني (تشكلت عشية
حرب الايام الستة © وانفرط عقدها عند موافقة
اسرائيل على مشروع روجرز ) المشكلة من تيارات
مختلفة. ابتداء باليمين المتطرف وانتهاء باليسار
المعتدل . وكان اليسسار في تلك الحكومة ( حزب مبام
وبعض حمائم حزب مباي؟ ) يعارض استيطان الخليل

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 3

تاريخ

يوليو ١٩٧١

مجموعات العناصر

Generated Pages Set