شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 20)
- المحتوى
-
انخاذها أسلوب المبادرة في توجيه الضربات » وهو اسلوب يكسب من ينتهجه الجراةٌ
فضلا عن أنه يمنحه عنصر المبافتة ؛ في الوقت الذي يجعل الطرف الاخر يتحسب
ويتخوف في كل مكان وزمان من الضربة المحتملة التي ستوجه اليه ويجمله اسير الخوف
من تلك الضربة . ومن المعروف ان الجيش الاسرائيلي كان يعتمد قبل ظهور المقاومة
الفلسطينية واتستداد ساعدها » اعتمادا كليا في مواجهته للدول العربية على هذا
الاسلوب » في الوقت الذي وقف فيه الجائب العربي موقف الزاهد تجاه تبنيه أو الاخذ
به » الى ان جاءت المقاومة الفلسطيئية وسلبت الجيش الاسراثيلي هذا الاسلوب وجعلت
كثيرا من الجنود يعيشون لاول مرة ضمن دائرة الخوف . يقول أحد الجنود الاسرائيليين :
« بعد الحرب كنت اخدم في الشمال »© انقل الطعام الى المواقع » خفت من رجال فتح»
أنني لا أعرف لماذا » ولكن اعتراني شعور بأن شيئا ما سيحدث هنا » وسلبني هذا
الشسعور راحتي . ذات مرة كان هذا التخوف في محله ؛ ولكنني نجحوت . هوجمت
بالقنايل اليدوية عندما كنت منطلقا بسيارتي بالقرب من الحمة » أصيب زميل لي بجراح
بليغة واصيب آخر بجراح بليفة » كما واصيبت ختاتان بجراح .. . بعد ذلك أخذت افكر
بأن الاصابة كانت لي وليس لزميلي مما جعلني اعيش باحاسيس سيئة » لدرجة أن
كل زملائي اوضحوا لي بأنني لست مذنبا ..٠. وقد ذهبت الى الكنيس واشعلت هناك
سموعا بمناسية نجاتي .. لقد كنا مرات عديدة تحت نيران العرب ونجونا منها 0(0).
أما معارك المواجهة التي يبادر الفدائيون القيام بها فانها تحدث عادة خلخلة نفسية
عميقة لدى الكثيرين بين صفوف الطرف الاخر بفعل عنصر المباغتة . يصف جندي
اسرائيلي جرح في معركة مواجهة الدقائق الرهيبة التي مرت عليه بقوله : « ٠ لعم
تلك الدقائق القليلة من المعركة القصيرة العنيفة غبرتني تماما . كأنني كبرت ثلاثسين أو
اربعين عاما . لقد كان ذلك فظيعا .. انتصب أمامي على بعد خمسة امتار وصوب .
الكلاشنكوف نحوي . رأيت الموت ماثلا امامي واعتقدت إن هذه هي الثواني الاخيرة من
حياتي ... يا الهي كم خفت ! ان ذلك لامر فظيع » انك لا تجتاز أمرا كهذا في التدريبات»
انك لست على استعداد لذلك » وعندما يحدث هذا الامز يجر وراءه اضطرايا -
نفسيا 0(6). ْ
كان تأثير هجمات المقاومة واضحا وملموسا في منطقة وإدي بِيسَان والمنطقة الشمالية» -
اكثر من المناطق الاخرى » خفقد قلصت هذه الهجمات دائرة تنقل سكان المستوطنات 2
وجعلتها تقتصر فقط على حدود القرية خلال النهار . اما خلال الليل انها تتقلص بشكل
حاد لتقتصر فقط على البيوثت والملاجىء » الامر الذي أثر تأثيرا كبيرا غلى المحاصيل
الزراعية التي تعتبر المصدر الاساسي لمعيشتهم . خفي مستوطنة المطلة مثلا اعترى
السكان عور بأنهم مطوقون من معظم الجهات ووجدوا أنفسهم مرغمين على عدم
تجاوز حدود قريتهم وقد أوضح يوسف فرنكل رئيس المجلس الملي للمطلة سبب ذلك
بقوله : « عندما لا تعلم متى وآين تنفجر القذيفة » وني أية ساعة من الليل او النهسار
يكتشف الحراس عملية توغل » و3 نت أي بيت وضعت موآد متفجرة » فائك تجد نفسك
عازفا عن الخروج من حدود المستوطنة 1(6). ولا يقتصر الحد من حرية التنقل على
قرية المطلة بل يشسمل سائر مستوطنات الشسمال ووادي بيسان وحتى بعض مستوطنات
النقب المتاخمة لقطاع غزة » ففي مستوطنات وادي بيسان عانت الرراعة من تخلف مزمن
ولحقت بها اضرار جسيمة ذلك «لانه ليس كل واحد يطلا وعلى استعداد لتدلق البنادورة
على ضنة الاردن » في الوقت الذي يطلقون فيه النار ») كما وغفدت ظاهرة « الهرؤب »
من العمل في الحقول ظاهرة طبيعية هناك » وفي مستوطنة ١ مبتيحيم ». ألتي تبعد عسن
غزة حوالي ١5 كم تعرضت الزراعة ايضا لاضرار على اثر قيام الفدائيين بزرع لغم
أدى الى مقتل عدد من الاشخاص »؛ الامر الذي جعل سكان المستوطنة الذين كانوا
يسقون حقولهم خلال الليل بسبيب الضغط المتخفض ف الانابيب خلال النهار » لا يتجراون
"76 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 6
- تاريخ
- يناير ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59339 (1 views)