شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 127)
- المحتوى
-
وطبقا لما يبعث به الموظفون السياسيون البريطانيون» ازداد عدد من يرغبون في الحياة في
المستقبل تحت حكم الترك » ولا يمكن تفسير هذا الشعور الا باعتقاد الفلسطينيين بأنه
في ظلل الحكم التركي لن يحصل الصهيونيون على موطىء لقدم أكثر مما لهم حاليا في
فلسطين » ( تقرير رقم ١؟ ) . 6
و على ضوء هذه الملاحظات حاول وليام ييل ان يرسم صورة لما يتوقع ان يحدث في
المستقبل في فلسطين» واول استنتاج خرج به ييل وضمنه تقريره ( رقم ؟ ) انه « لا
يمكن تنفيذ المخطط الصهيوني دون الاعتداء على حقوق اهالي فلسطين » » ولذلك توقع
ان تصبح فلسطين ميدانا للصراع بين العرب الى ان يتمكن احد الفريقين من احراز
السيطرة لنفسه » والحل الذي كان يراه ييل هو اقامة حكومة قوية غير متحيزة تعمل
على اتاحة الفرصة لكي ينمو الشعب العربي في فلسطين بحيث يستطيع مواجهة منافسة
اليحرة اليهودية » وان كان ييل يعتقد انه حتى لو اقيمت مثل هذه الحكومة فان ذلك
إن يتلل من السخط نتيجة استعمار اليهود لفلسطين . ونتيجة اخرى استخلصها ييل
وهي انه ازاء عجز ملاك الاراضي والتجار العرب عن منافسة الصهيونية المنظمة فان
العرب سيتركون مكانهم ( نشساطهم ) لليهود « بل وسيتركون فلسطين ذاتها » . أما عن
الفلاحين العرب في فلسطين فانه «بعد ان تصير الاراضي فيحوزة اليهود فانهم سيضطرون
اما للهجرة الى بلد آخر واما ان يصيروا رقيقا لارستقراطية يهودية تمتلك البلاد » ٠
ورد بيل في استنتاجاته هذه على ما كان يدعيه الصهيونيون عن مقدرتهم على تشرب
العرب وامتصاصهم بحيث يندمجون في اليهود القادمين الى فلسطين » فأعلن ييل ان
ذلك ليس ممكنا » بل ان العكس هو الذي قد يحدث « لان المستوطنين اليهود يأتون من
جهات متفرقة من العالم ويتحدثون لفات منوعة ولهم عادات وتقاليد متباينة » ومن
أجل صهر هذه العناصر ( اليهودية ) وادماجها في بعضها اولا لا بد وان يعيشوا في
عزلة عن العرب » يتكلمون لغة واحدة هي العبرية » ويعترف الصهيونيون انه بدون
هذه العزلة لن يكون من الممكن خلق الشخصية القومية التي يهدفون اليها » والاا سيصير
اليهود في فلسطين كالعرب » ويحدث لهم في فلسطين ما حدث لهم في بلدان العالم
الاخرى حيث أصبح اليهود يشبهون سكان البلاد التي يعيشون فيها » ( تقرير رقم ؟ ).
ثم ينتقل ييل وهو يعرض للموقف الشعبي من مسألة فلسطين والخطر الصهيوني ليتناول
موقف العرب في ثسمال الششسام » ويؤكد ييل انهم ايضا يعارضون الصهيونية وفكرة انشماء
وطن قومي لليهود في فلسطين لانهم يعتقدون ان مجيء اليهود سيؤدي الى ابتلاع
البلاد تدريجيا » وييل يقصد هنا بلاد الشام كلها وليس فلسطين وحدها » خصوصا
وانه بعد الخراب الذي حل ببلاد الشام نتيجة الحرب وخلوها من اي حكومة قادرة او
تنظيم قوي مأنه سيكون من المستحيل على اهالي الشمام مقاومة ومنافسة الصهيونيين
الذين تسآندهم موارد اليهودية العالمية « ووراءهم سبعة ملايين يهودي في شرق اوروبا
يستمدون منها المهاجرين » . واضاف ييل ان السوريين يتوقعون ان تصبح فلسطين
التي يعتبرونهنا جزءا لا يتجزا من الشام دولة يهودية « بل وسيطبق الصهيونيون
ايضا ووراءهم الموارد الهائلة من الرجال والاموال على لبنان وسوريا » . ويخلص ييل
2 الى انه « حتى السوريون الذين ليسوا من سكان فلسطين يخشون ان يفقدوا في
نهاية بلادهم ولغتهم وتضيع توميتهم » ( تقرير رقم ؟ ) ٠
ار هل الشام بل انه ايضا اورد بعض الحقائق التي يستندون
اليها في معارضة الصهيونية ويردون بها على بعض الذرائع التي كان الصهيونيون
يرددونها لتبرير سياستهم » وفي مقدمة هذه الحقائق ما ذكره السوريون عن الحق
التاريخي للعرب لا لليهود في فلسطين . ولما كان الصهيونيون يعلنون انه في ظل حكومة
صالحة يمكن ان تستوعب فلسطين شسعبا يتراوح عدده بين ثلاثة واربعة ملايين بحيث
يصير فيها متسع للعرب واليهود على السواء » فتد رد السوريون على ذلك بأن اليهود
١11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39461 (2 views)