شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 128)
- المحتوى
-
الانتاجي القروي التقليدي المبئي على السلطة الابوية المطلقة » فظلت في اطار هذا
النشاط الاقتصادي - الاجتماعي القيم والضوابط التقليدية سثارية المفعول . ولم يجد
انفرد في تجديد مؤسسات الدولة العثمانية قيما حديدة تحثه على بلورة مفهوم جديد
للعمل الجماعي وللمصلحة العامة الاساس السليم لتحقيق رفاهيته الشخصيته وتلمس
فيها نفس العداء لحقوقه فأبقى على عدائه لها .
المفلاح العربي والاستيطان الاوروبي : يذكر سيمبسون في تقريره(55) قول احد الخبراء :
ان الحراثة العربية ليست اقل مستوى عن انماط اخرى من الحراثة بل تفوقها احيانا »
لكن مشكلتها تكمن في بطء سرعتها . ويؤكد سيمبسون بدوره ان الفلاح العربي ذكي
ونشيط وكفق في عمله » قادر في حال توفر راس المال وفي حال اطلاعه على الطرق
الزراعية الحديثة على اعطاء احسن النتائج . وبالرغم من صدور هذه الششهادة عام
7 الا انها تتحدث عن الطريقة التقليدية للحراثة والتي حاولنا وصفها باقتضاب .
ولم يكن من مصلحة الصهيونية الاعتراف بكفاءة الفلاح لانها بموقفها هذا قد تشجع
حكومة الانتداب على تحسين حالته المادية » وتحرره من الديون » فلا يتخلى عن ارضه
وقد استرجع قسما منها بشرائها من الاتطاعيين خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها
مماشرة » أذ ان الفلاح لا يبيع ارضه بكل سهولة خلافا للاتطاعي خصوصا التاجر الذي
لا تربطه بالارض اي رابطة فينظر اليها بمنظار الصفقة .. ادركت الصهيونية اكثر من
غيرها كفاءة الفلاح وقد استعانت تك لاعمار مستعمراتها زع كسا ان ازدهار المستعمرات
الالمانية بني على تمازج الزراعة الفلاحية مع التربية الحديفة للحيوانات اضافة الى
نحسين التجهيزات الاولية ( الطرق » الري ... ؛ . سعى الالمان قبل اليهود الى ادخال
المحراث الاوروبي لرفع انتاجية الارض لكنهم فثسلوا لاختلاف المناخ والتربة(؟ة).
اعتمد ازدهار القسم الاكبر من المستعمرات الصهيونية على سواعد الفلاحين العرب »
الذين عملوا في البيارات او ساهموا في زراعة الاراضي . أراد المستعمرون اليهود بعد
فترة من بدء استيطانهم الزراعي التحرر من العامل العربي بزراعة العنب في المستعمرات
التي مولها روتشيلد » لكن التجربة فشلت لصعوبة التصريف في الخارج وارتفاع
معدل الاعتماد على المنتجات الزراعية العربية . كان على الفلاح العربي تعليم المهاجر
اليهودي طريقة زراعة الخضار والزراعات الشتوية والاعتناء بالبرتقال وزراعة البطيخ.
كان اليهودي المهاجر يفتقر الى قوة الاحتمال نسبة للعمل الحقلي(50)» اذ جاء
المستعمرين من المناطق المدينية ومارسوا مهنا غريبة عن الزراعة . واما القسم الاكبر
من خريجي مدرستي الزراعة اليهوديتين في فلسطين فقد فضلوا العمل في المدن او الهجرة
الى الخارج . لقد طلب رسسميا من الفلاحين في كثير من الاحيان تعليم المهاجرين الجدد
العمل الزراعي(50). ولم يمارس الصهاينة الزراعة الصيفية لعدم وجود النساء والاولاد
القادرين على جني المحصول بسرعة(51). لقد كان تعداد العمال العرب في المستعمرات
القديمة يفوق تعداد المستعمرين اليهود(/5). وبقي الصهاينة حتى الحرب العالمية الاولى
يعتمدون على الخضار العربية .
وقد قبل الفلاحون العرب على مخض بيع الراسماليين للاراضي الى الجمعيات اليهودية
الاوروبية وذلك عن طريق يهود عثمانيين . وكان هؤلاء الرأسماليون قد حصلوا على
هذه الاراضي بالظلم والاستبداد وبنظر الفلاحين » يعني كل بيع الى مجموعة اوروبية
تقييدا او منعا لعملهم في الارض . لكن اعتماد المستعمرين على الفلاحين وزيادة دخل
هؤلاء جعلهم يسكتون مؤقتا عن الوضع. على ان رفضهم وتذمرهم الشديدين ظهرا اكثر
ضد الصندوق القومي اليهودي الذي نص نظامه الدذاخلي على رفض اليد العاملة
العربية . بدا الفلاح يدرك مطامع الصهيونية ويستوعب خطرها على مستقبله ٠. وشمل
مفلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 7
- تاريخ
- يناير ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39470 (2 views)