شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 14)
- المحتوى
-
المزدوج والمتوازي » والى حد اقل المتناقض »© هو الذي فرض على عبد الناصر وعلى
المقاومة عدم التصدي لبعضهما بعضا في المرحلة الاولى » وفرض عليهما مستوى من
الارتباط والتلاحم لا تجيزه التزامات كل منهما : التزامات القيادة المصرية بالحل
السباسي »؛ والتزامات القيادة الفلسطينية بالحل التحريري . وقد تمكن الرئيس عبد
الناصر ؛ في الخطاب الذي افتتح به المجلس الوطني الفلسطيني السادس في حزيران
1 ان يعبر عن منطقية التوفيق بين مطلبين هما » في اي امتحان او معيار ©»
متناقضان . وانصافا نقول » بأن الجماهير العربية وكذلك القيادة المصرية كانت تفسر
هذ الموقف بان احتمالات تنفيذ قرارات مجلس الامن ليست واردة بالنظر لتعنت
اسرائيل ومراوغتها » وبالنسبة لطبيعة الذهنية والحركية الصهيونية وتصميمها
التوسع ومواصلة العدوان . لذلك فان الثقة السياسية للجماهير العربية بقيادة عبد
الناصر » كانت نابعة من اقتناعها باستحالة تنفيذ قرار مجلس الامن الذي من شأنه »
في.حالة تنفيذه » تصفية القضية الفلسطينية » لانه من الاستحالة ان يسهم عبد الناصر
في هذه العملية التصفوية . وني الوقت ذاته » كانت الجماهير مرتبطة وجدأنيا والى حد
ما سياسيا بالمقاومة الفلسطينية » لانها كانت تعتبر ان سياسة التحرير هي الني تلبي
تطلعاتها القومية وامالها الثورية . ولكنها » اي الجماهير ؛ كانت تعتقد بانه ليس يقد
المقاومة ان تقوم بالتحرير وحدها » انما بمقدورها ان تبقي قضية التحرير مفتوحة وحية
ومتفاعلة . بقيت هذه العلاقة الثنائية من قبل الجماهير مع كل من المقاومة وقيادة عبد
الناصر » قادرة على فرض مستوى من التنسيق حتى في احلّك لحظات اللاتفاهم » وكانت
قادرة على ان تنجز هذا المستوى انطلاقا من قناعة وطنية اساسية عند الرئيس عبد
الناصر بأهمية ابقاء الجماهير في حالة متقدمة من الاستعداد للتلاؤم الذي كان متوفرا
خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة . على اي حال مهما كانت التباينات مع مصر
ومهما كأنت المقتضيات الظرفية التي تحول دون قدرة مصر على التحرك الثوري
اتجماهيري الكامل 4 فان اي أسقاط لمصر من حسابات اضاعة روح المقاومة وتعميقها
على الساحة العربية » هو اسقاط يفرغ العرب من احدى الادوات الرئيسية الضاربة
ضد اسرائيل . وهكذا كان على المقاومة الفلسطينية رغم عدم تواجدها الحميمي داخل
الارض المحتلة بمعنى ارتباط اهلنا ف الارض ال محتلة بقيادة المقاومة وتوجيهاتها وليس
بمعنى التعاطف معها » كانت المقاومة قادرة على التقاط هذه الضغوط والاستجابة لها
وبالتالي الابقاء على علاقة عضوية مع القيادة المصرية رغم تشنجات طرآت في عدد من
المراحل تمثلت في ادانة تخلي التعبير السياسي المصري عن مفرداته الثورية بالنظر
الى مهادنة الانظّمة العربية والى تقلص » والى حد ما تخلي القيادة المصرية » عن الفعل
الثوري في المنطقة العربية . اذا » فقد كانت المقاومة القلسطينية وكذلك الرئيس عبد
الناصر » على استعداد للقبول بوجهة النظر الاخرى رغم عدم وجود استعداد لدى اي
منهما لتبني وجهة النظر الاخرى . هذه العلاقة الحميمة لكن المتوترة في الوتت ذاته ©
العضوية والمستقلة في نفس الوقت بين هناتين القيادتين الجماهيريتين بقيت تحمي
التواجد الفلسطيني المكثف وعمل المقاومة في الاردن » والى حد ما في لبنان .
مشروع روجرز
ظلت العلاقة على هذا النحو : حميمة ومتوترة في آن واحد » الى ان تقدم وزير الخارجية
الاميركية بمشروعه المسمى « المبادرة الاميركية للتسوية » . وكان الرئيس عبد الناصر
قد ذهب الى موسكو واجتمع بالزعماء السوفيات » وتباحث واياهم في موضوع القبول
بهذه المبادرة . تبين بالنتيجة » ان السوفيات » وان كانوا يرغبون في مضمون همكذا
مبادرة » الا انهم المحوا الى ان من الافضل ان تأتي هذه المبادرة من فرنسا بدلا من ان
ردلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)