شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 10)
- المحتوى
-
الصغار هم الذين تبنوا الفكرة بسرعة » بينما تقاومها بورجوازية المدن التي لا تزال
تحتفظ بالعئف العقلي الشوفيني بديلا وحيدا للعنف الثوري . لقد ساعد التثقيف الثوري
وتعليم العبرية في مخيمات اللاجئين وازدياد الاتصالات مع اليهود التقذميين كثيرين من
العرب على التغلب على مخاوفهم العميقة من اليهود وكراهيتهم لهم تلك المخاوف التي
خلقها اساسا الاحتلال الصهيوني لفلسطين وولدت هذه الاتصالات في اذهان هؤلاء
صورة اكثر انسانية لليهودي ٠.
؟ هناك من لم يفهموا الفكرة ومضامينها ابدا » وخلطوا بينها وبين فكرة الدولة
الفلسطينية العميلة ظانين انها بديل للتحرير لا نتيجته النهائية المطلوبة . وبعض هؤلاء
يشو هون الحقائق عمدا لأغراض تحزبية خاصة . لكن معظم هؤلاء ينتهون الى القبول
بالفكرة عندما يفهمونها فعلا ٠
هناك الفئة الثالثة وهي فئة الثوريين العرب الذين يقبلون بهذا المنحى في معالجة
المسألة اليهودية ولكنهم يرفضون فكرة دولة فلسطينية على اساس مدى قابليتها للتحقق
ومدى قابليتها للحياة . وهؤلاء يفضلون الحديث عن حل ديمقراطي أو وضع ديمقراطي
وليس عن دولة . وهم يلاحظون بحق أن فلسطين المحررة لا يمكن ولا يجب أن تكون
دولة غريبة »اسرائيل جديدة مقنّعة » بل يجب أن تصبح جزءا من دولة عربيةا تقدمية
ديمتراطية موحدة في المستقبل. وتشترك في هذه الفكرة اساسا الجبهة الشعبية والجبهة
الديمقراطية وجبهة التحرير العربية »© كذلك بدات ماتزين ( المنظمة الاشتراكية
الاسرائيلية ) في اعتناق هذا المفهوم كذلك(14). وفتح لا تخالف هذا المفهوم على الاطلاق
فهي تعتبر الدولة الديمقراطية الفلسطينية مجرد مرحلة نحو فيدرالية عربية موحدة في
المستقبل . فيدرالية يتمتع فيها اليهودي الفلسطيني بحقوق سياسية وثقافية ودينية
كاملة بعيدا عن التمييز والاضطهاد والاستغلال . صحيح أن جبهة التحرير العربية شسنت
حملة مريرة على الفكرة رافضة لها على اساس أنها آقليمية . وقد كانت هذه الحملة
أمرا يؤسف له » لانها اعطت انطباعا بأن هذه الرؤيا الجديدة لفلسطين الغد موضع
مناظرات وسجالات بين العرب انفسهم » مما يدمر جدارتها بالثقة10). على أن هذه
الحملة امر يؤسف له بقدر أكبر بالنظر الى تأكيدات جبهة التحرير العربية المتكررة بأنها
لا تدعو الى حل شوفيني للمسالة اليهودية . ولذا فان هجومها على الاقليمية يبدو ظالما
وتحزبيا ولا معنى له في ضوء التجربة الاقليمية العربية الراهنة ذاتها » وعلى الاخص
اتليمية تلك الدول العربية الاكثر تقدما التي يحكمها ما يسمى بالاحزاب التقدمية القومية.
فالهوية الفلسطينية للثورة لا يمكن ان تكون الا هوية نضالية لا اقليمية وتحرير فلسطين
لا يمكن ان يتم دون التحام الثورة الفلسطينية بالثورة العربية وفلسطين الديمقراطية لا
يمكن أن تكون كيانا منعزلا منفلقا او منفصلا عن الجسد القومي العربي كما تنفصل
الدول العربية التقدمية الآن . غير أن هذا الهجوم كان قاسيا لدرجة دفعت المنظمات
الاخرى الى موقف دفاعي . مما جعل الشلل الناجم عن ذلك يعيق المجلس الوطني
الفلسطيني عن تعديل المادة السادسة من الميثاق الوطني » فاتاح ذلك للصهيونيين فرصة
نادراة الهجوم على الدولة الديمقراظية على اساس أن الفلسطينيين يتاتضون انفلك
ويقومون بمناورة تاكتيكية فا يقولون بالانجليزية شيئا وبالعربية شيئا آخر » » كما يطيب
للجنرال حاركابي» ضابط الاستخبارات الاسرائيلي الذي تحول الى داعية» ان يردد(؟١).
تركز جماعة النقاد هذه على مشكلة الارقام » مدعية أن عرب فلسطين سيكونون أقلية في
فلسطين الجديدة(17)» وهذه حجة يستخدمها الصهيونيون بالمتلوب مدعين بدورهم أن
اليهود سيكونون اقلية في فلسطين الجديدة(10). لكن الارقام تبين في الواقع أن عدد
الفلسطينيين العرب تحت الاحتلال وفي المنفى يساوي بالتقريب عدد المستوطنين اليهود
الآن ( ...2»70.6؟ نسمة لكل من الطرفين ) . غير أن المشكلة الحقيقية ليست مشكلة
89 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 5028 (6 views)