شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 141)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 141)
- المحتوى
-
عذرائه » فائه لن يرفض الموت ما دام هو قد امتلك
العذراء بعفته » رغم علمه بأنها تريد منه ما لم
يخلق هو له . هكذا »© يخيل الي »© كان توفيق
يمازج بين الواقع والرمز ©» ويجد الخلاص فيما
يفعل . طارده سلوقي السماء » وعضعضه ملوتي
الحب » وتناوشه اخيرا سلوقي الارض ٠ كان ريما
يتلذذ بأن يكون الطريد ©» والضحية . فهو لا يمل
الحديث عن ماسوكيته هذه . غير ان ذلك لم يكن
الا قناما لصلابته الهائلة من الداخل © لترفعه
الوائق » لنقائه الفكري .
واستمر في اصدار « حوار 4 على الشكل الذي
أراده لها . وباتت رسائله الي مثلا لا تتحدث الا
عن حاجات المجلة ©» وتخطيطه لها ©» هذا المقال »
وتلك الصورة »© وذلك الكاتب ... أفنى شخصيته
في شخصية هذه الجنية النهمة التي راحت تطالب
بوقته » بعصبه كله © بعبقريته كلها . حتى ما عاد
يعيش »© لسنوات اريع ونيف » الا لها . ( ولو انه
كتب عام 1157 كتابه الوثائقي البارع « أضواء
جديدة على جبران خليل جبران » » وهو من أهم ما
نشر عن جبران في اكثر من ريع قرن )٠0 غير ان
المجلة لعبت معه ذلك الدور نفسه الذي لعبته
كاي : متعته © وعذبته ©» واخيرا هددت بتشويهه ٠
ولما أصدر بيانه في أيار 1151 عن اغلاقها» وطالب
الامة العربية بمن يتبرع لتمويلها ليصدرها مسن
جديد »© خقد كان انما ينفعل ما فعله في سئيه
السوابق » يوم رفع يديه وعينيه صائحا : «اعنتي.
أعنتي . » وهذه المرة لم يعنه أحد . لا نعملم ان
كان قد انصرف نحو المصلوب آنئذ مسن جديد
يستصرخه . ولكننا نعلم أنه في العدد الاخير من
المجلة نشر خاتية قصائده بعد صبته الطويل ل
بعنوان « أيضا وآيضا » . انها ثماني « قصائد
حب » موجهة الى امرأة عن عذاب نهائي مريع ©»
في القصيدة الاخيرة منها نرى الحبيبة تأتي جثته
الصريعة الدفينة » كجثة المسيح في القبر » فتكسر
الختم وتدحرج الصخر »© وتغسلها بالدموع » بل
التبحث عن « موضع في يد او قدم لم يثقبه مسمار »
لتغرز فيه مسسمارا وأظفارا :
ال
تخرجين بالرمم
تنثرينها : فلا بعث
ولا وقاية قبر او كفن ٠
اذكر انني كتبت اليه حالما قرأتها » لأحدئه عن
قوتها وروعة مأسساتها » عالما بالطبع بأنها اكثر
من قصائد حب »© بأنها تصور محنته ©) وغضبه ©»
وترفه من جديد . هكتب الي بتاريخ ٠١ أيسار
17 : « شككرا جزيلا لرسسالتك . ولكل الكلمات
المنعقة المؤثرة التي قلتها فيها عن «ايضا وأيضا».
والواقع انها احزنتني في الوقت ذاته : لانها
جاءت « كصدمة » ل صدمة ان اسسمع كلمة جيدة
عن أي شيء يتعلق بي » وسط خضم من الاقوال
والاعمال والمناورات الدنيئة الواطئة التي أحاصر
بها من كل جانب ©؛) ومن جانب الاصدقاء قبل
الجميع ٠. »
لقد عاودته بعنف تجربة الكركدن والعذراء : انه
محاصر من كل جانب ٠ وحتى الحبيبة لن تكتفي
بصلبه »© ولا بد من « تششقيف » للجثة ايضا .
المجلة » الاصدقاء »6 المحبون ©» الجمهور : لقد
أحس انه ضحيتهم جميعا . وجاءعت بعد أيام نكسة
حزيران » لتضع وقرها الساحق على قلبه ») مع
الاوقار الاخربىي ٠
نا ينا
السسنوات الثلاث الاخيرة منحياة توفيق صايغ» التي
قضى معظمها في التدريس في منفاه الجديد © كانت
يما يخيل الي سسئوات مطهر له . بل ان فترة
قصيرة »؛ في اوآاخر ١1548 واوائل 1155 »6 قياسسا
على رسائله » اوحت الي بأنه ربما عاد اخيرا الى
خرب من الهناء اخذ “يذكره لاول مرة منذ سنوات.
كنت أشسعر انه يحاول ان يخلص الى حياة جديدة»
ورؤيا جديدة »© كلتاهما تتصل بذلك الجوهر الذي
رغم كل شيء بقي صلبا نقيا في قرارة نفسه . غم
انني فوجئت به في الصيف الماضي في بيروت » وهو
يجهد نفسه في أخراج ترجمته لرباعيات اليوت
الاربع في كتاب أنيق. » وفي تهيئة محاضراته للعام
الدراسي الجديد » اذ وجدته قليل الكلام » منطويا
على مر"رة لا حيلة له بها . كان كالمحزون الذي
يرفض كل عزاء . وقبل سسفره بيوم واحد قال انه
ذاهب الى عمله في جامعة بيركلي دونما رضى عن
سعيه مرة اخرى الى تلك الآفاق البعيدة . كان
مصمما » حال انتهاء السئنة الدراسية ©» على
العودة الى بيروت والبقاء فيها » مهما كلفه الامر.
كان كمن يريد ان بنضو عنه ثوبا عتيقا » والثوب - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 10405 (4 views)