شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 196)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 196)
- المحتوى
-
حياة المرمل المضجرة هي التى جعلفه يطلق
زوجته . غير أنني وقد قضيت يومين في تلك المدينة
العراقية اميل الى القول أن الاحتمال الثاني هو
الارجح 0
الافراط في السخرية موقفس لبي يصبح صاحبه عاجلا
او آجلا كالحطيئة يكره كل الناس ٠ فمن بين كل
الشخصيات التي يرد ذكرها في «١ برايت ليفانت »
نجد أن أحدا لم يستحوذ على اعجاب المؤلف بلا
تحنظ غير الملك عبد العزيز بن مسسعود في الجانب
العربي واللورد كرومر في الجانب البريطاني ٠ حتى
أن تشرشل ذاته لم يفلت من قلم المؤلف الحاد .
فقبل ان يقابل رئيس الوزراء البريطاني ابن سسعود
تلقى نصيحة بأن لا يمس مسألة فلسطين ٠ ولكن
تخرشل ابلغ المؤلف انه لو أراد أن يبحث المسألة
ويكسب مباركة الملك للمشروع الصهيوني لحاول
أن يقول : كما أن بريطانيا أسدت للعرب جميلا
نأعطت العراق لنيصل ؛ ينبفي على العرب أن
يردوا الجميل بمثئله ويعطوا فلسطين لليهود . هذا
ما كان سسيقال لابن سمعود ؛ الد اعداء الهاثميين !
أما تعليقات سميث على مسالة فلسطين فحرية
بالتفات أولئك السياسيين البريطانيين الذين يضحون
بمصالح بلادهم على مذبح حفئة من الاصوات
اليهودية في الانتخابات العامة . « لقد ترعرعت مع
رسالة مكماهون كخلنية وحيدة لتفكري فيما يتعلق
بالمخططات الخاصة بالعالم العربي في فترة ما بعد
الحرب » ويعود ذلك جزئيا الى أن حياتي العملية»
كحياة معظم زملائي ممن عملوا في المشرق © قد
تأثرت تأثرا بالغا » بل سسممت © بردود نممل
المسلمين تجاه دممنا للصهيونية السياسية » .
ويتصدى المؤلف لمسالة رسالة مكماهون
فيناقتش دعوى العرب ان فلسطين لم تكن مستئناة
من المملكة العربية » ولكن اشمارته الى « ردود
غعل المسسلمين » بالغة الدلالة . غبالنسببة للمؤلف ©»
لم توجد القومية العربية قط © وحيث وجدت كانت
لعنة . واعتذار المؤلف لجيله من الدبلوماسيين
الذين كانوا يمضون اوقاتهم في نادي محمد علي فلا
يعرفون ششيئًا عن الجماهم المتململة اعتذار يبعث
على الشفقة . وليس ذلك لانه يتطلع بأي قدر من
الاعجاب الى الباحثين عن الثروة والسياسيين
الفاسدين من باشوات وامراء ما قبل عهد الثورة.
على العكس من ذلك »© سسيجد القادة الحاليون
خيرا في ترجمة ما يرويه المؤلف عن الحياة التي كان
يعيشها أفراد « نخبة » تلك الفترة ١ ضعنفهم
الذليل أمام النساء » نهمهم المتهتك للمركز والثراء»
جهلهم »© تحللهم » لصوصيتهم وخياناتهم ٠. حتى أن
سادة مصر الملكيةخلفوا لنا طقسا عربيدا من طقوس
الجريية . فمندما صدرت الاوامر بادخال سعض
التعديلات على قصر المنتزه » وجد المعمار الايطالي
هيكلين عظميين لرجل وامرأة مدئونين في احد
الجدران .
ان حب السير لورئس لابن ستعود وكرومر يفسر
موقفه © أي موقف القيادة الابوية . فلو لم يغرق
الالمان كرومر وسفينته(!) لكان مجد بريطانية في
العالم العربي خالدا . فبدون كرومر والنخبة التي
كان يستعين بها من الخبراء الممتازين » أصبحت
رئاسة الوزراء تعتمد على موظفين من الدرجة
الثانية » وجرى التعويض عن النوع بالكم » وكان
الكم يحمل في احشائه انحطاط النوع الى مستوى
عادي . فاستطاع العرب أن يبددوا خرافة
السوبرمان الانجليزي اذ اكتشفوا أنه ليس بأفضل
منهم . وكان هذا بداية المتاعب لانجلترا ٠. وخلال
الحرب كانت النقود التي سكبتها انجلترا في المنطقة
لشراء البضائع والخدمات تذهب الى جيوب
المقاولين اليهود فلا تصل ابدا الى الفلاح الفقي .
وفي محاولة أبوية آخرى © اقترح سسميث تشكيل
دائرة خاصة لتشتري من الناس مباشرة © ولكن
انجلترا كانت مشغولة بالحرب الى درجة لا تسمح
لها بالاهتمام بالفلاحين ©» وكتب الجنرال فيليب
ميتشيل يطلب فصل سيمور سسميث . فظل الفلاحون
يبيعون منتوجاتهم بأسعار العام 11154 ©» وظل
أصحاب المشاريع اليهود يلتهمون الفارق الضخم
في الاأسعار » على حد رواية المؤلف . الكتاب غني
ب « لو أن »» ولكن لا شك في أن أعظم « لو أن »
من بينها جميعا » هي ؛ لو أن آرثر بلفور كان فتاة.
خالد القشطينى
56 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 3
- تاريخ
- يوليو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39477 (2 views)