شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 136)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 136)
المحتوى
تلك القصيدة كانت « معلقة توفيق صَايعٌ » ‎٠‏ غففي
الاشهر التي مرت بين الكتاب السسابق وبين كتابة
« المعلقة 6 ©» وجد توفيق انه ما زال في قبضة تلك
الهواجس التي يلذها ويخثشاها معا ؛ والتي ما
انفكت تمثل حبه العنيف النازف »© مهما حاول أن
يداجي او يتهرب . كانت وفاة والدة الشاعر قبل
ذلك بعشر سنوات هزة كبرى في حياته ‎٠.‏ وكان
انصرافه عن هذه المرأة التي أراد أن يرى فيها »
ولكن عبثا» تعويضا عن فقدان امه » هزة اخرى .
وكلتاهما لديه عملية موت وميلاد معا ‎٠‏
وقد قال ذلك بالنص تقريبا في الرابع من تشرين
الاول عام ‎145٠.‏ »2 بعيد صدور « القصيدة ك » :
« مرتين في ‎|١106.‏ وفي ‎117٠‏ © كنت على وشبك
الانتحار دفعة واحدة . آنذاك اجتزت احدى ازمتين
في حياتي ز لا تضاهيهما الا ازمة الولادة ) . في
احداهما اقصيت عن النعيم ©» وفي الاخرى عن
الجحيم . يتحدثون عن فاجعة الفردوس المفقود ‎٠‏
‏الفاجعة لا في انه النردوس الذي فقد » بل في
الفقدان ذاته » لفردوس كان او لنار ‎٠‏ في ‎١16٠‏
‏وفي ‎195٠‏ لم يكن الجبن الذي صدني »© اخيرا »
عن الانتحار . ولاذا لا انتحر مرة واحدة 5... ألم
تكتشف ان في من ( من مذا !4 اجل قلها : من
النرطقة ©» من الماسسوكية © من الاثحراف ؛ ) ما
يجعلني استمرىء الانتحصار التدريجي البطيء م6
اتلذذ »© اتمتع به » ارتمي عليه ارتماء الرضيع
على ثدي ماردة »© والمحب على حبيبة ‏ أغفمى »
هلا اود أن استعجل الشبع الكافي » ولا اللذعة »
المرهقة ‏ المريحة ©» الحاسسمة 5 © (راجم :
« أنا ... توفيق صايغ » © جريدة النهار البيروتية
/ 5/1 ).
بعد نكر هذا الاعتراف في جريدة « النهار » بأسابيع
ثلائة ©» كتب الي من لندن يقول ؛ « انا في هذا
العام اقل تعاسة مني في العام الماضي . (ك )
حاولت مرة واحدة» لكن بشراسة وعنف واستماتة»
ان تعود الي كما كنا : ذلك الجزء مني الذي ما
زال يذكر الآلام الماضية ©» وامكانية العيش بدون
(ك ) »2 وضرورة الانصراف الى الانتاج ©» تغلب
ليلتها على ذلك الجزء مني الذي ما زال يذكر
المباهج الماضية » واستحالة العيش بدون (ك )»
وعبث كل انتاج اذا لم تكن هي الى جانبي . تغلب
ليلتها » لكن الى متى سسيظل متغلبا » وهل سيظل
متغلبا اذا ( وعندما ) كررت المحاولة » أو اذا
نفذت تهديدها الذي كررته سمت مرات »© بقتلي او
بتشويهي ؟ ! لست ادري لست ادري . » لم يتغلب
طويلا » الى أن جاءعت « المعلقة » تجسسد ©» على
اروع وارعب ما يستطيع © تجربة حياته كلها »
غيهيىء له الششعر ثانية منفذا الى بعض من ضياء
في نهاية النفق المظلم الطويل ‎٠‏
‏اننبا نا بن
ليس من السهل دخول عالم توفيق صايغ الشعري.
انه عالم حاول توفيق: ان يرسسمه بصور من الحياة
في المدينة المعاصرة المدينة الجميلة » الفاجرة »
المشتهاة »© التي يراها تخبىء « الاثباح في
الزوايا © وتحتضن تحت المصابيح « عجائز يتمتمن
جذلات مفجمات » الملاى بكهوف كما يؤوي القم
« فراغات وسسوسما » . عالم يتحدث بصور من
السسمفر » والباسسبورت والتآشسر © والوثشاية ©»
و« الكلابيج » في المعاصم © والجماهير المزدحمة؛
والبفاء » وضرب السياط » وسير العربات
والقطارات » والوحول © ومشردي الليالي ©»
وينابيع الدم » والفراش البارد . والى ذلك كله
غانه عالم كثيرا ما يراه الشاعر ايضا بلغة المزامير»
بلفة الاناجيل وصورها ‏ تلك الصور المقرونة
بحياة المسيح وآمثاله ومواعظه . انه عالم جائر »
جائع » خائن . فاذا كان المسيح قد خانه « واحد
من اثني عشر ‏ واحد من بين الالوف »4 على حد
قول توفيق »© لان الشاعر قد عرف فيه من الخيانة
ما هو أششد وأدهى بكثم . وحتى قبل ان نجيء الى
« المعلقة » فائنا نحس ان الشاعر في ديوائيه
الاولين قد اقام الصلة وهو لا يدري بينه وبين
قديسين قدامى ولا سيما جيروم وأوغسطين .
والفارق بينه وبينهما هو ان الواحد كتب رسائله
والآخر اعترافاته بعد التجربة » بعد أن مخر البحار
المغتلمة من العششق والضياع وبلغ ميناء الراحة
عند قدمي المسيح »© في حين أن الشاعر ضرب عليه
ان يمخر بحاره نأيا عن ميناء الراحة عند قدمي
ذلك الذي تشبه به » نحو مدن العششق والضياع.
ولذا © بينما كان جيروم وأوغسطين يذكران ايام
الخطيئة واللوعة والرعب وهما في حماية المسيح»
فان توفيق كتب اعترافاته وهو يكتوي بحسسه انه
يفقد حماية المسيح» غلا يبقى له ما يصد عنه غوائل
العشق والضياع . ولذا مانه في عودة مستمرة الى
المسيح »© الى البحث عنه »© الى معاتبته » الى
مقارعته » الى الصراخ به ذلك الصراخ الايوبي
الحائر » لان الشاعر تعذب من اجله »© ومع هذا
لم يلتفت اليه » بل هرب منه . هكذا يخاطبه :
١6
تاريخ
مايو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10405 (4 views)