شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 115)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 115)
المحتوى
عندما يكون التطور السابق قد اوجد المفترضات الموضوعية الضرورية كحجم الطبقة
الاجتماعية ووحدتها التنظيمية الخ( . لكن الحالة التي تتواجد فيها ظروف ملائمة للتغير
الاجتماعي غالبا ما يخلقها العمل الجذري الراديكالي . اي بكلام آخر » لا يمكن خلق
الرغبة في تغيير الاوضاع التائمة فقط عندما تتوفر « المفترضات الموضوعية » او عندما
« تنضج » الاوضاع . في الواقع » كما يقول كولاكوسكي ؛ ان بعض الشروط الرئيسية
لهذا النضوج هي ‎٠‏ المتطلبات التورية من وضع غير ثوري 116). التشديد هنا على الوعي
الاجتماعي كعامل تغيير رئيسي . الافتراض الاساسي هو ان « التأثير المستمر للوعي
الاجتماعي هو أحد الشروط الشرورية لانضاج التاريخ ليصل لدرجة التغيير الجذري»؛) ‎٠.‏
‏وهكذا فان الانتكاسات والهزائم التي تأتي نتيجة محاولة تحقيق ما يبدو غير ممكن
التحتيق في تلك اللحظة » هي على أللدى الطويل الشروط الوحيدة للنجاح : « الاهداف ‎٠‏
‏التي لا يمكن تحقيقها الان لن تتحقق ابدا الا اذا جرى توضيحها عندما تبدو غير قابلة
للتحتيق »)(5). او بكلام آخر « المستحيل في وقت معين قد يصبح ممكنا فقط اذا حرى
طرحه عندما يكون مستحيلا »(1). غان « ألجهود غير الواقعية تصبح الشروط المسبقة
للجهود الواقعية »(1) في مجال العمل الاجتماعي . ويجد الفلسطينيون في هذا الكلام أبلغ
تعبير عن مشروعهم الثوري . انهم مقتنعون أن قوة ثورية صغيرة نسبيا قادرة احيانا
على احداث تغيير جذري في الوضع القائم . وقد عبر دانيال كوهن بنديت » الشساب
الالماني الراديكالي > عن ذلك بقوله : « لقد ثبت ان مجموعات ثورية صغيرة قادرة » في
الزمان والمكان المناسبيين » على تمزيق النظام القائم بشكل حاسم ونهائي »(4) ‎٠‏
يمكننا فهم المستقبل بامكانياته الملموسة فقط عندما نفهم. الحاضر بظواهره الملموسة .
وكما قال ريجي دوبريه : « البصيرة رؤيا صحيحة للواقع الملموس »3(2). لكن التحليل
'الصحيح لا يمكنه ان يقتصر على ما يجري الان » وعليه التوجه الى « ما لم يخطط له او
يتوقع ‎.)٠١(»‏
سكن التول بسكل عام ان هناك طريقتين للنظر الى الاحداث ولتفسم التاريخ ولفهم
الحقيقة . هناك الطريقة الوضعية 1081:امم» ( التجريبية العملية ) والطريقتة الجدلية
‎١‏ الثورية ). من وجهة نظر اليقيني تتألف الحقيقة مما تكشفه الحواس والعقل. فالسببية
تريط الاثشياء والاحداث » بحيث تكون ظاهرة معينة السبب في ظاهرة اخرى . هذه
الطريقة خارجية ووصفية ومقدارية 5096غ0ههناو. أن ما يدركه الانسان حسيا على انه
يمثل الواقع والترابط يصلح فقط » من وجهة النظر اليقينية » لان يكون المجال الحقيقي
للتحليل . تصبح الهزيمة » على أساس هذا الموقف » انهيارا » ويكون القول بأن الهزيمة
تؤدى الى النصر بلا معنى » ويساوي عندئذ القول بأن الموت يؤدي الى الحياة . ويؤدي
التناقض ؛ ضمن هذا الاطار النظري » الى طريق مسدود لانه لا يمثل شيئا سوى النقيض
فى مواجهات منغلقة متبادلة . باختصار » كل العلاقات الجدلية ( الديلكتاكية ) مفقودة في
هذه الطريقة من التفكير .
الطريقة الوضعية » من الوجهة السياسية والعقائدية » تدعم النظام القائم . من
الطبيعي ان يتلاعم اسلوب هذه الطريقة مع الموقف التدريجي غير الثوري للوضع القائم.
هذارهو أسلوب اليمين كله ؛ من المعتدل الى الرجعي ‎٠.‏ ان التصور اليقيني للتاريخ هو
تصور حاضر لا نهاية له ‎٠.‏ ويميل اليقيني الى الرضوخ والاستسلام للوضع التائم حاليا.
وهدف جهود اليتينية العملية هو المحافظة على استقرار النظام وتوازنه . وتهدف
اليتينية » من الناحية السياسية » الى المحافظة على ميزان القوى في الوضع القائم من
خلال السيطرة بواسطة القوة او بالتسوية والتفاهم . وهكذا يهدف الاستعمار الليبرالي»
بواسطة « تحديث » مجتمع ما أو باستعمال القوة العسكرية © الى توسيع وترسيخ
الاستفلال والتحكم وذلك من خلال المحافظة على بنيان التوى ‎١‏ 5
اما الطريقة الجدلية او الثورية فتعتمد في النظر الى الامور على أسلوب لا يقف عند
الئل
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39438 (2 views)