شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 116)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 116)
المحتوى
الحالة الحاضرة بل يتجاوزها » فالحواس والعقل تكشف بعض جوانب الحقيقة فقط .
ورغم ان الاسلوب العملي التجريبي سيد في حقله » فانه يفشل في فهم العلاقة الديناميكية
بين الاشسياء . وهو يفتقد الامر الآساسي الذي تركز عليه الطريقة الجدلية : العلاتات
من الافتراض ااتالي : « الحقيقة هي الكل » . ويصبح ممكنا » من وجهة النظّر هذه »
أن نفهم كيف ينتج ألنصر عن الهزيمة . وتكون التناقضات هنا الارضية التي ينطلق منها
التفيير النوعي . وتصبح جملة فويرباخ « نقيض النقيض فقط هو التأكيد الصحيح »
واضحة . وبناء على هذه الاعتبارات المحددة يصبح التفكي الجدلي تفكيرا ثوريا له
وف النظرة الجدلية يجري تفضيل مصلحة الانسان والمجتمع ‎١‏ التاريخية » أي الحقيقية
على المصلحة « الفورية » اي الآنية . ويفهم الحاضر » في هذه النظرة » ليس فتط من
خلال الحقائق او المعلومات الزمانية والمكانية المتوفرة حاليا » بل من خلال المحتوى
الواسع للتاريخ العالمي . وهكذا فان الطريقة الجدلية في التحليل بالضرورة تفترض »
كما قال هربرت ماركوس١١)»‏ طابع الشمولية وتتخدُ من حركة التحرير العالمية مرحعا
اساسسيا لها .
بهذا المعنى» الطريقة الجدلية هي طريقة اليسار » من المتخررين الى أقصى الراديكاليين.
وتوجه الطريقة الجدلية هو نحو التغيير الجذري »© وبذلك تصبح مهمتها الرئيسية انتقاد
الوضع القائم وتخطيه ( وتحويله تحويلا تاما ) . ويعتبر التحديك » من وجهة نظر التحليل
الجدلي » كتكتيك للاستعمار يهدف الى احتواء التفيير الجذري وتدعيم الوضع القائم
محليا وعالميا . وهكذا فان التحليل الجدلي يركز على ضرورة مجابهة الاستعمار وجها
لوجه وعلى حتمية الكفاح المسلح . ويبدو واضحا أنه في الصراع العقائدي الدائر حاليا
ليس لدى اليقينية التجريبية ما تقدمه سوى تكتيكات للمحافظة على المصالح القائمة بينما
تقدم الطريقة الجدلية نظرية سياسية تنير الرؤيا والعمل .
تعارض القوى الاستعمارية » على المستوى العقائدي » المطلب الثوري في :تجاوز الوضع
القائم» وتصف المشروع الثوري بأنه خيالي وغير عملي ومثالي.وترفض هذه المؤسسة»
على المستوى العملي » شرعية التغيير الثوري وتحارب العمل الثوري . ومن وجهة نظر
النظام القائم ليس هناك أي شيء يتصف بالشرعية اكثر من الشيء الموجود»الامر الواقع.
فاسرائيل مثلا غير مهتمة في كيفية قيام المجتمع الاسرائيلي أو السيادة الاسرائيلية
( بالاغتصاب ) » وهما أمرأن لم يكن لهما وجود منذ خمسة وعشرين عاما » بل هي تهتم
بالقوة الموجودة التي تضفي على هذه الحقائق صفة الشرعية . ومن وجهة نظر الولايات
المتحدة المسألة الهامة » اي العملية » هي ليس كيف دخلت الولايات المتحدة فيتنام » بل
« الحقوق » التي تكتسبها الولايات المتحدة بوجودها في فيتنام . في كلا الحالتين الحقيقة
القائمة تبدأ وتنتهي بالوضع القائم » للحق شرعية فقط الى المدى الذي يدعم فيه ميزان
التوى السائد والى المدى الذى يدعمه ذلك الميزان .
ان الانظمة » البنى القائمة » مغروسة في نظام من المصالح الراسخة التي تتعارض
بطبيعتها مع كل دعوة ثورية . وبما ان النظام القائم يرفض المنطق الثوري فهو قادر على
الرد على الدفع الثوري بطريقتين : اما ان يقمعه أو يتعايش معه . والعامل الرئيسي
الذي يحدد الطريقة التي سيتبعها النظام هو التيار الذي سيسير فيه التطور الثوري ‎٠‏
‏وطالما بقيت الحركات الثورية ضمن الحدود التي يرسمها او يسمح بها النظام القائم »
يظل التعايش ممكنا ‎٠‏ في تلك الظروف تبقى التناتضات الاساسية مخفية ومكبوتة. وينتج
عن ذلك سياسات تسوية . لكن حال ما تأخذ الحركات الثورية أشكالا اكبر واحدث ©
يقوم النظام بوضع سياسة جديدة هدفها القمع والتدمير . وعلى قوى النظام القائم في
النهاية ان تعيد بناء سيطرة النظام وهيمنته على الاوضاع . وكذلك على الدع الثوري
‎1١16‏
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39438 (2 views)