شؤون فلسطينية : عدد 5 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 5 (ص 7)
- المحتوى
-
تتحرك لتحرير الارض العربية من الاستعمار التركي ؛ والعودة بالانسان العربي الى
هويته القومية » كانت الرأسمالية الاوروبية قد تخطت في نموها نطاق استغلال الجماءة
الكادحة بين شعوبها ؛ وبدأت البحث عن اسواق جديدة لتصريف منتجاتها وعن موارد
وطاقات طبيعية وبشرية جديدة لاستغلالها . وفي هذه المرحلة بالذات »؛ ونتيجة لما افرزته
الرأسمالية الاوروبية المستغلة من افكار وفلسفات وكردود فعل لها » نشأت الحركة
الصهيونية في صنوف الاقليات اليهودية مستندة الى نفس النوع من الافكار والقلسنات
العنصرية والاستعمارية بعد ان البستها اقنعة زائفة باسم الدين والتاريخ لتبرر اهدافها
العدوائية الاستعمارية .
واذا لم يشعر العرب ؛ في بداية يقظتهم » بخطورة هذه الحركة على مصيرهم © بحكم
ضعفها آنذاك وعدم تركيزها على فلسطين أو غيرها من الاقطار العربية كوطن مرتقب ؛
فأنكه كان عليهم مع ذلك أن يواحهو! عدوين شرسسين 5 آن واحد ٠ الاستعمار الترعي
المتداعي 0 والا ستعمار الاوروبي المتصاعد .
ولعل في هذه الحقيقة » اي ثنائية العدو التي تعرض لها النضال العربي في تلك المرحلة ؛
ما يفسر كثيرا من اسباب التباين في الشعارات العربية النضالية التي أرتفعت حيئذاك ؛
وما يوضح السدبي الموضوعي الذي مكن للقيادات العميلة والخائئة قِ الوطن العربي من
أن ترك موجات النضال الشعبي لتضعه في خدمة هذا الاستعمار ضد ذاك وبالعكس .
والواة) ان في قدرة المواطن العربي اليوم أن يسجل العديد من الاسباب التي ادت الى
تعش /إجزكة النضال العربي في تلك الفترة من تاريخنا غير ان هذا سيدخلنا في تفصيلات
لا مجال لها في هذه الدراسة الموجزة » وكل ما يهمنا هو ان نسجل بأنه على الرغم من
نجاح الاستعمار الاوروبي ني الحلول محل الاستعمار التركي ؛ آلا أنه وجد نفسه ومع
اول تماس مباشر له بالوطن العربي امام يقظة عربية عنيدة وفي مواجهة مقاومة باسلة.
ولذلك خفقد وجدت الحركة الاوروبية الاستعمارية » وهي ترى بعينها تداعى الامبراطورية
العثمانية وتفككها » بأن عليها تأمينا لمصالحها الاستغلالية الجشعة أن تتهياً مسبقا
لجميع احتمالات اليقظة العربية وما قد يترتب عليها من قيام دولة الوحدة العربية على
انقاض الاستعمار التركي .
كان يشغله آنذاك » كان يدرك 7 وريما أكثر من العرب أنفسهم ما سيعنيه قيام دولة
الوحدة العربية من تهديد خطير لواقعه ومستقبله . كما انه لا سك مطلقنا » قد رأى بعين
المستقبل ؛ القيمة الستراتيجية الكبرى لدولة تمتد من المحيط الى الخليج » تبسط هيمنتها
على سواطىء البحر المتوسط الجنوبية كلها » وتصل بين أقدم قارتين عرفهما التاريخ »
وتسيطر على أهم المداخل البرية والجوية والبحرية بين آسيا وافريقيا واوروبا » وتحمل
فوق ترابها شسعبا عريقا له حضارة تاريخية نادرة » وتحمل في باطنها من الثروات ما ندر
ن: يتوافر نوعا وكما في أي منطقة أخْرٌّى من العالم .
واستئاذا الى هذه الحقائق » ووعيا من الحركة الاستعمارية الاوروبية لها » مان هذه
الشركة ؛ منذ ان بدأات تضع أقدامها بي هذه المنطقة قف ظلال الخلافة العثمائية » اعتمدت
كل الوسائل المباشرة وغير المباثسرة لتطويق الوعي الوحدوي وخنقه ضمن تخطيط
سنتراتيجي معد يقوم على اجهاض كل احتمالات الوحدة ووضع كل ما يمكن وضعه
ن العوائق على طريق تحقيقها .
إقذ ارتكز هذا التخطيط الاستعماري الستراتيجي على خطين متكاملين ومتتاليين :
لهما »4 تفتيت الوظن العربي وتجزئته الى دويلات وممالك ومشيخات هزيلة ؛ تحكيها
امل الشك والفرقة المصطنعة . وثانيهما » وهنا يدخل دور الحركة الصهيوئية فى
أمرة الكبرى ياقامة حاجز بشري غريب عن أهل المنطقة ©» فيكسر امتداد الوطن
لواحد بين مشرقه ومغربه ويفصل الامة العربية الى شطرين متباعدين .
0
ود - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 5
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)