شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 22)
المحتوى
والتداخل مع الجماهير العربية » كانت تؤكد بأنه ما دام هدف التحرير هو في مرحلة
التحرر الوطني ؛ فليس مطلوبا من حركة التحرر ذلك المقدار من الفرز المذهبي الذي
أصرت عليه الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية . من هنا كان التوجه للجماهير
العربية » من قبل فتح » توجها صادقا » لكنه كان توجها سهلا » من حيث ان الالتزام
بالمقاومة الفلسطينية لم ينطو على التزام بمذهبية عقائدية محددة . من هنا لاقى توجه
فتح العربي » قبولا عامنا مكنها من التحرك العربي الاسهل . لكن سهولة تحركها جعلها
أكثر استعدادا » لان تكون علاقاتها العربية أقل عضوية : وأقل الزاما باعتبار انها تؤكد
على ضرورة تنمية القوى الذاتية للشعب الفلسطيني وتكتفي بالدعوة لان يؤخذ من
العمرب ما يمكن للعرب » في كل مرحلة » ان يعطوه . وكانت علاقة فتح بالجماهم العربية
تمتاز بالتقطع والشمول في آن واحد وكانت تعتمد على عفوية الجماهير دون ان تسعى
الى تنظيمها . وبالمقايل كان توجه الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية » في هذا
المضمار © أكثر صرامة » في تحديد الملتزمين وبالتالي جعل المشاركة بالثورة الفلسطينية
في الساحة العربية تعني التزاما متطابقا مع مسؤولية الفلسطينيين .من هنا كان التجاوب
العربي مع الجبهتين التزاما اكثر تقدما في المعيار الثفوري » لانه كان على مستوى
الساحة الحماهرية استثناء وليس ثساملا ‎٠.‏ ومن ناحية أخرى 6 فان سصسوع التوتيت فيما
يتعلق بالتوجه المذهبي المتقدم للجبهتين يهدر من صحة التوجه . وهكذا كان لكل من
توجهات فصائل المقاومة على المستوى العربي محاذير وامكانيات » ولعل تعدد التوججهات
ظهر في ركاكة العلاقات الجماهيرية العربية مع المقاومة الفلسطينية » رغم بقاء التزامها
بضرورة وجود مقاومة . وهكذا فان علاقة المقاومة الفلسطينية بالجماهير العربية في
السنوات الخمس الماضية » لم تكن علاقات بالمستوى المطلوب ولا بالستوى التي
تستحقه . ولذلك فان اولى شسروط وحدة المقاومة مع الجماهر العربية هو الوصول الى
وحدة التوجه العربي » ووحدة التوجه لا تأتي الا من خلال وحدة النقييم للمرحلة ولتتابع
المراخل التي يمر بها نضال الشسعب الفلسطيني ونضال الشعوب العربية في سبيلٌ
الوحدة والتحرير ‎٠.‏
ان اول شروط التوجه الوحدوي للمقاومة الفلسطينية هو نجاح تجربة الجبهة الوطنية
العضوية » بين الفصائل الرئيسية لحركة المقاومة » ولقد حصل في الاسابيع التي تلت
انْمْقاد المجلس الوطني الفاستطيني التاسع ؛أخطوات عيلية تحوا تواخيد الو لش
الوظيفية لمنظمة التحرير ؛ وهذا من شأنه أن يعود فصائل المقاومة المختلفة مذهبيا على
مناخ الوحدة في قطاعات اساسية ستصيح » بنتيجة الخطوات الوحدوية » مؤسسات
جماهيرية مشتركة . ان الصيغة الجبهوية لا ترمي الى الغاء الفروقات المذهبية لكنها
تسعى الى ان تصب الاجتهادات الناشئة عن تباين مذهبي او سياسي في محصلة للراي »
تكون ملزمة لكافة فصائل المقاومة » دون ان تكون هذه المحصلة مطابقة كل التطابق
لسياسة او مذهبية اى من هذه الفصائل » الا بمقدار مماشساة سياسة المنظمة لمحصلة
الرأي . ان هذا التفاعل السياسي يقضي على سلوكية تريص فصائل المقاومة ببعضها »
وتحين الفرص لوراثة بعضها او ابتلاعها » الا ان الصيغة الجبهوية بالمقابل تجيز غارات
عقائدية بين فصائل المقاومة » لان مثل هذه الغارات تدفع المنفلق لان يكون اكثر انفتاحا
وتشجع المتزمت لان يكون أكثر مرونة في الاقناع . اذا مالغارات العقائدية والسياسية
هي من داخل الشرعية الثورية للجبهة الوطنية . لكن تركيز العلاقات على التوتر وجعل
كل من المنظمات تتعصب تنظيميا لحماية نفسها » يناقض الوحدة في الساحة الفلسطينية
المطلوبة . قلنا ان وحدة التقييم تؤدي الى وحدة التوجه للمقاومة على الساحة العربية »
ولعل أهم ظاهرة ف هذا المضمار 4 هي أن تدرك المقاومة الفلسطينية أن أولوية توجهها
هي للساحة العربية . فالساحة العربية بالنسبة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية هي
"لساحة الطبيعية التي ينتمي اليها الشسعب الفلسطيني والتي لا يفكر بتجاوزها قبل ان
"22
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)