شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 137)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 137)
المحتوى
بدد السكون صراخي
فأقفلت في الليالي النوافذ »
وعلا فوق جلبة المنادين
فتسللت بين العربات .
الاحتك أبدا بدعائي »
اكرره بدون رتابة ‎٠‏
وماذا علي ان خرقت طبلتيك
ولم تبق ما لم تخرقه في ؟
( القصيدة ك > رقم ‎١١‏ )
هذه في الواقع هي خلاصة كتاب « القصيدة ك 6.
في احدى عقفرة قصيدة مسن قصائده الخمس
والعشرين » نجد الشاعر يخاطب المسيح . اما
الحبيبية » والمفروض انها هي محور الكتاب »© غلا
يخاطبها مباشرة الا بقصائد ثلاث . وهناك ثلاث
اخرى يتحدث فيها عنها وهي أمور تتعلق بها ©»
كما ان هناك ثلاث قصائد يتحدث غيها » على نحو
مباشر » عن الوطن والنفي والتشريد . غير ان
المواضيع هذه كلها © في باطن القصائد جميعا »
متداخلة متواكصجة » يلخصها في النهاية بتلك
القصيدة المدهشسة « من الاعماق صرخت اليك يا
موت »© » التي هي ذروة هائلة للكتاب كله ؛ بل
« ذروة شامخة في ششسعرنا المعاصر بأجيعه »
كما تقول سلمى الخضراء الجيوسي ‎٠‏
‏ليس المجال هنا للمقارنة بين تشبه توفيق الشساعر
بالمسيح » وبين تشبه بعض زملائه الشعراء »
وبخاصة بدر شاكر السياب » بالمسيح ايضا. ولكن
لا بد من القول هنا ان ما رةه السسبياب مسن
« مسسيحية © الشاعر بالتضحية والفداء » جاعلا
من الشاعر مصلوبا آخر من اجل خلاص البشرية
واخصاب الارض »© ليس هو بالضبط ما نراه في
توفيق . فالمسيح لم يكن لتوفيق مجرد رمز تموزي
للخلاص . كان المسيح له الها فاديا على الانسان
أن يتبعه ») ويعشقه هو وحده ) ويتوحد به ©
غيجد الخلاص . المسيح له هو القوة التي على
الائسان ان يجعلها قوته لكي تجد البشرية
خلاصها . ( يقول في احدى رسائله الي ( "5 /
‎١‏ ) ؛ « أن من يحمل الصليب ولكن يحب
ابا او اخا او زوجة اكثر من المسيح فانه لا يحب
المسيح . ولا مجال للمسساومة . © )
توفيق »© هنا »© بالطبع » مؤمن بالمعنى المسيحي
المحض » وايمانه هو الذي يبرحه ويضنيه ويشعره
بالمرارة عندما يجد أنه لا يهيىء له الخلاص .
فيعارك الهه باستمرار © بل ويحاسيبه © كما في
١1
القصيدة الثالثة من « القصيدة ك » » حسابا دقيقا
مذهلا » حيث يقول :
وفتحنا افواهنا
واكتوت السنتنا باللهيب »
وتبعناك حتى في غيابك
واغترينا حيث شئت
وتناثئرت اجسامنا اثمتاتا »
وانصلبنا مشقلبين .
لأجلك .
ونجده في القصيدة العشرين يجاهر بعزمه على
القطيعة النهائية بينه وبين المسيح ©» وأن يقذف به
الى حيث يتلاطم الموج وتنفجر الرعود » وفي نهاية
التقصيدة ©» وقد تصاعد غضبه تصاعد الفجيعصة
والقنوط (وهل آلم من غضب المحب على الحبيب !)
يقول ©» واصفا موقفه يوم الدينونة امام العرش :
وتجتاحك والعرش
قهتهة متواصلة هادرة
ملأى بقصم العرى
الازدراء فيها والعويل اضطربا »
عبثا يخفتها سوق صحبك لنا لبعيد
عبثا يطفى عليها
تلاطم موجك » انفجار الرعود
ضكر صجير
وتهليل المخنثين لدنك الهزالى .
تهليل المخنثئين ! انه يرفض ان يكون خصيا من اجل
من يحب. وسستكون قهقهته الاخيرة داوية هادرة...
انها منتهى يأس المؤمن من رحمة ربه »© الذي يشبه
النزوع الى الانتحار ‎٠‏ غير أن توفيق كان يعلم ان
هذا الغضب سيدفعه في النهاية رجوعا الى الحياة»
على ذلك النحو الذي بلغ به حافة الموت ثم قذف
به هودة الى الايمان » ربما لكي يتجدد لديه
المذاب . فهو حتى هنا لم يستنفد عذاب العاشق
المنفي » مما متراه بعد ذلك في « المعلقة » .
ولعل بعض السر في هذا المتحى هو ذلك الدمج
الخفي »© الذي يبرز على حين غرة هنا وهناك »
بين التجربة الدينية العنيفة والتجربة الجنسية
العنيفة ‎٠.‏ فتوفيق صَايمُ كثيرا ما يستعمل الكنايات
الجنسية للدلالة على العلاقة الايمانية » كما فعل
من قبل عديد من المتصوفين © وكيا فمل شماعر أحبه
توفيق حبا خاصا © جون دن © الشاعر الانكليزي
الميتافيزيقي الذي عاش في القرن السابع عشر .
فهذا الشاهر © عئدما انقلب من عاكيق عنيف
تاريخ
مايو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)