شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 13)
المحتوى
الشعبية والديمقراطية وغيرها ان تبدو وكانها اكثر استيعابا لتصميم الجماهير على
الحركة الثورية لانها رفضت هضم المهادنات المفروضة على الانظمة والمهادنات المفروضة
على المقاومة . وقد تمكنت هذه المنظمات الاكثر قدرة على التعبير عن وجدانية الثورة
من استقطاب قطاعات من الجماهر وجدت فيها مرسى لقلقها وضياعها . لكن صغر
حجمها لم يمكنها من الاستقطاب العام نظرا لضآلة فعاليتها على الساحة الاردنية
الاساسية . كانت احدى نتائج هذا الارتباك في صيغ العلاقة مع الجماهر ان تأثرت
علاقة فصائل المقاومة مع بعضها بعضا وبدا وهج العلاقة الوجدانية بين الجمامير
والمقاومة الفلسطينية يبيت . ومع ان الجماهير العربية تدرك بحسها الثوري ان لا بد
من تعقيدات تواجهها المقاومة الفلسطينية وان على المقاومة ازاء هذه التعقيدات ان
تقوم بانحناءات تكتيكية امام النظام الاردني او امام الانظمة العربية الاخرى » الا ان
غياب المشاركة وغياب انتظام التفكير بين المقاومة والجماهير » جعل من هذه الانحناءات
التكتيكية تبدو وكانها تخل عن المضامين الثورية لحرب التحرير الشعبية التي يفترخ
بالمقاومة ان تضع التصور الاستراتيجي لها وان تقوم بمتطلبات التعبئة لها وتنظيم
عملياتها.
في هذه المرحلة بالذات ايضا » اشتدت الخلافات بين فصائل المقاومة الرئيسية واشتدت
عملية الانشقاقات فيما بينها مما زاد في عملية ارتباك العلاقة بينها وبين الجماهر » مما
ادى الى جعل الجماهير العربية مكتفية الى حد كبر بعلاقاتها السياسية الباهتة نسبيا
مع القيادة المصرية . كانت هذه العلاقات السياسية مع القيادة المصرية علاتات اصيلة
ومستمرة الا انها لم تعد علاقات ثورية .كأن الارتباك في علاقتها بالمقاومة» جعل الجماهير
تقبل بمنطق تكقيق الممكن بدلا من اجتراح المستحيل » أي ان قوة الجماهير التي كانت
تكمن في طموحها » أصبحت هذه القوة تكين في اسستمرارها » وكأن المتقاومة
الفلسطينية عندما دخلت في وجدان الجماهير ابقت الطموح لديها ولكنه كان طموحا بدون
توجيه بينما تمكنت القيادة المصرية » برصيدها الثوري الوطني السابق »؛ ان تحتفظ
بالعلاقة السياسية » فرغم ان الهزيمة انتزعت من هذا الرصيد قيمته الثورية » الا انها
لم تنتزع قيمته الموضوعية . وحين نؤكد على عامل الارتباط بين الجماهي والقيادة
المصرية المتمثلة بالرئيس عبد الناصر ونحن في معرض الحديث عن الاردن » فلان الساحة
الاردنية كانت تضم القوى الثلاث الرئيسية : قوة النظام الاردني الهاشسمي ؛ قوة الحائل
القوى الذاتية للمقاومة الفلسطينية وتشكل لها بالتالي الحماية النسبية التي تمكنها من
ان تتحرك ثوريا وفدائيا .
المقاومة والقيادة الناصرية
ان الواقع الذي كانت تعيشه الجماهير العربية اجمالا من حيث التلاحم يما نسميه
اعتباطا حركة الجماهير الناصرية »© اي المتأثرة بقيادة عبدالناصر » وبالثقة المتراكمة
لديها به » كان يجيز للمقاومة الفلسطينية التعامل مع الانظمة ويمكنها في الوقت ذاته من
التحرك الجماهيري . وقد كانت السياسة المصرية في هذا الحين تؤكّد على امكانية
التوازي بين العمل من اجل الحل السياسي بموجب قرار ؟6؟ الصادر عن مجلس
الامن وعمل المقاومة من اجل التحرير الكامل . ورغم التنافر العلمي والعملي بين هذين
السلوكين : السلوك بموجب قرار مجلس الامن والمحاولات السياسية والدبلوماسية
والعمل في سبيل التحرير على المدى الطويل » فقد كان هناك اصرار لدى الطرفين :
القيادة الناصرية والمقاومة » على الظهور بمظهر عدم التناقض بالنظر الى ارتباط
الجماهير سياسيا بعبد الناصر ووجدانيا بالمقاومة الفلسطينية . اذا » كان هذا الارتباط
1١ ‏؟‎
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7240 (4 views)