شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 140)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 140)
المحتوى
الانجاز فقد لجأت الدول المتحاربة الحديثة الى تطبيق واستخدام كل ما من شسأنه احراز
النصر في اقصر مدة ممكنة . الامر الذي يتطلب تامين عنصر المفاجأة . فالحرب القصيرة
الاخيرة ») حرب حزيران » كانت حرب حركة مهد لها بعدوان جوي مفاجىء . والعمليات
الحربية محدودة النطاق التي قام بها العدو على ما اعتبره قوآعد للفدائيين في كل من
سملاح الهليكوبترات الذي شرع العدو باستخدامه على نطاق واسع يحسن أن يحسب
له حسساب في الاحداث المقبلة ‎٠‏
ان اي حترّب:اخرى ستكون حتما الحرب المتحركة ويحتم تنسيقها مع طرق القتال
الكلاسيكية العادية بشكل منطقي وعلمي ففي ذلك اقتصاد للقوى وليس بتبذير لها وبهذه
الطريقة فقط يمكن بلوغ النصر بشرط ان يحسن تكثيف القوى والوسائط في المكان والزمان
المناسبين . هل يمكن لحرب مقبلة ان تكون تقليدية ؟ لقد عودنا العدو في مناسبات عدة
انه قلما يتبع القتال التقليدي فهو بفعل ما تزوده القوى الامبريالية باستمرار من مختلف
الاسلحة ذوّات الخصائص المختافة » تتيح له ان يطور باستمرار اساليب وخطط قتاله ‎٠‏
‏ان الحروب المقبلة قد تكتنفها صفة الشمول بحيث تعم نظرية دفاع الخط الاول لتشمل
مساحات اكبر من الرقعة الارضية كأن تثسمل كافة المنطقة الدفاعية بأبعادها الطولانية
والعرضانية . وعليه فان كافة المواقع القتالية سيتحتم علينا اعتبارها في الخط الاول
بمعنى انه مهما بدا لناظرها انها بعيدة فان قوى الطيران الحديث والاستخدام الموسع
للصواريخ جعلها بمتناول الرمايات المختلفة ‎٠‏
وبالنسبة للجيش الاسرائيلي فانه أولى العمليات الهجومية اهتمامه الاول ولا يعتبر
الدفاع الا مرحلة انتقالية الى هجوم مقبل . فاسرائيل لا تنسحب من شبر من أرض
احتلتها الامن قبيل الاضطرار والهزيمة.ان ضيق رقعةالارض لديها لا تسمح لها أن تناور
في العمليات الدفاعية . ففي البلدان الواسعة الارجاء تستطيع جيوشسها ان تتراجع الى
الخلف بهدف اطالة طرق المواصلات على عدوها او بغية استدراجه الى مكان ما تنوي
الايقاع به لكن بالنسبة لجيش اسرائيل فان هذه الامكائنية مفقودة بفعل صغر ساحة
العمليات فما هو اذن أسلوب هجومها ؟
لتنفيذ الاعمال الهجومية يعمد الجيشى الاسرائيلي الى خلق السيطرة المستمرة على
الخصم بالقوة القتالية وخاصة بالطيران والدبابات في الزمان والمكان الحاسمين وقد
اختار أسلوب الهجوم من الحركة في جميع عملياته اذ أن الانتقال من الحركة الى الهجوم
يتم مباشرة بعد المسير بدءا من مناطق التحشد المحتلة مسبقا من قبل القوات. وفي تطبيق
الجيشى الاسرائيلي لاحد أشكال الهجوم فانه يلجأ الى مناورة الاختراق عندما يكون دفاع
الخصم متكاملا غير مكشوف الجوانب . في هذه الحالة يتحتم على القوى المهاجمة ان
تخترق الحد الامامي الدفاعي ويتطلب هذا الشكل من الهجوم التفوق بالقوى والوسائط
فتوجه الضربة الرئيسية الى قطاع من الجبهة ضيق نسبيا وبالاتجاه الاقرب الى الهدف
المقصود . وفي حالة عدم توفر التفوق بالقوى والوسائط يستعاض عنها بتأمين عنصر
المفاجأة وقد طبق الجيث الاسرائيلي هذا الشكل من المناورة اي الاختراق ‏ في صحراء
سيناء في حرب حزيران /1551 ‎٠‏
اما الششكل التالي من المناورة الهجومية فهو التجاوز ويستخدم عندما تكون جوائب
الخصم مكشوفة وذلك بالالتفاف عليه بغية احتلال الاهداف التي تعيق انسحابه وهذا ما
جرى في الجبهة الاردنية في عدوان حزيران /1151 حينما ألقت القوات الاسرائيلية حول
الترتيب الدفاعي الاردئي وهاجمت جنين ف الشممال والتدس في الحنوب وأحاطت بالجيب
الدفاعي الممتد بين المدينتين حتى الحدود مما اضطر القوات الاردنية الى الانسحاب من
هذا الجيب ثم اخلاء الضفة الغربية . وعلى الجبهة السورية استخدمت الثوات
الاسرائيلية شكلي المناورة : فقد ركزت قوات كثيفة لخرق الجبهة وتمكنت من فتح ثغرة
5
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39465 (2 views)