شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 183)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 183)
- المحتوى
-
(ه) المناطق المحتلة
قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية خلال شهر فبراير
بحملة عسكرية كبرة »© في محاولة منها لتصفية
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة . وقد سبق هذه
الحملة عدة محاولات قامت بها قوات الامن ووحدات
من الجيش الاسرائيلي للحد من النشاط الندائي في
المنطقة » وكانت النتائج المتمخضة عن تلك المحاولات
تأتي دائما بعكس ما تصبو اليه قوات الاحتلال .
غير ان حملة فبراير الكبيرة تختلف عن المحاولات
السسابقة من حيث الحجم والنظائع التي ارتكبت بها»
كما وانها جاءت خلال « مرحلة الانحسار » التي تمر
بها المقاومة الفلسطينية خارج المناطق المحتلة » على
امل ان تزج المقاومة في القطاع » هي الاخرى ©»
في « مرحلة الانحسار » تلك تمهيدا للقضاء عليها.
ولعل ابرز الدوافع التي تقف وراء حملة خبراير
تتمثل فيما يلي ١ اولا : بروز المقاومة الفلسطينية
ف القطاع وتصاعد قواها يوما بعد يوم واستقطابها
للجماهير العربية هناك . وتتمثل تلك المقاومة في
جيشى التحرير الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير
هفلسسطين وفتح . ثانيا : عدم ظهور قيادة تقليدية في
القطاع تجرؤ على التعاون مع قوات الاحتلال .
يقول الصحفي الاسرائيلي عزرا يانوب ( معاريف
١ ) 4 خلال الاموام الثلائة والنصف
الماضية وحتى الان » كان كل مندوب ومتحدث باسم
السلطات الاسرائيلية يعلن انه لا يوجد في القطاع
من تتحدث معه © لعدم وجود قيادة طبيعية مثل
الضفة » . ثالثا ؛ فشل الحكم الاسرائيلي في
القطاع في غرض هيمنته وسيطرته على سكان
القطاع . وقد عبر من ذلك المراسل العسكري
لصحيفة معاريف (1/1/18, ) حين قال : « ليس
غريبا ان يصل المسؤولون عن السياسمة الاسرائيلية
في القطاع الى استنتاج بأن السيطرة الاسرائيلية في
الظروف الحالية في قطاع غزة »© تبدو كانها كانت
رمزية » .
مهدت السلطات الاسرائيلية لحملتها المسكرية التي
تخللتها « اعمال مشينة » بالاكثار من الحديث حول
« الاعمال الارهابية التي يقوم بها المخربون في
القطاع » وحول « المآسي » التي تجري في غياب
الحكم » و« الفوضى »© التي تعم القطاع . وكان
وزير الدفاع موثسيه ديان » اول من المح الى اتباع
سياسة العنف تجاه سسكان القطاع حين قال « ان
جنودا في غزة لم ينفذوا الاوامر » ولم يردوا على
مصادر النيران باتجاه المخربين الذين هاجموهم »
او باتجاه الذين يلقون القنابل ©» لان هؤلاء تستروا
داخل الجياهير ولم يقبل الجنود مس الابرياء » .
وهذ! هو اول تصريح لمسؤول اسرائيلي يلمح فيه
الى احتمال اعادة تطبيق سياسسة « العقاب
الجياعي .م
سم تلت هذا التصريح خطلوة اخرى »
تمثلت باقالة رئيس بلدية غزة » رجب العلمي »
واعضاء مجلس البلدية » بحجة ان رئيس البلدية
مؤيد للاعمال الندائية » ولافساح المجال امسام
الجهاز العسكري الاسرائيلي لينفرد بادارة القطاع
بالشسكل الذي يرتأيه . وتبعت ذلك » دعوة صريحة
من الصحافة الاسرائيلية الى القيام بعملية حاسمة
لتصفية العمل الندائي في القطاع » اسوة بعمليات
التصفية التي تمارس ضد العمل الفدائي في الاردن.
فقد اشسادت صحيفة معاريف ( 71/1/1١ ) في مقال
افتتاحي لها بأعمال واساليب التصفية المتبعة في
الاردن ضد المنظمات الفندائية ©» التي من شيأنها ان
« تصفي دولة المخربين هناك » وتساءلت في نهاية
افتتاحيتها « هل لنا ان ننقل قليلا من اساليب الحرب
التي يتبعها الملك الاردني ضد المخربين في الاردن »
الى قطاع غزة » !!
ومن أجل القيام بعملية ارهابية كبيرة » رأت
السلطات الاسرائيلية أن خير من يقوم بها سلاح
حرس الحدود »© الذي كان قد اقترف عششسية حملة
السويس عام 1167 مجزرة رهيبة في كنرقاسم ذهب
ضحيتها. حوالي. و«شخصا من سكان القريةالامنين.
وبالفعل قامت السلطات الاسرائيلية بزج وحدات
من حرس الحدود في القطاع » بالاضافة الى
الوحدات العسكرية الاخرى المتواجدة هناك ©»
وغفرضت نظام منع التجول على المخيمات » واخذت
هذه الوحدات تقوم بتفتيقشها بيتا بيتا » وترتكب
« فظائع © و« اعمالا مثشينة 6 © في الوقت الذي
احكمت فيه السلطات الاسرائيلية الباب امام
تسرب الانباء عما يجري هناك . الا ان اخبار تلك
« الفظائع » اخذت تتردد على الالسسن في اسرائيل
همسا » ثم انطلقت من فوق منصة الكنيست جهارا
176 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 10406 (4 views)