شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 214)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 214)
- المحتوى
-
اموجه الى اليهود انفسهم أقل ظهورا . ولذلك فان
هذا البحث سينصب على ذلك الجانب من النقشاط»
وهو على اشده في الولايات المتحدة التي تمثل منذ
زمن طويل اكبر نصير ومعين لاسرائيل © والتي
يعتبر يهودها اكبر وأغنى وأقوى فئة في العالم .
وقد يرى البعض أنه ليس ثمة حاجة الى نشماط
مهيوني ليكون اليهود صهاينة » او بعبارة أخرى
ان كل اليهود صهاينة» ولذلك فان اي نشاط يهودي
مهما كان هو نشساط صهيوني © خلا يمكن التمييز
بين الاثنين . الا ان في هذا الرأي ششسيئا من
التبسيط لواقع الامور . اذ صحيح أن العقيدة
الصهيونية تمثل جزءا .لا يتجزأ من الديانةاليهودية»
وان اليهود كانوا دائما يمزلون انفسسهم اكثر من
غيرهم من الاقليات الى حدود تضيق او تتسيع
حسب الزمان والمكان © بيد أن هذين الامرين ل
وأحدهما ديني والاخر اجتماعي ما كان ليكون
لهما كل ذلك الاثر من جمع كلمة يهود العالسم
وتسخيرهم لخدمة افراض ذات منطويات سياسية
عميقة الجذور © لولا التنظيمات الصهيونية التي
تغلفلت على مدى الايام الى كل نواحي حياة
المجتمعات اليهودية » من دينية وثقافية واجتماعية
وسياسية ومالية » بحيث اصبح من الصعب على
اي يهودي »© مهما بلمْ من استقلاله الفكري ©» أن
يتخلص من ربقتها ٠
وانا الؤكد على تعبسير « المنطويات السياسسية
العميقة الجذور » للصهيونية لاوضح أن الاخذ
بمبدأ كالصهيونية يستهدف قطع صلة فئة معينة
بالمجتيعات التي تعيش بين ظهرانيها ليس بالامسر
الهين حتى في البلاد التي تمارس الحرية الفكرية
والسياسية »© ناهيك عن البلاد التي لا تمارسسها »
لما يثره من شكوك في ولاء تلك الفئة ويضعه من
عراقيل في طريق مساعيها للمساواة التامة مع بقية
اغراد المجتمع . وقد فطن لذلك بعض قادة اليهود
بالنسسبة الى الصهيونية ©» كما لا يزال هناك من
رجالهم من يعارضها »© الا ان الصهيونية حاربتهم
بكل ما لديها من وسائل دسعيا الى كتم اصواتهم
وشل "حركتهم بنفس الشراسة التي حاربت بها
معارضيها من غير اليهود . وقد نجحت في حربها
تلك الى حد كبر »2 لانها لم تتورع عن استخدام
أية وسيلة من الوتسائل لتحقيق أهدافها ©» وذلك
على أساس أن « الغاية تبرر الواسطة » . وقد
كانت بارعة جدا في استخدام تلك الوسائل » فلكل
وسيلة زمائها ومكانها وهدفها » كما ان المنهج
الذي اتبعته كان منهجا كليا يقوم على اناس سيد
جميع 7 الثفرات » وعدم ترك ثسيء للظروف ٠
ونتيجة لذلك نجد ان برنامجها « المتعدد الوجوه »
يتحكم الان في اليهود من المهد الى اللحد » دون
وعي منهم في الكثيرآمن الحالات . وهدف هذا
البحث هو أن يشرح بايجاز بعض مظاهر ذلك
البرنامج واهدافه ووسائله وطرق تنفيذه » لما فيها
من فائدة للقارىء العربي © اذ لا يمكن مقاومة
شيء دون هفهم حقيقته ٠
الذاتية اليهودية
قلنا أن أهم فايات البرنامج الصهيوني منذ عام
17 هو تنمية الوعي القومي اليهودي بين يهود
« المنفى » توطئة لانشاء « الوطن القومي
اليهودي » . والمنطق يقضي » بعد نشوء هذا
« الوطن القومي اليهودي » في صورة «اسرائيل»»
بأن يرحل من تكون لديه هذا « الوعي القومي »
الى اسرائيل ©» وان يترك يهود « المنفى » وولاؤهم
القومي للبلاد التي يعيشون فيها . ولكن
الصهيونية» كدأبها دائما » تريد أن تمسسك بالعصا
من طرفيها . فهى تعسرف جيدا انه لولا يهود
« المنفى » »© ولا سصما في الولايات المتحدة » لما
امكن لاسرائيل البقاء طويلا » وهي تحرص لذلك
على ابقاء جذوة « الشخصية التومية اليهودية »
متقدة في صدور كل اليهود . بيد انها تعلم أن في
السبيل الذي تسلكه لبلوغ هذا الهدف ثيئا من
الوعورة ©» لاصطدامه في كل بلد بالولاء القومي له»
وهي لذلك تؤثر أن تطلق عليه تسابية مأمونة هي
« الذاتية اليهودية »6 » وهي تعني بها أية رابطة»
مهما بلغ من ضعفها © تربط صاحبها باليهود ٠
واسلوب الصهيونية هو الضغط على كل من له
رابطة باليهود حتى لو كان ملحدا لا يعرف شيا
عن الديانة اليهودية او حضارة اليهود وتاريخهم
كي يعترف بهذه «الذاتية اليهودية» »© فيبدو المطلب
هينا » ولا يعترض عليه أحد . ولكن ما يخفى على
الكثرين هو أن هذه « الذاتية اليهودية » تعني
في قاموس الصهيونية « اليهودية » الصرفة ©» وان
« اليهودية » تعني « الصهيونية » و « الولام
لاسرائيل » » وللثقافة « العبرية » ولتاريخ اليهود
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 7
- تاريخ
- يناير ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)