شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 121)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 121)

المحتوى

الاوروبيون يطلقون لفظ الاسلام على كل ما هو عربي. اما عن الموقف من اطماع فرنسا
فان وليام ييل بعد أن امضى فترة من الوقت في الشرق ‏ فطن الى أن ‎١‏ البريطانيين
بعملون بطريقة من سأنها الاضرار يمصالح فرنسا في فلسطين وسوريا»( تقرير رقم ١؟) ‎٠‏
‏وكانت بريطانيا تعتقد انها قد تصبح مضطرة الى التسليم لفرنسا باحتلال سوريا
وعندئذ فلا معدى من اقامة دولة حاجزة بين المصالح الفرنسية في سنوريا والمصالح
البريطانية في مصر »© باستخدام الاهمية الدينية للاماكن المقدسسة في فلسطين كذريعة
لابعاد السيطرة الفرنسية عنها كخطوة أولى »© ثم العمل على انشاء دولة في فلسطين
تنمو لتصبح فيما بعد دولة يهودية صرفة » مما يؤدي الى ادخال عنصر جديد في الشرق
ودولة اخرى تواجه قوة الاسلام ( يقصد ولا شك القومية العربية ) » دولة تحمي قناة
السويس » ويسكنها « شعب مدين لبريطانيا بدين أبدي » ( تقرير رقم " ) ‎٠‏
واوضح ييل كيف أفاد الصهيونيون من هذه السياسة التي أملتها المصالح المريطانية
فتوثقت العلاقات على المستوى الرسمي وغير الرسمي بين البريطانيين والصهيونيين
الذين « يؤيدون سيطرة بريطانيا على فلسطين » »© وأخذت السلطات البريطانية من
ناحيتها تشجع الصهيونيين في آمالهم . ويبدو ان وليام ييل لم يكن مقتنعا بالدوافمع
الانسانية التي كانت بعض الدوائر البريطانية تحاول التستر وراءها في تبني وجهة
النظر الصهيونية » ولذلك اورد ييل في احد تقاريره ( رقم " ) عبارة كان قد ذكرها
اليهودي غير الصهيوني منتفيوري » ورمى فيها لويد جورج رئيس الوزارة البريطانية
بالاغراق في الوهم والخيال في سياسته الصهيونية » لانه على الرغم من عدم ذهابه
الى الشرق فانه كان يسلم بوجهة نظر الصهيونيين المتطرفين « اعتقادا منه بأن اعطاء
ذلسطين لليهود انما هو توفير للعدالة لجنس طال استعباده » .
وحفلت تقارير ييل المتتالية بالكثير من المظاهر التي تدل على اهتمام بريطانيا بالصهيونية
ورغبتها في اتاحة الفرصة لها لتحقيق مخططاتها قي فلسطين » ومن ذلك انه بينيا
كانت القوات البريطانية بقيادة اللنبي تتقدم في فلسطين كلفت السلطات البريطانية
في القاهرة جمعيات ومنظمات الاغاثة اليهودية بالاستعداد للسفر الى فلسطين في اي
وقت بدعوى القيام باعمال الاغائة وتعمير فلسطين ( تقرير رقم © ) . وعندما جاعت
اللجنة الصهيونية الى مصر برئاسة حاييم وايزمان في مارس ( آذار ) 1114 استقبلتها
السلطات العسكرية والمدنية البريطانية في مصر استقبالا حارا ( تقرير رقم ‎٠ ) 2١‏
ولما كانت اقامة الوطن الصهيوني في فلسطين تحقق هدفا حيويا لبريطانيا فانها لم تدخر
ومعا في سبيل تحقيقه ولجأت الى شتى الوسائل الدبلوماسية التي يمكن أن تحويها
جعبتها كدولة عريقة في المجال الدبلوماسي» الى جانب الوسائل العسكرية التي تتمثل في
احتلال فلسطين ووضعها تحت ادارة عسكرية بريطانية . وكان في مقدمة الوسائل التي
لجأت اليها بريطانيا جعل عبارات تصريح بالفور غامضة بدرجة صار فهمها يستعصي
على المسئولين البريطانيين في الشرق » فقد صرح الكولونيل فيلدنج ( من ادارة المخابرات
البريطانية في القاهرة ) انه لا هو ولا الجنرال كلايتون يفهمان ما تعنيه وزارة الخارجية
اليريطانية بعبارة « وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين » » وان المكتب العربي
بالقاهرة يجهل ما اذا كان تصريح بالفور يقصد انشاء دولة يهودية او انه يتصد فقط ان
يعيد لليهود. حق الهجرة الى فلسطين واستيطانها « وبذلك يقيمون وطنا للشعب اليهودي
نحت اية حكومة يتقرزر أقامتها » ( تقرير رقم 1 ) . وقد كان هذا الفموض مقصودا »© فقد
'رادت بريطانيا اخفاء حقيقة نواياها » فاخذت تنكر ان دولة يهودية سوف تقام في
فنلسطين » وقد فطن وليام ييل الى ان ذلك لا يعبر عن حقيقة النوايا البريطانية » وانما
‎٠‏ تحاول السلطات البريطانية ان تزيل. بهذا القول مخاوف العرب » ولمنع حدوث انفجار
عام ضد الصهيونيين وضد السياسة البريطانية نحو اليهود » ( تقرير رقم ‎١1‏ ) . وهذا
ما دعا وليام ييل الى الكتابة الى حكومته داعيا الى الاعلان صراحة عن حقيقة نوايا
ال

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 3

تاريخ

يوليو ١٩٧١

مجموعات العناصر

Generated Pages Set