شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 164)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 164)
- المحتوى
-
الاخير منه . مع ذلك لم احرج بنتيجة واضحة » بعد
قراءة الكتاب » حول طبيعة العلاقة بين التلمود
والصهيونية كما يراها اسيعد رزوق بناء علسى
دراسسته ٠ يشير القسم الاخير من" الكتاب الى علاقة
من نوع ما بلا شك » غير ان هذه الصيفة العامة
جدا في اقرار العلاقة لا تفيدنا بثيء ولا تزيدنا علما
بالموضوع . اي بها ان التسسم الاخير من الكتاب لا
يتعدى هذا الاطار العام جدا في مناقشة المسألة
تظهر العلاقة ( مهما كان نوعها ) بين التلمود
والصهيونية من خلال نصوص الكتاب بمظاهر واهية
وهزيلة وباهتة » فهي موجودة احيانا ومفقودة في
احيان اخرى »© هناك أششسياء مضادة للصهيونية في
صلب التلمود وهناك اشياء اخرى تتسساوق مع
عقائدها السياسسية الى آخر ذلك من الرجرجة
التي لا تصل بنا الى اية نتيجة فيها شيء من
الوضوح والحسم ٠. يعود هذا الفموض والتردد»
على ما يبدو لي »© الى عاملين : اولا © افتقار
الكتاب الى اية محاولة لتحديد طبيعة العلاقة التي
نبحث عنها بين التلمود والصهيونية ٠ هل هي
علاقة احتواء وانحدار ( احتواء التلمود ملى
العتائد الصهيونية وانحدار الثانية من الاولى )
أم علاقة تأثر افكار سابقة على أفكار انبثقت في
وقت لاحق ©» أم هي علاقة اسستخدام واستفلال
بمعنى استغلال الصهيوئية كحركة سياسية للافكار
الدينية التلمودية واستخدامها لتحقيق مآريها
ومطامعها المعروفة ؟ تبقى هذه التساؤلات معلقة
في ذهن القارىء لان الكتاب لا يطرحها اصلا
للمناقشة والبحث . ثانيا » المنهج التجزيئي الذي
اتبعه مؤلف الكتاب في اثبات وجود هذه العلاقة
او عدم وجودها . على سسببيل المثال ينظر أسسعد
رزوق الى كتابات عدد من مفكري الصهيونيسة
ومنظريها من أمثال كاليشر وموسى هس وآحساد
هامام وهيرتزل وبنسكر فيجد ان كاليشر وهس مثلا
كانا متأثرين بلغة التلمود وتعابيره وافكاره بينيا لا
يجد اي اثر للتلمود في مؤلفات هيرتزل وبنسكر
وغيرهما من اتباع المدرسسة ٠. ان المقارنة اميكانيكية
بين نصوص كاليشر من جهة والتلمود من جهة
اخرى لا تثبت وجود علاقة عضوية وحقيقية بين
الصهيونية والتلمود © كما أن اية مقابلة مماثلة
55
لمؤلفات هرتزل مع التلمود لا تثبت وحدها اتئعدام
وجود مثل هذه العلاقة . النقطة الاساسية التي
يهملها اسعد رزوق في هذا الموضع هي أن كل حركة
سياسية مرتبطة بجذور اجتماعية وطبقية صاعدة
تاريخيا ( كما كان وضع الصهيونية كحركة قومية
مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر )
تعبر عن نفسسها في بادىء الامر بواسطة أدوات
التعبير الشائعة في الاوسساط التي تتوجه الحركة
اليها والاوساط التي انبئقت الحركة عنها » الى ان
تطور © بعد فترة من الزمن © اساليبها الخاصة
في التعبر بما في ذلكتصوراتها ومقرنراتها وشعاراتها
وانفعالاتها المميزة لها . وعلاقة الإفكار__الصهيونية
بالتراث اليهودي عامية (بما في ذلك التلمود ) لا
تكفذ عن هذه القاعدة العامة .
وبما ان الصهيونية كحركة تعكس وتمثل مصالح
اجتماعية وطبقية حية وراهنة وليس مصالح تلمودية
ميتة وماضية © فقد وجدت في التلمود والتوراة
وكتب التاريخ والتراث اليهودي كله الادوات اللازمة
لاعطاء نفسها البعد التاريخي الذي يلزمها »
والشرعية الروحية التي تحتاج اليها لمي بعض
الاوقات والاماكن »© والوسائل الذهنية والماطفية
الضرورية لتعبئة من يهمها الحصول على تأييدهم
ودعمهم . من هذه الزاوية يبدو لي ان ما توصل
اليه اسعد رزوق هو مجرد الاقرار بوجود تأثيرات
تلمودية في نصوص بعض مفكري الصهيونية وعدم
وجودها عند البعض الاخخر © وهذا لا يكفي على
الاطلاق لاستكيال البحث حول طبيعة العلاتة
القائبة بين الصهيونية والتلمود ٠ المطلوب في
الواقع هو معالجة اكثر جذرية وصرامة للموضوع
ودفع للبحث الى نتائج اكثر وضوها وصراحة
وحسما بناء ملى الاسس التي وضعها الكتاب
نفسه ٠ لقد فتح اسسعد رزوق الطريق واضمساء
جوانب كثيرة منها بما قدمه من مادة غزيرة © وأملنا
هو ان يسم المزيد من الدارسين العرب التقدميين
في الطريق التي فتحها ©» واذا تمكن البعض منهم
الذهاب الى أبعد مما ذهب هو لا شك ان جزءا
كبرا من الفضل يعود الى جهوده الرائدة .
ص ٠ كو ع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 22323 (3 views)