شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 158)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 158)
- المحتوى
-
بتوازن القوى في منطقة البحر الابيض المتوسط حيث
تتعرض السيطرة العسكرية الغربية الكاملة في
السابق الى تدهور مستمر ومنافسة شديدة من قبل
الاتحاد السوفياتي . وقد عبر المسؤولون عن
شؤون الحلف الاطلسي اكثر من مسرة عن قلقهم
الشديد ازاء هذا الوضع . بطبيعة الحال جاء
هذا التحرك الامريكي بصورة مستقلة من بقية
الدول الاربع الكبرى وخارج نطاق هيئة الامم
وأجهزتها وكأن الهدف من ذلك تأكيد كون امريكا
وحدها القادرة على ايجاد الحل المناسسب للنزاع
واخراج مهمة يارينغ من مأزقها الحالي ٠
بدات الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط النقشيط
بين ج ع م واسرائيل عندما طلبت الحكومة الامريكية
من اسرائيل ان تدرس بجدية قضية الانسحاب
الجزئي لقواتها من ضفة قناة السويس في مقابل
تعهد مصر بالاستمرار في وقف اطلاق النار لاشهر
عدة وذلك تمهيدا لفتح الممر المائي للملاحة الدولية
بما فيها السفن الاسرائيلية . منذ ذلك الحين تركر
النشاط الامريكي على موضوع اعادة فتح قناة
السويس ٠ وفي النصف الثاني من شسهر نيسسان قام
نيكسون بابلاغ الرئيس السادات ان اسرائيل تدرس
حاليا مقترحات معينة حول اعادة فتح القناة . بعد
أن ابلغت اسرائيل وجهة نظرها في الموضوع الى
الحكومة الامريكية اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية
ان المقترحات المطروحة تشكل قاعدة لمفاوضات
جديدة حول ترتيبات مؤقتة بشأن اعادة فتح قناة
السويس ؛ شرط الا تقوم القوات المصرية بالعبور
لتحل محل قوات الاحتلال المنسحبة. بعد ذلك اعلن
ان روجرز سيقوم بزيارة لاسرائيل وعدد من
العواصم العربية وعلى راسسها القاهرة حيث
مسيحمل معه الاقتراحات والشروط الاسرائيلية ليطلع
عليها الرئيس السسادات ٠ أي أصبح واضحا أن
مسألة المفاوضات حول اعادة فتح قناة السويس»
كتمهيد للتسوية العامة للنزاع ©» قد أصبحت مبادرة
امريكية محض » لذلك أعلن رسسميا في هيئة الامم
المتحدة أن يو ثانت ويارينغ غير مطلعين على مجرى
المفاوضات . من ناحية اخرى انتقد الاتحاد
السوفياتي الحكومة الامريكية بسبب قيامها بهذا
النشاط السياسي السري والشنائي مع مصير
واسرائيل واهمال محادثات الدول الاريع الكبرى ٠
يظهر أن التحرك الامريكي قد تجاوز حدود التفاهم
الضمني بين العملاقين حول قضية الشرق الاوسط.
أوضح روجرز منذ البداية انه لا ينبغي لاحد أن
يتوقع نتائج مذهلة او نجاحا فوريا من رحلته الى
الشرق الاوسط » كما اكد ان هدفه ليس مجرد نقل
الاتتراحات والاقتراحات المضادة بين القاهرة وتل
أبيب بل اجراء مناقشات عميقة مع الطرفين على
امل ان يؤدي ذلك الى تقارب كاف في وجهات النظر
تمهيدا للوصول الى اتفاق حول اعادة فتح قناة
السويس خلال الصيف ان امكن' وعلى أن يكون
الاتناق خطوة في اتجاه تسوية شاملة للنزاع .
ويبدو أن روجرز كان قد اجرى اتصالات مكثفة مع
المسؤولين المصريين والاسرائيليين قبل ان يقرر
زيارة المنطقة مما جعله يقتنم بأن السساحة ممهدة
لتقبل مبادرة امريكية من هذا النوع ٠. هذا ما يفسر
اعلان روجرز في لندن بأن الجو لم يكن في يوم من
الايام اكثر ملاعمة مما هو عليه الان لتحقيق تسوية
في الشرق الاوسط . كما صرح يو ثانت في نفس
الوقتت انه يتوقع تطورات مهمة في المستقبل القريب
بعد زيارة روجرز للمنطقة ٠
اما النقاط المتنازع عليها في مسألة اعادة فتس
القناة » والتي ركز روجرز محادثاته عليها في كل
من القاهرة وتل ابيب» فتتلخص بالتساؤلات التالية:
أ) الى أي حد يفترض في القوات الاسرائيلية ان
تبتعد في انسحابها عن ضفة القناة ؟ ب) كيف مستتم
مر!قبة وقف اطلاق النار وعملية الانفكاك العسكري
عن طرفي القناة ؟ ج) كيف سترتبط هذه التسوية
المؤقتة بالتسوية الشاملة والنهائية للنزاع 5 مع
الاخذ بعين الاعتبار انه اذا تمت عملية اعادة فتح
القناة فان الاهتمام الدولي في ايجاد حل نهائي
للنزاع سوف يتراجع » كما سيتراجع الاهتمام
الدولي بالقضايا الجوهرية الاخرى مثل مصير
القتدس والجولان والضنة الغربية . وواضح ان
كلا من الجائبين العربي والاسرائيلي يقدم اجوبة
مباعدة واحيانا متناقضة على الاسئلة المطروحة
اعلاه . ومهمة روجرز هي العمل ملى اقناع
الطرفين بتقديم بعض التنازلات وتقريب وجهسات
النظر بحيث يصبح من الممكن الاتفاق على موضوع
الحل . ويبدو ان روجرز يميل الى حث الاسرائيليين
على الانسحاب الى مدى معين من ضنفة القناة
والقبول بالتسوية المإقتة بمقابل مرور سفنهم في
القناة ٠. وبمقابل ذلك يتفق الموقف الامريكي مع
الاسرائيليين حول رفض فكرة عبور القوات المصرية
الى الضفة المحتلة للحلول محل الجيش الاسرائيلي
المنسحب . هي أن امريكا مستعدة لتبني فكرة
السماح لقوة بوليس مصرية رمزية العبور لحماية
ل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39471 (2 views)