شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 14)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 14)
المحتوى
داخليا وخارجيا مواجهة عاجزةٌ عن الوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها قبل تسلمها
السلطة سواء في الامور الداخلية او في القضايا القومية كالوحدة وتحرير فلسطين .
ولذلك تحولت تلك القوى الى آداة قمع قسري للشعب تمنع عنه القسط الضروري من
الحرية السياسية » حتى انها أصبحت أحيانا تذكره بأولئك الذين ناضل ضدهم » ولم يبق
أمام المواطن العربي في ظلالقهر والاضطهاد وضعف الحركةالجماهيرية الا الانسحاب من
ميدان النشاط او الانعزال والاهتمام بأموره المعيششية الضيقة » مشكلا جزيرة قائمة
بننسها » الابعاد الجغرافية بينه وبين الاخرين معدومة بينما الابعاد النفسية اسعة(١)‏
وهذا هو السبب الذي جعل الاربعين مليون عربي المحيطين باسرائيل رقما ( كتلة ) لا
دور حقيقي لهم غيما يجري حولهم من أحداث »© وموقفهم من سير الامور يتحول الى
موقف لا يتعدى كونه تأمليا صرفا تجاه سير الاحداث(59)» فهو متفرج قادر على البكاء عند
الهزائم القومية » وعلى التصفيق عند الانتصار . والنتيجة الحتمية لهذا الوضع الشعبي
هو تحول المجتمع الى مجتمع اللاقدرة واللاانتماء الذي تغفيب فيه قواه الفاعلة فيتقف
عاجزا أمام الهزيمة وتآمر الاستعمار » وحدوث ذلك هو اكمال عوارض المرض .
ان للنضال دائما هدفا وأداة » وغاية النضال هو حل المشاكل السياسية والقومية ببعث
الواعي والمنظم والمسلح . ان حضور الشعب ( الواعي والمنظم والمسلح ) » ومشاركته
ككل بكل ما في كلمة مشاركة من محتوى ‏ في خوض النضال هو وحده الكفيل بتنمية
حركة الجماهير ؛ وبالتالي انجاز المهام القومية الصعبة . ولكن كيف نصل الى ذلك ؟
الماء لا يعطي كهرباء الا اذا كان خلف السد . وكذلك الجماهير لا بد من وضعها في وضع
تكون فيه قادرة على العطاء . وهذا لا يتأتى الا من خلال ممارسة ما يحدث في النهاية
تغييرا جذريا . وفي ظروف الامة العربية » التي تواجه يوميا خطر الوجود الاسرائيلي »
كأداة معدة لغرب أي نهوض في الحركة الوطنية العربية » فان تركيز الانظار حول هذا
الخطر » والسعي لحله والهيمنة عليه » باعتباره العائق « الفعلي » الذي أعدته القوى
الامبريالية لتتمكن من الاستمرار في فرض نفوذها على المنطقة العربية » يشكل القضية
المصيرية , التي يتوقف على حلها » انجاز كثير من المهمات الجذرية التي تبدو الان بعيدة
المنال » كما يشكل القضية المصيرية القادرة على حشد أكبر طاقات جماهيرية عربية
باتجاهها » كما اثبتت ذلك الاحداث نفسها » على مدى فترة زمنية طويلة . فاذا أضفنا
الى ذلك ان تعميق النضال القطري »؛ هو المدخل لتوفير نضال قومي متماسك » لان
النضال القومي يبقى شعارا عائما » وملاذا للهرب » اذا لم يأت كنتيجة لنمو النضال
القطري »؛ اذا أضفنا ذلك » نجسد أنفسنا أمام الممداأ الذي يشكل دعامة
اساسية من الدعائم التي تقوم عليها نظرية العمل الفتحوي . والادبياتت,
الفتحوية مليئة بتحليلات تثير وتدافع فيها بكل وضوح عن ضرورة الالتزام
بالنضال القطري القائم على وحدة وطنية لجميع القوى الثورية العاملة في القطر من
جهة ؛ والمتداخل مع طلائع النضالات القطرية الاخرى. . . « ان النضال لتحقيق الاهداف
القومية لا يتم الا من خلال الواقع القطري » ان ممارسة الانسان العربي لنضاله الثوري
من خلال قطره الذي يعيش فيه يزيده عطاء وقدرة ونموا في الوعي(). . ان على النضال
القطري ان يلتزم بوعي بحدود « الاطار التحرري » بمعنى ان يحرر القطر نفسه من
العوائق التي تحول بينه وبين الالتقاء مع الاقطار الاخرى لتحقيق الوحدة والعدالة
‎١‏ - حسب تعبير ملفيل في رواية موبى ديك .
؟" - لوكاش » في التنظيم الثوري ») ص ‎"١‏ »© ترجمة جورج طرابيكي .
؟ - دراسات وتجارب ثورية رقم ‎١‏ » مقال بعنوان نضالنا القطري » ص 47 .
رحا
تاريخ
يناير ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39354 (2 views)